الاثنين، 1 نوفمبر 2010

ضد رغبتى ....مجموعة للشاعر أحمد المريخى



ضد رغبتى

أحمد المريخى

آلو
يا أصدقائى الذين أُحبُهم كما أحبتنى أمى:
آلووووه

أحمد فى مطلع 2004

تصدير

كان يمكنُ لنا أن نصبحَ عائلة واحدةً..

لكننا فكرنا فى ذلك على انفراد.

الانبلاجات*

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* حالات متوازية (كُتبت فى الفترة من 1992: 1995م)

؛

الابتسامةُ التى فرضها المصور

على وجهى فى العام الماضى..

افسدتِ الصورةَ التى رسمها الله لى منذ

ثلاثين عاما.

؛

وأنا

أُعرَى صدرى للسما ..

ندت نجمة؛ قالت:

لماذا تعرى للسما.../

ـ كى تدخلى،

فدخلتْ نَجمةٌ غير التي...

يانجمة: لمَ تدخلين؟

قالت: ولمَ تعرى للسما جسد السنين؟!

ـ كى تهبطى،

فهبطتْ نَجمةُ غير التى.../

يانجمةً: لم تهبطين؟

قالت: ليس بعدُ: ليس بعدُ:

ياأيها الولد الحزين..!

؛

عاريا جئتُ

ألاَّ مِن الذى به عُلَّقتُ..

؛

راضعُ‘ من خبز أمى زُبداً وإداما

وحين انفلاتِ الرجولةِ من جسد الغلام

تبخّر الزُبد.. ففاح الإدام.

؛

ورسمتُ شجرةً

علَّقتُ فيها الربيعَ..

ولما جاء الخريفُ استدارتْ

مرَّتْ على مرفقىّ وقالت:

سلاما!!

؛

وفى المساء..

أوقدُ أحلامى

كأرملةٍ تتحسس أطفالها فى المنام.

؛

تحركتُ ضدّى

فقابلت ضدّى

وصرنا ضدّين..

ضدّى!!

؛

ثمّة شىءُ‘ يؤخذُ علىّ:

أشعرُ أنَّ الكونَ محايد

وأنا قد أنحازُ إلىّ.

؛

أخبرتُهم أن الذى

قد مات.. مات

وأننا لمَّا نزل..

نحاولُ الحياة.

؛

ليس سواه

يسرقُ مَنْ سوَّاه.

؛

و"لله أن يبقى"

ما دُمنا

نتسربُ من أرواحنا

بدناً.. بدنا!

؛

ووقتاً ما

سأحاولُ أن أموت

لكننى لن أستطيع

ربما لا أخشى الموت

ربما أخشاهُ

ووقتاً ما

إما سيقتلنى

أو سأنساهُ !!

؛

،، ..................!

ـ وَمنْ يرفضُه الموتُ

ماذا تفعل به الحياة؟!

،، ..................!

ـ يواريه التراب وينبشُ..

؛

يريدون أن أُعلََّلَ موتى!!

...................،،

وبماذا أُعلَّلُ روحَ السمكِ خارجَ المياهِ إذا

كان كوردةٍ لا يذبل رحيقُها أبدا؟

؛

ثُم لن تقومَ الساعةُ الآن!!

.....................

....................

(لن تقوم الساعةُ إلاَّ على الأشرار)*

أمّا أنتم: أنتم طيبون

طيبونَ إلى...

درجةِ الخُسران.

ـــــــــــــــــــــــــ

* من حديث نبوى

؛

ـ ومَنْ يشترى الأرض..

من يزرع وردةً يشربُ أريجَها الميتونَ..

فينفضونَ حيادَهم

من يرعى حمامةً تحتاجُه؟

ـ .........................

.........................!!

ـ إذنِ اصطفاك اللهُ..

تعيشُ مُشرَّدا

إلى أن يجىءَ وراءك المستقرونَ..

؛

الأرضُ استوت

لكن الطرحَ..

دُخان.

؛

أصحو فى الحافلة

من حَوْلى.. حَوْلى

والحافلةُ هى الحافلةْ.

؛

يا أيها البردان

آن الأوان

فاخلع رداءك

كى نُغطّى به الوطن.

؛

و(يا أيها الوطن المسافر فى دمى)*

سأكتفى بسذاجتى

وأقولُ

إنّك

مُنزلى!

ـــــــــــــــــــــــــ

* تعبير دارج عند كثير من الشعراء

؛

اكتملتْ أسلحتى بعد أنْ انتهت الحروب.

؛

دعكَ من الحكمةِ..

رَجْرج

هذا الكونَ ودحرجهُ برؤاك

سوَهَّ بهمومك..

همُ قَدّامُ‘، وهَمُ‘ روَّاحُ‘، وهَمُ‘

يستأهلُكَ لحربٍ قادمةٍ وطريق.

؛

صاح المجنونُ فى المقهى: "الكريمُ لا يُضام"

فدسستُ فى يد الشحاذ ما لم أره

ودلفتُ أصرخُ فى المقاهى:

الكريمُ..

لا..

يُضام.

قال المجنون فى المقهى: (سُرَّ مَنْ رأى)*

قلت: يا مجنونُ تُتعبُنى عيونى!

قال خذْ عيونَ العبدِ يا الله

قال الله: لا؛

ضعفُ عبادى فى عيونى!

قال المجنون قُلْ

قلتُ يامجنونُ أنا.../

ُقلْ

قلت: أنا يا.../

ُقلْ

قلتُ اتئد؛

ضعيفُ هو الدوُد لكنهُ

إذا ما نغى

يفنى جسد.

ــــــــــــــــــــــــــ

* من المواقف والمخاطبات للنفري

؛

كنتُ أكتبُ لأننى مُندهش!!

رغم ذلك*

ــــــــــــــــــــــــــ

* (كُتبت القصائد فى الفترة من 1998:1993م)

تشخيص

..وعندما فتحتُ قميصَ حبيبتى

لم تكن هناك مفاتنُ

كان الجيلُ الذى يعيشُ هزيمةً حقيقيةً

يواجهُ الجيلَ الذى يندَّد بانتصاراتهِ

فلا تلوموا حبيبتى

عندما افتحُ قميصها،

وتفتحُ قميصى،

ونحققُ معارك صغيرةً

لاتشبهُ الانتصارَ الزائف!

تخطيط

..وفى لحظة كتلك؛ بعد قيامةٍ قادمة

يجىءُ رسولُ

يرددُ كلماتٍ تشبهُ كلماتى

وفى حياةٍ تشبهُ هذه الحياة

يقول لكم- يا ناس-:

حاولوا أن تلمسوا السماء بأصابعكم،

فهذا من الإيمان!

وإنْ استطعتم أن تخدشوها

لا تؤجلوا جَرأتكم؛ عسى أن تظفروا بما لم تُدركوا

- يقول لكم- أيضا:

اخلعوا حيادكم، وحاوروا الله كلَّ ليلٍ

- كى تزدادَ معرفتُكم-:

- يا ناس- ماذا تبتغون من سكونكم

إن كنتم تتأملون اطرحوا نتاجكم

- قبل أن تسكنوا أبدا-

وإن كنتم ساكنين بطبيعتكم

اصَّاعدوا شيئاً فشيئا

قبل أن يأتي رسولُ

يسخرُ منكم

فى حياةٍ تشبهُ هذه الحياة

بعد قيامةٍ تعلمونها؛ إذا مددتم إرادتكم!

المستحيل

يجلسُ فوق مقهانا

يحكى عن لوحةٍ له

كيف أسقطَ الإطارَ عن كونٍ بهيمٍ،

وعن طفلٍ يدلقُ أحشاءه خارطةً

بها بهاءٌ غريبٌ

يقفُ له المارةُ..

يحملقون فى شغفٍ

ويعجبون من جبلٍ سيّدٍ ومن سهلٍ وحقولٍ وبيارقَ..

تتحدثُ عن عصفورةٍ

تجمعُ حولها يماماً

كلُّ يمامةٍ تفتحُ عُشَّها

فينتشى ولدٌ: يداعبُ أفراخه

وفى مقهى على قارعةِ الطريق..

يُشهِرُ فى أوجهِ الناسِ الدخانا..

- كأنه يتخلى عن صمته-

يُمسكُ الريشةَ

فيتعانق الخلقُ

وينسحبُ الربُّ فى حبورٍ ويقول:

هذه جنتكم التى كنتم توعدون.

القىء

الإحساسُ الدائم بالقىء:

العظامُ التى تختلُ من وخز الشتاء:

والقلبُ الذى أنهكه البرُش؛

لم أكن مسجوناً سياسياً- ربما تحترموننى-

لكننى

غازلتُ بنتاً فى طريقٍ جانبي

أراد الشرطىُّ أن يظهَر فى عينيها فأدخلنى أسوأ شتاءاتٍ..

***

ربما لأننى حقيقىُّ

لم ألثمْ مرةً شَفَةَ حبيبتى

وذات يوم سألتُها: هل من طعمٍ لأحمر الشفاه؟

أجابتنى كمن يقول:- (من يهن يسهل الهوان عليه)*- من يذقْ.. يعرفُ

وكان اللقاءُ القادم أتى..

رحتُ أستدرجها إلى وردةٍ

- وصورةُ الشرطىَّ فى عينىَّ ماثلةُ-

بوعى قالت: شكراً لسذاجتنا-:

فقد أكسبتنا معرفةً جديدةً.

***

ربما لأننى أريدُ أن أعيشَ مِثْل جيلى:

"جسدٌ من الإحباط يحتضنُ الأمل"

ربما الاحتلالُ الذى يشعر بى

ربما الذاكرُة التى تخشى الفضيحةَ

ربما الجملةُ التى لكزتنى

ربما صورةُ الشرطىَّ

ربما لأننى حقيقىٌّ..

ثلاثون عاماً من الجسد تسقطُ

ثلاثون عاما تحتلُ كلَّ شىءٍ..

حتى الكتابةَ التى أظنُ اسمها: "الإحساسُ الدائمُ بالقىء".

* من المتنبي

هكذا

كلُّ شىءٍ صار قاسياً

حتى العربةُ التى انفردت بالسائق

تضنُ عليه بالحياة

فيمسى هكذا:

إذا أشارَ لعربةٍ تقفُ مُشقفةً

وإذا صَعَدَ الباصَ أخلوا له مقعدا

بينما تنتظرُ عيونُهُم ابتسامتَهُ

- كى تمطرهُ بالعذابِ المُهين-:

هكذا الشجرةُ التى كانت ظلالُ العابرينَ تستحمُ فى جسدها

ابتلعت الأرضُ ظلاَلها،

ونامت اغصانُها تحت الجذوع..

فمارَسَ الريحُ لعبَتهُ..

كرملٍ يسحبُ خُفَّهُ من قدمِ ناقةٍ شاهقةٍ.

وهكذا

خلعتْ آخُر سيجارةٍ جسدَها فى دمى

وحبيبتى تحملُ حقائبها

وتوصدُ البابَ جيداً:

والمسافةُ- لمَّا فتحتُ البابَ- شاهقةُ

لكننى

تساقطتُ كرمادٍ

وروحى فى حقائبها؛

وهكذا ابتزنى صديقى الذى آب لى كأرنبٍ مذعورٍ

يعرفُ أن سيدةَ الدارِ تتربصُ به

وأن لحمَهُ حلالٌ

لكننى

صدمته بـ (هكذا)

وهكذا صار كلُّ شىء.

وحدى

،، رَسَمَ على برديةٍ قديمةٍ صورَتهُ

وتركنى هزيمةً كجنوده الموتى

أطفالى يسألون:

لماذا خلَّّفتنا..

لماذا كهزيمةٍ تبقى،

أو كانتصار؛

لم يتعدْ طعْمَ المقاومة ؟!

،، .......................... وحدى

وهم يكوّمون التراب فوقى

وإذ يصعدونَ

مسافةُُُ تبُقى

فيسّاقطونَ بدناً فارغاً

وأنا- لأولِ مرةٍ- أنبشُ برديةً قديمةً

خلَّّفتنا هيكلاً واحدا!!

وحدى أيضا

،، ويضيعُ وجهى بينكم

مثِل رجلٍ

كلّما تخلّصَ من أعبائهِ

فَقَدَ من أعضائهِ بدناً

حتى تكوَّمَ فى الرصيفِ

يسألُ العابرينَ..

لماذا

يخافُ

الموتُ

مِنّى!؟

رغم ذلك

دحرجَ أنبوبةَ الغاز ..

ومشى الطفلُ الصغيرُ يشمَّر أشياءَهُ

وفى أقربِ نقطةٍ قديمةٍ دلقَ قلبَهُ ؛

لم تُحدَّثْهُ التى (كانت تَشُدُّ الخَصَر كلَّ صباحٍ)*

لكنها بنظرةٍ

لوَّنتِ الرصيفَ بدمائهِ

وبعدما هَجَرَ الطفلُ الصغيُر أشلاءَهُ

صار مبتسماً؛

الجميلةُ التى أخجلتهُ

لاتعبأْ بشفاهِهِ

رغم ذلكَ حَدَّثَهَا قائلاً:

لاتحزنى ياقاسية؛

أنا سامحتُكِ!

ــــــــــــــــــــــ

* التعبير للشاعر الراحل أشرف الجيلانى

زهرةُ َتلَّ حُزنٍ

تتسلَّل من حضنِ صباحٍ

تجمعُ شعرها وللرملِ تذهبُ

وفى أخر الليلِ

ترجعُ بالمتاع

تفرشُ جسدها

تتألمُ ولاتصدّق

هكذا كلّ يوم!!

ذاتَ ليلٍ

أدركها نباتُ لاينتمى للرملِ..

قال لها:

مشيتُ طويلاً حتى وصلتُ إلى تَلَّ حُزْنٍ..

أعرفُ أنَّكِ عليه

... قال كثيراً

فباتتْ بمشاعر عانسٍ تخلتْ عن اللقب

وكان الندى أجملُ من أى يومٍ مضى

مرت فيافٍ

توقفَ فيها النباتُ- يعافرُ-

و إذْ تتسلَّلُ للرملِ..

الرملُ يزحفُ!

لم يحتملْ النباتُ الثباتْ

وذات صباحٍ راح إلى الرملِ ينبشُ

- والزهرةُ عانسُ تخلَّتْ عن الجسد-

ولما بات الندى باهتاً

نهضتْ من الرملِ

كان النباتُ انتهى

وظَلَ العُفارُ الذى خلَّّفتهُ

مجردَ مشاعرٍ..

(مشاعرُ خارج مقابض الجسد)*

والرمل يزحفُ: يزحفُ ببطءٍ عليها.

ـــــــــــــــــــــــــــ

* التعبير للشاعر أحمد خالد

المسوَّدة*

ــــــــــــــــــــ

* (مايو: أغسطس ـ 2003)

أسباب

(1)

لأنَّ الخوفَ ليس خوفاً بدونه

لأنَّ الألمَ وهمٌ بدونه،

ولأنَّ عيونه تزرعُ الأرواحَ..

وتبنى خطو مثيله،

ولأنَّ حين ينامُ..

تنعسُ الأحلامُ والأوهامُ والأفراحُ والأحزانُ والآلام

وبدونه تختفى الأرباب

لكلِّ هذا وغيره

كان الجسدُ

فمن منكم بلا جسدٍ

كيف تراه عيونُ الحياة ؟!

(2)

تغيبُ العينُ فى النوم

والأذنُ فى الضجيج

والأنفُ فى زحمة الروائح

يغيبُ الرأسُ والقلبُ

والزيتُ والبيتُ

وتبدأ الخيانةُ

متى يبدأُ الجسدُ فى الغياب!

تَذْكَارُ سعادةٍ

تحيةً طيبةً؛

تقرؤنى الليلةَ بعد مطاردةِ غزالٍ

يتدلَّلُ فى "القمرايةْ"

يتحدى خَجَلى

ويعاتبُنى فى نفس الوقت؛

كيف تكونينَ مُحبَّةً

ولا تصرخينَ فى وجه حبيبك:

أحبُّكَ

نعمْ أحبُّكَ

لكن..

عِدنى أن تقرأنى فى البيت

فرسالاتُ الأحبة أكبرُ من أن تُقرأ هكذا؛

فى غابةٍ

وإنْ لم يكن لديك منزلٌ..

ابحثْ عنه

فى مرآةٍ عانسٍ تتأملُ جدرانها

فى استراحةِ عاهرةٍ تستجمعْ الحرية

فى ابتسامة غوريللا تُفلَّى فروةَ قردٍ فى الكهف

وربما تجدهْ هناكَ:

فى شجرةٍ تسمحُ للعصافيرِ

بالنوم دون سؤالٍ عن هُوَّيةَ.

لكن .. أرجوك

احتفظ بسطورى كتذكار سعادةٍ

أرجوكَ أيضاً

أنْ تؤجَّلَ الإجابةَ.. وتتأنى

فكثيراً ما تصنعُ الإجاباتُ السريعةُ

نهاياتٍ لأسئلةٍ كانت عظيمةً فيما مضى!!

وأقولً لك:

تهربُ القروياتُ من الكلام؛

اعتدن أنْ يقرأن القلوب

لهذا أيضاً يلجأن إلى الكتابةِ؛

المدينةُ ضوضاء:

المشاعرُ تَضِلُّ مواضعَها:

المسافاتُ محكومةُ بحساباتِ نادلٍ

وبأصواتٍ متداخلةٍ؛

المجنونُ الواقعىُّ إذْ يصرخُ:

"الملائكةُ فيهم سودُ وفيهم بيض"

والمجنونُ المجازىُّ الذى يحاولُ أنْ يعيشَ خارجَ السياق.

أما بعد؛

لا تضعنى على الرف

ولا تحتفظ بجسدى فى خزانةٍ

أنا لم أُخلقْ لخلودٍ فج

ولستُ صنماً لمعرفةٍ

أنا شاهدتُ الكذبَ كلَّ يومٍ

ومؤخراً آمنتُ به فى حكايات الأنبياء؛

كانوا يؤمنون بأن الكذبَ خالدٌ

بقدر إيماننا به

فلا تؤمن بى

ولا تعبأ بكلماتِ المزدوجيْن

الملائكةُ كما قال المجنونُ؛

"فيهم سودٌ وفيهم بيض"

وامنحنى لأصدقائك

لعلهم يعيشون فى جسدى.

وختاماً..

لاتغتصب أفواهَ الأصدقاء

ولا تربكهم برسالاتٍ صوتيةٍ تُفسدُ آذانَهم

دعهمِْ لعيونهم

واحذرْ عودتهم لسطورى؛

فى العودةِ ألم

كغيابِ الرملِ من الصحراء

والماءِ من النهر

والغابةِ من كهف

وتذكَّرْ:

كان لى صديقُ تغيرَّ جسدُهُ

فغامتْ مشاعرى

فانسحب المطرُ من السحاب

ثم تبخَّرتِ الحياةُ

تذكَّرْ أيضاً:

النارُ تحرقُ البيوت

وقد تصنعُ- للأسفِ- الملائكة.

هامشُ جسد

(1) السجن

الدجاجةُ فوقَ أسطُح البيوت

لا تُجرَّب الطيران

هى تعرفُ أنها محبوسةُ أصلاً

الحمامُ أيضاً

ينامُ فى سماءِ الله فارداً جناحيه.

(2)النور

فى الحىَّ بيتى

فى البيتِ جسدى

فى الجسد سوقى وأغصانى وأوراقى

ولى ربُ أحاسبُهُ؛

كم ورقةُ جفَّتْ من شجرى الباقى؟!

(3)المعادلة

كثيراً ما

تفوزُ الجوارحُ بالبقايا

وليس أبداً

تأكلُ النموُرِ غزلانها

ودائماً

البلطجىُّ

يصنعُ بلطَتَهُ من خوفِ ضحاياه.

(4)التواطؤ

بصماتُ الجانى خالدةُ

والَمجْنِىُّ عليه..

يرحمُهُ الله!!

(5)الإخلاص

الإلهُ الربُّ

الربُّ الأبُ

الأبُ السيد

السيدُّ لا العبد

العبدُ الخبيث

الخبيثُ الفانى

............

......

..

وما بالى

بذواتٍ يصنعُها هوانى!

(6) البرهان

يمشى الزمن

(بما أنَّ إِذن)

يغفو هنا

فى الغفوةِ الثمن؛

عاشَ الذى باعَ الوطن

يعيشْ يعيشْ يعيشْ يعيشْ

يعيسْ يعيسْ

يعيشْ يعيثْ يعيثْ يعيثْ يعيشْ

يعيسْ يعيثْ يعيثْ يعيشْ يعيسْ

يْعييييس

يعيييث.. يعيييششسسسثثسسشس!!

الوداع

(1)

الأشجارُ

لا تُجبرُ العصافيرَ على السُكنى

ربما تحتفظُ لها ببيضٍ يحتاجُ إلى دفءٍ

.................................

أنا آسفٌ؛

لأنَّ الوراثةَ تنقضُّ على الأجنةِ فى ثكناتها

والأشجارَ تخطىءُ إذْ تتصورُ أنَّ أوراقَها خالدةُ

آسفٌ أيضاً

لأن الجسدَ لا يستريحُ

عندما يستهلكُ القلبُ نبضاتِهِ.

(2)

سنُعلَّقُ آخرَ قطرةٍ من جسدينا

لنتذكرَ أفراحنا؛

أولَ طمثٍ

وآخرَ شهورٍ حملٍ زرعناه سوياً

ونحتفظُ بأحزاننا؛

الحزنُ شريعةُ الحُرِّيةْ.

أحـمد المـريخي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى