الاثنين، 31 ديسمبر 2012

ما للعاشق قلبين في صدره شعر: حياة بلغربي(بلقيس)





















ما للعاشق قلبين في صدره

شعر:

حياة بلغربي(بلقيس)
........

و قبلَ التعبِ
و بعدَ التعبِ
أحبكَ
يتفكك هذا الجسدُ المنهكُ
على الحقيقةِ
و أصغي إليهِ
علّ جزء يتذمر منسحباً
و يغادرني
و يتذكرني كلما صرتُكَ.
أناملي العشرةُ
أعياها العزفُ
على بيانٍ
أفلتَ سيمفونية
مستعصية على الكمالِ
و شوقي يكبر في الخفاءِ
و يتناسلُ كما ذرات الغبارِ
في الزوايا المهملةِ
و كلما تنهدتُ
غرق نهرٌ في مصبهِ
و لامني عاشقٌ يكرهني حد العشقِ
ما سرقتُه عمداً
و ما بيدي إذ بعثرتُهُ في ساحة الأرقِ
على سياج الوسنِ
قلبي ممزق و أنتَ أوسعُ من خُرمٍ
يمطرُ سِقط الحنينِ
على حلمنا اليقظِ
و يمنحني إلى آخر قطرةٍ
رقصةً بين الشهيقِ و الزفيرِ.
أما خنقكَ عبقُ يا سمينة شرقية
تطولُ و تطولُ كأنها المدى؟
و تشرئب بنبضها لشاعر
سماها باسمها
و علق على غصنها
أغنية لفراشة بلون الندى
هاجرت خريفا
لم تزحف نحو بحيرة
غارقة في تيهنا
حيتكَ
و قرنفلةٌ ببياض أصابعي
عطرتما حبري.
ما كنتُ أعرفُ
أن عيني
وطنٌ
لشريد خاصمه اليقينُ.
هل قرأتَ ما كتبه شاعرٌ
عن بريق الغوايةِ
في مساءات الريفِ
حيث القنادلُ جذلى
ترقص وهجا
و صوتي الطاعنُ في القتلِ
يغني لغريبٍ مجه حلمه
ساعة البدءِ؟
حامضٌ حد المرارة
طعمُ الاغترابِ
و الوطنُ أقربُ من العتبة
و يدك قريبة جدا
كأن ما بيننا زجاجٌ !
و قبلَ التعبِ
و بعد التعبِ
أحبكَ
و بعد التعبِ
و قبل التعبِ
تحبني
تجيئني خلفَ ضحكة
ما أقنعني رنينها
تسألني عن الموج الدخيل
بيننا
و أي شاطئ
يغازلُ
قدمي المثقلتين
بِعدِّ المسافاتِ.

الناضور/المغرب

وردة الماء الاخيرة.. حياة بلغربى / بلقيس المغربية








وردة الماء الاخيرة..

 حياة بلغربى  / بلقيس المغربية













استفقت على رسالته الهاتفية..
ـ صباح الخير يا ريتا صباح الورد يا أخت الورد قال لي..
قرأت الرسالة بكسل، وأنا أدعك عيني اليمنى، التي يغلبها النعاس عادة أكثر من اليسرى، ولا أدري لذلك سببا.
كان المطر يهب خفيفا لحظتها، وقلبي يدق عميقا، وأنا أعيد قراءة الرسالة. تثاءبت مطولا، اليوم عطلة، أستطيع أن أنام قدر ما أشاء، لكنه فجأة دب فيّ نشاط غريب، رميت الغطاء بخفة دون سابق إنذار، وانحنيت بجذعي يمنة ويسرة. لمحت البطاقة المطوية التي تركتها على المقعد الخشبي، تحت النافذة وجدتها مبتلة بماء المطر، الذي لم أنتبه لهطوله ليلة أمس، تحول مدادها الأسود إلى أزرق فاتح، حاولت أن أفتحها بحذر علٍّي أقبض على الكلمات، التي احتفظت بها لخطابي الأخير، لكنني عبثا حاولت فتحها، وبعد يأس تركتها جانبا، وعزائي أن أعود إليها حينما تجف، أحسست بالبرد يتسلل إلى قدمي عبرجواربي المهملة، وأنا واقفة على الأرضية المبتلة، برشاش المطر المنبعث من شق النافذة.
نمت ليلة أمس نومة عبود، ربما لأنني تأخرت في النوم،  وأنا أستأنف رحلة القارب السحري. أنا عادة تستهويني قصص الأطفال، وأحب أفلام الكرتون، تظل عملا نظيفا يستحق الاهتمام. أقبح تحول نمُر به هو انسلاخنا من طفولتنا.
تساءلت إن كان (وانغ) صنع خيرا لإنقاذه ل(تشانغ بوسان)، هو أنقذ النملة، وملكة النحل، والكركي، أما القط الأبيض الكسول، لابد أن ينقذه لأنه صديق قديم وحميم، هذه المجموعة تستحق الحياة، الطوفان للأشرار، لكنني أشك في أمر (تشانغ) كما والدة (وانغ)  تماما.
القط قال له: أنت رجل يطمع في الأكل، ويكسل في العمل، ويسرق أشياء الآخرين، و يضمر لهم شرا.
أعجبتني جرأة القط الأبيض، وتمنيت  لو أني أملك نصفها، كي أفجرها في وجه من يستحق، هو فعلا ليس اسما على مسمى، كما يدعي، لكن زهرة كانت اسما على مسمى.
ما الذي يذكرني بزهرة في هذا الصباح الماطر؟ وهل نسيتها حتى أتذكرها .
  الرجل الذي اشترى الورد من عندي، طلب مني أن أكتب على البطاقة الأنيقة، التي اخترتها باللون الزهري، حتى تناسب الباقة،  قال لي رافعا الكلفة بيننا وكأنني صديقة قديمة:
ـ ما رأيك أن أكتب لها كل عام وأنت ربيعي...؟ راقني التعبير المطول، وقررت أن أكتبه للقابع هناك وراء الرمال ..غيرت البطاقة بأخرى أكبر، حتى تسع بوح هذا الزبون الغريب، واحتفظت بالأولى لنفسي.
رددت مبتسمة بعدما انتظر جوابي المتأخر
ـ رائع أحسنت تعبيرا سيدي.
أخذت القلم الفضي من يده، وكتبت ما أملاه، شكرني مبتسما وأخذ وردة من الباقة وأعطانيها. ليست هذه أول مرة أحظى بوردة من زبائني خلال عملي بمحلات الورد. وضعتها على الكنتوار أمام الهاتف الذي أنتظر أن ينتشي برائحة الورود، ويهتز فيهُزَّ قلبي.
توليب جميل ألتقط بعناية، العمل في حقول الورد ليس سهلا، كما أخبرتني إحدى العاملات، لكن الجميل دائما يستحق بعض العناء.
دخل شاب المحل، رفقة طفلة صغيرة تلبس قبعة مزينة بالورد..داعب الرجل الذي ينتظر تغليف باقته قبعَتها، نفرت منه الطفلة، واتجهت صوب الشاب الذي يتحدث في الهاتف بصوت هامس، تعجبت كيف يسمعه محدثه وأنا لا أتبين كلمة مما يقول؟ وهو على مقربة مني، لا يفصلنا غير الكنتوار. تمايل في غنج بعدما أطلق ضحكة أخجلتني، لمحت قرطا في أذنه اليمنى، وأظافره الطويلة كانت مطلية بالوردي الفاتح، عرفت أنه من ذلك النوعِ. نظر الرجل إلي نظرة ذات مغزى ثم ابتسم.
تساءلت لِمَ لَمْ يكتب هو على البطاقة؟ لابد أن خطه سيء، وإن، أنا "مشكل بالتركيب" ضد الفكرة، أردت أن أقول له: أكتب بنفسك يا سيدي، مهما يكن خطك سيئا، أكتب بخطك هذا أكثر حميمية وأقرب للقلب. لكنني في النهاية رضخت لرغبته وكتبت صامتة ما أراد.
لأول مرة يتملكني هذا الفضول الأعمى، تمنيت أن أسأله لمن الباقة الجميلة التي استغرقت كل هذا الوقت؟ و أن أبدي له خبرتي فيم أحفظه من أنواع الورد، وماذا يعني كل نوع وكل لون...وأن أحدثه عن زهرة وعن شقائق النعمان...
فاجئني قبل أن يغادر حين أخرج ورقة وكتب رقم هاتفه، وعنوانه بخط ما رأيت أروع منه، و وسط دهشتي مد الورقة لي والابتسامة لا تفارق محياه
ـ هذا عنواني الجديد، وكأنني كنت أعرف عنوانه القديم، ثم استطرد قد أحتاجك قريبا لترسلي لي وردا على ذوقك الرفيع.
تناولت الورقة من يده مرحبة، وفي نفسي رغبة ألا أراه مجددا، وأنا التي كنت قبل لحظات أتمنى أن أتحدث اليه مطولا.
عدت وفكرت ماذا لو كان الورد لزوجته، باسم رجل أخر، الغريب أنه لم يكتب على البطاقة اسما، هكذا هم الرجال يختبرونك في عز الصفاء.
الشاب الذي أنهى مكالمته المطولة أخذ الوردة الحمراء وأبدى رغبة بها وكأنها كل ما هنا، قلت له مستغربة:
- هذه ليست للبيع، ربما كان منشغلا بمحدثه، ولم ينتبه أن هذه الوردة هدية، لكنه ألح كثيرا، وتمايل بطريقة شككتني في أنوثتي، وأشعرتني بالغثيان، ولم أجد بدا إلا أن أعطيه إياها كي يغرب عن وجهي، وأتخلص منها أيضا لأنها لا تعني لي شيئا.
سمعت صفير السيارة، خرجت إلى العتبة، رأيت الرجل الأنيق الذي كان هنا قبل قليل حاولت أن أقترب ظننته نسي شيئا، لكنه كان يلوح للشاب الذي يصطحب الطفلة الهادئة التي ترتدي قبعة مزينة بالورد.
رأيته يفتح له الباب ويدلف إلى السيارة بدلال أنثوي لا يخفى.
أنا عاملة جديدة ولست أدري إن كنت سألتقي دوما هذه الأشكال، عدت أدراجي مندهشة، خطرت لي أفكار كثيرة لم أتحملها، شعرت بالضيق وفكرت: لم رحلت الشابة التي كانت تشتغل هنا قبلي،.. أعدت نظراتي الخائفة بسرعة،  ودخلت المحل متنهدة بعمق، وكأنني تخلصت من حمل ثقيل حين وجدته فارغا إلا من الورد.
لم تعد تفاجئني الأمور كثيرا حتى لا أصدقها، لكنني أسفت لأمر الطفلة الجميلة وفكرت في مصيرها، منذ وقت علمت أن الخبث يتفشى في النفوس كل يوم أكثر، وأن كل شيء في هذا الزمن وارد، الحياة تعلمنا أشياء كثيرة مرغمين.
إضافة إلى كل عام وأنت ربيعي، سأقول له ربي لحيتك، دع وجهك خشنا لا أحب الوجه الحليق كالنساء، لماذ هو طلب مني أن لا أقطع شعري حين أبديت له رغبتي بذالك، الرجل هو الرجل والمرأة هي المرأة، فكيف يتخلى كل واحد منا عن جنسه الحقيقي؟.
الشاب الذي كان هنا قبل لحظات كان شعره منسدلا على كتفيه مرتبا ورطبا أكثر من شعري، تذكرت خالدا بعد الحادثة لو رتب شعره سيكون بهذا الشكل.
نهضت من مكاني حاولت أن أتخلص من طيف زهرة وخالد الذي بات يلازمني منذ مدة، داخلني شك أني ما أزال نائمة، نظرت من النافذة، بعدما انتعلت حذائي الصوفي، تأملت المطر المتهاطل في سخاء، مطر الربيع له سحره الخاص، يالله كيف تغتسل الكائنات بهذا الماء الطاهر، كم يلزم للإنسان من خراطيم حتى ترتوي كل هذه الكائنات العطشى.
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، ظممت ذراعي إلي، واتجهت صوب المرآة، رفعت شعري الطويل، وتمايلت يمنة ويسرة، وكأنني قمت بتسريحة مميزة، أحببت وجهي من جهة اليمين، ما الفرق بين اليمين والشمال، نصف جبهة عين واحدة نصف فم وأنف...الأمر متشابه لكنني أحببته من جهة اليمين ..
غبت طويلا، تراكمت الأحلام فوق رأسي، كما تراكم هذا الشعر الطويل فوق رأسي وأثقله، فكرت أن أعد فنجان قهوة يدفئني ويعيد إلي هدوئي، ويوقظ ما تبقى من غفوتي.
المطر يزداد هطوله، والأفكار يزداد انهمارها، المطر يصبح فيضانا والأفكار تغرقنا أيضا...
هل تشعر الكائنات بما أشعر به أنا؟
فكرت أني وحدي دون أي سواي أعيش حالة خاصة، و كل من حولي يفتقر أن يفهم أن المطر أكثر من ماء يروي الكائنات ويبعث الحياة في الأشياء.
أشعر باليأس كلما فكرت أن كل من يمارس بهيميته، يدعي أنه إنسان...ما أفضع الحقيقة، كم من وجوه يتخفى وراءها البشر.
زهرة ترعرعت بين الحقول والوديان، كانت تختزل جمال الريف في ابتسامتها العذبة، خالد يهديها كل ربيع باقة من شقائق النعمان ينتقيها واحدة واحدة من بين السنابل الخضراء التي تشهد خفق القلب،عصفورين في حديقة غناء كانا، أتذكرها وهي تحكي لي وفي يدها باقة النعمان:
ـ هذه تقول كل شيء أما الأخرى التي لم تتفتح بعد خجولة مثلك يكفي أن تلمسيها بحب وتشي لك بكل الأسرار. هكذا أخبرني خالد، ما أجمل هذه المشاعر الطاهرة، كان في عينيها كلام كثير. آخر ما قالته لي:
"بعد الحصاد سنتزوج أنا وخالد وحين ننجب طفلا نسميه نعمان."
الأحلام تولد، تكبر، تخصب، وفجأة تتبخر، من السهل أن نشيد  عالما ومن السهل أيضا أن يأتي من يهدمه في لحظة، لكن هل من السهل أن نجد تعويضا عن هذه الأحلام، من يضمن لنا أن الأحلام التي بنيناها على الأنقاض لن تنفر منا وتنتقم لأننا خذلناها.
زهرة كانت من سلالة الورد والورد عمره قصير.
فجأة خضبوا يديها الصغيرتين بالحناء، جدلوا ضفائرها البنية الطويلة، كحلوا عينيها بشيء يميل للزرقة، بدت عيناها أكثر اتساعا وقلبها كان يضيق كلما اتسعتا.
هل سيكون نعمان أخوه لا يعقل
زهرة ماتت وسط الماء، البئر كان أرحم من رجل يطمع في الأكل، ويكسل في العمل، ويسرق أشياء الآخرين، ويضمر لهم شرا. و خالد يمضي وسط الحقول والوديان بشعره الأشعث.
زهرة ماتت نقية وسط الماء، وأنا أتذكرها وسط الماء، والحروف التي احتفظت بها تلاشت في الماء.. ماذا لو تحول هذا الماء إلى طوفان وملكت أنا القارب السحري سأقول له:
ـ اُكبر بسرعة وامخر عباب البحر، سيكبر القارب الصغير وكلما رددت الجملة سيكبر أكثر سأترك كل الأشرار، سأنقذ القط الأبيض، والنملة وملكة النحل والكركي والطفلة التي تضع قبعة مزينة بالورد....

الكاتبة في سطور:
حياة بلقيس من مواليد 1983 بإقليم الناظور
صدر لها ضمن منشورات جامعة المبدعين المغاربة مجموعة قصائد في ديوان نوافذ عاشقة
والمجموعة القصصية حتى يزول الصداع
لها ديوان مخطوط وكتابات في أجناس أدبية مختلفة.


السبت، 29 ديسمبر 2012

مركز عماد على قطري للإبداع و التنمية الثقافية والإصدار الأول للمبدعين المصريين







صورة: ‏مركز عماد على قطري للإبداع و التنمية الثقافية

والإصدار الأول للمبدعين المصريين

يعلن مركز عماد على قطري للإبداع و التنمية الثقافية عن فتح باب نشر الإصدار الأول للمبدعين المصريين في المجالات التالية :

1- ديوان شعر الفصحى
2- ديوان شعر العامية
3- مجموعة قصصية
4- الرواية

و ذلك حسب الشروط التالية :

1- ألا يكون العمل المقدم منشورا من قبل ورقيا أو إلكترونيا
2- ألا يزيد عدد الصفحات عن مائة صفحة من القطع المتوسط " نصف مقاس A 4"
3- صورة من البطاقة الشخصية للمتقدم مع تعهد بأن العمل غير منشور من قبل مع العنوان البريدي و البريد الإلكتروني و رقم الهاتف في ملف مرفق
4- ترسل الأعمال المقدمة لصفحة المركز على الفيس بوك وتوضع كملف وورد لإطلاع القراء عليها
5- القراء هم الحكم المشارك بنسبة النصف 50 % في الحكم على نشر العمل بالتصويت للعمل الإبداعي على صفحة المركز
6- رأي لجنة التحكيم له نسبة النصف الآخر المكمل 50 %
7- العمل الحاصل على أعلى نسبة تصويت من القراء وعلى أعلى تقدير من أعضاء اللجنة ينشر في دار إيزيس أو دار وعد أو مركز المحروسة للنشر على نفقة مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية و يسلم الفائز خمسين نسخة من عمله المنشور
8- يقام حفل توقيع جماعي للأعمال الفائزة على هامش حفل توزيع جوائز مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية صيف 2013 م إن شاء الله
9- تطرح الأعمال على صفحة المركز من 1 يناير حتي 31 يناير 2013 م و في نهاية المدة المحددة تجمع أصوات الجمهور و يعلن الفائز في كل فرع
10- لا يحق للمبدع المشاركة في أكثر من فرع من فروع الجائزة بل يكتفى بفرع واحد لإفساح المجال للجميع
11- لا يشترط عمر المبدع بل المسابقة للجميع في كافة المراحل العمرية
12- المسابقة للمبدعين المصريين فقط
13- لجنة الإشراف على المسابقة :
1- الأستاذ الدكتور نادر عبدالخالق
2- الأستاذ الدكتور رمضان الحضري
3- الأستاذ الدكتور هشام السحار
4- الروائي و الناقد قاسم مسعد عليوة
5- الروائي و الناقد محمود رمضان الطهطاوي
6- الشاعر السيد الجزايرلي
7- الشاعر محمود مغربي
8- الشاعر سعيد شحاته
9- الشاعر أشرف عزمي منسقا إعلاميا
10- الفنانة سوزان التميمي منسقة النشر للأعمال الفائزة
هذا و يأمل مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية أن تساهم هذه المسابقة في ضخ دماء جديدة و إثراءالحركة الإبداعية و الثقافية في مصر المحروسة و إحداث حراك ثقافي يسعى لإعلاء قيمة الإبداع و المبدعين
مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية
الأمين العام
الشاعر عماد قطري‏



مركز عماد على قطري للإبداع و التنمية الثقافية

والإصدار الأول للمبدعين المصريين


 
يعلن مركز عماد على قطري للإبداع و التنمية الثقافية عن فتح باب نشر الإصدار الأول للمبدعين المصريين في المجالات التالية :

1- ديوان شعر الفصحى

2- ديوان شعر العامية
3- مجموعة قصصية
4- الرواية


و ذلك حسب الشروط التالية :


1- ألا يكون العمل المقدم منشورا من قبل ورقيا أو إلكترونيا
2- ألا يزيد عدد الصفحات عن مائة صفحة من القطع المتوسط " نصف مقاس A 4"
3- صورة من البطاقة الشخصية للمتقدم مع تعهد بأن العمل غير منشور من قبل مع العنوان البريدي و البريد الإلكتروني و رقم الهاتف في ملف مرفق
4- ترسل الأعمال المقدمة لصفحة المركز على الفيس بوك وتوضع كملف وورد لإطلاع القراء عليها
5- القراء هم الحكم المشارك بنسبة النصف 50 % في الحكم على نشر العمل بالتصويت للعمل الإبداعي على صفحة المركز
6- رأي لجنة التحكيم له نسبة النصف الآخر المكمل 50 %


7- العمل الحاصل على أعلى نسبة تصويت من القراء وعلى أعلى تقدير من أعضاء اللجنة ينشر في دار إيزيس أو دار وعد أو مركز المحروسة للنشر على نفقة مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية و يسلم الفائز خمسين نسخة من عمله المنشور


8- يقام حفل توقيع جماعي للأعمال الفائزة على هامش حفل توزيع جوائز مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية صيف 2013 م إن شاء الله


9- تطرح الأعمال على صفحة المركز من 1 يناير حتي 31 يناير 2013 م و في نهاية المدة المحددة تجمع أصوات الجمهور و يعلن الفائز في كل فرع


10- لا يحق للمبدع المشاركة في أكثر من فرع من فروع الجائزة بل يكتفى بفرع واحد لإفساح المجال للجميع
11- لا يشترط عمر المبدع بل المسابقة للجميع في كافة المراحل العمرية
12- المسابقة للمبدعين المصريين فقط
13- لجنة الإشراف على المسابقة :
1- الأستاذ الدكتور نادر عبدالخالق
2- الأستاذ الدكتور رمضان الحضري
3- الأستاذ الدكتور هشام السحار
4- الروائي و الناقد قاسم مسعد عليوة
5- الروائي و الناقد محمود رمضان الطهطاوي
6- الشاعر السيد الجزايرلي
7- الشاعر محمود مغربي
8- الشاعر سعيد شحاته
9- الشاعر أشرف عزمي منسقا إعلاميا
10- الفنانة سوزان التميمي منسقة النشر للأعمال الفائز
هذا و يأمل مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية أن تساهم هذه المسابقة في ضخ دماء جديدة و إثراءالحركة الإبداعية و الثقافية في مصر المحروسة و إحداث حراك ثقافي يسعى لإعلاء قيمة الإبداع و المبدعين
مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية
الأمين العام
الشاعر عماد قطري

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

تجليات من مقام البوح تكتبها: حنان الهبطى الادريسى


https://mail-attachment.googleusercontent.com/attachment/?ui=2&ik=e35823836c&view=att&th=13cde982b403163f&attid=0.1&disp=inline&realattid=f_hd7izgid0&safe=1&zw&saduie=AG9B_P84_TSd4LRxtebe0c_sKFfB&sadet=1360944233737&sads=vwOgq9RqDQQHmSVPly03CFr12Ro&sadssc=1





تجليات من مقام البوح

تكتبها:

حنان الهبطى الادريسى


المغرب










كم كان عليكَ أن تَـتَـجَـمَّعَ أيـهـا الفراغُ لتُركّزَ في المكان مكانكَ و تُـعَـزِّز في الكلام وجودك ؟ كم احتجتَ من نسيانٍ لتمحو ملامحَنا التي تَبَسَّمتْ , كم بسمةٍ تهشّمت على شفتيْ فمٍ ودود ؟ فلتكن إرادتك التي قاتَـلَـتْـنــا , و لتنطفئ حرارةُ حضورِنــا في صقيــع حضورك .


****

الحزن كما أنت متفرد في وجوده , سيدٌ في وجدانك لا يضاهيه الفرح ... الحزن يغنيك بصمت عزيز عن كلام سفيه ... يكفيك بعزلتك عن وصال ذليل ... الحزن كما أنت فقط و يشبهك إلى حد بعيد .


****

تدور فصول الأرض عجلى تلتهم السنين .. في غفلة من حزن الخريف يرعى الصيف أحلام الربيع .. و تبقى لي خُضرةٌ على رابية العمر هناك .. تَراني و لا أراها .. طاحونةٌ تدور لريح ترعاها .. تسحبني ليمناها و تقدفني ليسراها .. لا لوم يا رأسي المجنون من فرط دوارك .. تدور فصول الأرض.. فصول الناس .. قلوب الناس في عكس مسارك .

*****

تُعذِّبُنا الأحداث التي لم تحدثْ . . . يَحْضُــرُ مكـانُهـا المُقفِــرُ في الزمان , ليعزفَ لحنَ الفقدِ على مقامٍ حزين . . . كـم تختزل الحياة أفعالنا الممكنة في إستحالة بـَغـيـضـــة ! . . . هزيـــــلٌ ما عشناهُ فيــكَ أيهـا العمـــــــــــر.


****


ساعات الحنين دقائقُ لا تُشبِـهُ غيرَها ..هي جدلٌ مُـريـح ..غرابةٌ تُعاشُ بِتمامِ الروح و كل النبض .. لذةٌ و ألم ..اقترابٌ إلى حدود الإنغماس الكلي لتصير أنتَ هو الساكنُ فيكَ .. و ابتعادٌ حدَّ الجحود , حدَّ التنكر لذاتكَ تَنَكُّــرَكَ لموضوعكَ البعيد , فيصيرَ منفاه منفاك .. تلك لحظات لا تُشبِهُ غيرَها ..دنُوٌّ و بُعد , امتلاء و خواء .. أنت و موضوعُك تحضران و تغيبان في نفس الآن .

*****

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

المغربى مهرجان شعرى بثقافة دار السلام بسوهاج




المغربى

 مهرجان شعرى بثقافة دار السلام بسوهاج



مهرجان شعرى بثقافة دار السلام بسوهاج أقام نادى الادب بقصر ثقافة محمد عبدالحميد رضوان بدار السلام مهرجانه الشعرى وذكل مساء الاثنين 12 نوفمبر تحت رعاية الاستاذه فاطمة يوسف مدير عام فرع ثقافة سوهاج وحضر نائبا عنها قدرى مقلد مدير الادارة الثقافية بفرع سوهاج , ومحمد فقير مدير القصر واشراف عليه وقدمه الشاعر حاتم السمان رئيس نادى الادب, وشارك فيه من شعراء محافظة قنا محمود مغربى , رفعت حفنى.. وأنشد المغربى نخبة من قصائدة المختارة من مجموعاته الشعرية تأملات طائر , والعتمة تنسحب رويدا , وصدفة بغمازتين, كذلك قدم شاعر العامية رفعت حفنى مجموعة من قصائد شعر العامية وفنون الواو والتى صفق لها الحضور كثيرا. وشارك فى المهرجان كوكبة من شعراء سوهاج ..محروس المدنى , رمضان عبدالله , محى الدين متولى , شريف جادالله, محمد ابراهيم الماذون . وقدم الشعراء نماذج من لقصائدهم المتنوعة التى تخاطب الوطن والانسان, وكذلك قصائد دينيةوغيرها كما شارك الشاعر الشعبى عاشور عبدالقادر خليفة من المواهب الجديدة فرحة صلاح الدين , محمد فريد حافظ وشارك فى تقديم الشعراء الصحفىأشرف السبع مدير تحرير جريدة اليوم الثامن يشرف على ال
 
 
 
 
 
 
 
 
 
نشاط عبدالرؤوف موسى وحاتم فقير.
 
 
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

(وتريات غجريه ) للشاعرة سماح التميمي







الغجر تاريخ وتقاليد

(وتريات غجريه )

شعر:

سماح التميمي
.......

إلى لوركا مُرَوِّضِ الغَجَرْ ..الذي مات بَعْدَهم
وإلى عرار الذي لَحِقَهُ في ( وادي السِّير )
أيها الغجرْ ..
يا ظِلالَ السَماءِ في سَهلِ الله
أو عروقَ البَحرِ في أرضِ الله

يا أصحابَ المجونْ وَالبَهاءْ
أنْتم في السَماءِ غجرٌ
وَفي الأرضِ غَجرٌ
وَفوقَ الغيمِ غَجرٌ
وفي بَطْنِ الأرض باقونَ
غَجرٌ ...غَجرٌ ..غَجرْ
الرقْصُ يَليقُ .. بِكمْ
ولوركا بِظِلالِه يَليقُ بِكُمْ
وَعَرارُ بِشعرهِ(في وادي السير ) يَليقُ بِكُمْ
وأنا أليقُ بكُمْ حينَ لا يليقُ الحزنُ بي !!!
أنتُمْ الغَجرُ ..يا بيارقَ مَركوزةً في التيهْ
مَنْ لليلِ يا سُمّار منْ دونِكمْ
هُبّوا ..انفُضوا عنْ شَواطِئكُمْ الغَبشْ
وَاشْرَبوا كُؤوسكمْ الليلَةْ
وَعبْئوا جُنونكَمْ سَهراً ..لنِومِ ثَقيلْ
وَأورِدوا الرَقْصَ عَلى أرواحِكمْ المَرْمَريهْ
إقرَأوا فرعَونَ وبابلَ وأشورَ وَربّةَ الحِكْمة
وَانشَطِروا
قَبْلَ أن يَطوفَ بِكُمْ مُرَوّضَ الغَجرْ
فَيَتَقصّى مَجانينكُمْ ..ويَأخذَ مشاعِلَهمْ
ويَهدّ سِراجكُم
وَما تبَقّى مِنكُم محض عويل ..
قالت عرّافتكم
الغجر سَيَدْخُلونَ النَّارَ !!!!
بِغَلائِلِ نَشيدَهُمْ .. ولَون حُبورِهم
وَخيامِهمْ وثيابِهمْ وإرثهمْ الموجوعْ
قال الغجري غنِّ ... يا واسعةَ الحَوَرْ
وَهبَتكِ سماواتٌ ثِقالْ
ثُرَيَّةَ الأوزار ..نَظِّفيها ...لَوِّنيها
يا قَزَحِيَّةَ الأَثْواب
كيف كَالقطرِ تَسّاقَطُ روحُكِ نُتَفا نُتَفا
ولا زلتِ تُراقِصينَ الظِّلال ..متى تموتين
تُخاتِلين الوَهم ..مَتى يا عابِثَة
تَتَوَقَّفين
يا حادِيَةَ الدهشة .. مجنون من يُحِبُّ غَجَرِيَّةَ الشِّعر!
والشَّعر ...
سَأَهَبُكِ الليلَةَ مَوْسِمَاً لِعيدٍ ..حتى يَجيء
وَمَوسِم للرَبيعِ ....حتى يَخْضوْضِرَ .... يَبْيَض ..يَتَورد
كم من الخسارات ..؟؟ أتُحْصين خَساراتِك
سَأُهْديكِ مَوْسِماً للروح يَكْفي لِشَهْقَةٍ يَتيمه
وَموسِم للوَرْدِ فلا تَذْبلي
يا سَيدةَ الغَجرْ
إجعلي هَذا الثوبَ الأُرْجواني
يستوفي اللَّعْنَةَ مِنْ بُغضِ الأَقْدار
أَيَّتُها الغَجَرية
أَتُبَدِّلينَ رُوحَكِ عندما تنامين !
أين تُخَبِّئينها
ت خ ب ئ ي ن ه ا
قالت للغجري
غَنِّ لي ..
سَأتَزَنَّرُ بالقمرْ
وَتبقى وَحدكَ أجملُ مِن الحلمْ
سَأهَبكَ هذا المَساء غَزالهْ
فلا تَطوفُ بها مَعَ رعيانِ الجبالْ
لا يَعرفُ القطيعُ لغةَ الغَزالاتْ
وَحدكَ مَعنيٌ بطلاسمِ إيلونَه
وَبياضِها
وَقصيدِهِا
أنا الغَجَرِيُّ إذاً
تُجَنِّنُني حُورِيَّةَ البَحر
وتُهَنْدِسُ قِلاعِي المَأْزومَة
تُطْعِمُني تَقْتُلُني ثم تَسقيني جَميلَ الأرقْ
وانتظارهِا على قارعةِ الأرضْ
تَتَرُكُني كَ ذا النُّونِ جدي
على فَراغِ الشُّطآنِ مُتَلَبِّساً جَسَدي
على حَدِّ بَحْرها المَجْنون
لَفَظَني بَحْري سَيِّدَتي
فَهاتي يَدَاً
أو رُدي يَدا
ستكونينَ بِحَضْرَتي ..إنْ اليومَ أَوْ غَدَاً

يا غَجريُ ...لا مزايدةَ على العشقِ
العشقُ يَقتلُ نفْسَه بنِفسهِ
هَكذا قالَ قانونه !!!!
حينما جالسَهُ المُريدونْ
إكتبْ إذاً كلاماً
يَستْريحُ في ظِلِّهِ الكلامْ
حينَ يَسأَلُكَ الكاهنُ
هلْ تبَكي مثِلنا أيُها الغَجريُ
قَبلَ أنْ تَنامْ !

الأحد، 11 نوفمبر 2012

قصيدة للشاعرة سماح التميمى




قصيدة للشاعرة سماح التميمى
.........


أيتها الشاعِرَة / فِينوسْ ..يا سيِّدة الروح
يا طَرَباً يَؤُولُ إلى قَيْدٍ وَحِصار
وَضَعْتِ القَيْدَ في يَدِي ..
تَعالَي بِلا مَواعِيدٍ وَلا أَجِنْداتٍ ..فُكيهِ !
لَقَدِ احْتَرَقَ البَحْرُ ..أَوَ عَلِّميني أَلاَّ أشْتاق
حِينَ تَكونينَ بِح

َدِّ القَلْب
أيُّها المَجْنون / وَها هُمُ وَرَثَةُ البَحْرِ .. جِيادٌ
كَيْفَ ابتَلَعَ النِّسْيانُ غَيْبَتَكَ

وَكَيْفَ أَجْهَشْتَ بِالأَلَمِ دونَ غِطاءٍ
تعقلُ ؟!
كَيْف وَكُلُّ مَعاقِلِكَ التَهَمَتْها النِّيرانُ

حينَ امْتَلَأَ فَضَاؤُكَ أَحْلاماً ..
أَقَرَأتَ تَمَائِمَ للرُّوحِ
أَّوْ بَدَأْتَ غِناء ..أَوْ رَتَّلتَ نشيدا ً

وعند أوَلِ الطَّريق لبئرٍ
جُنَّ عِنْدَ مَدْخَلِها الحُلُمْ / العاشق ..ال ...
حينَ المَطَرُ اتَّجَهَ شَمالَ القَلْبِ وَلَمْ تَشْرَبْ !

البحر ؟؟ هل أَوْقَفَ زَوابِعَ الجُنون
النَّارُ البَيْضاءُ / هَلْ تُوقِفُ زَوابِعَ الجُنون ؟
كَيْ تَحْفَظَ وَجَعَكَ المُخَبَّأ
عِنْدَ أَوَلِ الطَّريق لِذاتِ البِئْرِ
ال تَوَقَّفَتْ عِنْدَ مَدْخَلِها
المَواعيدُ والانْتِظاراتُ .. ..ال تَطاوَلَت ...
وصارَتْ نَخيلاً ..ولم تأتِ
حينَ تُطِلُّ أفروديت
هل سَتَكونُ القِصَّةُ ... الأَمْس
أو الدَّهْشَة
أو الجَمرُ الذي مات في موقده

مُنْذُ الريحِ الأولى العَقيم
هل تَحْمِلُ زاداً لِرَحيلٍ آتٍ
سَيَبْدَأُ الغِناءُ .. .. ..الآنَ
فَرَتِّلْ تَهْويدَةً لِلْقِنْديلِ
لِئَلا يَنْطَفِيء

إنَّ الأَيامَ مُشَرَّعَةٌ على احْتِمالِ الهَجْرِ
فَكُلُّ حَبيبٍ كَذوب
وكل ريح ( الا الصَبا ) تُنْذِرُ بِقُدومِ الغول

هُوَ ...الجُنون
فالحب النَّابِضُ في قَلْبِكَ يا غَابَةَ سِحْرٍ

هو مَحْضُ جُنون
وكل شَبيهٍ للنَّزَقِ مَحْضُ خُرافة
أَوْقَدَ ريحَها العرافون

أيها الجنون
أَشْعُرُ أني أُحِبك
فقد هَزَمْتَ العَقْلَ والبَرْقَ وَمَطَرَ السّوء !!
ولا زالوا يُغَنُّوَن لَكَ ( العتابا والميجنا )
وعلى حَدِ القَصائِدِ تَتَسَيَّد
وَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ قَلْبِك
يا نِرسيس
فَضاؤُكَ السَّماواتِ وَما حَمَلْن
في ليلة ..ليلة !! صارت أفروديت ..فرس
لا سَرج ولا لِجام
في تماثيلِ بيجْماليون
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أَوَّلُ مَنْ صَلى هذا الفَجْرَ هُو المَجْنون
تَنسّك ..ثُمَّ سَفَكَ دَمَ الغَيْمَةِ
فاحْتَمَلَ البَحْرُ الهَزيمَةَ وَغَرِق
تلك مَذاهِبُ المَجانين
شَرِبوا دِماءَ الخَفافِيش
وتَأَبَّطوا القَلَقَ وَالقَصائِدْ
وشاخَتْ قَصائِدُهُم
فَكَتَبوا الهُراءَ وَتَوَسَّدوا الرِّيح
في مَذْهَبِ المَجْنونِ ان :
السماءَ لا تُمْطِرُ أَحِبَةً ولا أَعْداء ..
تمطر ماءً ..
يا ماءَ الروحْ
ان الحُرَّ لا يَمْكُثُ في الأَسْرِ طَويلا !!!!
طَ
ويلا .........!!!!!

السبت، 3 نوفمبر 2012

الفنانه الاردنية رنا حتامله..سيرة ولوحات

الفنانه الاردنية  رنا حتامله



الفنانه الاردنية رنا محمد حسين حتامله

مكان وتاريخ الولادة : الحصن ,14 /3/1983

الحالة الاجتماعية : عزباء
الإقامة : الحصن ,
المؤهل العلمي : بكالوريوس جرافيك / فنون تشكيلية , كلية الفنون الجميلة / جامعة اليرموك 2005
الثانوية : توجيهي أدبي مدرسة الحصن الثانوية للبنات 2001
الخبرات العملية : فنانة تشكيلية ومصممة جرافيكية عملت في ؛
1. مصممة جرافيك في مطبعة حلاوة – اربد. لعمل تصاميم اغلفة الكتب والمجلات وتنسيقها وتصميم بطاقات افراح ومختلف انواع الكروت من تاريخ1/1/2012 للآن .
2. مصممة جرافيك في مكتب الطالب العربي 2009
3 .عملت مصممة لاكثر من جريده اعلانيه " آفاق , الكنز ، السوق ، ارابيلا" / اربد.
4. عملت مدرسة لمادة الفن في مدرسة أدريا - اربد 2006
5. عملت بمجال التسويق في شركة كارتشر- اربد 2007
6.عملت كمصممة في معرض بطاقات القمر- اربد 2008

التصميم:

تعمل على برامج التصميم باحتراف :
الفوتوشوب: تعديل الصور وقصها وتنظيفها والتلاعب بالوانها والاضاءة والتباين والظل والنور ودمج الصور والتحكم بحجم الصورة وقياسها .
الاليستريتور: الرسم الحروالتحكم بالاشكال والتكوينات والالوان والخطوط وابتكار افكار لتصميم كافة المطبوعات الفنية " البوسترات والكتب والمجلات واغلفتها والفلايرات والبروشورات والقصاصات الفنية والبطاقات بجميع الاحجام .. وفرز اللون وتحويل التصميم للنمط المناسب .
الانديزاين : تصميم محتوى الكتب والمجلات والبروشورات والتحكم بعدد الصفحات وترقيمها وتنسيق اشكال للصفحات الداخلية والحواشي وما يناسب محتويات الكتب من التصميم.


الفن :
*.لها عدة مشاركات في معارض فنية داخل وخارج الأردن يذكر هنا بعضا منها :
معرض مشترك مع فنانين اردنين " رابطة الفنانين التشكيلين "-عمان
مهرجان جامعة اليرموك الثالث الفني – اربد 2005
معرض فني مع مجموعة من الفنانين اليابانيين – عمان 2005
شاركت وبشكل فاعل بجدارية العقبة عام 2012

* . مارست الرسم وكتابة القصص الصغيرة ونثريات وخواطر خلال سنين الدراسة وما بعدها .
الجوائز :
1 . الفوز بمسابقة تصميم شعار الدفاع المدني عام 1999
2. حازت على شهادة الفنانة الصغيرة في مسابقة كوكاكولا ( ارسم بلدك في زجاجة ) عام 1998











































الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

عصمت يس وتكريم يليق برائد التعليم فى قنا







عصمت يس وتكريم يليق برائد التعليم فى قنا




وبمناسبة بلوغه سن التقاعد اقامت مدرسة المحروسة الثانوية يوم الاربعاء الموافق 17 اكتوبر 2012 احتفالية لتكريم المعلم والمربى الفاضل اين المحروسة وقنا ا عصمت يس واشرف عليها مدير المدرسة الاستاذ عايد احمد صبرة واسرة التربية الاجتماعية وقد حضر الاحتفالية كوكبة من رجال التعليم والادباء والفنانين شارك من مديرية التربية والتعليم رجب احمد مصطفي نائبا عن السيد وكيل الوزارة والقى كلمة عن دور المعلم عصمت يس من خلال علاقته المباشرة معه كما حضرا احمد سعد جريو مدير العلاقات العامة بالمديرية و محمد نصر مدير التعليم الثانوي العام ومن الادارة التعليمية بقنا سمير محمد حسن موجه اول التربية الاجتماعية و سعاد يس حسين مدير قسم البيئة والسكان كما حضر الاحتفالية السيد علي عبد الموجود سعيد رئيس مجلس الامناء بالمدرسة والقى كلمة وجه فيها خالص الشكر والتقدير للمعلم عصمت يس صاحب الايادى البيضاء وصاحب المنهج المميز فى تقديم خدمة تعليمية رائدة فى صعيد مصر كما حضر السيد رئيس الوحدة المحلية بالمحروسة ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالقرية واعضاء مجلس الاباء والامناء والسادة مديري ووكلاء المدارس بقرية المحروسة وفى الاحتفالية قدم الطلبة عرض مسرحي عن حب مصر وثورة 25 يناير قام بالتمثيل فيها طلبة وطالبات مدرسة المحروسة الثانوية المشتركة تحت اشراف حمتو همام كما القي الطالب عمرو حربي غالي قصيدة شعرية وقدم كذلك أغنية كذلك القت دكتورة يسرية عصمت يس قصيدة في حب والدها , قدم فقرات الحفل احمد عبد الفتاح مدرس اول اللغة العربية وقد ساد الاحتفالية قيمة الحب التى دائما كان يزرعها الرائد عصمت يس بين الاساتذة والطلاب وكان عصمت يس اثناء ادارته للمدرسة يقيم الامسيات الشعرية التى يشارك فيها شعراء الصعيد وكذلك العروض المسرحية التى يشارك فيها الطلاب وكذلك مسابقات الفنية موسيقى وغناء والرسم والقاء الشعر ولذا اخرجت المدرسة الكثير من المواهب المتعددة وكذلك تنمية المهارات لذا شارك فى الحضور الشعراء والادباء والاعلاميين منهم الشاعر محمود مغربى والشاعر فتحى عبدالسميع والفنان عزت حتة و حمدي البوقي المخرج المسرحي والاستاذ علاء توفيق مراسل جريدة الاهرام يوسف احمد بدري مدير ادارة مركز المعلومات, والصحفى يوسف رجب . كما حضر الاحتفالية كوكبة من أهالى المحروسة والقرى المجاورة الكل حرص على الحضور لتكريم المعلم والرائد عصمت يس.

وجدير بالذكر ان المعلم عصمت يس حسين رضوان من مواليد قرية المحروسة محافظة قنا 4/6/1952
حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة الوحدة المجمعة بالمحروسة عام 1964

وحصل على الشهادة الاعدادية من مدرسة المحروسة الاعدادية المشتركة سنة 1967 وبعدها حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة قنا الثانوية بنين سنة 1970 وبعدها حصل على ليسانس آداب قسم اللغة الانجليزية سنة 1974 وعين مدرساً للغة الانجليزية فى مدرسة عبدالحميد رضوان الاعدادية الثانوية بدار السلام بسوهاج , ثم مدرسا بمدرسة قنا الثانوية التجارية بنين بقنا ثم انتقل الى مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية العسكرية .

وعصمت يس شارك فى رحلة التعليم فى الدول العربية فقد تم اعارته الي الجمهورية العربية اليمنية من عام 1981 الي 1985 وخلال هذه الفترة تلقي دراسات حرة في الفقه الاسلامي والتفسير والحديث والتجويد في جامعة ابو موسي الاشعري بمدينة زبيد باليمن تلقي محاضرات في طرق تدريس اللغة الانجليزية بالمركز الثقافي البريطاني بمدينة صنعاء ثم عادالى مصر ليتسلم عمله في مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض .

ولقد ساهم مع الاستاذ عبد الله ابو العلا مرعي والاستاذ فايز عبد الملاك واهالي المحروسة في انشاء فصول مدرسة المحروسة الثانوية التي تم افتتاحها في 30 – 11 -1989 في عهد الاستاذ ابو المجد فندي وكيل وزارة التربية والتعليم والاستاذ رشاد سليم مدير ادارة قنا التعليمية وهى المدرسة التى تخرج منها الطالب سليمان سعيد الثالث علي مستوى الجمهورية عام 1995 والذي تتلمذ علي يد الاستاذ عصمت يس وكان حينها مدرسا له وقام السيد وزير التربية والتعليم بتكريمه بالاسم ومنحه مكافأة خاصة حيث ان الوزير أشاد به اعتبره من المدرسين الشرفاء عام 1995 , ولقد ترقي داخل المدرسة الا ان اصبح مدير ادارة مدرسة المحروسة الثانوية ورفض الانتقال الي مناصب أعلي بديوان عام المديرية او ديوان ادارة قنا التعليمية ، وذلك لايمانه برسالة المعلم ودورها فى خلق أجيال قادرة على النهوض بالوطن .

وعصمت يس المعلم كرمته العديد من الهيئات منها رابطة ابداع المحروسة بالكويت سنة 2003 باختياره معلما مثاليا بقرية المحروسة وذلك لجهوده في النهوض بالعملية التعليمية بقرية المحروسة وله وكذلك كرم فى مهرجان المحروسة الادبى الذى كان يقام سنويا فى محافظة قنا ويشرف عليه الشاعر أشرف ناجى .

للمعلم والمربى الفاضل عصمت يس ولدان وبنت , الابن الاكبر محمد ويعمل موظفا في منطقة بريد قنا والبنت يسرية التى ايضا تلقت تعليمها فى مدرسة المحروسة الثانوية وهى الان تعمل معيدة في كلية البنات الاسلامية باسيوط والابن الثالث أسعد وهو طالب بكلية التجارة بقنا.

كما يعد عصمت يس من كبار قرية المحروسة والقرى والمجاورة ومن اصحاب الرأى والمشورة والمشاركة المجتمعة وكل يمكن ان يساهم فى ثراء القرية فى كافة المشروعات المختلفة , وكل هذا لم يخرج من فراغ فهو المعلم المثقف الذى يدرك قيمة الفنون والابداع, يدرك قيمة المعرفة والقراءة فى النهوض بالاجيال الجديدة.

يظل عصمت يس صفحة مضيئة فى تاريخ التعليم فى محافظة قنا وصعيد مصر يعرفها القاصى والدانى .

















الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

أيها العابر للشاعرة خديجة بن عادل










أيها العابر

للشاعرة خديجة بن عادل



اليومَ سأُوقِف عقاربَ الساعة
وأقترفُ الجناية ..
سأترك سهامِكَ تخترقُ مداراتي
لحظة انسجامَ اليقينِ مع انفلاتي
ليمارس صمتُ الليل .. عشقِه لبلل المـاء
وتنمو في الحقول الأسمــاء ،

تعالَ ..
لنمتص من غنجِ الخلخالِ ..
لحـناً غجريـاً يطرِبُ الأوصـال ،
وأحمرُ الشفاهـِ ..
نبيذٌ معتقٌ بكل الألوان

تعالَ ..
لنطوي المسافات ،،
ونخلقُ من اللحظِ اغنيات ..
خبئني طفلة شقية داخل جلدكـ ،
تغفو وتصحو وقتمـا تشـاء ،

فيكـَ أنــــا أضيـع !
بكل الطرق أعاوِد أفرزنِي
وأديرُ طواحين..
لواعج عيونُ الصبح..
في حديثها إليَّ ,,
تلهبني ، تلهمني
على أجنحة الفراش المتطاير
أن لا أخشى رعشة طيفٍ
رسمَ من الحروف هديل ودٍّ
على أوراق وردة ..
مسكوبٌ عليها أوتارَ النسيم

أيها العابر ..
اذا مررت بندائي
ترفق ببتلات زهري ..
وأوصيكَ إن لمحتَ مواسمَ حقولي
لا تنسى أن تسحب وجدي
قبل أن يأتي القلم بين فكري وظني
وأوجه شموع ليلي نحو الورق
وأبدأ في ممارسة هواياتي
أرشُّ المكان عطر َ الكلام سيلاً
بدل احتراق دمي ,,
بين صهيلِ صيفٍ هائجٍ
وصباحٍ كثيفَ الضبابِ على نافذتي

كل الحكايةِ ..
خشخشة تخالجُ الكعـوب ..
وهفهفةُ الرجولةِ تداعبُ مساماتي ،
فتنضج ..
من بيني وبيني الأحداث ،،
وتشرقُ شمسُ الأصيل بين غيمة مطرا


الأحد، 30 سبتمبر 2012

تجليات الحرف للمبدعة مي مسعود صعب/ لبنان









تجليات الحرف

للمبدعة مي مسعود صعب

*****

هذه اليد التي ضمتك يوماً إلى صدرها
ليست يدي أنا
هذا القلب العاجز عن كبح دموعه
ليس قلبي أنا
هذه الإبتسامة المشاكسة
التي أخذت نفساً عميقاً قبل أن تتنفسك

ليست إبتسامتي أنا

هذا الوجه المصلوب على خشبة الغواية
ليس وجهي أنا
تلك الأنامل التي تندّت براحة كفيّك
ليست أناملي أنا
منذ أن أحببتكَ وإلتصقتُ بك
وأنا أتوق لـِ التحرر
من تلك الأغلال المدعوة
" أنا " !!
****



كـَ البحر الهائج
هي حياتي
تعلوه الأمواج
ثم تهدأ لـِ تتكسر

تعبت من تلقف الأمواج
تعبت من التعب
تعبت من لعب دور المشاهد

أريد أن أكون المراكب والشراع

في آن معاً
أصارع القدر
أتحدى ألوان الزمن

أريد أن أكون أنا

ولو لـِ مرة واحدة
بـِ السرّ والعلن
أريد أن أكون

" أنا "

*

 
****

أضعتُ أناي
لستُ أدري من أنا


ما أبشع أن تشفق إلى أحدهم

لـِ تكتشف لاحقاً
أن هذا الأحد هو
" أنت "


هذه "الأنا "

تحتاج لإعادة نظر


أكاد أختنق

أين مجرى الهواء !

***
قالَ لي : كوني كما أنتِ
وأكتبي ما تشائين
لا تقلدي أحداً
ميزة كتاباتكِ أنها تنبع من الروح
عندما أقرأ لكِ
أشعر وكـَ أنني القلم الذي به تكتبين
أنني الصخر وأنكِ اليد التي بها تنحتين

أعيشُ أفراحكِ , خربشاتك

صمتكِ , ثرثراتك
دموعكِ , أحزانك
أحلامكِ , ولقاءاتك

سـَ أحتفظ بـِ تفاصيلكِ

في أعمق نقطة من وجودي
أحرسهن و أحميهن ما حييت
كي أشعر أني لا زلتُ إنساناً
وأنكِ قد ولدتني من جديد

سـَ أحتفظ بـِ ذاكرتي

مخافة أن يُسقط التاريخ ملامحك
وأضيع!

***

عدتُ مجدداً إلى الشارع
الذي ضمني يوماً و إياك
بحثتُ عنكَ وعن تفاصيلكَ الصغيرة
آخر أخباركَ ونشاطاتك
أنواع تبغكَ , قهوة الإسبرسو المخفوقة بك
وتلك الحقيبة السوداء الحاوية أسرارك

بحثتُ عنكَ , لم أجدك

سألتُ واجهات المحال , أرصفة الطريق
المتسولين , الباعة المتجولين , النادل في مقهانا القديم
وكل من مرّ بـِ ذاك الحيّ
إنتظرتكَ , لم تأت !

أمسكتُ ذكرياتنا فـَ سقطت يدي

إنهار كل شيء من حولي
أصبح الهواء كثيفاً
حاولت إمتصاصه , لم أستطع!
وكـَ أن السماء هبطت في كوّة عميقة
داخل جدار القلب
فـَ سدت منافذ الهواء إلى حنجرتي

وقفتُ كـَ المنكوبين

بين حطام أمنيات هشة
وشهيق ساخر لـِ الوقت
قائلاً : عودي أدراجك , لن يأتي

أضاع حبيبك بوصلة الحنين!!!

*

****
عاتبتُ صوت الرصاص
قائلة : لاااا
وألف لاااااا
لن تنال من أجساد أطفالي
لن تخترق صدر الوطن
لن تسرق كسرة الخبز من أفواه الفقراء

بيتي بارد يا وطني .. بارد

أحمر قاني , يلتهمه السعال والمرض
جسمي ثقيل و أنفاسي ضيقة
يمزقها أنين داكن

لـِ من أشعل عيدان الحطب

لـِ من أخبز كعك العيد!
هذا العيد المبلل بـِ رائحة الكفن

صوتي مجروح كـَ من ألقى في قعره حجر

لا ينقطع عن السؤال عنك
يذرف الدموع ثم يمسحها

متى تزهر سنابل المحبة يا وطني

متى يحين موعد الحصاد
متى يحصل ذلك متى!!!

" حزينة أنا "

*


*****


إكتشفتُ مؤخراً
أن لـِ جسدي قلبين
الأول يعودُ لك
والآخر ينتمي إليك
وأنني

" أحيا بك "
*
*****

هذا الصباح
وبينما كنتُ أقود سيارتي بـِ نشوة عارمة
توالت عليّ الذكريات كـَ السهام
مخترقة زحمة الصور

رسمتُ على ثغري
إبتسامة ماكرة
دعوتها لإرتشاف
فنجان من القهوة

بدأنا بـِ إجترار محطات العمر
نقلب الصفحات
الواحدة تلو الأخرى
شعرتُ بـِ ثقل السنين المتراكمة
الحزينة منها والضاحكة

أحسستُ
وكـَ أنني عجوز
تخطت حسابات الزمن
عاشت عدة حيوات
في حياة واحدة!



*****


كان الوقت نائماً
متكوراً في ركن من أركان الليل
إقتربتُ منه بـِ حذر
مددتُ يدي
مسحتُ العرقـ المتخثر عن جبينه

لـِ أكتشف إحتضاره
وكـَ أنه شاخ في دقائق
ركعتُ على حافة أنينه
فركتُ صدغه بـِ الماء
دسستُ قبلة دافئة
فـَ شهقت تكتكات الثواني ثم سكتت
معلنة : وفاة الزمان

مات الوقت يا حبيبي مطمئناً
لن ترهبنا بعد الآن
زخات العقارب
ولا هرولة اللحظات
لم يبقَ سوانا
وموعد شاسع ينتظرنا

مات الوقت يا حبيب العمر
لـِ أجلنا

"من أجلنا مات"
*

****

السبت، 15 سبتمبر 2012

مقال الناقد الأردني موسى أبو رياش عن رواية ( شبيه الخنزير) للروائى العراقى وارد بدر السالم





مقال الناقد الأردني موسى أبو رياش عن رواية ( شبيه الخنزير) 

للروائى العراقى وارد بدر السالم 
  فى جريدة (الناس)













مقال الناقد الأردني موسى أبو رياش عن رواية ( شبيه الخنزير) للروائى العراقى وارد بدر السالم 

  فى جريدة (الناس)


"شبيه الخنزير" لوارد بدر السالم
رواية المسخ العراقية

****

بقلم الناقد /
موسى إبراهيم أبو رياش *

نوبة من اللهاث تُصيبُ قارئ رواية "شبيه الخنزير" للشاعر والروائي وارد بدر السالم (دار فضاءات، 2009)، وهو يتابع القراءة بمتعة وإثارة؛ فالأحداث متتابعة متسارعة متصاعدة. وحالات من التوتر والقلق والخوف من المجهول تسيطر على جميع سكان القرية، بانتظار معجزة من مكان ما، تعيد الخنزير كما كان من قبل بشراً سوياً. يتبعها يأس واستسلام وقنوط. ثمَّ صراع خفي وتربص وتوجس، يحيلُ المكان إلى بركان برسم الانفجار بين لحظة وأخرى، فشبوط يُهدد بقتل لازم الخنزير، وعصبة لازم تحذر أنَّ وراءه رجال لن يسلموه ولن يتخلوا عنه، وويل لمن يعبث بالنار!

فشلت جهود القرية في علاج لازم بعد أن مُسخ خنزيراً. لجأوا إلى العرافين والمشعوذين والأطباء والشيوخ والأولياء وكل من عنده دواء أو أمل يُرتجى، فلم يفلح أي منهم في التخفيف مما ألمَّ بلازم، وانعكس خوفاً ورعباً على أهل قريته ومن جاورهم، حتى ليخاف أحدهم أن يُصبح وقد تحول إلى خنزير أو ذئب أو كلب، وتتحسس كل زوجة زوجها ليلاً لتتأكد أنه ما زال رجلاً لا شيئاً آخر، وأبقوا القناديل مضاءه؛ لتبدد الظلام وتطرد الأرواح الشريرة التي تتربص بالقرية وأهلها، فما حلَّ بلازم قد يحل بهم، وما يدريهم أنَّ لازماً هو البداية ثم تكر مسبحة المسخ والتحول!
عندما حلَّ اليأس والقنوط من شفاء لازم، طفت على السطح حالة من الصراع والتوجس بين سليمه زوجة لازم وشيخ القرية شبوط، ولكل أتباعه وأنصاره، وتحولت إلى نوع من المكاسرة الشرسة، نبأت أنَّ هناك سراً خطيراً وراء كل ما يحدث، واتجهت الأنظار إلى أم شبوط، متهمة إياها بسحر لازم خنزيراً بعد مرض طويل لم يتعافى منه. ومالت كفة الحق إلى جانب سليمه، وكفة القوة إلى جانب شبوط. وأدرك الجميع أنَّ كارثة تلوح في الأفق، وخاصة بعد أن هدد شبوط بقتل لازم.
أدرك لازم في حالته الخنزيرية أن شبوط يتربص به، ويتحين الفرص للتخلص منه، لطي صفحة من الأسرار قد تفضح شبوط وتنهي زعامته للقرية. ويوم أن أرسل شبوط رجاله للبحث عن لازم وقتله، هاجم لازم القرية برفاقه من الخنازير الحقيقية، وكانت مقتلة ومحرقة، دمرت القرية، وقتلت كثيراً من رجالها، وأنهى لازم حياة شبوط انتقاماً وثأراً. وعندما ذهب الخوف من شبوط وسطوته، تقدمت بشه (مولدة نساء القرية) واستخرجت السحر، ليعود لازم إلى حالته البشرية من جديد ويعود إلى سليمه وإلى أولاده وإلى قريته.
الشيخ شبوط استخدم أمه العجوز الشمطاء لتسحر لازم زينة رجال القرية وأطيبهم، لتبتعد عنه سليمه وتهجره، فتخلو له طريق الزواج منها بعد أن رفضته من قبل وفضلت عليه لازماً. ولكن خطة شبوط لم تنجح، وهاله أن سليمه تمسكت بزوجها الخنزير، وعاهدته أن تبقى معه إلى الأبد، فجن جنون شبوط بعد أن فشلت خطته، ولو عقل لسحر سليمه حتى تقبل به وتترك لازماً، ولكنه قصر النظر، وتسرع قطف الثمرة، وعدم معرفته بمعادن النساء والرجال على حد سواء، فقليل الأصل يظن أنَّ الجميع على شاكلته!
ومن اللافت الراسخ في العقائد المجتمعية العربية أن تعرض الإنسان لأي طارئ أو مرض أو مصيبة أو مسخ، فهو الملوم أولاً، وما أُصيبَ إلا بما كسبت يداه أو ذنب أذنبه أو كبيرة من الكبائر اقترفها. وهم بذلك يعاقبون الضحية مرَّتان: مرَّة بما أُصيب به، وأخرى بتحميله المسؤولية. ولم يحاولوا أن يبحثوا أو حتى يفكروا عن المجرم أو الفاعل الحقيقي، وما أسهل أن يركنوا إلى ربط ما حدث بالله سبحانه، فكله من عند الله. نعم كل شيء حدث بعلمه، ولكن من المسبب، ومن اقترف هذا الجرم الأثيم؟!
عندما بحث أهل لازم خارج الدائرة، ومزقوا شرنقة الأوهام، اتجهت أنظارهم نحو العجوز والدة شبوط، فكل الأصابع تشير إلى أنها وراء ما حدث للازم، وأنها سحرته خدمة لأهواء ابنها وشهواته. عندها فقط تغيرت موازين القوى، وتغيرت الظروف، وحدث التغيير، وقامت الثورة التي قضت على شبوط وأزلامه!
الحكاية رمزية بالتأكيد، تتحدث عن العراق قديماً وحاضراً ومستقبلاً دون تحديد زمن معين، فالعراق هو العراق، كان ولم يزل وطناً جريحاً معذباً. لازم الذي مُسخ إلى خنزير يرمز إلى العراق الوطن المعذب على مدار التاريخ، المبتلى بقيادات مسخته أو لا ترى فيه إلا مسخاً لا يستحق الاحترام، ناهيك عن التضحية والانتماء. وقد اختار السالم أن يمسخ لازماً خنزيراً للإشارة إلى بشاعة ما يتعرض له العراق أرضاً وسكاناً، من ظلم وإهمال وفساد، وأهل لازم هم أهل العراق الذين ما تخلوا عنه أو خذلوه يوماً رغم المحن والمصائب والويلات. ويمثل شبوط الطبقة الحاكمة الفاسدة التي لا تبحث إلا عن شهواتها ومصالحها، ولا يخلو زمان ممن يتخلى عن وطنه ويبيعه بأرخص الأثمان، هذا إن كانت الأوطان تثمن أصلاً أو تعرض للبيع في سوق النخاسة!
إنَّ علاج الأوطان لن يكون يوماً بالخزعبلات أو الغيبيات أو اللجوء إلى السحرة والجن والعرافين والكذابين والمشعوذين، فهؤلاء من أعراض المرض، أو هم جزء من المرض، ولن يكونوا يوماً قادرين على تقديم أي نفع أو فائدة، بل يزيدون الطين بلّة. إنَّ علاج الأوطان لا يكون إلا بوحدة كل أهله واتفاقهم عليه، وأنه لهم جميعاً دون تمييز، بوجود قيادة صادقة أمينة قوية، لا تبحث عن شهوات أو ملذات.
رواية "شبيه الخنزير" تتقاطع مع رواية "المسخ" لفرانز كافكا في مسخ كلا الرجلين، في "المسخ" إلى حشرة كبيرة بشعة، وفي "شبيه الخنزير" إلى خنزير، وفي أن كلا الرجلين طيب محبوب حسن الخلق والسلوك ورب أسرة أو معيل أسرة. وتختلف في أن أسرة مسخ كافكا كانت تتمنى موته والخلاص منه، بينما تمسك أهل لازم به، ولم يتخلوا عنه أبداً، وخاصة زوجته سليمه. خاتمة كافكا انتهت بموت الحشرة تعبيراً عن اليأس والظلام المطبق، وفقدان الأمل، بينما خاتمة وارد السالم مبشرة بمستقبل مشرق وإن يكن بعيداً، فقد مات الماسخ، وانتصر الممسوخ، وعاد إلى طبيعته الأولى. وواضح تأثر وارد السالم بمسخ كافكا، ولكنه أبدع وأجاد، حيث وظف فكرة المسخ في بيئة عراقية مسحوقة تعاني ظلماً وإهمالاً، ونجح في تصوير بيئة الأهوار بشكل دقيق مدهش، ولا عجب فهو ابن الأهوار، ولعله تفوق على كافكا في النهاية، فحتى الخنازير عندما تتحد تفعل الأعاجيب، وتحقق ما تصبو إليه، وبلداننا العربية –للأسف- مُسخت كلها بفعل فاعل أشر، ولا نجاة لأهلها إلا أن يدركوا أولاً أنهم مسوخ، وأن لا خلاص إلا باتحادهم ووقوفهم صفاً واحداً في وجهة السحرة المكرة، أبناء القردة والشياطين، وإن تكلموا بألستنا، وتظاهروا بمودتنا!
تتميز الرواية بقدرتها الفائقة على الوصف التفصيلي للأشياء والأحداث والمكان، بلغة مكثفة مقتصدة جميلة، لكأن القارئ يشاهد مشهداً سينمائياً، وهذه القدرة لا تتأتى إلا لمن أخلص للمكان وعاشه بروحه وجوارحه وقلبه، نقرأ مثلاً: "وفي أقصى الصوباط المظلل قبعت سليمه منحسرة الثوب كاشفة عن ساقين لم تلمسهما الشمس بعد وهي تسوي كرات العجين بين كفيها وتصفها على طبق من الخوص؛ فتبدو كأثداء ممتلئة تُركت عنوة على الطبق الأخضر. وعندما تذهبت حافة الصريفة بضوء الشمس اخضرَّ الشط أمامها ونبتت الأشجار العالية على صفحته الساكنة."(79)
وقد نجح وارد بدر السالم في نقل روح المكان إلى القارئ، حتى ليشعر أنه يعيش هناك كأي من سكان الأهوار، يعاني مثلما يعانون، ويخاف كما يخافون، ويحلم كما يحلمون. فالأهوار مريضة عليلة، تنتظر طبيباً بارعاً، لا مشعوذاً أو ساحراً.
ويدهش القارئ من قدرة الروائي على التعداد كنوع من الثراء اللغوي في أكثر من موقع في الرواية، لكأنه يمتح من بئر، أو ينهل من نبع، ومن أمثلة ذلك، وهي كثيرة: "كانت القرية فضاء من دخان أسود منشطر.. كانت قبل وقت قصير، هو بمسافة إغماضة عين نعسانة، مكتظة بالبيوت والنخل والبط والدجاج والجواميس والسواقي والحنطة والكلاب والنساء والرجال والصبيان والأطفال والأشجار.. كان هنا كل شيء قبل لحظات، الماء والمشاحيف والعشب والتمر والرطب والخبز والشعير وموج الشط والعصافير واللقالق والنجوم.."(135-136)
ومما يحسب للرواية قاموسها الذي يوضح بعض المفردات التي قد تُشكل على القارئ غير العراقي، فلكل بيئة خصوصيتها ومفرداتها التي لا تُؤلف في غيرها.
مما يُؤخذ على الرواية طول فقراتها، حتى إن بعضها يصل إلى ثلاث صفحات، مما يرهق القارئ، ويقطع أنفاسه، لا سيما مع تتابع الأحداث وتدفقها، مما لا يسمح للقارئ بالتوقف والتقاط الأنفاس. وهذا مستغرب من شاعر يتعامل مع الكلمة الواحدة أحياناً كشطر مستقل!
وحسب الرواية والروائي شهادة عبدالستار ناصر التي قال فيها: "منذ وقت بعيد، لم أقرأ عملاً روائياً عربياً بمستوي (شبيه الخنزير) ولو كان مؤلفها وارد بدر السالم في بلد أوروبي أو أمريكي، لصار اليوم من أصحاب الملايين، كما حدث مع فرانسوا ساغان ودان براون وغيرهما ممن حصل علي المجد والمال من أول كتاب نشروه، لكن حظ الكاتب العربي (والعراقي بخاصة) لا يزال في أدني حدود المقبول."(5)
وبعد، فرواية "شبيه الخنزير" متفردة في موضوعها، تحتمل كثيراً من التأويلات، وذات مستويات متعددة، ولا يمكن لأحد أن يدعي أنه قادر بمفرده على فك طلاسمها وحل ألغازها، فهي من الروايات التي لا تعطي سرها لأحد بسهولة!

* ناقد من الأردن

السبت، 25 أغسطس 2012

السورية وجيهة عبد الرحمن تصنع السؤال في كن لأصابعي ندى..بقلم الناقد: جاسم خلف الياس






السورية وجيهة عبد الرحمن تصنع السؤال
 في كن لأصابعي ندى
 


فتنة الجسد تؤول الى غواية النص

****
جاسم خلف الياس
****



 
يعد الخيال المبتكر، واللغة المدهشة، من الاشتراطات الفنية الفاعلة في تاثيث النص الشعري، فالعواطف والاحاسيس التي تنبع من الوجدان والشعور، هي التي تمنح ذلك النص صدقا فنيا عاليا، وتخلق في القارئ تأثيرا، يعمل على كشف القيمة الحقيقية له، وهذا لا يتأتى إلا من خلال رسم الصورة الفنية، والغوص في أعماق النفس الإنسانية، واللغة الشعرية الشفيفة التي تكشف قدرة الشاعر في اجتراح واقع نصي يحاكي الواقع المادي، ويرصده في بعض أو كل تفاصيله، ضمن الخبرة والوعي والتجربة . وإذا كان هذان الإشتراطان في مجمل الإشتغالات الشعرية قد حققا حضورا طاغيا في المدونة الإبداعية الحديثة بشكل عام، فما هي خصوصيتهما في الشعر الانثوي، المؤثث بطاقة توتر عالية، وتجاوز وإنزياح لكثير من الرموز المستمدة من الجسد، هذا الجسد الذي ينفث براكينه وصواعقه مزلزلة على الورق، تسفر بعد الهدوء جملا شعرية تحمل من العلامات والدلالات والرموز ما يحتوي عالم المراة الشاسع المجهول، إذ استبدت تقنية البوح والنجوى في استحضار ذلك الجسد، وتولّد لدى المرأة » الشاعرة نمطا أسلوبيا يعد من خصوصياتها، تمثّل في توليد الأساليب والأنساق الجديدة وفق لغة دافئة موحية، وتشكيل لغوي يأخذ أسبايه من خزان الأحاسيس وقاموس الحواس ونبض الجسد وهمس الخاطر، وحديث ما اختزنته الذاكرة النسوية واللاوعي الأنثوي في مراحل تشكلها الممتد 1 .
وفق هذه الرؤيا سنحاول مقاربة مجموعة كن لأصابعي ندى للأديبة وجيهة عبدالرجمن الصادر عن دار رؤية، مصر، 2011. ونسعى الى فك رموزها، والتوغل في فاعليتها الترميزية واشتباكاتها المعقدة، لنصل الى المسكوت عنه، والمحذوف، والمضمر، من خلال تلمس الخصائص الاسلوبية والتعبيرية والبنائية التي شكلت نصوص المجموعة .
بصرخة احتجاجية حارقة، وانفعال تصويري واستعاري غاضب، تسهم الشاعرة وجيهة عبد الرحمن في تهيئة القارئ لحراك تحريضي ضروري، وهي تهدي منجزها الشعري الى صمت العصافير المعلقة بخصر صياد لم يفطم بندقيته….المجموعة ص3 . بعد أن كانت قد تركته ــ أي القارئ ـ في فضاء عنواني مشبع بالرقة والطراوة كن لأصابعي ندى وبين رقة العنوان وقسوة الاهداء، بوصفهما موازيين نصيين يعملان في منظومة دائرية واحدة في التوجيه القرائي، تمتد مساحة شاسعة من الترقب والذهول والترصد لما ستقوله الشاعرة في نصوصها المقبلة. فالفعل كن فعل أمر ناقص مبني على السكون، وقدد انمازت سيميائية هذا الفعل في التطابق بين وجوده التركيبي، ومعطاه الدلالي، ومما يؤكد تلك السيميائية الاتفاق البلاغي في الالتماس كون الأمر صادر بين إثنين متساويين، ولنفترضهما قبل مقاربة النصوص إمرأة» رجل . فماذا تريد هذه المرأة» الشاعرة من ذلك الرجل أن يكون؟ وباشتغال شعري يمتلك مهارة الاحتراف وقبل أن تلفظ مبتغاها من التحول، تعمل الشاعرة على تقدم الخبر على المبتدأ؛ لأهمية المكان المناسب الذي يسوّغ هذا التحول، فيتغير التعبير التركيبي من كن ندى لأصابعي إلى كن لأصابعي ندى مراعية في قصديتها البنية الايقاعية لذلك التركيب. وهذا الأمر في حقيقته يفرض واقعا تشاركيا، يعمل على وضع التمركز الذكوري، أمام التمركز الأنثوي، بشكل تفاعلي، وليس بشكل تسلطي.
أما في الإهداء، فإن مفردة الـ صمت التي وردت بعد حرف الجر إلى ، تمثل معطى دلالاليا أقرب الى الموت؛ وذلك لوجود قرينتين هما الصياد والبندقية . ويبدو أن الشاعرة قد أرادت بهذا الإهداء، التعبير عن الندية التي رصدتها في فضائي الذكورة والانوثة، وقد أكدت هذا التعبير في حوار معها، وبإمكاننا أن نقتطع جزءا منه؛ لتعزيز ذلك الاستنتاج إن مجموعتي الشعرية الأولى، عبارة عن مجموعة نصوص شعرية، كتاب عن الحب والعشق ورفض القبح والبشاعة، لم أقحم ذاتي فيها، بل خرجت القصائد من ذاتي، و وجداني، و عشقي للحياة. لذا فهي عصارة روحي، التي امتزج بها رفضي لقوانين لم تسنها الطبيعة بقدر ما خطتها أياد ليست ببيضاء، أصحابها نصَّبوا أنفسهم أسيادا على الطبيعة وأعطوا لنفسهم الحق في سلب ضمائر الناس البسطاء التواقين إلى الحرية والعيش بسلام. عشقت في قصائدي، هذه حقيقتي التي لم أخجل منها يوما، وفكري الذي جاء نتيجة قراءة مكثفة لأدب الكبار، حاولت الغوص في عمق النفس الإنسانية لأقدم كلماتي بلغة شعرية صادقة، تدخل نفس القارئ ببراءة ويسر، ليشعر معها بالتحليق في عالم مليء بالشرور والحروب الباردة أو ربما الساخنة، وفق ما تقتضيه مصلحة الطرف الأقوى والأكثر جشعاً، لأشجعه على المضي قدما بحياته والعمل من اجل العيش بسلام. أحببت وكتبت عن الحب وخاطبت الرجل الذي أحببته بصدق، وإن كان بعضها من صنع خيالي إلا أنني لم أتوار خلف قناع زائف أنكر فيه هذه العاطفة السامية والنبيلة، التي يجسدها الثنائي الصانع للحياة2 2 . فمفردات وتراكيب مثل رفض القيح والبشاعة، أياد ليست بيضاء، عشقي، حقيقتي، لم اخجل منها يوما…. وغيرها تجسدت توافقيا مع مستوى الحضور الدلالي لكل من العنوان والاهداء.
شعرية الاستهلال
سنكتفي في مقاربة المجموعة ضمن هذا المحور، بمقاربة القصيدة الأولى التي استهلت بها الشاعرة مجموعتها، وهي قصيدة خمس شرفات لمنزل ممسوس ، وتتكون من خمسة مقاطع، وقد أعطت كل شرفة صياغة شعرية مستقلة، بدأتها بمفردة تصدرت كل مقطع فكانت حلم» عيناك» غائب » مطر» نار . وبعد تتبعنا لقصائد المجموعة، وجدنا أن هذه المفردات قد ارتبطت بالفضاء النصي لكل قصيدة، وقد شكلت بؤرة معجمية » دلالية، تشظت فيما بعد في تلك القصائد. في المقطع الأول تستهل وجيهة نصها بتركيب يتكون من خمس مفردات، تعمدت على ما يبدو أن يكون دخول القارئ الى فضاءاتها النصية من خلالها حلم » مايزال » يبللني » برذاذ » الجمراتِ……ص5 . فبنية الحلم التي تعد مادة شعرية واحدة من أهم البنى التي تلقى تسهيلات هائلة من لدن أفضية القصيدة، فضلا عن تفاعلها المثالي مع أطياف التخييل الشعري واندماجها وتماهيها مع المكونات النادرة الاخرى المؤلفة لبنيان القصيد 3 هي التي ستفتح الطريق أمام القارئ في مسيرته المستمرة وهو يشاهد الخصب النصي يبللني بمفارقة لفظية تهشم ثنائية الماء» النار، ليكون البلل هنا شعريا في النار لوحدها، فهي القادرة على إنجاز فعل التطهر من كل قبيح وبشع. وقد جاءت الصورة الشعرية بتركيب إستعاري مكني منح مفهوم الحلم تجسيدا فاعلا من خلال البلل ، فضلا عن التركيب الاستعاري التصريحي رذاذ الجمرات . ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى أن مهارتي التشخيص والتجسيد البلاغيتين شكلتا هيمنة أسلوبية في مجمل قصائد المجموعة، ولن نقارب هذا الهيمنة الاسلوبية بكل تفاصيلها، لأننا سنقاربها في قابل الأيام ضمن دراسة تتعلق بغواية الاستعارة وشهوة النص.
أما في المقطع الثاني فتستهل نصها بـست مفردات وحرف واحد عيناكِ»نشوةُ »الناجين»من »فم »القصيدة »البكَّاءِ…ص6 . إذ تشكل العينان نافذة الشاعرة التي تطل منها على العالم، وهنا يأتي الخطاب إلى الذات » الشاعرة التي تمنح العينين مفهوما تعريفيا يتجاوز المعنى القاموسي إلى المعنى الشعري، فتصبح تلك النافذة نشوة ، تستطيع الشاعرة بوساطتها التوغل في عالمها الداخلي، فضلا عن منح القاؤئ فرصة التوغل في النص وتأويله. ولكن عندما تخصص الشاعرة بالتضايف هذه الـ نشوة بـ الناجين ينزاح التأويل إلى فضاء جديد يتعلق بمجموعة من الناس، وقد أسبغت الشاعرة عليهم صفة النجاة ، ولكن من أي شي؟ وهنا يبدأ حرف الجر من فعله في ربط المفردات الثلاث الأولى بالمفردات الثلاث الإخيرة، لينقلنا من ضفة الى أخرى، لنصل الى مفردة فم وهنا يتفعّل التعبير المجازي الذي وظفته الشاعرة لشدة الشراهة، ولا تكتفي إلا بتضايف آخر لتكون القصيدة هي المضاف اليه، فيتخصص الـ فم بالقصيدة التي تعطيها الشاعرة صفة البكَاء وهي على وزن فعّال ، وإن دلالتي الشدة والكثرة معروفتان في هذا الوزن الصرفي الذي يمنح الجملة قوة أكثر.
وتستهل الشاعرة المقطع الثالث بخمس مفردات غائب » قميصُ يوسفَ » وكذلك »الدماءُ…..ص8 إلا إننا لا نسمك شعريا إلا ثلاث مفردات تتعلق الأولى بـ الغياب وتشكل هذه البنية هيمنة موضوعية وتقانية في آن واحد، إذ تظل الشاعرة تخاطب ذلك الغائب، بصور شعرية، واستعارات فنية، ومفارقات نصية، غلبت في المجموعة وشكلت حراكها الشعري الدائم. وما دام قميص يوسف غائبا، فلن تستطيع العينان رؤية العالم، وستحرمان من نشوة الناجين، ولا تكتفي الشاعرة بهذا الوجع من الغياب، وإنما تلحقه بوجع أشد قسوة، وهو صورة الدماء . وهنا تصل الشاعرة الى ذروة البشاعة والقبح التي وصفتهما في حوارها الانف الذكر. إلا إن المقطع الرابع الذي استهلته الشاعرة بست مفردات مطرٌ » مطرٌ…» لعابُ » الغيم..
ينكبُّ لؤلؤَ وردٍ….ص9 سيعمل على الحرث في أرض خصبة، ويتجاوز القحط المتمثل في غياب قميص يوسف، وهنا دلالة سيميائية خفية تربط المقطع الثالث بالمقطع الرابع، تتعلق بسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، ودلالة المطر التي تتمركز في الخصب والنماء والحياة والبعث والاغتسال والتطهر وغيرها . فالمطر سؤال مؤرق للانسان مطلبه ساكن في كل الكائنات منذ القدم، وهو أصل التطور الانساني والحيواني والنباتي، وهو ما يضيء المستقبل، ويكتب له البقاء والوجود. والمطر على الصعيد الكوني من الإشكالات الحضارية، ومن بؤرة الوجود والعدم، فهو بداية نمو، إكتمال، نهاية، فبداية متجددة، والمرأة تريد لبدايتها أن تتجدد، أن تزدهر وتثمر، ولذا فهي في حاجة إلى المطر الذي يبعث فيها الحياة من جديد بعد فقد وغياب. والمطر بالنسبة للمرأة، هو انبثاق الحياة، وبهجة الظهور، يساعد في التحام المرأة مع جسدها المغيّب منذ الزمن 4 . أما المقطع الخامس فينماز بكونه جملة واحدة طويلة، أعطتها الشاعرة تشكيلا بصريا عموديا لتترك للقارئ إمكانية التواصل مع كل مفردة قابلة للتدليل نارٌ » نارٌ » بردٌ ..» وسلام » على نعشِ حريقٍ » أُضرِمَ » في الرماد » وانبعث كعنقاء » في جسدٍ »لم تتشكَّلُ الأساطير »فيه بعدُ….ص10 .
وإذا كانت دلالة المطر في الإبتداء تتفق مع السياق النصي في المقطع الرابع، فإن دلالة النار في الإنتهاء تحيل الى معنى يرفضه السياق، فالنار هنا لا تولد إلا برد وسلام، ومن ثم تكون انبعاثا كالعنقاء كلما أصبحت رمادا عادت اليها الحياة من جديد، إلا إن الشاعرة تؤكد في جملتها هذه على وجود هذا الفعل الشعري لا في جسد تشكلت فيه الاساطير التي مرت علينا، وإنما في جسد لم تتشكل الاساطير فيه بعد، وهذه دلالة على نية الخلق والابتكار . فدلالة النار هنا تتجاوز الفعل الانثوي المولع بالتجدد والانبعاث. وبقي أن نشير في هذا المحور إلى أن المفردات الأول التي وردت في المقاطع الخمسة حلم، عيناك، غائب، مطر، نار بوصفها فاعلا دلاليا يساوي المبتدأ النحوي، قد شكلت المدلاولات الموازية التي تتحكم في النص، وتستدعي التأويل؛ لأن منطق الصواب في وجود الاشياء واقعا، هو غير منطق الصواب في التعبير عن الاشياء لغة 5 .
فتنة الجسد» غواية النص
تنحاز المغامرة الجمالية للنص الشعري في تمركزها حول الأنوثة، الى الرقة واللطف، فتعمل على جذب القارئ إلى دائرة الإحساس الجمالي في النفس؛ لتأخذه إلى الإيحاء بالمعنى في إضمار كثيف مرة، وشفيف مرة أخرى. وقد جاء هذا الإشتغال الشعري في انبثاق صوري متتابع، إعتمد على بنية المقاربة في القول، الأمر الذي يقارب عناصر التشكيل الشعري، وهذا بدوره يعمل على تلاؤم دلالات الألفاظ التي تستدعي بعضها بعضا، فاقتناص الصور والإنبهار بغرابتها، وحدة انفعالها المنبثق من قوة التخييل فيها، ميزة شعرية انحازت اليها الشاعرة بوعي شعري، استطاع أن يخلص الصور من الغموض في مظهرها اللغوي، ومن الشبحية في معانيها، على الرغم من الإحتشاد الصوري، وكثافة التعبير، والتراكم الجملي في استرسالات تعبيرية، ذات ومضات سريعة، تركز على المشاعر الذاتية المثارة، في انطباع داخلي تعبيرا عن حال الفاعل ضمير المتكلم
أن أغرس رأسي بين أضلاعكَ » أن ألتحف أنفاسكَ » وأُوجزَ رنينَ نبضاتي ببرهةٍ » لأن عودتي إليك ولعاً » أحرقتْ لهاثَ تفاصيلي حين تجيء إليّ..» هواجسي، سأوقظها بشهيَّةٍ » فالسفرُ إليك هذا الصباحَ » يعرّي ألواني….ص16 .
وإذا كانت الصور الشعرية في قصيدة كم أشبهك تلمح إلى الإيقاع السريع والمتحرك تجاه الانوثة، وهي تطعّمه بدفقاتها التخييلية، فإن الإيقاع الرغبوي في قصيدة هناك تقطن أصابعي يسهم في وفرة الدلالات قوة وعنفا، والدلالة السيميائية لمكوث الاصابع هناك لا تحتاج الى عناء لشفافيتها وتصالحها مع ذات الشاعرة بحميمية وجرأة. أما عند تفكيك ملفوظات القصيدة التي تشكل بنيتها التصويرية، فإننا نجد يداكَ ـ شظيتان ـ تخترقان ـ مخابئَ ـ الرمّان ـ في ـ دمي ، مؤشرات دلالية على بلاغة الجسد الذي تخلّقه الشاعرة في غواية نصها؛ إذ ينتشي ذلك الجسد بوجود الآخر المتمثل في يداك ، في صورة تشبيهية زاد من توكيدها حذف أحد أركان التشبيه أذاة التشبيه ؛ لإعطائه قوة في تصوير الوجع الجسدي، واشواقه المكبوتة الدفينة شظيتان وهنا تنفلت فتنة الجسد الى الذات لتصرخ امام العالم الخارجي تخترقان وهنا تغامر طاقة الفعل الشعري بكثافتها اللغوية، وقوة مجازها، وفاعليتها الترميزية بالتحول من طاقة حركية الى طاقة إشارية، للإقتراب أكثر من الانجذاب نحو مخابئ تخفي بمزيد من الولع محظورات تزيد الجسد فتنة الرمان ، ويبدو أن الطاقة الترميزية هنا تتدهور قليلا بفعل ترميز شفيف للغاية، الى حد ما هو متعارف عليه في الموروث الشعبي، لاسيما غي الأغاني القروية، مما ساعد على كشف الحجب أمام القارئ، وزجه مباشرة في مسار واضح، استطاعت الـ في أن تمعن في تدخلها الهائل في مكون عضوي يشي بايريوتيكية حادة الى منطقة الوجع الانثوي دمي وقد عمدت الشاعرة في اختيار هذا المكون لتعبر عن الكل بوساطة الجزء فـ عندما يستعصي العثور على معنى للكل، بإمكان المحلل أن يعود الى الاجزاء. فقد لا يدل الكل إلا من خلال أجزائه، أو قد تختلف دلالة الكل عن دلالة الأجزاء المكونة له، تلك حالة الجسد، وتلك حالة دلالته وأشكاله ومعانيه 6 .
وينسحب هذا التفكيك السيميائي على كل الملفوطات التي شكلت بنية هذه القصيدة هناك تقطن أصابعي وعلى الرغم من أن هذه القصيدة ليست الوحيدة التي تشكل أنموذجا حيا في موضوع الأنوثة لغة ورمزا وإيحاء، وإنما مجمل قصائد المجموعة تنحو هذا المنحى، إلا إننا سنوردها بكاملها؛ ليطلع القارئ الذي لم يتسن له الإطلااع على مجموعة الشاعرة يداكَ شظيتان» تخترقان مخابئَ الرمّان في دمي..» تُقلقُ هدأةَ الطيور» الهائمةِ حول ازرقاقي،» شرفاتُ الزنابق» المصنوعةُ من خزفكَ الفينيقيّ» تلتهمني،»..إلهي الجبليّ» أجراسُك، تُسكتُ في عنق شراييني» تدفُّقَ الدم..ضوضاؤها» وطهرُكَ يجعل ليديَّ امتداداً» لاستحضار بقاياي،، امرأةٌ أنا من عنفوان الآلهة» خيامُنا اسمرَّ لهيبُها..» ها مقذوفون نحن» على مشارف اللون..» تبعثَرنا.» زمرُّدُ تيجانك» تخضَّبَ» فاشربِ الشمس» لاستغاثة الفجر» دمي فينسدلُ شلالاتٍ» من قمم تناثرتْ عليها خصلاتٌ من شَعري.» أوقدتُني» لأُعدّ لكَ وليمةً من حممي» فتستيقظَ فيك شهوةُ الطيران» نَصْلي..نَصْلي» المغروسُ في حنجرتي» لا تُقلِقْه» نَصْلي …..ص33 ــ 35 .
وبهذا الفعل الكتابي استطاعت المرأة أن تهتك بصنمية الهيمنة الذكورية، واستغلالها لجسد الأنثى وتحويله من دائرة الشيئية والإستهلاكية المفعولية التي ظلت لقرون طويلة موضوعا فحسب، يتغنى به الشعراء ويتفننون في أنوثتها كونها تابعا إلى دائرة الفاعلية بوصفها ذاتا نتج الخطاب الأدبي بشتى أنواعه، ولا سيما الخطاب الشعري، إذ لا شك أن محايثة الأنثوي بالشعري هو المدخل إلى هذا الاخر البشري من حيث علاقته بفتنة التعبير اللغوي أي الاحتفال بالمتخيل الجسدي الفكري عبر جمالية الخطاب الشعري بما يولد كنص شعري من أنوثة مضاعفة مدبرة في أصلها التكويني من مزيج الكتابة والجسد ومؤكد لسلطته بسطوة الأنثوي كحيلة عاطفية أو استعارة هي مشروع الشاعر الحضوري 7 .
في ختام مقاربتنا لا بد من الاشارة الى أن بلاغة الجسد عند الشاعرة وجيهة عبد الرحمن، وفاعلية التجسيم الإستعاري، شكلتا تداخلا بين جفرافية الجسد، وفضاء النص إلى درجة التماهي، وهذا ما سوغ لغواية النص لغة ورمزا وإيحاء، أن تهيمن على باقي الاشتراطات والتقانات التي منحت المجموعة شعريتها الباذخة.