الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

(وتريات غجريه ) للشاعرة سماح التميمي







الغجر تاريخ وتقاليد

(وتريات غجريه )

شعر:

سماح التميمي
.......

إلى لوركا مُرَوِّضِ الغَجَرْ ..الذي مات بَعْدَهم
وإلى عرار الذي لَحِقَهُ في ( وادي السِّير )
أيها الغجرْ ..
يا ظِلالَ السَماءِ في سَهلِ الله
أو عروقَ البَحرِ في أرضِ الله

يا أصحابَ المجونْ وَالبَهاءْ
أنْتم في السَماءِ غجرٌ
وَفي الأرضِ غَجرٌ
وَفوقَ الغيمِ غَجرٌ
وفي بَطْنِ الأرض باقونَ
غَجرٌ ...غَجرٌ ..غَجرْ
الرقْصُ يَليقُ .. بِكمْ
ولوركا بِظِلالِه يَليقُ بِكُمْ
وَعَرارُ بِشعرهِ(في وادي السير ) يَليقُ بِكُمْ
وأنا أليقُ بكُمْ حينَ لا يليقُ الحزنُ بي !!!
أنتُمْ الغَجرُ ..يا بيارقَ مَركوزةً في التيهْ
مَنْ لليلِ يا سُمّار منْ دونِكمْ
هُبّوا ..انفُضوا عنْ شَواطِئكُمْ الغَبشْ
وَاشْرَبوا كُؤوسكمْ الليلَةْ
وَعبْئوا جُنونكَمْ سَهراً ..لنِومِ ثَقيلْ
وَأورِدوا الرَقْصَ عَلى أرواحِكمْ المَرْمَريهْ
إقرَأوا فرعَونَ وبابلَ وأشورَ وَربّةَ الحِكْمة
وَانشَطِروا
قَبْلَ أن يَطوفَ بِكُمْ مُرَوّضَ الغَجرْ
فَيَتَقصّى مَجانينكُمْ ..ويَأخذَ مشاعِلَهمْ
ويَهدّ سِراجكُم
وَما تبَقّى مِنكُم محض عويل ..
قالت عرّافتكم
الغجر سَيَدْخُلونَ النَّارَ !!!!
بِغَلائِلِ نَشيدَهُمْ .. ولَون حُبورِهم
وَخيامِهمْ وثيابِهمْ وإرثهمْ الموجوعْ
قال الغجري غنِّ ... يا واسعةَ الحَوَرْ
وَهبَتكِ سماواتٌ ثِقالْ
ثُرَيَّةَ الأوزار ..نَظِّفيها ...لَوِّنيها
يا قَزَحِيَّةَ الأَثْواب
كيف كَالقطرِ تَسّاقَطُ روحُكِ نُتَفا نُتَفا
ولا زلتِ تُراقِصينَ الظِّلال ..متى تموتين
تُخاتِلين الوَهم ..مَتى يا عابِثَة
تَتَوَقَّفين
يا حادِيَةَ الدهشة .. مجنون من يُحِبُّ غَجَرِيَّةَ الشِّعر!
والشَّعر ...
سَأَهَبُكِ الليلَةَ مَوْسِمَاً لِعيدٍ ..حتى يَجيء
وَمَوسِم للرَبيعِ ....حتى يَخْضوْضِرَ .... يَبْيَض ..يَتَورد
كم من الخسارات ..؟؟ أتُحْصين خَساراتِك
سَأُهْديكِ مَوْسِماً للروح يَكْفي لِشَهْقَةٍ يَتيمه
وَموسِم للوَرْدِ فلا تَذْبلي
يا سَيدةَ الغَجرْ
إجعلي هَذا الثوبَ الأُرْجواني
يستوفي اللَّعْنَةَ مِنْ بُغضِ الأَقْدار
أَيَّتُها الغَجَرية
أَتُبَدِّلينَ رُوحَكِ عندما تنامين !
أين تُخَبِّئينها
ت خ ب ئ ي ن ه ا
قالت للغجري
غَنِّ لي ..
سَأتَزَنَّرُ بالقمرْ
وَتبقى وَحدكَ أجملُ مِن الحلمْ
سَأهَبكَ هذا المَساء غَزالهْ
فلا تَطوفُ بها مَعَ رعيانِ الجبالْ
لا يَعرفُ القطيعُ لغةَ الغَزالاتْ
وَحدكَ مَعنيٌ بطلاسمِ إيلونَه
وَبياضِها
وَقصيدِهِا
أنا الغَجَرِيُّ إذاً
تُجَنِّنُني حُورِيَّةَ البَحر
وتُهَنْدِسُ قِلاعِي المَأْزومَة
تُطْعِمُني تَقْتُلُني ثم تَسقيني جَميلَ الأرقْ
وانتظارهِا على قارعةِ الأرضْ
تَتَرُكُني كَ ذا النُّونِ جدي
على فَراغِ الشُّطآنِ مُتَلَبِّساً جَسَدي
على حَدِّ بَحْرها المَجْنون
لَفَظَني بَحْري سَيِّدَتي
فَهاتي يَدَاً
أو رُدي يَدا
ستكونينَ بِحَضْرَتي ..إنْ اليومَ أَوْ غَدَاً

يا غَجريُ ...لا مزايدةَ على العشقِ
العشقُ يَقتلُ نفْسَه بنِفسهِ
هَكذا قالَ قانونه !!!!
حينما جالسَهُ المُريدونْ
إكتبْ إذاً كلاماً
يَستْريحُ في ظِلِّهِ الكلامْ
حينَ يَسأَلُكَ الكاهنُ
هلْ تبَكي مثِلنا أيُها الغَجريُ
قَبلَ أنْ تَنامْ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى