الاثنين، 17 ديسمبر 2012

تجليات من مقام البوح تكتبها: حنان الهبطى الادريسى


https://mail-attachment.googleusercontent.com/attachment/?ui=2&ik=e35823836c&view=att&th=13cde982b403163f&attid=0.1&disp=inline&realattid=f_hd7izgid0&safe=1&zw&saduie=AG9B_P84_TSd4LRxtebe0c_sKFfB&sadet=1360944233737&sads=vwOgq9RqDQQHmSVPly03CFr12Ro&sadssc=1





تجليات من مقام البوح

تكتبها:

حنان الهبطى الادريسى


المغرب










كم كان عليكَ أن تَـتَـجَـمَّعَ أيـهـا الفراغُ لتُركّزَ في المكان مكانكَ و تُـعَـزِّز في الكلام وجودك ؟ كم احتجتَ من نسيانٍ لتمحو ملامحَنا التي تَبَسَّمتْ , كم بسمةٍ تهشّمت على شفتيْ فمٍ ودود ؟ فلتكن إرادتك التي قاتَـلَـتْـنــا , و لتنطفئ حرارةُ حضورِنــا في صقيــع حضورك .


****

الحزن كما أنت متفرد في وجوده , سيدٌ في وجدانك لا يضاهيه الفرح ... الحزن يغنيك بصمت عزيز عن كلام سفيه ... يكفيك بعزلتك عن وصال ذليل ... الحزن كما أنت فقط و يشبهك إلى حد بعيد .


****

تدور فصول الأرض عجلى تلتهم السنين .. في غفلة من حزن الخريف يرعى الصيف أحلام الربيع .. و تبقى لي خُضرةٌ على رابية العمر هناك .. تَراني و لا أراها .. طاحونةٌ تدور لريح ترعاها .. تسحبني ليمناها و تقدفني ليسراها .. لا لوم يا رأسي المجنون من فرط دوارك .. تدور فصول الأرض.. فصول الناس .. قلوب الناس في عكس مسارك .

*****

تُعذِّبُنا الأحداث التي لم تحدثْ . . . يَحْضُــرُ مكـانُهـا المُقفِــرُ في الزمان , ليعزفَ لحنَ الفقدِ على مقامٍ حزين . . . كـم تختزل الحياة أفعالنا الممكنة في إستحالة بـَغـيـضـــة ! . . . هزيـــــلٌ ما عشناهُ فيــكَ أيهـا العمـــــــــــر.


****


ساعات الحنين دقائقُ لا تُشبِـهُ غيرَها ..هي جدلٌ مُـريـح ..غرابةٌ تُعاشُ بِتمامِ الروح و كل النبض .. لذةٌ و ألم ..اقترابٌ إلى حدود الإنغماس الكلي لتصير أنتَ هو الساكنُ فيكَ .. و ابتعادٌ حدَّ الجحود , حدَّ التنكر لذاتكَ تَنَكُّــرَكَ لموضوعكَ البعيد , فيصيرَ منفاه منفاك .. تلك لحظات لا تُشبِهُ غيرَها ..دنُوٌّ و بُعد , امتلاء و خواء .. أنت و موضوعُك تحضران و تغيبان في نفس الآن .

*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى