الأحد، 30 سبتمبر 2012

تجليات الحرف للمبدعة مي مسعود صعب/ لبنان









تجليات الحرف

للمبدعة مي مسعود صعب

*****

هذه اليد التي ضمتك يوماً إلى صدرها
ليست يدي أنا
هذا القلب العاجز عن كبح دموعه
ليس قلبي أنا
هذه الإبتسامة المشاكسة
التي أخذت نفساً عميقاً قبل أن تتنفسك

ليست إبتسامتي أنا

هذا الوجه المصلوب على خشبة الغواية
ليس وجهي أنا
تلك الأنامل التي تندّت براحة كفيّك
ليست أناملي أنا
منذ أن أحببتكَ وإلتصقتُ بك
وأنا أتوق لـِ التحرر
من تلك الأغلال المدعوة
" أنا " !!
****



كـَ البحر الهائج
هي حياتي
تعلوه الأمواج
ثم تهدأ لـِ تتكسر

تعبت من تلقف الأمواج
تعبت من التعب
تعبت من لعب دور المشاهد

أريد أن أكون المراكب والشراع

في آن معاً
أصارع القدر
أتحدى ألوان الزمن

أريد أن أكون أنا

ولو لـِ مرة واحدة
بـِ السرّ والعلن
أريد أن أكون

" أنا "

*

 
****

أضعتُ أناي
لستُ أدري من أنا


ما أبشع أن تشفق إلى أحدهم

لـِ تكتشف لاحقاً
أن هذا الأحد هو
" أنت "


هذه "الأنا "

تحتاج لإعادة نظر


أكاد أختنق

أين مجرى الهواء !

***
قالَ لي : كوني كما أنتِ
وأكتبي ما تشائين
لا تقلدي أحداً
ميزة كتاباتكِ أنها تنبع من الروح
عندما أقرأ لكِ
أشعر وكـَ أنني القلم الذي به تكتبين
أنني الصخر وأنكِ اليد التي بها تنحتين

أعيشُ أفراحكِ , خربشاتك

صمتكِ , ثرثراتك
دموعكِ , أحزانك
أحلامكِ , ولقاءاتك

سـَ أحتفظ بـِ تفاصيلكِ

في أعمق نقطة من وجودي
أحرسهن و أحميهن ما حييت
كي أشعر أني لا زلتُ إنساناً
وأنكِ قد ولدتني من جديد

سـَ أحتفظ بـِ ذاكرتي

مخافة أن يُسقط التاريخ ملامحك
وأضيع!

***

عدتُ مجدداً إلى الشارع
الذي ضمني يوماً و إياك
بحثتُ عنكَ وعن تفاصيلكَ الصغيرة
آخر أخباركَ ونشاطاتك
أنواع تبغكَ , قهوة الإسبرسو المخفوقة بك
وتلك الحقيبة السوداء الحاوية أسرارك

بحثتُ عنكَ , لم أجدك

سألتُ واجهات المحال , أرصفة الطريق
المتسولين , الباعة المتجولين , النادل في مقهانا القديم
وكل من مرّ بـِ ذاك الحيّ
إنتظرتكَ , لم تأت !

أمسكتُ ذكرياتنا فـَ سقطت يدي

إنهار كل شيء من حولي
أصبح الهواء كثيفاً
حاولت إمتصاصه , لم أستطع!
وكـَ أن السماء هبطت في كوّة عميقة
داخل جدار القلب
فـَ سدت منافذ الهواء إلى حنجرتي

وقفتُ كـَ المنكوبين

بين حطام أمنيات هشة
وشهيق ساخر لـِ الوقت
قائلاً : عودي أدراجك , لن يأتي

أضاع حبيبك بوصلة الحنين!!!

*

****
عاتبتُ صوت الرصاص
قائلة : لاااا
وألف لاااااا
لن تنال من أجساد أطفالي
لن تخترق صدر الوطن
لن تسرق كسرة الخبز من أفواه الفقراء

بيتي بارد يا وطني .. بارد

أحمر قاني , يلتهمه السعال والمرض
جسمي ثقيل و أنفاسي ضيقة
يمزقها أنين داكن

لـِ من أشعل عيدان الحطب

لـِ من أخبز كعك العيد!
هذا العيد المبلل بـِ رائحة الكفن

صوتي مجروح كـَ من ألقى في قعره حجر

لا ينقطع عن السؤال عنك
يذرف الدموع ثم يمسحها

متى تزهر سنابل المحبة يا وطني

متى يحين موعد الحصاد
متى يحصل ذلك متى!!!

" حزينة أنا "

*


*****


إكتشفتُ مؤخراً
أن لـِ جسدي قلبين
الأول يعودُ لك
والآخر ينتمي إليك
وأنني

" أحيا بك "
*
*****

هذا الصباح
وبينما كنتُ أقود سيارتي بـِ نشوة عارمة
توالت عليّ الذكريات كـَ السهام
مخترقة زحمة الصور

رسمتُ على ثغري
إبتسامة ماكرة
دعوتها لإرتشاف
فنجان من القهوة

بدأنا بـِ إجترار محطات العمر
نقلب الصفحات
الواحدة تلو الأخرى
شعرتُ بـِ ثقل السنين المتراكمة
الحزينة منها والضاحكة

أحسستُ
وكـَ أنني عجوز
تخطت حسابات الزمن
عاشت عدة حيوات
في حياة واحدة!



*****


كان الوقت نائماً
متكوراً في ركن من أركان الليل
إقتربتُ منه بـِ حذر
مددتُ يدي
مسحتُ العرقـ المتخثر عن جبينه

لـِ أكتشف إحتضاره
وكـَ أنه شاخ في دقائق
ركعتُ على حافة أنينه
فركتُ صدغه بـِ الماء
دسستُ قبلة دافئة
فـَ شهقت تكتكات الثواني ثم سكتت
معلنة : وفاة الزمان

مات الوقت يا حبيبي مطمئناً
لن ترهبنا بعد الآن
زخات العقارب
ولا هرولة اللحظات
لم يبقَ سوانا
وموعد شاسع ينتظرنا

مات الوقت يا حبيب العمر
لـِ أجلنا

"من أجلنا مات"
*

****

هناك تعليق واحد:

  1. كلمات تهب كانسمات تحضن الآهات فتخرج بسمات
    تفوح بالعطور وتبحر في العصوروتبحث عن مثيل
    او حتى عن شبيه مبدعة عجب مي صعب

    ردحذف

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى