الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

الفنان على المريخى.. «صياد الحياة»





الفنان

على المريخى

«صياد الحياة»



ليس عليك أن تتأمله طويلا، ولست مضطرّا لأن تجاذبه أطراف الحديث حتى تتعرف إليه، إنْ هى إلا نظرة واحدة ويتسرب إليك رائقا، فيسكنك من حيث لا تدرى، إنه إنسان لا تفصله أدنى مساحة عن الفنان الذى بداخله، فيحيا خفيفا كطائر ندهته المسافة التى بين السماء والأرض فظل عالقا بها، وهو ينظر إلى الأرض باحثا عن لحظات يصطادها من الحياة كى تعيده إلى حيث ينتمى، فهو يرى أن ليس على الفنان سوى الكشف عن التوازن الذى بينه وبين العالم. كان هذا أول ما وصلنى حين جمعتنى المصادفة به للمرة الأولى فى معرض للصحافة المدرسية، ورغم مرور عشرين عاما فإن هذه الصورة لم تعلوها ذرة غبار واحدة، بل ازدادت وضوحا وعذوبة كألوانه التى يضربها بفرشاته فتسكن الحياة فوق اللوحة هادئة مطمئنة، وهو يصطاد لحظات الحياة الحقيقية فى حياة البسطاء، يصطادها من الفلاحين الذين يقضون يومهم فى كد وهم فى منتهى الرضا، ومن لقاءات الأمهات والبنات على عتبات البيوت وهن يتحايلن بالضحك على لحظات الشقاء المضنية، ومن لحظات السمر فى المساء التى تغسل عناء نهار كامل بمنتهى البساطة.

إنه الفنان التشكيلى على المريخى

الذى تم تكريمه كإعلامى، فهو مخرج تليفزيونى

ونائب رئيس القناة الثامنة

، وهو من مواليد محافظة أسوان فى أكتوبر 1965،

تخرج فى قسم الفلسفة بكلية الآداب- جامعة أسيوط عام 1987،

عمل فى بداية حياته بالتدريس، وأقام عددا من المعارض الفنية،

ومنذ التحق بالعمل الإعلامى عند افتتاح القناة الثامنة

وهو يسعى لتقديم خدمة ثقافية حقيقية لأبناء إقليم جنوب الصعيد

من خلال برامجه التى تهتم بالثقافة والأدب والفنون مثل

«إبداعات جنوبية» و»الملتقى الثقافى» و»همسة الجنوب»،

ولأن البرامج التليفزيونية مهما بلغ نجاحها تظل مؤقتة، أو «بنت لحظتها» كما يقولون، فقد آثر على المريخى أن يحقق أهدافه من خلال الفيلم التسجيلى، فقدم أفلام «ثلاث سيدات» و»المولد» و»سيمفونية الحجر» عن سمبوزيوم النحت بأسوان، وأخيرا «جداريات الحج» الذى يوثق فيه لهذه الرحلة الروحية من خلال رسومات الفنانين الشعبيين على جدران بيوت الحجاج، وقد حصل الفيلم على الجائزة الفضية من مهرجان القاهرة للإعلام العربى بالقاهرة فى دورته السابعة. كما حصل فيلمه «بيوت الجبل» عن ذهبية مهرجان القاهرة للإعلام العربى فى دورته الثامنة.. ومازال يواصل العمل.. والفن.. واصطياد الحياة.










































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى