السبت، 11 سبتمبر 2010

الجزء الاخير لمسرحية ( محاكمة القدر ) للتونسية سلاف دالى



الجزء الاخير لمسرحية ( محاكمة القدر ) للتونسية سلاف دالى

......................





ام تخشون القدر
الحاكم: تحاكموننا أيتها المجنونة أنسيت من نكون
الفتاة (بتحد): لأنني اعرف جيدا من تكونون أصر على محاكمتكم
القدر (مغيرا الموضوع بعد أن رأى أن الكل مركزا على الحوار الدائر بين الفتاة والحاكم ) : ستخرجون
القاضي: لا مكان لكم هنا
الفتاة: هذا المكان ليس الأمم المتحدة لتعرضوا فيه مسرحياتكم وتهمشونا فيها حتى إنكم حصرتم دورنا في دفع مرتبات موظفيها ولا جامعة الدول العربية واجتماعاتها المغلقة والابتسامات الصفراء التي نراها عقب كل اجتماع هذه جلسة مفتوحة ونحن لم نكن يوما أغبياء
مثلما لا تدعونا نحضر اجتماعاتكم لن تحضروا هذه المحاكمة، ارحلوا ودعونا بسلام نواصل هذه الجلسة
قالوا: سنخرج لكن لا تنسوا أن أقوى سلاح بأيدنا الأسلحة التي تتقاتلون بها والسيارات التي تركبونها واغلب الملابس التي تلبسونها والطعام الذي تأكلونه يعني التلويح بالعقوبات وفرض العقوبات و ما أدراك ما العقوبات ثم لم كل هذه العصبية والعنصرية لم لا تقبلون الأخر
الفتاة :وهل تقبلوننا انتم في اجتماعاتكم رغم ان اغلبها يتحدث عنا وكيف تخططون لإشعال الحروب عندنا أو كيف تبيعوننا الأسلحة والتي لا تبيعوننا إيُاها إلا بعد أن تصنعوا أخرى أكثر تطورا منها رغم إنًها تنام في أماكنها حتى تصدأ ونشتري أخرى دون أن نستعملها أو كيف تأخذون أشيائنا أم كيف تبيعوننا الأطعمة الملوثة ومع ذلك نحن لم نتطفل عليكم يوما تأخذون أعضاء أبنائنا تمتصون دمائهم تعيشون بها وترسلون لنا دما ملوثا بالايدز اليست هذه حقيقة
بسبب عنصريتكم و رغبتكم المجنونة في فتح أسواق لأسلحتكم والسيطرة على خيرات الشعوب واستنزاف طاقتها فتحتم حربا فجرت انهارا من الدماء وحده الله يعلم متى تنتهي
الغرباء: أي دماء تقصدين
الفتاة : نسيت انتم ملائكة تزرعون الورد أينما حللتم ألا تعرفون أية دماء
القاضي : اخرجوا
(خرج الغرباء دون أن يزيدوا كلمة)
ضحك المحامي وهو يحضن الصبي
قائلا : أيها اللعين الصغير لولا تأثرهم بكلامك ما أخرجوهم
قال القاضي : كل إلى مكانه لنواصل هذه الجلسة
كان المحامي يسال الصغير: ماذا قال لك الرجل حين حملك بين يديه وقد بدا الخوف على وجهك
الصبي : قال سيقتل آمي وإخوتي لكنني قلت له أن الموت حقيقة ثابتة وهو حق علينا هذا ما كانت تقوله جدتي لا احد يستطيع أن يمنع الموت لا احد
الفتاة للقاضي: سيدي القاضي لدي سؤال؟
القاضي : تفضلي بنيتي
الفتاة : كيف علموا بما دار في الجلسة وهم ليسوا حضورا كيف دخلوا بعد الكلام عن الإرهاب مباشرة كيف سمعوا ؟
القاضي: صبرا بنيتي هذه مجموعة أسئلة
الصبي: لقد رايتهم يفتحون هواتفهم الجوالة لما دخلنا هنا وأشار بإصبعه نحو الحكام
ضحك القدر قائلا : الحمد لله انه لست أنا لست أنا
اصفرت الوجوه واخضرت وأغلقوا هواتفهم الجوالة
الصبي: سيدي القاضي لم لا تسمح بان تكون المحاكمة مباشرة ليراها الجميع
القاضي : رجاءا لنعد إلى ما كنا عليه
قال احدهم : لنحدد الاتهامات واحدا واحدا وليس دفعة واحدة
قال احدهم : ألا ترى ان قدرهم الحضارة وقدرنا التخلف والانحطاط يصنعون الصواريخ والطائرات والسيارات ويصعدون الفضاء ونحن لا نصنع شيئا
(انقسمت القاعة بين ضاحكا ضحكة استهزاء و الم وبين معجب بكلام المتحدث)
القدر: الحضارة ؟الحضارة؟
أتعرفون ما هي الحضارة؟
ليست الحضارة ماذا تصنع ولكن الحضارة تعني أي خير تقدم لهذا الكون أي خير في صاروخ يدك الأرض على رؤوس الأبرياء أي خير في طائرة تحمل القنابل وتحصد الضحايا
الحضارة ليست رصاص يثقب الأجساد وقنابل تهدم البيوت وتحصد الأرواح ولا أن يسجن الضحية ويسجد للجلاد تقدم للأول صفعة وطعنة وللثاني وردة وقبلة وضحكة من القلب أهذه حضارة ؟
الحضارة أن تنتصر للمظلوم وتنقذ حياة ان تضمد الجراح وتحارب الطغاة
احدهم (متهكما): أتظن أن الطائرات والهواتف والسيارات ليس لها أية ايجابيات
القدر: لم اقل هذا؟
ولكن أنا أتحدث عن مفهوم الحضارة
محامي القدر : ترى هل جائزة نوبل قادرة على ان تنسينا ما تحصده المتفجرات من أرواح.
ترى هل تقريب المسافات بين الشعوب والبلدان يمكن أن يغفر للمجرمين ملايين جرائم القتل للأبرياء في الحروب
لو قسمنا ورقة على نصفين وكتبنا السلبيات في نصف والايجابيات
في الأخر لوجدنا إن النصف المخصص للسلبيات امتلأ والمخصص
للايجابيات لا يوجد به إلا سطر ،سطران أو ثلاثة
احدهم : الم تجد إلا هذا أيها المحامي
القدر: بلى توجد أشياء أخرى أين فلسفتكم أين علومكم أين البحوث التي ذاع صيتها في كل أصقاع العالم لقد توقفت أتعرف لماذا؟
الكل ( اصابعهم تشير الى القدر): بسببك
القدر( ضاحكا): بسببي أم بسببكم لقد فضلتم النوم والتواكل و الأكل كل يومكم لعب ولهو وخمر أين الجد في حياتكم؟
هل ثمة جد في حياتكم؟
لا جد لا حضارة ما أسهل أن تلقوا باللوم على الآخرين لماذا لم تلوموا القدر عهد بابل والقيروان عهد ابن الهيثم وابن الجزار والرازي .......................

هل تقرؤون رغم إن دين أغلبكم أول شيء قاله اقرأ
تقدم احدهم وقال: سيدي القاضي
هل يأتيك الرزق وأنت نائم هل يأتيك العلم وأنت لا تذهب إلى المدرسة ان كلام القدر صحيحا
اذن فالعيب فينا لا في القدر نحن لبسنا ثوب التواكل والنوم والراحة نحن شعوب تتوارث الهزيمة و الانبطاح ، تتوارث وضع الرؤوس بالرمل و الموت الذليل تتوارث الصمت اللعين و الخوف والوشاية كما تتوارث الالقاب والانساب
القدر : طالما انت تعلم هذه الحقائق لم وجودكم هنا؟ لم تحاكمونني؟ ام انكم تحاكمون انفسكم فيَ! تحاكمون ضمائركم فيَ ! تحاكمون قهركم فيَ! تحاكمون خضوعكم واستسلامكم فيَ !
(كان القدر يتكلم وعينيه ترحل بين الجموع تبحث عن أعينهم وعن بقايا خجل ساكنا فيها )
القاضي: لنتكلم الآن عن الإرهاب
القدر: إرهاب! وهل تعرفون معنى كلمة إرهاب؟ إنها متأتية من فعل ارهب يرهب إرهابا أي أخاف واخذ شيئا ليس له بالقوة والتخويف والترهيب و السؤال من يرهب من؟ من يأخذ حقا ليس له بالقوة ؟
هل انتم من يقوم بهذه الأشياء ؟ لا اعتقد ذلك ولكن بسبب ضعفكم تقبلون بكل شيء
هل قلتم لمن يعتقلونكم وينعتوكم بالإرهاب أنهم هم الإرهابيون هل تعتبرون مأساة لينينغراد حضارة؟
هل ما حصل لهيرشيما ونكازاكي حضارة؟ مدن دمرت وتحولت إلى قبور لساكنيها جثثا محروقة ومشاهد مروعة والقاتل يبتسم فرحا بالنصر المجيد.
هل تعتبرون كل المجازر التي ارتكبت في فلسطين حضارة ؟هل تعتبرون تدمير حضارة بلاد الرافدين بكل تلك الوحشية والهمجية حضارة؟
محامي القدر : هل تعتبرون الاستعمار والاعتداء على حرية الآخرين حضارة ؟
كم بلد من إفريقيا إلى أسيا نهبوا؟ هل يمكن ان تعطوني عدد البلدان التي سرقوا خيراتها؟
هل تعتبرون الاعتداء بالقوة على ثروات الشعوب حضارة؟ بالعكس إنها قمة الإرهاب ماذا تسمون تناثر أشلاء أطفال العامرية وأجساد أطفال الفلَوجة المحترقة بالقنابل الفسفورية و اليورانيوم المنضب وبيوت غزة المهدمة على رؤوس أبنائها وكل المجازر التي ارتكبت في حق شعبهم صبرا وشاتيلا ودير ياسين .............
هذا الغرب الأصم والولايات المتحدة لم يصلهم صوت سراييفوا وهي تصرخ تحت وقع الهمجية والاغتصاب والحرق و القتل الجماعي لاختلافهم في الدين.
اي بشر انتم! ألا تتكلمون الا تثورون الا تردون الظلم عن أنفسكم أم أنكم ترونها حضارة
ملعونة هي الحضارة إن كانت تعني القتل والتدمير إن كانت الحضارة تعني سفك الدماء والتفنن في اختلاق وسائل القتل والإبادة فهي ملعونة الى ابد الآبدين أليس القتل إرهابا؟ أليس الاعتداء على حقوق الآخرين جريمة نكراء؟
القدر : ان الإرهاب لا يتعلق بجنس ولا دين
كل الأديان السماوية في حقيقتها جاءت لخلاص الإنسان من الأنانية وبث روح التضامن والتعايش و إعطائه فرصة لحياة أفضل
أعطوني دينا واحدا يحث على الكراهية والحقد
محامي القدر : إن المشكلة ليست بالأديان وإنما الذين يستغلون الدين للوصول إلى أشياء أخرى ومنافع شخصية
إن الله انزل الأديان لهداية الناس وزرع المحبة لا زرع الكراهية لقد انزلها متباعدة ومتماشية مع التطور الطبيعي للعقل البشري ومكملة بعضها البعض
إنها مثل التعليم لابد للطفل من الذهاب إلى الابتدائي ثم الثانوي ثم الجامعي
القدر : وهكذا جاءت الأديان لان العقل البشري في نموه وتطوره مر بنفس مراحل النمو التي يمر بها الأطفال ليصبحوا شبابا يعني طفولة ومراهقة وشبابا . إنَها من مصدر واحد والله ثابت ونحن المتغيرون فلا تتهموا الأديان بالعنف الذي تصنعه أيادي البشر وعقولهم المريضة العنف ليس وليد الأديان وإنما الفكر البشري المكبل بأغلال العنصرية
محامي القدر : إذا كان لابد من ربط الأديان بظاهرة العنف فانه لا جدال بان المسيحية ستكون أول المتهمين بالقتل والعنف لان المسيحيين اكتر الناس خوضا للحروب وتفننا في القتل وابتكار وسائله لنسأل التاريخ عن الحروب الصليبية و الحروب العالمية وأخرها ما افتتحنا به هذا القرن حيث عاصرنا اشد حرب صليبية كشرت فيها الهمجية والوحشية والحقد عن أنيابها و ثم تأتي اليهودية وما تقوم به من إبادة للفلسطينيين
القدر: هل الذنب ذنبي في إنكم صرتم لا تعرفون غير طأطأة الرؤوس
لم لا تقولون ان من شروط الإيمان في دينكم ان تؤمنوا بالمسيحية واليهودية وإنهما ديانات سماوية وان تؤمنوا بعيسى وموسى لم لم تقولوا هذا لم لا تقولون ان منزلة مريم في ديننا أعظم مما تقولونه انتم رغم إنها أم المسيح ألا يعتبر هذا احتراما لهذا الدين لم لا تقولون إن أسماء مثل مريم وعيسى وموسى وهارون وداود أسماء نعتز بها و يحملها أبناؤنا فهل تسمون أبناءكم بأسماء مثل محمدا وأحمد أو أي اسم إسلامي أخر لا اعتقد ذلك أبدا إذن من يحترم دين الأخر نحن أم انتم.
لم لا تقولون إنكم مهما اختلفتم مع غيركم من أصحاب الديانات الأخرى لا تهينون رموز أديانهم لم لا تقولون انكم شعوبا لاتشتم الانبياء لم لا تقولون نحن لا نقتل الانبياء ولانهدم الكنائس والمعابد رغم انكم تهدمون مساجدنا لم لا تقولون ان هذا يدل على قمة التسامح التي يحملها دينكم
لم لا تقولون ان جيوشكم هي التي تأتي إلينا ولسنا نحن من يذهب اليها
لم لم تقولوا ذلك أم ان ألسنتكم لا تنطق إلا عندما تحملون غيركم مسؤولية ضعفكم.
محامية القدر: ان كل ظلم يولد عنفا مقابلا بالتأكيد. ان العنف والحروب ليست من صنع الأديان وإنما من صنع تجار السلاح فما توقفت حرب إلا وأشعلوا أخرى ومن صنع العقول المريضة التي تصنع الحواجز بين الأديان وبين الناس وتسخر من دين وتمجد أخر رغم ان مصدرها إلاه واحد ترى هل هم مؤمنون بدينهم وبالإله حين يسخرون بدين بعثه الله أم أنهم يؤمنون بالبعض ويكفرون بالبعض الأخر
احد الحكام: لم نأتي هنا لنستمع لمحاضرة تافهة
محامي القدر: لسنا في جامعة نحن في محكمة ومن حق موكلي الدفاع عن نفسه طالما لم يخرج عن الموضوع
احد الحكام (اي محامي هذا اللعنة عليه يجب ايقافه) : لا نريد الاستماع اليه
مجهول: هل يمكن ان تخبرنا كم عقدا من الزمن استمعنا لك ايها الحاكم
الحاكم: لأنني سيدك ورئيسك وملكك وحاكمك فإن استماعك لي واجب مقدس
مجهول : ( ساخرا): تحيا الواجبات لكن اين الحقوق
الحكام : ليست لديكم حقوق عندي ومتى كان للعبيد حقوق
القاضي ( مضيرا بيده الى الحاكم ): ليس لك سلطة هنا لتقول من يتكلم ومن لا يتكلم فلا تستغل صبري وحلمي
القاضي متوجها للقدر: إذا بقي لك ما تقول يمكنك المواصلة
القدر ( مواصلا كلامه) : ان الصراع العربي الصهيوني لم يكن يوما صراع أديان
ان الذين خططوا لجلب اليهود الى فلسطين كانوا يعلمون علم اليقين إنهم يشعلون حربا لا نهاية لها لأنهم اخذوا أرضا من الذين لا يتنازلون عن الأرض يتنازلون عن الروح ولا يتنازلون عن البيت صحيح ليس كلهم لكن اغلبهم إنهم يدركون بهذا الوعد وعد بلفور المشؤوم إنهم يفتحون حربا أبدية وهذه رغبة تجار السلاح أو لنقل الدول المصنعة للأسلحة لقد فتحوا سوقا لا تكسد فيها بضاعتهم ولا قيمة عندهم لأرواح الناس ولا أهمية للطفولة المعذبة في المنطقة
محام القدر : إذا كانت أوربا ظلمت اليهود فلم ندفع نحن الثمن ! ولم يأخذ اليهود ثأرهم من غير جلاديهم ، لم قبلتم ان تدفعوا ثمن أخطاء الآخرين من أرواحكم ودمائكم، ألا لعنة الله على كل صاحب حق يتوانى في المطالبة به ويستكين للذل والخوف
لو كل الأموال المخصصة للأسلحة وجهت لأشياء تخدم البشرية لتحول الكون إلى جنة لا حقد ولا كره فيها لم المغالطات
احدهم : لم قدرنا أن نسكن الصحراء وقدرهم الخضرة والماء والهواء الجميل
لما قدرنا الجوع وقدرهم الرخاء
القدر : الجوع رجاءا لا تتحدثون عن الجوع فما يأكله واحد منكم يكفي ليكون غذاء حي بأكمله تصور سيدي القاضي انك تجد فيهم من يأكل خروفا في وجبة واحدة
مائدتهم في وجبة واحدة تكفيهم أسبوعا هل أنا السبب في هذا عن أي جوع تتحدث ؟
ثم لو جمعت خيرات الأرض وحسبتها لو جدتها عادلة جدا لكن عليكم حسابها بالعقل وليس ذنبي أنكم تقيمون في كل شبر دويلة فتضعف الثروات بتجزئتها
الصبي: سيدي القاضي " متعلق بثوب هذا الأخير"
أريد ان أعيش ، أسابق الفراش ، احضن الورود، أريد ان أطير كالعصفور من غيمة لغيمة انثر النجوم واضحك من قلبي فرحا بالمشهد الجميل
لا أخاف من قنبلة قد تسقط عليا في لحظة غير منتظرة فيطير راسي الصغير أو لغم أدوسه فيتطاير جسمي شظايا ولا حصار يقتل طيوري ويقتلني و أصدقائي احلم باب لا يموت بين يديَا تحت طلقات البنادق واحلم بان اسمع أغاني الطفولة وارقص و ارقص وارقص ولا يمزق قلبي العويل والصراخ ورؤية الدموع
(صمت رهيب يخيم على المكان)
القاضي (مخاطبا الصبي): لو كان الأمر بيدي لوهبتك حياتي وورود الكون كلها والحلم والأمل يا صغيري
الحكام: نسي انه قاض هذا الصبي سيفسد علينا الأمر
الصبي مواصلا كلامه:
أريد أبا يعلمني الشجاعة لا يكذب ويسرق ويقول لي حرام ولكنه في الخفاء يعاقر الخمور ويعبد النساء ملايينهم للغير أبنائهم بناتهم لا يجدون من أين يأكلون من أين يدرسون يتشدق بالتقوى ظاهرا وباطنا ليس اكثر من زير نساء عبدا للمخدرات.
أريد ان أعيش لا أريد أبا جبانا أتمنى موته كل لحظة
ما فائدة الحياة وسط الإحساس بالمذلة والمهانة كونه أبي إما ان تعيش سيدا أوان تموت بطلا
أحيانا الموت يأخذ جسدا ويترك روحا يسجد لها تعانق الخلود وتزرع الأمل في الأحياء
الفتاة: كم شاب في مقتبل العمر ترك الوطن وسافر باحثا عن شغل في بلدان أرصدة بنوكهم من أموالكم يا عرب
أحيانا أتصور بل اجزم يقينا إنكم تخفضون أسعار الخمر والتبغ ليضيع الشباب ولا تكترثون للحوادث والماسي. إنني لأضحك واضحك وأضحك حد البكاء حين تجتمعون وتشتكون من كثرة حوادث الطرقات فهل تنتظرون من سائق سكران ومدمن مخدرات ان لا يرتكب حادثا تستنكرون جرائم القتل وتحكمون على شباب في عمر الزهور بالإعدام
هل سألتم أنفسكم هل هم مجرمون أم ضحايا أباء أهملوا تربيتهم وخمر موجود بأبخس الأثمان ومخدرات لسنا ندري من يأتي بها وبتغطية من من انكم تعرفون الأسباب والحلول ولكنكم تتلاعبون بعقول البسطاء
ونحن الشعوب أغبى الأغبياء نقصد الإدارة لوثيقة من حقنا تجدنا نترجى الموظف ونستجديه ان يعطنا هذا الحق والحال انه ما جعل في هذه الوظيفة ولا يقبض مرتبا إلا مقابل خدماته، لماذا تقبلون ان يهينكم ويرفع صوته عليكم كأنكم في بيته ثم كم تدفعون من رشاو مقابل هذه الحقوق
تذهبون للمستشفى تصرخ الممرضة لا نريد أية فوضى توقظ الطبيب، يتوجع المريض ويموت وملاك الرحمة تصرخ وتصرخ وتصرخ هذا المريض لم يسجل لم يدفع أجرة الطبيب بعد لا مرور قبل الدفع والطبيب نائم ببيته
و إن كان صاحيا كم تدفعون له ليقوم بواجب محتم عليه
احدهم: يا لسخرية القدر منا
الزمــــــان: أي سخرية وهو حزين لأنكم لستم يدا واحدة وكلمة واحدة
حتى في اتهامه
مواطن واحد: إذا واصلنا بهذه الطريقة الفوضوية لن تنتهي المحاكمة
القاضي : لنقسم الجلسة الى ثلاثة أجزاء
مواطن 1 : سنقسم الاتهامات الى أنواع
مواطن2 : حسنا لنبدأ بالاتهامات البسيطة
مواطن 3: لا احد سيلتزم بهذا التنظيم لأنهم زرعوا في العقول الفوضى ولن نستطيع ان نجمع شتاتنا في يوم واحد
مواطن 2: لماذا يتم وأد أحلامنا في المهد نحلم ونحلم ونحلم ولا تتحقق أحلامنا إننا نموت كل يوم اننا نتحول من بشر الى كائنات مهجنة جينيا تاكل تصفق تستمع تنحني وتنام
الحياة بلا أحلام ولا أمال مجرد عملية للتنفس هل وجدنا لنستهلك الهواء فقط ونتسبب في ثقب طبقة الاوزون
القدر: سيدي القاضي أنا لست مسؤولا عن موت أحلامهم في المهد من لا يستطيع تحقيق أحلامه عليه ان لا يحلم
(صمت قليلا ثم واصل الكلام)
الحلم يريد إرادة يريد عزيمة ان إرادتك هي التي تصنع قدرك وليس القدر من يصنع إرادتك ألا تفهمون والنجاح يتطلب الأخذ بيد بعضكم البعض
كم أناس حلموا وضحوا ولم يبقى بينهم وبين النجاح في الحياة إلا لمح بصر فتخليتم عنهم ونبذتموهم فكان مصيرهم إما الانتحار أو الإكراه على السير في طريق الضياع تصور سيدي القاضي
انه إذا حلم طفل صغير بان يكون وزيرا وببراءة الأطفال يفشي الحلم لإقرانه فينقلونه في أحاديثهم إلى إبائهم يطير احدهم بالحلم إلى الوزير وبرغم أن الوزير شيخا و الفتى طفلا مازال الطريق أمامه طويلا يصدر قرار الموت بحق الفتى وتذهب روحه الطاهرة ثمنا لحلم مجرد حلم يطير برأس الصبي
و يقولون هذا قدره انه ظلم لي هل أمرتكم أن تعدموا الأحلام وتحرقوا الآمال وتعبدوا السراب
هل قلت لكم انحنوا لهذا واقتلوا ذاك
لا احد وصي على احد فقط دعوا ضمائركم هي التي تحكم دعوا كبرياءكم طموحكم كرامتكم هي التي تقرر ما يجب أن تكونوا عليه
طفل: إذا كان الكبار مسؤولين عن واقعهم فما ذنبنا نحن ما ذنب أطفال العرب لما هذا الاغتراب الذي نعيشه وهذا التناقض نحن أكثر أطفال العالم ضحايا الحروب والصراعات دمائنا حلال للكل نقتل في فلسطين ولبنان والعراق من المسؤول عن دمائنا
القدر : اقسم إنني أتألم لما حصل لهم أكثر من ألامكم وأتألم لرؤية شلالات الدماء المسكوبة على هذه الأرض
(بدت الابتسامة على وجه الحكام كانوا ينتظرون اعتراف القدر بخطئه وبظلمه لهم)
فإذا به يقول: لكن لست أنا المسؤول عن ذلك يا ولدي اسأل الذين يبيعونه في اجتماعاتهم من اجل المناصب و المال والجاه
أي بني لو كان كل ما يحدث للناس هو قضاء وقدر وأنت تعرف ان القضاء والقدر من خلق الرحمان
لم يعاقيهم الله إذن و لم أوجدت الجنة والنار ثمة ضمائر ميتة بني وقلوب متحجرة ونفوس منافقة وأرواح شريرة في كل العالم دون استثناء هي المسؤولة ولست أنا
بني أنا قد أكون مسرعا لتنفيذ مهمة فأتعثر وأغير حياة شخص من اتجاه إلى اتجاه أخر أنا أقول شخصا وليس كل هذه الجموع
احد الحكام العرب : سيدي القاضي هل تقبل ان يتدخل احدهم في شؤون بيتك وتربية أبناءك
القاضي: من أنبأك انه لدي عائلة وأبناء
الحاكم: لنفترض ذلك هل تقبل أن يتدخل احد في شؤون بيتك
محامي القدر : لا تقل أن الوطن كل الوطن بيتك ونحن عبيد فيه لا تقل اننا لسنا اكثر من خدم في بلداننا
الحاكم: لا اعتقد انك القاضي دعه يجب عن السؤال فهو موجه له وليس لك
المحامي : اعرف ذلك ولكن المقصود به واضح أن بلادنا التي مفروض أن تكون مواطنا فيها صارت ملكا لك صارت بيتك
الفتاة : رجاءا هل يمكنك شراء بيت أخر وترك هذا لنا ألا تملون من الجلوس على رقاب الشعوب ألا تؤلمكم أقدامكم من المشي على جماجم القتلى ألا تتعبون من بناء السجون ألا تسكن فيكم رغبة التغير
(علت الضحكات)
الفتاة مواصلة كلامها: لقد أهنتنا بما فيه الكفاية وفي الأخير جعلتنا عبيدا شكرا، تصرفاتكم أفرغت كلمة الوطن من معناها يوم يتعرض الوطن إلي أي مشكلة انتم أول البائعين ونحن أيضا ، ثمة مواطنين يبيعون البلاد برخص التراب ويتبجحون بخيانتهم مواطنون عرب باختلاف أديانهم مسلمين ومسيحيين لان الخيانة هنا لا علاقة لها بالدين حتى الذين لا دين لهم يبيعون الم يكن الوطن هو الحياة فلم جعلتموه مجرد شيئا قابل للمقايضة
إن الغرب مهما اختلفوا و تمردوا ما سمعت أحدا منهم يستنجد بالخارج ويستقو به على وطنه فلم نستقو بهم نحن لقد كان العربي القديم يقدم أبنائه للموت من اجل الوطن واليوم العرب يقدمون الوطن قربانا من اجل كرسي وبضع دنانير وقارورة خمر ومخدر وصار مفهوم الوطن عند البعض كمفهوم الحذاء يمكن تغييره في أي لحظة
(التف الحكام الآخرون إلى المتكلم )
وقالوا له : أردت أن تكحل العين فأصبتها بالعمى
الفتاة : ولكنها مصابة بالعمى منذ البداية
الحاكم : مازلت أريد إجابة القاضي والقدر
القاضي : لقد أتتك إجابة كافية ومع ذلك أقول لك حدود منزلك تنتهي عند بداية منازل الجيران والطريق ولا يحتوي على أكثر من الأبناء وزوجتك فهل كل هؤلاء يسكنون بيتك
القدر: أتريد إجابة أخرى
مجهول: ألا تخجلون من الغرب لما تقولون مثل هذا الكلام
مواطن ( ساخرا): نحن في المصيبة سواسية يا بني غربا وشرقا أناس يولدون وهم يرثون بلدانا بشعوبها ورؤساء يجلسون على الرؤوس فلا يرون ألا مصالحهم الفرق فقط في الجزء الثاني الوقت الذي يملكه الرئيس وهو جالس على الكرسي أما البقية بما فيها التعذيب والسجن والتصنت لا فرق بين غرب وشرق فيها يا عزيزي فلا يخدعنك منظر الورد فتحته الشوك أو اليورانيوم والقنابل الفسفورية والعنقودية وأقول لك بني للغرب قانونين احدهم يطبق على الغربيين والثاني يطبق على الجاليات المهاجرة يعني يكيلون بمكيالين
جلس الحاكم تحت نظرات زملائه الغاضبة منه
احد المحامين: موقفنا ضعيف جدا ولو استشرتمونا من الأول ما كنا تركناكم تدخلون قضية خاسرة
الحكام : لا ينقصنا إلا أن نستشيركم
المحامي: لو استشرتمونا ما كان هذا حالكم
الحكام: سنجد حلا ولن نستشيركم أبدا لا تنس انك من الرعاع و أنت هنا مجرد محام يقبض ثمن كلامه إما أن تقول كلاما جيدا أو تصمت
محام أخر: لنطلب التأجيل
قال الحكام : حسنا لنطلب التأجيل
القاضي : الم تسمعوا ما قلناه في أول الجلسة لا تأجيل ولا تأخير هذه قضية عاجلة قضية رأي عام وكل الأدلة والبراهين موجودة لا داعي للتأجيل
الحكام( ضاحكا ساخطا): رأي عام ؟ أي رأي عام هذا لا رأي إلا رأينا لا قرار الا قرارنا
محامية القدر: فات الأوان لم يعد كلامك مجديا الآن خسرتم كل شيء
و لا رأي لكم ولا قرار
احد الحكام لمحاميه: قل له لما هذا الانحياز للرعية والقدر
المحامي: الم تقل إنني من الرعية سأنظم إليهم
الحاكم: ينادي محاميا أخر قل له أنت
المحامي: حاضر (وينقل الكلام للقاضي الذي بدا الغضب على وجهه ثم سرعان ما سرت ابتسامة)
القاضي : أليس لكم غير هذا الكلام أنا هنا محلف إنني أديت يمينا ألا أساير الأباطيل والأكاذيب وان أناصر الحق وحده أنا لا يحكمني إلا ضميري
الحاكم للمحامي : نعرف القضاة وكم يأخذ بعضهم ليغير القضية بأكملها
المحامي : يكفي سيدي لا تثره علينا انك تدفع لقاض حين تكون بعيدا عن الأنظار ليس أمام كل هذه الجموع ثم ليس كلهم يقبضون
الحاكم : لكنني لا أرى أحدا هم لاشيء إني لا أراهم
حاكم أخر : عليك أن تقول لا تثره على سيادتكم وثم إن كل المهن بها أشخاص يبيعون ويتغيرون من اتجاه لاتجاه مضاد المهم أن يكون الدفع جيدا .
لا يوجد احد لا يقبض لكن لكل واحد منهم ثمن احدهم ثمنه زهيد جدا وأخر أغلي منه بعض الشيء إلا ترى أن بعض الصحافيين والكتاب والمعارضين يتحولون مائة وثمانون درجة بأفكارهم و أحيانا يكون التغيير في نفس اليوم
الم تسال نفسك لم يفعلون ذلك ؟ لأنهم يقبضون دعك من الشعارات
كم صحفي كتب مواضيع أزعجتنا وبمجرد ما ندفع له يصبح كلب السلطة الوفي كم كاتب كتب كتب تضايقنا وبمجرد أن تضعه بمنصب يصمت انهم يتصنعون الثورة ليرفعوا ثمنهم قليلا
وكم محام تلاعب بقضايا وانتزع حقوقا من أصحابها لفائدة الأقوياء ألا تتحيلون على القانون حتى في اعلام المتهمين تتفقون مع الشيطان ولا يصل الإعلام لصاحب الحق إلا في أخر اجل فلا يستطيع التحرك مع ان عنوانه معلوم والمحكمة الموقرة توافق وتحكم ضده وهو لايعلم وحين يحاول الاعتراض يكون قد فات الأوان اهذا هو الشرف عندكم
أقولها صراحة وأمام الملأ انتم لا تعنون لنا شيئا انتم وجدتم لخدمتنا وللتصفيق لنا في الخطابات والدعاء لنا في الصلوات ليس أكثر
مجهول : دعوه يبكي ويصرخ فقد كان يرى نفسه صرحا وهوى فتكسر
دعونا نحتفل
صاح احد الحكام: وجدتها و جدتها سنشكك في ذمة القاضي ونتهمه بتغيير مجرى المحاكمة وبالتعسف علينا
حاكم ثاني: سأشفي غليلي فيه
الزمان هامسا للقدر : الم اقل لك ان براءتك تعني إما اتهامي أو اتهام القاضي
القاضي : لي الشرف ان انحاز للمظلومين المطالبين بحقوقهم وهذه ليست تهمة أيها الحاكم عندما تنتصر العدالة فان غضب الطغاة يزيد في لذة النصر ويعز ز صورة العدالة
احد الحكام لزميله: لعنة الله على التسرع الم نتفق من الأول إلا نستفز هذا القاضي لقد كان طوال المحاكمه محايدا لكننا اعتدنا الصراخ والثرثرة لا نحاسب على كلامنا ولا نفكر في ما يجلبه علينا من مصائب وكوارث
حاكم أخر: لا تخف إذا شعرنا بأننا خسرنا كل شيء سنتهم الزمان
صاح الحكام الآخرون صيحة فرح كأنما أبواب السماء فتحت لهم
الزمان نعم الزمان انه اضعف واحد في هذه الحلقة ولا يملك جرأة الكلام مثل القدر
الزمان مخاطبا القدر: الم اقل لك
لكنهم سيندمون إذا كنت أنت الذي تبكي لحالهم ولفرقتهم و لم يقدروا عليك فكيف سيقدرون عليا وانأ الذي تعب ظهري من حمل أوزارهم وأكاذيبهم ان البشر اشد مخلوقات الله خبثا وكذبا وتزويرا للحقائق حان الوقت لأطرحهم أرضا وأستريح
الحكام يخاطبون المحامين: بسرعة جهزوا أوراق اتهام الزمان لنقدمها للقاضي عقب نطقه بالحكم
القاضي: على بركة الله نعلن الحكم الصادر في هذه القضية
(خيم الصمت على المكان وهم مدركون لبراءة القدر)
القاضي( بعد أن ضرب بمطرقته الطاولة ضربتين متتاليتين ): أعلن براءة القدر من التهم التي نسبت إليه اصدار العقوبات التالية في حق العرب.
- مصادرة ممتلكاتهم ماعدا التي كانوا يمتلكونها قبل الوصول الى كرسي الحكم
- الكشف عن أرصدتهم في البنوك الأجنبية وإعادتها إلى الميزانية العامة
- تكسير كراسيهم وتقليص نفوذهم
- إلزامهم بحضور دروس خصوصية حول الوطنية ومفهوم الملكية العامة والملكية الخاصة وأيضا تعليمهم الفرق بين مواطن وعبد وإعطائهم دروس في الواجبات والحقوق
- تحجير تعديل الدساتير إلا للضرورة القصوى وفي الحالات الطارئة لأنها ليست لعبة تنقحونها كل يوم
- تحجير البقاء بالسلطة لاكثر من فترتين متتاليتين ويمنع منعا باتا تنقيح هذا الفصل من الدستور
- رفع الوصاية عن الشعوب
- الحكم على كل حاكم منهم بالتجول راجلا يومين في الشهر في مدينة من مدن البلاد .
- معاقبة الشعوب بحرمانهم من الأكل لمدة أسبوع وتغريمهم بتكسير اسرتهم
لخوفهم واستكانتهم وقبولهم للمذلة والمهانة ولتنازلهم عن حقوقهم طوعا وجبرا
الحكام: ماذا أيها القاضي؟
لن نتهم الزمان وإنما سنتهمك أنت أنسيت من نحن؟ وأي اهانات وجهتها لنا
القاضي : فخر لي ان اتهم بالنزاهة والعدل
احد محامي الحكام :لا داعي لاتهام القاضي لان القاضي الذي سيخلفه سيحاول ان يثبت براءة زميله ونكون نحن كمن يدور في حلقة مفرغة دعونا نركز على اتهام الزمان
ضحك في القاعة والكل يقول سيكون مصريها مثل مصير هده المحاكمة
أصوات الحكام العرب) مرتفعة كأنها الرعد(: لن نستسلم ستقام سنطالب بتدخل أجنبي
شيخ : ما عهدناكم تتبنون خيار المقاومة
وعمت الفوضى ولم نعد نرى غير الوجوه وقد على اغلبها وميض الفرح
تحيا العدالة؟؟ تحيا إشراقه النور ؟؟
**





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى