الاثنين، 20 سبتمبر 2010

الرسام التونسي عمار بن بالقاسم بقلم التونسية: جمان الامام






أنا وهو ومن بيننا يحل الفراغ واللاشي




بقلم: جمان الامام
..........


أنا وهو ومن بيننا يحل الفراغ واللاشيء .. كنت في السادسة عشر من عمري عندما رأيته لأول مرة . كان ذلك في المركز الثقافي بالحمامات ، وكنت برفقة أخي الرسام لحضور حفل إفتتاح معرض جماعي لرسامين تونسيين من ضمنهم أخي وعمار . تقدم نحونا بإبتسامته العريضة ونظراته الجسورة ، وقد كنت خجولة جدا من نظراته المتقدة تلك ... قال أخي باسما : هذا هو عمار ، عمار بن بالقاسم ، أصغر رسام في تونس
غير أنه قاطع شقيقي قائلا بصوت رقيق وواثق في آن واحد : أنا إسمي قمر ، أحلم دائما بان يناديني الناس قمر.
ولد عمار بن بالقاسم في 18 جوان 1979 بباريس من والدان تونسيان . وقد عاش عمار في باريس مع والديه وشقيقه التوأم حتى السن الخامسة ، عندما قرر والداه العودة إلى أرض الوطن تونس حتى يباشر الأبناء عمار وشقيقه المشوار الدراسي في تونس . في باريس ولد عمار وعشق برج إيفيل ورسمه مرات بطريقة طفولية ساذجة ، وفي مدينة الحمامات الساحلية ، الجميلة تعلم كيف يعشق الألوان وكيف ينتقيها .. في مدينة الحمامات الواقعة بالشمال الشرقي للجمهورية التونسية تعلم كيف يحب الحياة وكيف تمتلئ أحاسيسه الفتية بها ، ومن هنالك ، كيف يعبرعنها بطريقته الخاصة . يقول عمار دائما أن البهجة الخفية التي تسكن أسارير مدينة الحمامات وجمال أزقتها وسحر بحرها الفيروزي ،كل ذلك جعله يشعر منذطفولته برغبة في رسم النشوة التي تعتريه فكانت أول لوحة رسمها وهو في سنه العاشرة وعرض لوحاته لأول مرة في ورشته في الحمامات سنة 1993.
أمام لوحاته المسكونة بروح طفولية ، بريئة ، مرحة ، بقي المتفرج مذهولا ومحتارا أمام هذا النمط الفني الجديد ، المتحرر من العقد الأكاديمية المركبة ، فيقول عمار دائما بأنه يرسم ما يحس ويترك ريشته تسافر به إلى حيث لا يعلم ، المهم هو السفر مع الألوان والأشكال إلى اللانهاية . لم يبحث عمار عن تجسيد الحقيقة في لوحاته بقدر ما بحث عن تصوير الحلم أو الحياة المشتهاة ، أو الحياة كما يحلم بها . فكانت لوحاته كلها معبرة عن طبيعية خيالية مشرقة تنضح نورا وأشكالا وألوانا.
أتقن عمار تقنيات مختلفة في الرسم ، منها الرسم بالألوان الزيتية والأكريليك والحبر الصيني والألوان المائية ، وهو لا يريد التقيد بتقنية محددة . .
لقي عمار تشجيعا من الرسام التونسي القدير عبد الرزاق الساحلي وتابع رحلته الإبداعية وتعددت تجاربه وتكاثرت وشارك في العديد من المعارض داخل الوطن وخارجه وعرفت أعماله نجاحا باهرا منذ أول ظهور له على الساحة الفنية بتونس ، فتعددت معارضه بين الحمامات وباريس ، حيث توجد ورشته إلى الآن .
رحلة عمار بن بالقاسم مع النجاح كانت باهرة وخاطفة ، فعرض الفنان أو أمير الفن الصغير كما يحلو لي تسميته في شتى أصقاع الدنيا ، وإبتدأ المشوار من الحمامات سنة 1993 ، مروروا بموسكو في نفس تلك السنة ووبروكسيل وطوكيو وسيول والرباط والدار البيضاء وبيروت وواشنطن .. ولاقت أعماله إعجاب النقاد والفنانين بفرنسا والعديد من بلدان العالم ، فتم إختياره لإنجاز رسم جداري ضخم في المتحف المدني بطورينو بإيطالياوإختارت منظمة اليونيسكو العديد من أعماله لتدرجها ضمن مجموعتها الخاصة .كذلك كان النجاح حليف عمار ، وكذلك كانت إبتسامته العريضة ، البهية زلالية مثل صفاء بحر الحمامات وعذبة مثل عذوبة لوحاته ، غير أن الحياة أحست أنها ليست جديرة به ، أو كأنها غارت منه ، فحرمتنا منه ، وحجبته عنا وإفتكت الوردة البيضاء من ذراعيه الهشتين ، فيالها من قسوة وياله من فراغ وياله من جنون غير أن عزائي الوحيد هو أن لوحاتك يا عمار هنا وفي كل مكان توجد فيه إبداعاتك الفنية الرائعة ...ومع لوحاتك ستتواجد أنت ، ومن الألوان المشرقة المطلة منها سنعرف أنه أنت وأنك هنا وأن الفنان يا صديقي لا يموت.

..............


لوحات الفنان عمار بن بالقاسم















































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى