الجمعة، 10 سبتمبر 2010

ليست أي شيء .... قصيدة للشاعرة والفنانة نجلاء الرسول












ليست أي شيء ....


قصيدة للشاعرة والفنانة نجلاء الرسول


......أنا

لا أرسم للموتى

لا أرسم للحاقدين

لا أنتظر من فيه الجحيم شكرا

إن لطخت الأرض الخربة بلون دمي


أرسم لي ...

لمن يدفعني إلى هاوية الحب

لمن يعلقني في السماء الثانية

و لا يضحك على ألمي الصغير


أنا لست أي شيء ...

فلا تبرر الوجع بي

هذا الشق قلبي وهذا الشوق والجنون أنا


يا أنا ....

سيدفنني الغياب يوما و أتوحد بي

فهل للأيام رأفة والكون خرائب النثر

وأنت فوضى البعيد


ثمة منفيون في ظلامهم

وخمر يسكبهم من حافة الغيب

فلا يابسات تعير التائهين أقدامها


يا أنا ....

هي اللوحات وحدها تبني عظام الأيام

هي ليست أي شيء ...

ليست الألوان التي تتواتر كذبا

أو المعاني التي تدور في قلقها


لوحاتي التي تفتح عيونها كي تراك

وبعد أن ارتخت أعصاب الواني

توهمت هذا القيد الممدود بين معصمي وقلبك

توهمت أنك الندى والرحيق والرؤى

وشفاهك الممتلئة بلعابك

هي بحر الحكايات التي ....

تغرقني في أخر الكون

وأني جزر عينيك التي تنأى فيك

وأنك الرب الذي يحنو على صراخي ...

حين ينطلق في رئة جذوعك


وبكل أعصابي التي فقدت وتيرتها واضطربت

حين مالت الشمس فوق نهدي

ليغيب ظلك في تلك الأوزار المفتوحة للدعاء

ويغيب الصمتُ في الصمتِ

تذكرت ظهرك تماما وهو يبتعد كذئب مريض

وكأني ....

يا أنا ....

لست الأرض المومس أو جيفها

أو النقيض الذي يبحث عنه العابرون

لست الخناجر التي تحدق في الضحية

أو المقابر التي تحتفل بجثثها

لست القاع الذي يلتهم الغرقى والسائحين

وأنت رمزيٌّ بشكل شنيع


لا أحد يبدو غريبا وسط الغرباء

ظهرك واضح لي تماما

وحدها الوسائد ستبتكر أساطيرها من دموعي

وحدها أضواء غرفتي ستشنقني مع الظلام

ولوحتي ستخرج من سمائها المدفونة فيك

فالموت يسكن قدميها العاريتين

وينتصب بين وركيها ..

يقهقه من التفافها على ذاتها

ثم يبتعد قليلا ويجلس على حافة الغيم


هذا الذي كان يوما حديقتها

كان بحيرتها ومسرحها الذي يطير في قلبك

ينتظر أن انتفض

لرأي الوجوم وهو يحوم فوق رأسي المأسور بك


ثمة ما أشاركه به

ثمة عتبات فارغة كقلبي

أجلس عليها وأعد عمر الضائعين

وانظر لمن عبر من أمام الريح واصطبغ بها

وأنت تترك كل شيء

تترك أوراقك وأشعارك

وقمصانك التي اتسخت بي

تترك ذروتي ومحالي

تترك أوردتي عارية منك

فكيف أنجو من قبضة الملح

من ألغام اللغة

من مدافن الصبوات

كيف وأنت من يرسم الحروب في عينيك


لست أي شيء يا حبيبي

لست لعبتك العذراء

فأنا عذراء لوحاتي التي تتنهد بي

وتصطبر على بؤسك

تصطبر على لونك الحالك

وغضبك الذي يقطر مع الدم والدموع


تعيسة هي ......

تعيسة هي اللوحات ...

تعيسة هي اللحظات التي ....

تخدشها أنامل لعناتك

يخدشها صيام الريح

تعيس هو اللون الذي يأتي شفيفا لا يرى

لا شيء ....

لا شيء ...


******





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى