السبت، 9 أكتوبر 2010

سعيد رفيع *** العودة إلى جوبال *** بقلم : أحمد عبدالسلام










أحمد عبدالسلام


سعيد رفيع




سعيد رفيع *** العودة إلى جوبال *** مجموعة قصصية

....................................

بقلم:

أحمد عبدالسلام
...............


تعد القصة من أقرب الفنون الأدبية إلى الأنسان لإلتصاقها بمادة الحكى المنبعثة من أعماق النفس البشرية ولهذا كانت القصة من أكثر الأنماط الأدبية مساهمة فى صياغة هوية البيئة المجتمعية عبر تسجيل جزئيات خصائصه الثقافية ومحاولة النهوض بها وتنميتها كما تقدم لنا القصة صورة عن الأفكار وطبيعة العلاقات الأجتماعية وتصف تفاصيل الأنسان اليومية والقيم والعادات والتراث الشعبى وتعرض لنا صورة كاملة عن بيئتها وتعطى للقارىء ترجمة حقيقية عن المكان الذى تدور فيه الأحداث فتسرق القارىء ليشاهد الأحداث عن كثب وهذا هو المحور الذى إنطلق منه سعيد رفيع فى مجموعته وهو توظيف كل ثقافة المجتمع فى قصص المجموعة حيث تتوحد فى رؤية وهدف يجعلها أقرب إلى العمل الروائى منها إلى المجموعة القصصية فمن خلال الحكى الأسطورى تم عرض صورة حقيقية لواقع المجتمع على ساحل البحر الأحمر مابين البحر والصحراء قبل أن تغزوه المدنية وتجرده من هويته الثقافية والأجتماعية

العودة إلى جوبال **هى المولود الثالث للأديب سعيد رفيع وهى منجم من المعلومات وتوثيق التراث حيث أن الأنتاج الأدبى فى أى مجتمع يعتبر أحد مصادر جمع المعلومات وخاصة فى المجالات الأجتماعية

العودة إلى جوبال بحسب رؤيتى هى للرواية أقرب مع بطل يميل إلى الحكى الذاتى الذى يشكله فى قوالب قصصية نقتنع بها ومن خلال المجموعة نتعرف على ***الوصف الديموجرافى لقبائل المنطقة من ( الرشندية - الرواشد - المعازة - - العوازم - جهينة - والعزايزة - وعرينة )

الوصف الجغرافى -**تعرفنا على على كم كبير من الجزر المنتشرة فى البحر الأحمر منها (جزيرة جوبال - جفتون - دهلك - أم قمعر - الفنادير- جيسوم - صنافر - تيران - هذا فى البحر أما البر ** فهناك منطقة ابو الحسن الشاذلى - مرسى علم - الشيخ مالك - سفاجا - الغردقة - شرم الناقة - **كما تم تناول جمال وسحر طبيعة بيئة البحر الأحمر من خلال وصف الشعب المرجانية والحياة البحرية وأنواع من الأسماك التى تعيش فى مياه البحر الأحمر مثل ( سمك الناجل - الفارس - البورى - الدراك - الحريد - السيجان - الكابوريا - السلاحف - القروش من خلال بركة القروش ومنها الأبيض والأزرق والأسود )هذا بالأضافة لطير البحر من النوارس والتى ترتبط دورة حياتها بالبحر .

**الفن الشعبى وموسيقا بيئة الصحراء من خلال **( الزريبى ) وهو غناء تبادلى بين الرجال ثم ( الرفيحى ) غناء جماعى للرجال تشاركهم النساء الرقص فقط ( المتينة ) يعتمد على الأيقاع السريع وهو غناء رجالى يعتمد على الرتم البطىء وتشارك النساء بالرقص .

تعرضت المجموعة للملابس من ( المسفع - النقاب - الشملة ) وعودة لجغرافية المكان تعرفنا على أنواع الرياح فى المنطقة مثل (الأذيب القادمة من الجنوب ثم تعقبها رياح الشرو العاتية والقادمة من الشمال ثم رياح الشرش القادمة من الغرب ثم نسائم الردود القادمة من الشرق هذا بالأضافة لوصف المنازل والطرقات والأبواب والنوافذ وقدم لنا سعيد رفيع كل هذا من خلال أبطال قصصه والتى شكلتهم القصص إلى أساطير .

ثقافة الأسطورة :-

منذ أن لجأالأنسان البدائى إلى الأسطورة كوسيلة لأدراك الحياة ( تأكيد طبيعة الفعل الأنسانى ) كما يقول العالم الأنثربولوجى ( ليفى شتراوس ) منذ ذلك الوقت والأسطورة تلعب دورا حاسما فى تشكيل الرؤية الأنسانية للواقع حيث يعد بإنفتاحها الدائم على عالمه أمينة فى إلتقاط الأسرار التى تختفى تحت سطحه الظاهر ودؤوبة على توسيع أبعاده ومدارجه وتأصيل الوعى به والواقع والأسطورة عنصران لا ينفصمان عن حركة النمو الأبداعى عند الأنسان فى كل أشكاله الأدبية بل إنها على العكس من ذلك يتداخلان ويمتزجان أحيانا فى نسيج واحد على أكثر من مستوى وهذا لمسناه فى قصص المجموعة التى تعالج الواقع من منظور اسطورى خيالى يرمز إلى الواقع من خلال عين سحرية لا تتجرأ على مواجهة سلبيات الواقع وجها لوجه .

وقد وضف كثير من الأدباء الكبار العنصر الأسطورى بوسائل شتى وأساليب مختلفة مثل رواية ( الزويل ) للأديب جمال الغيطانى من خلال معجزات الزويل الخارقة التى تتقابل مع معجزات الشيخ براك عند سعيد رفيع و( دوائر عدم الأمكان ) للأديب مجيد طوبيا من خلال تلون البطل بكل أشكال الحيوانات والطيور والتى تتقابل مع شخصيات سعيد رفيع من الجنيات وشخصية العرجاء والعشة الأخرى . ورواية ( التاجر والنقاش ) للأديب محمد البساطى من خلال شبح التاجر الذى تحول إلى بغلة التى تتقابل مع قصة الدبرغط هذا بالأضافة إلى رواية ( فساد المكنة ) للأديب صبرى موسى والتى دارت أحداثها فى بيئة جنوب البحر الأحمر وصورت مدى توحد البدو مع المكان وتقديسه وهذا يشابه قصة العشة الأخرى.

هذا الربط بين الواقعى والأسطورى هو الأحتجاج الأدبى البوح الصامت للأنتماء والحزن على التغيرات السريعة للمجتمع وحب الأنتماء للبيئة التى ترعرع فيها الأديب سعيد رفيع هذا هو الوصف العام للمجموعة وسوف تكون لنا معها عودة أخرى إن كان فى العمر بقية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى