الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

وداعا .. فنان الجنوب والرائد عبدالرحيم حمزة






محطات جنوبية

………………

وداعا .. فنان الجنوب
والرائد عبدالرحيم حمزة

بقلم:
محمود مغربى

برحيل الفنان المصور الكبير عاشق الجنوب عبدالرحيم حمزة , تفقد الحركة الفنية المصرية أحد أهم روادها الذين اثروا الواقع الثقافى والفنى , فهو الرائد وصاحب مدرسة التصوير الشعبى , انه مصور الفقراء والبسطاء فى بلادنا, ايضا هو صاحب اللقطات الخالدة فى جنوبنا.

لقد استطاع عبدالرحيم حمزة.. الانسان والفنان ان يعيش فى أعماق هذا الوطن وانصهر مع افراحه واحزانه وسجل كل هذا فى لوحات رائعة من كاميرا الصدق التى كانت ترافقه منذ زمن بعيد والتى استطاع من خلالها ان يقدم تراث الجنوب وفنه وخصوصيته للاخر فى كل مكان من خلال لوحات معارضه الفنية التى طافت العالم وحصدت الجوائز الاولى.

عبدالرحيم حمزة.. هو احد فرسان الستينيات الثرية التى اخرجت للوطن رواد فى كل مناحى الفنون والعلوم , فارسنا بعد تجوال سريع مع المسرح والشعر والاغنية يجد نفسه مرافقا للكاميرا , بل عاشقا لها واستطاع الانتقال من الشكل التسجيلى للصورة الى الشكل التجريدى المطلق كما تحمل الصورة أكثر من رؤية , كما عمل بفنية عالية على مزج الماضى بالحاضروالمستقبل , كما اهتم كثيرا باظهار البعد الثالث للصور ومن هنا تحمل الصورة( الخط الدرامى) ولقد قال بعض النقاد فى احد الصحف “الفنان عبدالرحيم حمزة يرسم بالكاميرا ” وكانت الموضوعات التى يتطرق اليها تحمل هموم الانسان المصرى الاصيل ومن هنا أطلق على ( الكاميرا الانسانية)ثم ( عيون الكاميرا ) وغيرها من الالقاب المتميزة التى نالها عبر مسيرة حياته الفنية الحافلة.

لقد تجولت لوحات راحلنا فى العديد من بلدان العالم ومن اهم هذه المعارض (لوحات اسلامية و الناس والسوق , الناس والمولد ) وقد عرضت فى اسبانيا والقاهرة ثم معارض ( الناس والطين, طلاسم على صدر الانسان) وهناك معارض اخرى للفنان عبد الرحيم حمزة عبر مسيرة حياته الفنية الثريه صنع من خلالها الدهشة, ولقد اتخذ الفنان( الرجل الصعيدى , المراة الصعيدية , من أجل ان يظهر مافى الصعيد من قدرات وتفرد وخصوصية ربما لا يراها الاخر.

وقد اهتمت الصحف والمجلات العربية بنشر لوحات الفنان عبدالرحيم حمزة لما لها من تميز وقد افردت لها صفحات , كما حصدت لوحاته الجوائزالاولى فى مصر وخارجها , هذه اللوحات التى التقطتها عيون فنان محب وعاشق .
لذا كرمته الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة وغيرها تقديرا لفنه ولرحلة العطاء الكبيرة التى عاشها مثابرا ومخلصا لهذا الوطن .

عزيزى القارىء قد تندهش بان هذا الفنان لم يدرس الفن فى كلية متخصصة , انما كانت الهواية وعشقه للارض وللبشر وللمكان هى المعلم الحقيقى, هى الملهم له فى كل أعماله لذا كانت كل لوحاته التصويرية قومية وعالمية تحكى وترصد وتعزف كل ماهو اصيل ومدهش..

سيظل الجميل الحاضر الغائب الخال عبدالرحيم حمزة حكاية فنية ثرية , طموحة وجامحة , انها حكاية العطاء حتى اخر لحظة فى العمر..

ايها الفنان والانسان والمعلم الرائد
ستظل بيننا قيمة , بؤرة ضوء لا تنطفىء

تغمدك الله برحمته واسكنك فسيح جناته


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى