الأحد، 27 ديسمبر 2009

الروائية المصرية رباب كساب.. وحوار موسع


رباب كساب: الإنترنت أخرج الكاتب من عزلته


الروائية المصرية تحدثت إلى "السياسة" عن روايتها الجديدة "مسرودة"


تشغلني المرأة المصرية ومشكلاتها


القاهرة - عبدالفتاح الزغبي:

*****************







شهد الوسط الثقافي المصري اخيراً صدور رواية جديدة لرباب كساب بعنوان "مسرودة" التي جذبت الانتباه اليها, كما صدر لها من قبل رواية باسم "قفص اسمه أنا" اضافة الى الكثير من القصص القصيرة التي نشرتها في الكثير من الصحف والمواقع الألكترونية واهم ما يميز عالمها الروائي والقصصي تركيزها على الريف المصري ومنح المرأة مساحة أكبر من الاهتمام.. وعن كل ذلك كان معها هذا الحوار:


لماذا اخترت "مسرودة" ليكون عنوان احدث رواياتك?

اسم "مسرودة" غير معروف وغير متداول وبالتالي فان اختياره كعنوان لابد وان يلفت الانتباه اليه وكثير من القراء والنقاد أكدوا ان الاسم كان ملفتا ومثيراً, كما ان الاسم نفسه هو اسم بطلة الرواية التي رغم حرمانها من التعليم الا انها ملكت ارادتها واستطاعت تسيير أمورها الشخصية والوصول الى هدفها.

بدأت الرواية بتمهيد للشخصيات أطول من اللازم ما يشعر القارئ أنها عبارة عن عرض للحياة اليومية لسكان القرية فقط لماذا?

التمهيد للشخصيات سمة العمل الروائي حتى يعرف القارئ الشخصية, وأنا شخصياً لا أهتم بالملامح الجسدية بقدر اهتمامي بملامح النفس ذاتها ومسرودة وشخصيتها التي اختفت عن الجميع حتى أقرب الناس اليها كان لابد من أن أفرد لها صفحات حتى يأتي الناس اليها.



لماذا اعتمدت على السرد في الجزء الثاني من الرواية?



في الجزء الثاني كان السرد ضرورياً لكشف غموض تلك المرأة التي كانت معروفة للجميع ثم اذا بها تتمرد على كل شيء والحكي من الادوات الفنية التي للكاتب ان يطوعها اذا وجد انها تخدم السياق الدرامي لديه وهذا ما حدث معي واعتقد انه حقق الهدف منه.


هناك تناقض شديد بين شخصية البطل "عبد العزيز" وشخصية البطلة "مسرودة" يشبه التناقض بين القرية والمدينة, لماذا?

القرابة قد تمنح تشابها في الروح, والمكان والتربية تمنحان تشابها في السلوك وليس في الملامح الداخلية لان لكل منا طباعه التي تميزه, وبالتالي فالتناقض بين "مسرودة" و"عبد العزيز" كان تناقضا في الروح والطباع رغم ان هناك صلة قرابة بينهما ويعيشان في القرية نفسها, أما الربط بينهما وبين القرية والمدينة فقد يكون صحيحاً لان كثرة انتقال مسرودة اليها علمها حياة مختلفة عن حياة القرية وتغيرت لغتها وعلاقتها بالاخرين في حين ظل عبده يحمل حميمية أهل الريف وطهر غالبيتهم।


لماذا قدمت الشخصية الريفية باعتبارها أنقى من الشخصية التي تعيش في المدينة وهل هذا النقاء مازال موجوداً?

لم يكن هذا متعمدا, فطبيعة الريف الجميلة تلقي بسحرها وهذا كان في الماضي, أما الأن فمع تمدن القرى اختلف الأمر فمظاهر الطيبة والتكافل كانت موجودة في الماضي واختفت الآن.
احتلت الرواية مساحة كبيرة من الزمن شهدت تغيرات كثيرة أثرت في الريف وفي المدينة وكذلك على الشخصية المصرية فلماذا لم نجد أثر هذه التغيرات في الرواية?

هناك الكثير من التغيرات, ومنها التحولات التي فرضها السفر الى الخليج واختفاء اللون الأخضر من القرية المتمثل في المزارع والأشجار لتحل محله الابنية وتراجع زراعة القطن بشكل ملحوظ, واستخدام الأفران من المعدن ما غير شكل وطعم كل شيء في اشارة الى ان الزمن كلما تقدم بنا كلما فقدنا مذاق وحلاوة الكثير من الأشياء رغم انني أعترف أن لكل وقت حلاوته لكن من عاش وعاصر أزمنة مختلفة يحس دائما أن قديمه أفضل।


هل تحاولين رصد التغيرات التي حدثت في الريف المصري من السبعينات حتى الآن?

لم أكن عيناً راصدة فهذه ليست مهمة الروائي ولكنها مهمة التاريخ, لكنني أهتم بشخصياتي وأبطالى وحياتهم وما يدور بداخلهم وما حولهم ولأنهم جزء من كل فلابد أن يتفاعلوا مع كل ما يدور وما يجري فالتغيرات الحادثة أنا أعيشها بالفعل فأنا من مواليد النصف الثاني من السبعينات وقد لمست بيدي الاستقرار الذي لم يعرفه أهلنا في الماضي, لم أجرب مرارة الحروب وما خلفته في نفوس الناس ولا الحرمان الذي كانوا يعيشونه تحت وطأتها.


ما رأيك في هذه التغيرات هل هي ايجابية أم سلبية?

التغيرات الآن لها شقان شق ايجابي وآخر سلبي, فالايجابي يتمثل في تطور المجتمع في مجالات عدة كالطب والهندسة والفيزياء والعلوم كافة, وفي وسائل الاتصال والانتقال وغيرها ما سهل على البشر حياتهم وجعلها أكثر ترفيهاً, أما الشق السلبي فيتمثل في التدهور الاجتماعي على مستوى الأسرة, فلم نعد نهتم سوى بالسعي وراء لقمة العيش التي أخذتنا من أهلنا وذاتنا وأصبحنا لا نتلاقي الا في المآتم وحفلات الزفاف.


اللغة المستخدمة في بعض الحوارات بين أبطال الرواية لا تتناسب ولغة أهل الريف?


الحوارات كلها في الرواية بالعامية المصرية وبلهجة أهل القرية وهناك اختلاف في طريقة السرد على لسان عبده وكذلك على لسان مسرودة رغم أنه حصل على شهادة لم تتمكن هي منها لكنها تعلمت بعد ذلك وزادت معارفها, وحجم علاقاتها فتطورت لغتها, ثم هناك بطلان هما عوض الطبيب وعبد المحسن "فني الآلات" بمديرية الزراعة وكلاهما متعلم وموظف حياتهما ليست مغلقة, بينما عبده وزوجته ووالده ووالدته كانت لغتهم ريفية خالصة.

رغم أن الرواية تدور أحداثها في الريف المصري كذلك انتشار استخدام اللغة العامية في الأعمال الحديثة الا أننا نجد الرواية اقرب الى الفصحى لماذا?

انا عاشقة للغة العربية وأتمنى ان اجدها في كل اعمال الجيل الجديد لذلك استخدمتها في السرد اما الحوار فقد كان بالعامية المصرية التي اجد صعوبة في التعامل معها ولكني لجأت اليها لانها الانسب الى لغة اهل القرية।


صدر لك الكثير من القصص القصيرة على صفحات الكثير من الجرائد والمجلات الثقافية لماذا لم يتم نشر هذه الأعمال في كتاب?

في البداية أنا روائية ولم أكتب القصة القصيرة, ولم أتمكن من كتابتها الا منذ فترة قصيرة ولكن لدى بالفعل مجموعة قصصية تحت الطبع ان شاء الله ستصدر العام المقبل.

هل تشغلك كثيراً قضايا المرأة?

المرأة نصف المجتمع بل تعدادها يفوق النصف تقريباً ولأنني أهتم بمجتمعي ومؤمنة بأن اصلاح الحياة الاجتماعية سيؤدي الى اصلاح الكثير من السلبيات, لذا فالمرأة ومشكلاتها وذاتها الممزقة بين سطوة المجتمع والتقاليد وغيرها تشغلني بشكل أو بآخر.


ما رأيك بدور المرأة في الحياة الثقافية?

لا يزال دورها محدوداً, أنا أطمع في أكثر مما تفعله المرأة على الصعيد الثقافي, وهناك الكثيرات ممن أثرن في الحياة الأدبية, وأثرين الأدب لكنني أريد المزيد ليس بصفتي امرأة ولكن بصفتي كاتبة تعشق الأدب.


وما رأيك في الجيل الحالي من الروائيات والكاتبات?

الجيل الحالي من الكاتبات مثقفات يسعين لاثبات ذاتهن فلا تزال المرأة الكاتبة تبحث عن حفر مكان لها ورسم ملامحها في الطريق الطويل وأنا احيي سعيهن الجميل.


هل يعيش كتاب الأقاليم في عزلة?

بالفعل يعيشون في عزلة بعيداً عن وهج الحياة الثقافية لعاصمة الثقافة القاهرة, لكن بعد وجود الانترنت نرى ان الجيل الجديد من الكتاب لم يعد يعرف هذا الانعزال, وأنا على سبيل المثال أمد خطوط اتصال بكل من حولي.


ما أهم المشكلات التي تواجه كتاب الأقاليم?

اختفاء الجديد من الكتب ووجود أغلب دور النشر بالقاهرة بالاضافة لأزمة النشر وعدم متابعة الكثير من مظاهر الحياة الثقافية كالندوات والمؤتمرات وغيرها.

ما آخر أعمالك الأدبية?

هناك مجموعة قصصية تحت الطبع الآن وأتمنى الانتهاء من طباعتها قريباً بالاضافة الى رواية جديدة أقوم بكتابتها الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى