الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

تفاصيل وفعاليات مؤتمر أدباء مصر بالاسكندرية2009


تفاصيل وفعاليات مؤتمر أدباء مصر بالاسكندرية

متابعة :
الشاعر محمود مغربى
.........................





يظل الحضور المكثف لشعراء مصر من مختلف الأجيال والتيارات الشعرية أهم ما يلفت الانتباه في افتتاح مؤتمر أدباء مصر في دورته الرابعة والعشرين، التي اقيمت بمدينة الاسكدنرية فى الفترة من 18 الى 21 ديسمبر و حملت عنوان "المشهد الشعري الراهن"، والذي افتتحه وزير الثقافة فاروق حسني مؤكدا عراقة المؤتمر الذي يشهد مرور خمسة وعشرين عامًا على بدايته وتأسيسه، وهو المؤتمر الذي أمد الحياة الثقافية في مصر، والعمل الثقافي العام بروافد إبداعية وكوادر بشرية ذات طاقات هائلة على التواصل وقدرة غير محدودة على العطاء الخلاق، وهو ما يلمسه الأدباء اليوم من طفرة كبيرة في التفاعل الأدبي، والحراك الثقافي عبر ربوع مصر
..
...............
وهنا لمحات وتفاصيل من المؤتمر ...

راس المؤتمر الناقد الكبير الدكتور عبدالمنعم تليمه

وامين عام المؤتمر الشاعر المتميز فتحى عبدالسميع








ممثل المبدعين في الحكومة

الفنان فاروق حسني : الحكومة في خدمة جميع الأدباء

في بداية حواره مع الأدباء أعلن الوزير عن سعادته بتواجده بين أدباء مصر وتوجه بالشكر للواء عادل ليب محافظ الإسكندرية على قبوله استضافة المؤتمر كما توجه بالشكر إلى الناقد الأدبي الكبير د.عبد المنعم تليمه لقبوله رئاسة المؤتمر وتوجه بالشكر للشاعر فتحي عبد السميع أمين عام المؤتمر كما توجه بالشكر للدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على مجهوداتهم جميعًا في إنجاز هذا المؤتمر، وأعرب عن سعادته باستضافة الإسكندرية - وهو أحد أبنائها - لهذا المؤتمر في تلك المدينة الرائعة على مدار تاريخها.

بدأ الشاعر سمير الفيل بطرح مجموعة من التساؤلات كان أهمها ضرورة الاهتمام بوضع منظومة متكاملة للرعاية الصحية للأدباء الأحياء موازية لتكريم الدولة للأدباء الراحلين، كما طلب بوضع بروتوكول للتعاون بين وزارة الثقافة أو الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة التربية والتعليم لخلق نوادي أدب مصغرة في المدارس وتبادل النشاط الثقافي بين الهيئة والمدارس لخلق وعي جمالي وثقافي لدى الأجيال القادمة.

وقد عقّب وزير الثقافة على هذه النقاط قائلا : وزارة الثقافة جزء من منظومة حكومية لا تألو جهدًا في توفير الرعاية الصحية للمبدعين حتى ولو تجاوزنا بعض اللوائح الروتينية، وأريد هنا أن أوضح نقطة هامة وهي أن وزير الثقافة هو ممثل الأدباء والمبدعين في الحكومة، وليس مجرد ممثلاً للحكومة بينهم.

لهذا لا تتأخر وزارة الثقافة عن توفير الرعاية الصحية لأي مبدع، ومكتبي مفتوح دائمًا لكل المبدعين. وبالنسبة للاقتراح الثاني فأنا معك وسنبدأ في دراسة الموضوع.

وفي سؤال للقاصة انتصار عبد المنعم باعتباره وزيرًا وفنانًا حول طبيعة علاقة مصر بالجزائر، العلاقة التي أثّر فيها من يعشقون رياضة كرة القدم وتطورت إلى رفض اتحاد الكتاب الجزائريين المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته القادمة.. وجاء رد مصر برفض إشراك الجزائر في بينالي الإسكندرية.

فرد الوزير قائلاً إننا ضد قطع العلاقة بيننا وبين الجزائر خصوصًا في الثقافة، ونرفض تمامًا أن يكون بين الشعبين الشقيقين أي شكل من أشكال القطيعة.

وفي تساؤل للأديب أحمد طوسون حول وعد الوزير بميزانية مستقلة لمؤتمر أدباء مصر، رد الوزير معلنًا أن الميزانية المستقلة لمؤتمر أدباء مصر موجودة في الهيئة ، وأعلن عن تخصيص جائزة تقدم في المؤتمر لكل فروع الأدب (الشعر والقصة والرواية والمسرحية والنقد)، وستحدد جائزة سنوية لكل نوع أدبي 50 ألف جنيه.. ولابد من تشكيل لجنة تضع الشروط لهذه المسابقة ثم لجنة للتحكيم تتسم بالشفافية والموضوعية.

وفي طرح للدكتور أبو الحسن سلاَّم حول تبرعه ببيته الموجود في مدينة طمت لإنشاء قصر ثقافة عليه، وتساؤله حول مدى صحة ما أُشيع عن أن وزارة المالية ستحجب الدعم المالي لمسرح الدولة.

رد الوزير مداعبًا له قائلاً: "أنا لا أريد البيت.. أعطني الأرض أبني عليها قصرًا للثقافة"، وحول ما أُثير من جدل حول مسرح الدولة أكد أن الدولة تدعم الفنون ولا يمكن أن نغفل دور المسرح حتى أن الفرق المسرحية المستقلة لا تقل أهمية عن فرق الدولة وأشاد بالمسرح التجريبي الذي يحمل المغامرة والتجديد والإبداع.

وأعلن د. مصطفى الضبع تدشين الموقع الكامل لهيئة قصور الثقافة بجميع إصداراتها على شبكة الإنترنت وطرح مشروع الأمانة في أن تكون لمصر عاصمة ثقافية بين المحافظات سنويًا يتم خلالها تفعيل النشاط الثقافي لتلك المحافظة بشكل شامل، ويكون مؤتمر أدباء مصر أحد هذه الفعاليات في تلك المحافظة، فأجاب الوزير بالترحيب بالفكرة ووعد بدراستها.

وفي سؤال للشاعر قاسم مسعد عليوة حول دور وزارة الثقافة ، وتساؤل آخر حول النصب التذكاري الذي صممه الفنان التشكيلي آدم حنين وما أثير عن أن تمثالاً لدليسيبس سوف يُقام على قاعدةهذا التمثال في محافظة مثل محافظة بورسعيد ووجود تمثال لشخصية مثل "دليسيبس" يتعارض مع الفكر الشعبي والثقافي للمنطقة ويتعارض مع الروح الوطنية في بورسعيد وسبق أن هدد بعض الفدائيين الذي شاركوا في الحروب من أهل بورسعيد بتدمير هذا التمثال إذا وُضع في هذه القاعدة فما الموقف من هذا الموضوع حتى أن السفير الفرنسي صرح بأن عودة التمثال قد يسيء لطبيعة العلاقات المصرية الفرنسية.

وقد رد السيد الوزير بأن هذا الموضوع قد حُسِم نهائيًا ولن يوضع أي تمثال له للأسباب التي ذكرها الشاعر ولسبب فني آخر وهو أن قاعدة هذا التمثال على المستوى الفني تنتمي لنسق قديم له مواصفاته التي تجعل من الصعوبة الشديدة وضع تمثال عليها يتناسب مع طبيعتها فالموضوع محسوم ولن يوضع هذا التمثال.

وحول دور وزارة الثقافة أجاب الوزير قائلاً أنه ممثل كل المثقفين والمبدعين في الحكومة وقال أنا واحد من كل هؤلاء , والدولة تتعامل معي تماماً كما تتعامل مع حضراتكم لأنه في النهاية لا يمكن أن يكون للدولة رصيد تقديري إلاّ بفكرها وأدبها وفنها وهذا حقيقة، فمصر تتمتع بقيمة عظمى في هذا، وواضح أما الجميع والدولة في خدمة كل المبدعين فوزير الثقافة لا يمكن أن يكون ممثل الحكومة أمام الأدباء بل العكس هو ممثل المثقفين والأدباء أمام الحكومة، فوزارة الثقافة هي المعبر الحقيقي للأدباء إلى المجتمع فنحن كوزارة الثقافة لا نضع الثقافة بل نجمع الثقافة لإعادة تصديرها للمجتمع من أجل خدمته بأفكاركم وإبداعاتكم وكم وقفت في مجلس الشعب دفاعًا عن حرية الإبداع، وأنتم قادة الصف لإنقاذ الوطن من التخلف والرجعية.

وتوجه بالشكر للأمانة عل موقفها الداعم له في انتخابات اليونسكو خصوصًا أن الصهيونية العالمية استغلت موقف بعض الأدباء المعارضين للترشيح لظهوري وكأنني مرفوض حتى في بلدي










روحه من أرواح القائمين عليه

فتحي عبد السميع

(1) سوف يستمر المؤتمر ما دام يؤدي دورا في حياتنا الثقافية ، وما دام

الأدباء الجادون يلتفون حوله ، ويحرسونه بأفكارهم ومجهوداتهم . المؤتمر بنجاحه في صنع تاريخ له ، وباهتمام الحركة الثقافية المصرية به ، صار علامة يصعب تحطيمها . لكن يمكن تشويهها .

(2) المؤتمر بالقائمين عليه ، فلو كانوا جادين ومحترمين ومتفتحين كان بالضرورة ناجحا ، ولو كانوا علي العكس كان فاشلا ، فمن أرواحهم يستمد روحه . وأكبر خطر علي المؤتمر يتمثل في اختيار أمانة ضعيفة علي المستوي الثقافي والشخصي ، أكبر جريمة أن تقوم انتخابات الأمانة علي التربيطات والعلاقات الشخصية التافهة ، ولا تقوم علي اختيار المناسب الذي يضيف ويرفع البناء لا من يهدم بوعي أو بدون وعي ، هذا مؤتمر أدباء مصر وينبغي أن يكون لائقا بهذا الاسم الكبير ولن يتم ذلك إلا باختيار أمانة جادة وواعية ونزيهة . بيدنا نجاحه وبيدنا فشله .

( 3 ) المؤتمر ليس مجرد موضوع ومحاور ، المؤتمر تظاهرة ثقافية كبيرة تشارك فيها كل الأقاليم رمزيا ، وتدعم الكثير من القيم الثقافية الهامة والمفقودة ، أو المترنحة ، كتكريم المجتهدين وأصحاب العطاء الثقافي ، ونحن نعرف أن من أهم ما في المؤتمر ذلك التواصل الحميم والحوار بين الأدباء ، كما أن المؤتمر غالبا ما يعرض موقف الأدباء من معظم القضايا المطروحة ، وله معارك وانتصارات يتشبث بها كالموقف الرافض للتطبيع وغيرها ، وتلك المواقف لا بد وأن تكون معبرة عن المشهد الأدبي بشكل عام ، كما انه يحتضن تجربة ديموقراطية ويختبرها من خلال الصفوة بمساحة حرية كبيرة تقبل حتى التعارض مع بعض المواقف الرسمية ، كل ذلك ينبغي الحفاظ عليه ، ولا بد لدور أمانة المؤتمر ان يكون أكبر من مجرد الإعداد للمؤتمر ، فهؤلاء أبناء مخلصون للثقافة المصرية ينتشرون في كافة المحافظات ، ولابد وان يكونوا عونا لوزارة الثقافة في اكتشاف سلبيات و مشاكل بعيدة ، أو تقديم رؤي ثقافية تعتمد علي خبرة مباشرة بالواقع في كافة أنحاء الجمهورية.

( 4) إن تطوير المؤتمر سهل ، فالأفكار كثيرة جدا ، لكن من المهم أيضا تخيصيص ميزانية مستقلة للمؤتمر ، تمنح الأمانة حرية اختيار المكان لأسباب فنية وثقافية ، لا لأسباب مالية .

(5) من المهم أن يكون عمل الأمانة تراكمي ، بمعني الحفاظ علي ما تم إنجازه لا البدء في كل مرة من الصفر ، وتغيير الأمانة بالكامل يفصل بين مجموعتين ، ولا بد من العودة للنظام القديم حيث التجديد النصفي ، بحيث يغادر نصف الأمانة ويبقي النصف ، حتي تصبح الأمانة في كل الدورات كلا متلاحما ، وآمل من الأمانة الجديدة وضع آلية لذلك .







رسالة إلي أدباء مصر

مؤتمرنا.. وجذور الفوضى المصرية!!

أحمد المريخي

حرىٌّ بنا أن نعلم أن لائحة مؤتمر أدباء مصر تم تعديلها في دورة مؤتمر أدباء مصر بالأقصر عام 2003، وفي دورة المؤتمر ببورسعيد عام 2005 تم إقرار اللائحة بتعديلاتها الجديدة؛ أما التطبيق فأقرته الجمعية العمومية في دورة الغردقة عام 2007 بعد انتخابات الأمانة الحالية التي قامت بدورها في تطبيق التعديلات وتنفيذ بنودها في الدورتين السابقة والحالية.

وقد كان الهدف من التعديل تطوير وتفعيل المؤتمر وتجديد حيويته. وليس خافيًا على أحد أن كثيرًا من اللغط تمت إثارته خلال الأسابيع القليلة الماضية، وكله يتعلق بإشكاليات وبنود تم إقرارها من قِبل الأمانات السابقة بتأييد ودعم من الجمعية العمومية.

هذا اللغط- الذي تصاعد دون قرائن- يأتي وكأن المؤتمر مازال في طور التكوين، بينما تشير تلك الدورة إلى ربع قرن على ميلاده، وهو ما يؤكد بشكل أو بآخر على عشوائية تفكيرنا.. فنحن ننسى المشكلات التي من أجلها قمنا بإقرار التعديل، فيؤدي تناسي المشكلة إلي تعميقها من حيث لا ندري.

ومع الوقت تضمحل حاجتنا إلى استنباط هذه الدروس أصلا لنصبح أسرى نوع من الأسى على النفس والميل لإدانة العالم من حولنا وكأننا لم نكن مسئولين عما جرى لنا ولا تصير لدينا حاجة للتعلم من الأخطاء الكبيرة والصغيرة بما يضيف إلى رصيد معارفنا أو يؤسس لنا منصة خبرات مفيدة لتغيير القيم والرؤى والميول والسلوك. بل وتقع ثقافتنا نفسها ضحية تلك العشوائية، إذ إننا نحمّل الأشياء أكبر مما تحتمل، ولا أعني هنا التقليل من قدر المؤتمر لكنني أرى أن البعض يتجاهل أنه مؤتمر مُقنِّن، بمعنى أنه ذو لوائح وقواعد وإمكانات محددة ودور محدد أيضًا. فهذا المؤتمر ليس نقابة ولا إتحاد كتاب، وليس جمعية أهلية، إنما نشاط ثقافي وفعالية تسعى لأن تكون مستقلة وتدرك أنها تتم برعاية المؤسسة الثقافية أي برعاية رسمية.

لذلك وجب علينا أن ندرك ذلك وأن نستغل– إذ جاز التعبير– المؤسسة في المساحة التي تفيد هذا المؤتمر، لا تلك التي تعمل على نسفه.. ولن أضرب مثلاً بالتعاون مع المؤسسة في إطار محترم ومن أجل الصالح العام، فكلنا يدرك أسماء تعاونت مع المؤسسة من أجل رفعة الثقافة والأدب، ليس أولهم المفكر الكبير د. طه حسين، وليس آخرهم الناقد الكبير د. عبد المنعم تليمه الذي وافق على رئاسة هذا المؤتمر في تلك الدورة.

علينا إذن أن ننظر إلى المؤتمر في سياقه، ولا نتعامل معه علي اعتبار أنه "دولة داخل الدولة"، وإذا كان هناك فساد في هذا المؤتمر فهو فساد نُسأل عليه جميعًا، ليس فقط كأعضاء أمانة لكن أيضًا كجمعية عمومية لها حق تشكيل تلك الأمانة بكامل إرادتها.

ولعل فيما خلص إليه المفكر الراحل د. محمد السيد سعيد في تشخيصه لحالة الفوضي المصرية لعبرة كبيرة، فنحن- بحسب كلامه- نسخر من الذين صمموا المراكب والقطارات والطائرات، ونعتقد أننا نفوقهم ذكاء عندما نجبر الأشياء على تحمل ما لا تحتمل، أو أن يتم تسييرها بغض النظر عن النظم التي تجعلها مأمونة وقادرة على توصيل الناس إلى حيث يريدون في هذه الدنيا وليس في الآخرة. وينتهي الأمر بصدمة تفيقنا على حقيقة أننا نحن الذين لم نفهم كيف نتعامل مع ناتج العلم الحديث، لأننا لا نحترمه في شيء.






.....




*********


جلسات بحثية

د. حسن طلب: لا يوجد في تراثنا مفهوم متكامل للحرية

.. ومهدى بندق: الشعر ممثل للكون

عُقدت مساء أمس جلستان بحثيتان الأولى "مفهوم الحرية ولغة الرمز"، للشاعر د. حسن طلب، والثانية بعنوان "الشعر سفيرا فوق العادة" للشاعر مهدي بندق.وفي الجلسة الأولى انطلق حسن طلب في دراسته من مقولة السهروردي "الرمز لا يُرد" موضحًا أن الاحتمال في الرمز يغلب على اليقين، والتعدد يغلب على الوحدة، وكذلك التلميح على التصريح مؤكدا على علاقة الرمز بمفهوم الحرية، إذ إن الحرية لا توهب لأنها إن وهبت فقدت معناها وربما تحولت إلى عبودية، وقال طلب إن الحرية عملية معقدة، والرمز يحميها ويعضدها، مشيرًا إلى أن مفهوم الحرية متسع ومرتبط ارتباطًا وثيقًا بالرمز، فالحريات متعددة بحسب زواياها، وكذلك الرمز فهو شجرة من الدلالات والمعاني تزيد وتنقص بحسب الظروف.

وقال طلب إنه لا يوجد في تراثنا مفهوم متكامل للحرية خاصة في التراث العربي الإسلامي، مشيرًا إلى أن الحرية تريد أن تنطلق من منطق خاص بعيد عن الأديان. كما أشار إلى علاقة الحرية بالشعر وقال إنه لا يوجد في الشعر مصطلح واضح عن الحرية، أما بالنسبة للرمز فلابد له أن يقترب من اللغة الجمالية، واللغة الرمزية هي القيمة الجمالية التي تكون في صالح الأدب والتذوق.

وفي الجلسة البحثية الثانية "الشعرُ.. سفيرا ً فوق العادة" تحدث الشاعر مهدي بندق في علاقة الشعر بالمعرفة والجمال، واقفا علي مقولة "المعرفة جوهر مستقل عن الأشياء المطروحة في العالم"، ومشيرا إلي أن العلم الحديث برهن أن الوعي ليس شيئا يضاف من الخارج إلي دماغ العارف، وإنما هو مجلى لوظائف المخ العليا أوهو أرقي وظائف هذا المخ وقت يمارس دوره، ليس بمثل ما تمارس المعدة وظيفة هضم الطعام، والقلب وظيفة ضخ الدم في أعضاء الجسم حسب، وإنما بتجاوزه– أي الوعي- لحدود الوظيفة ورتابتها، منطلقاً إلى التفتيش عن مبرراتها، ومعززاً قدراتها بقدرته هو على الابتكار والخلق وإعادة الإنتاج بالتذكر، وحذف المنتج البالي بالنسيان.

إذن لابد من الاعتراف بأن الوعي إنما هو تمثيل للكون ما دام يلتزم بشروط صاحبه وقوانينه، ولكنه التمثيل القادر- بالأقل عند بعض الناس - على إنتاج المعرفة والجمال، حسب المعطيات الواقعية التي لا تعكر عليها أوهامُ السلف، وبهذا الفهم الحداثي صارت المعرفة علما، وكذلك الجمال، و لم يعد ينظر إليهما أحدٌ – إلا أنصاف المتعلمين – بوصفهما "إلهاما" يأتي من خارج الكون المادي.

وأما الشعر فقد أبت عليه طبيعته أن يرضي بدور التابع للعلم. وكيف له أن يفعل هو الذي ُفطر على المغامرة واقتحام المجهول سواء في عوالم المعرفة، أو في سماوات الفن المشعة بالجمال السرمدي؟.

كان الشعر ولا يزال يعد نفسه ممثلاً خاصا للكون .. سفيرا ً فوق العادة، فلقد برز إلى الوجود من ذات المادة الأزلية التي شكـّلت الكون (ويمكن أن ندعوها الملموس الظاهر ومعناه الباطن في جديلة واحدة) بل لعله – أي الشعر - قد رأى أن كل ما في الكون محض قصائدَ وإن تزيت بأزياء مختلفة.

ترى أين يكون موقع الشعر في هذا البناء الجديد؟ لعله يقبل (أو لا يقبل) بمنصب العضو المنتدب، أو المراقب العام .. بالنظر إلى طبيعته التي تأبي عليه أن يكون له رئيس، حتى لو كان هذا الرئيسُ هو العقل ذاته، وإن قبله صاحبا وصديقا


.....




ثورة الشعر الحديث

  • الكتاب يعرض لثلاثة شعراء (بودلير – ملارمية – رامبو) وينتهي عند آخر عقد الستينات.
  • دافعي إلى الترجمة هو حُبّي للنص.
  • تجربة الشعر عندي هي تجربة إتحاد الصوفي رغم أني لست شاعرًا.
  • بعض ترجماتي فيها شيء مِنّي وأهمها الرومانسية فكان الكتاب ضد الرومانسية لرغبتي في التمرد عليها.

في المائدة المستديرة عن كتاب (ثورة الشعر الحديث) للدكتور عبد الغفار مكاوي والتي رأي جلستها د. عبد المنعم تليمة رئيس المؤتمر وحضرها عدد كبير من النقاد والأدباء.. منهم الشاعر/ أحمد سويلم، والشاعر/ عبد المنعم عواد يوسف، والشاعر/ رفعت سلام، والشاعر/ قاسم مسعد عليوة، والشاعر/ سمير درويس، والشاعرة/ فاطمة ناعوت، والدكتورة/ فاطمة قنديل، والشاعر/ حسن طلب، والشاعر/ سمير درويش، والشاعرة/ لينا الطيبي، والشاعر/ فارس خضر، والشاعرة/ هبة عصام، وعدد كبير من النقاد والأدباء والإعلاميين.

بدأن الجلسة بحديث د. عبد الغفار مكاوي بالحديث عن جيله، والأساتذة الذين تعلم عل أيديهم ومدى تأثره بالطابع الموسوعي الذي أتسموا به وأخذه منهم فقال د. عبد الغفار مكاوي: جيل الرواد تعلموا الموسوعية من طه حسين والعقاد والثقافة العربية كانت تحتاج إلى هذا.. فطه حسين مثلاً له دور كبير في الترجمة فهو ممن فتحوا أبواب ونوافذ على الثقافة الإنسانية والعالمية. كذلك دور زكي نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي، وغيرهم.

فالموسوعية كانت من سماتنا باعتبارنا تلامذة أنا وجيلي لهؤلاء.

ونحن الآن بحاجة إلى قدر من الموسوعية رغم اتجاه ثقافة العصر نحو التخصص الدقيق.

وذكر أن موهبته الأدبية بدأت معه منذ أن كان عمره 10 سنوات وكان اتصاله بصلاح عبد الصبور دافعًا لإنصرافه عن الشعر واتجاهه إلى الترجمة ولكن استفاد من كتابته للشعر في ترجمته للشعر.

وتحدث الدكتور عبد المنعم تليمة قائلاً الدكتور عبد الغفار ؟؟؟؟ أصيل وهناك انتقالات فنية في الحركة الشعرية العربية فمثلا قصيدة التفعيلة نقلته واستقرت. ثم جاءت النقلة الأخرى المتمثلة في قصيدة النثر سواء قصيدة النثر المكتوبة بالفصح أو المكتوبة بالعامية.

في نفس هذه القاعة منذ أكثر من عشرين سنة الشاعر المرحوم عبد المنعم الأنصاري قدم لنا قصيدة عن قرطبة وقد بدا النص غريبًا، ولأننا لم نكن نعرف القناص في ذلك الوقت فكانت الاتهامات بالسرقة.

د. عبد الغفار بدأ مشروعًا في هذا الكتاب يذكرنا بالمشروع الثلاثي الذي طرحه د. طه حسين وعبد الرحمن العبادي وأحمد أمين في التأريخ للمشروع الإسلامي فمن يتأمل العمل يرى شيئًا ما يثير التساؤل، أين شكسبير وبقية شعراء الإنجليز من الكتاب وأين بوشكين وبقية شعراء روسيا.

كان في حدود سنة ؟؟ ألتقيت بصلاح عبد الصبور وعبد الوهاب ؟؟؟؟ فقال أنه انتهى من مسرحية (مآساة العلاج) واتفقنا يومها وكان مشغولا ؟؟؟؟ وكنت معه أيضًا مشغولاً ؟؟؟ رغم أن لغتي الإنجليزية كانت محدودة وربما لتأثرنا بترجمات ماهر شفيق فريد فاتفقنا على تقسيم المسألة فاتفقنا على أن ؟؟؟ يترجم تطور الشعر السلالي الرومسي وصلاح عبد الصبور قال إنه سيأخذ الشعر الأنجلوساكسوني، ولكنهما لم ؟؟؟؟؟ ما اتفقنا عليه وأنا أرى أنهما كانا محقين لأن الترجمة قد تأخذ المبداع من إبداعه.

د. فاططمة قنديل: لدي شيء من التوجُّس حول شيئين.. هما الحديث عن المثقف الموسوعي واتساءل عن دور المثقف المؤمن بتداخل الحقول المعرفية في مجال بعينه أو في نقطة بعينها..

والحديث عن أن نهاية الفلسفة الميتافيزيقية انتهت عن هيجل فما رأي د. عبد المنعم تليمة في أن جاك دريدا كونه هيجلي.

د. حسن طلب: مشكلة العلاقة بين الشعر والفلسفة وفي هذا الكتاب لمحات تشير إل علاقة الفكر بالفلسفة ولكن هذه اللمحات لا تكفي. ونحن نريد من هو مؤهل لكي يقرر لنا هذه العلاقة وأظن أن د. عبد الغفار مؤهل لذلك.

عبد المنعم عواد يوسف: كلنا تأثرنا بهذا الكتاب وربما أنه دفعنا إل التجديد في الشعر وميزة هذا المؤتمر أنه وضع في أيدي الشباب هذا الكتاب، فإصدار هذا الكتاب القّم فرصة ليقرأه الشعراء الشباب.

الشاعر أحمد سويلم: ترجمة الشعر من أصعب الأعمال وعند قراءة هذا الكتاب أجد سلاسة وبسيطة وكأنه لم يقابل أيّة صعوبة في الترجمة، وأرى من المهم جدًا الإشارة إلى الصعوبات التي واجهت الدكتور عبد الغفار في ترجماته والحديث عن أن الترجمة خيانة للشعر ومثل هذا الكلام.

د. سيد البحراوي: التجارب الشعرية التي قامت عليها نصوص هذا الكتاب وهذه النصوص تنتمي لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى وهي تنتمي لشعر الحداثة وليس الشعر الحديث، لهذا هل يمكن أن نغير العنوان.

هل توافق على ما قاله د. عبد المنعم تليمة أن قصيدة النثر هي التجلي الأوحد لحركة الشعر فيما بعد الرومانسية.



...............




مقترحات لاستمرار مؤتمر أدباء مصر العام وتطويره

القاص والراوائي فكري داود يرى أنه يتحتم على هيئة قصور الثقافة، توفير الاعتمادات المالية اللازمة، لإقامة المؤتمر سنويًا في موعده، دون سؤال المحافظين، ويقول: إن هذا يتضمن شيئين في غاية الأهمية، هما: الاستمرارية دون الحاجة إلى الغير، وحرية اختيار مكان الانعقاد تبعًا للأوليات والموضوعات المطروحة للمناقشة أو المناسبات الهامة.. أقول هذا، وأنا أعلم تماما أم تمويل المؤتمر كاملا، يقل عن تمويل اي نشاط آخر، في الهيئة أو الوزارة، كالمسرح أو الفن التشكيلي، مع كامل التقدير لكل منهما.

أما فيما يتعلق بالموضوعات الرئيسية والبحوث والمحاور فيجب ألا تقتصر الاهتمامات، على الموضوعات الأدبية الصرفة فحسب، وإنما لابد من الاهتمام بالقضايا القومية، والاجتماعية والثقافية الكبرى، التي تجتاح العالم– ونحن جزء منه– وأن يتم ذلك في إطار من الديمقراطية، والانفتاح، وقبول الآخر، مع وضع التقنيات الحديثة في الاعتبار، ومراعاة تأثيرها في الحركة الثقافية ككل، وتخصيص محاور لذلك. إلى جانب محور المحافظة المضيفة. ويضيف داود: يجب أن يتقلص عدد الحضور، فلا يتجاوز المائتين، حتى تقل تكلفة الانعقاد إقامة وإعاشة، بحيث تستطيع الهيئة أو الوزارة، توفير الاعتمادات المناسبة، ومن ثم تتقلد حرية اختيار مكان الانعقاد ووقته.

أما بالنسبة لنوعية الحضور، فلابد من تغيير اللائحة، بحيث يتحتم أولا وجود عدد من الرواد في مجالات الفكر المختلفة، فتخصص لهم محاور أساسية، يناقشون فيها فكرهم، من خلال بحوث أعدوها، أو بحوث أعدها غيرهم حول هذا الفكر، فلا يأتي حضورهم شرفيًا لاعتلاء المنصات واتخاذ الصور. وأنا هنا لا أفرق بين رائد يعيش في القاهرة، وآخر يعيش في محافظة نائية فالريادة لا دخل لها بالمكان.

أما القسم الآخر من الحضور، فيكون من نوادي الأدب، ويراعى فيه التنوع بالثلث، بين المؤسسات أصحاب الخبرة، وبين الجيل التالي، وبين جيل الشباب، الذي له منجز حقيقي، ولو كان كتابًا واحدًا.

ويختتم داود ملاحظاته قائلا: يجب البحث عن عقليات إدارية واعية تقوم على قيادة الأقاليم والمواقع الثقافية، يكونوا عونًا رئيسيًا لأمانة المؤتمر ولإداري الهيئة الأعلى، من أجل إنجاح المؤتمر، فهناك ويا للأسف من هم ببعض المواقع لا يصلحون لأي شيء، فما بالنا بالثقافة.






..........


أعضاء أمانة مؤتمر أدباء الأقاليم الجدد دورة 2010 – 2011

عبد القادر طريف مطروح – محمد طاهر برعي أسوان – أحمد عبد الباقي الفيوم - جمال عطا أسيوط - حشمت يوسف الأقصر – حازم المرسي جنوب سيناء – سعيد عبد المقصود البحيرة – سمير الفيل دمياط - السعيد عبد السلام قنديل كفر الشيخ – عبيد طربوش البحر الأحمر – كمال كوكب الوادي الجديد - يسري توفيق 6 أكتوبر – محمود مغربي قنا – على عبد الحميد بدر المنوفية - نور سليمان بني سويف - محمد عبد الستار الغربية – أيمن صادق الإسكندرية – أشرف العناني شمال سيناء - محمد التمساح السويس – سمير معوض بور سعيد - مدحت منير الإسماعيلية – الشرقاوي حافظ القاهرة - د.عبد الحكيم العلامي حلوان - منى عوض الجيزة – فؤاد مرسي القليوبية - محمد عبد القوي المنيا - بهاء الدين رمضان سوهاج







كواليس الأمانة المقبلة



المكاسب التي حصدها أدباء مصر بفضل أمانة مؤتمرهم في الدورتين السابقتين (2008 – 2009) تجلت بوضوح في لقائهم المفتوح مع الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الذي استمع إلى شئونهم وشجونهم بقلب رحب، واستجاب لمطالبهم بل وزادهم فيها فأهداهم جائزة كبرى- لا تقل قيمة عن أكبر الجوائز التي تمنحها مؤتمرات أخرى- بواقع 50 ألف جنيه لكل نوع أدبي وبما يعادل 250 ألف جنيه سنويًا.

هذه المكاسب تدعو الأمانة التي سيختارها أعضاء الجمعية العمومية- في الخامسة مساء اليوم- إلى الحرص والتشدد في اختيار ممثليهم الذين سوف يحملون على عاتقهم مسئولية دورتين قادمتين (2010 – 2011).

هذه المكاسب يأمل الكثيرين ألاّ تهددها المصالح الشخصية والعلاقات الملتبسة والانحياز الجغرافي أو العواطف، ففي النهاية مهما أختلفنا أو اتفقنا، فإن ما يمكن أن يسوء المؤتمر سيصيب الجميع.

قوة الديمقراطية ينبغي ألاّ تزيدنا إلاّ قوة على قوتنا.

والكواليس التي تجوّلنا بين أفكارها وآرائها وانحيازاتها وتكتلاتها كشفت عن بعد صادق لما يأمله الأدباء في الدورتين القادمتين وأمانتهما التي سيتم انتخابها اليوم، والتي ستُشكل بالطبع توجه المؤتمر واستقراره في المرحلة القادمة.

لا أحد يريد أن يملي على عضو ما انتخاب عضو بعينه، ولكن بما أن الإبداع فيصل محوري، حيث يعمل الجميع على أن تكون كتابتهم موضع تساؤل ونقاش وتحليل لا أن تكون تبنيًا لترددات القضايا الكبرى التي إنشغلنا بها طويلا دون جدوى، أو إضافة حقيقية لهموم الإبداع.

إن توجهًا قويًا في الكوالي يبحث عن الكشف عن المبدعين الذين سوف ينشغلون بالكتابة وتطورها لا بالدولة وهمومها




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى