السبت، 12 مارس 2011

سأكسر القيود !!! بقلم : لجين

سأكسر القيود !!!



بقلم :

لجين



رأيت ذاك العصفور في محلّ يبيع الحيوانات الأليفة ، كان حجمه لا يتجاوز حجم إصبعين من أصابع يدي ، كان يتراقص مرحاً ، ويتقافز بدلال من زاوية لأخرى ، وتتقافز ريشاته الرقيقة بأجمل ألوان الدنيا .. لكأن الحياة كلها تدور في فلكه الصغير، وأمه تلقنه دروساً في الغناء ، فيغني ، ويغني للحياة .. وعدت لحظتها طفلة ، رقصه أيقظ فرحي الهارب من تفاصيل وجهي ، من عتمة روحي ، لكأنه يهديني إيماناً جديداً بالحياة .. ووجدتني في دقائق ، أنقد البائع ثمنه وأعود به إلى البيت .

ومن يومها ، أصحو كل صباح على صوته ، وأهرع لأملأ له القفص ماءً وطعاماً ، وأداعب أملي الصغير وأحاكي زقزقته بصفيري .. لكن عصفوري بدأ يتغير، خفتت أصوات تغريده ، وباتت ثقيلة مرهقة ، حتى جاء يوم ، توقف فيه عن الغناء ، ونسي كيف يرقص ، وتكور في زاوية القفص صامتاً ، حزيناً ، وحيداً ..

وخفت كثيراً ، ما به أملي الصغير مخذول .. كسير الجناح ؟ ربما لا يكفيه الطعام ؟ وسكبت له مزيداً من الحبوب ، لكنه لم يقبل على الطعام ، صفّرت له ، وداعبته برأس بناني ربّما يغرّد لي ، لكنّه كان متعباً ، لا يقوى على التغريد .. أتراه أصبح مثلي ؟ أتراه كان يحلم .. وخاب حلمه ؟ أتراها مثل طفولتي طفولته ؟ ضاق على عنقها وثاق الهموم والخيبات .. فأسلمت الروح ؟ يا إلهي .. عصفوري الصغير يذبل .. ويموت .. ماذا أفعل ؟ امتدّت يدي راعشة إلى باب القفص ، فتحته ، وتناولت برفق قطعة اللحم الصغيرة الوديعة بين يديّ ، وتقدّمت بوجل إلى النافذة ، نظرت إلى صدر السماء ، العالم مخيف ها هناك ، قد تغدر عصفوري رصاصة صيّاد قاسي القلب ، قد يتوه في رحب الفضاء ولا يجد من يقدم له المأوى .. ضممته إلى صدري خائفة حائرة ، إنني أحبّه كثيراً .. كيف سأصحو غداً ولم تشرق عليّ أهزوجته المرحة ؟ وشعرت بنقر قلبه الضئيل على أناملي ، لم يكن خوفه ليقبل مني أي تبرير .. للسجن ، ولكن ، كيف أحرّره وأنا مكبّلة بالقيود ، من رأسي حتى أخمص قدميّ ؟ وسالت من عينيّ دموع كثيرة ، وقبّلت رأسه الدقيق ، وفي لحظة شجاعة فتحت يديّ ، وأشرعت صغيري للفضاء ، صفق بجناحيه ، تعثّر ، ثم سقط .. كان خائفاً .. فقد موهبة التحليق داخل ذلك القفص المظلم ، فقذفته في الهواء ، حرك جناحيه مذعوراً ، ترنّح في الأثير وراح ينخفض ، لكنّه في غضون لحظات ، ارتفع ، وغرّد ، وطار .. بعيداً بعيداً .. حيث لن يسجنه بعد اليوم أحد .

كنت أعلم أن قيودي ربّما لن تتكسر في هذا العالم ، ولكنّي كنت أملك أن أبقيه معي سجيناً كلّ حياته ، وقد اخترت أن أفك أسره .. بملئ إرادتي !!





هناك تعليق واحد:

  1. الله عليكِ لجين
    دام قلمك و فكرك بكل حرية ...
    مودتى لكِ و لك يا فوضوى .....

    ردحذف

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى