الجمعة، 16 أبريل 2010

.. قصص قصيرة بقلم : عزة جبر ..........




موت


بقلم :
عزة جبر
..........




- أبي ما طعم الموت؟!
- حلو كالسكر
- لكني لا أريد أن أموت
- لماذا؟؟ ستذهبين إلى الجنة
- حين مات جدي لم أره بعدها، هل سأختفي أنا أيضاً إذا مت؟؟
- نعم سوف تذهبين فوق إلى السماء
- لكن صديقاتي سوف يحزن جداً لو رحلت.
- ألا تريدين أن يصبح لك جناحان وتطيرين في الجنة تأكلين وتشربين
- لكني سأشتاق لمنزلي، للشارع، للمدرسة، سأشتاق لصديقاتي، معلماتي لكل شيء
- في الجنة الحياة أفضل وأجمل
- كنت أتمنى أن أكون طبيبة
- أن تكوني شهيدة أفضل من طبيبة
- هل سأفقد ألعابي؟؟ ملابسي؟ هناك فستان جديد لم ألبسه بعد كنت قد خبأته للعيد
- يا بنيتي العيد في الجنة أجمل
- لكني حتى الآن لم أستلم شهادتي المدرسية، كنت أريدك أن تفرح بعلاماتي المرتفعة..
- سأفرح بكِ شهيدة
- أبي أخاف الموت
- لا شيء يخيف يا بنيتي الموت قدر
- وهل كتب لي أن أموت الآن؟؟
- الله يختار لنا الأفضل
نظرت الطفلة نحو سقف المنزل سمعت صوتاً شديداً، ابتسم لها والدها وقال لها: سنلتقي في الجنة..
أغمضت الطفلة عيناها، نزل الصاروخ هدم سطح المنزل، ومزق أجساد من بداخله، تناثرت أشلاء الجثث صاحت أشلاء الطفلة: طعم الموت مرٌّ كالعلقم، سامحك الله يا أبي॥

..........

هذا اليوم يرغمنى على البكاء
...................................


وفي كل عام أعود لأتذكر هو يوم اعلم ليس أكثر، لكنه مشاعر مختلطة تجتاح قلبي،، في هذا اليوم حين أمر من أمام نافذدة الخالة ام ابراهيم رحمها الله لا أستطيع سوى أن أرى خيالها واقفاً خلف الستارة منتظراً وردتي الصغيرة بابتسامتها وحضنها الدافئ تفتح ذراعيها تحتضنني وتقول تأخرتي اليوم خمس دقائق، كيف لي أن لا أبكي اشيتاقاً لك رحمك الله،،، في هذا اليوم اذكر الزي الكشفي الذي املكه اذكر كيف كنا نرتديه نحمل أزهاراً لأمهات الشهداء والأسرى نحاول التخفيف عنهم بابتسامات ومزاح بأن نشعرهم أننا لهم ابناء،، لكن تلك الذكرى تحرق قلبي اشتاق لمحمد الشبل فقد كان الأكثر حركة والأكثر مرحاً كان معنا يزورهن ومنذ عشر سنوات ها نحن نقدم الأزهار لوالدته نخفف عنها ونشعرها أننا كلنا محمد رحمك الله يا حبيبي كم اشتاق لك....
هذا العام يبدو أنه الأصعب علي فالخالة ام جهاد رحمها الله كانت تنتظر اسرار يخرج لها كانت تتمنى أن تراه دون قضبان السجن وقيد السجان تدعو له ليل نهار كنت اعشق صمودها واصرارها وأملها الدائم رغم أن اسرار محكوم لمدى الحياة إلا أنها لم تفقد الأمل بأن تراه ايها الاحتلال البغيض الا تملك أماً الا تقدم لها الزهور في هذا اليوم، رحلت الخالة ام جهاد وتركت فينا الأمل لكي نرى اسرار ورفاقه خارج السجن يوماً، خالتي ام جهاد رحمك الله كم أحببتك وكم اشتاق لك...
لا أعلم ما بال الموت يخطف مني أحب الأمهات خالتي ام باسم فرقتني عنها مسافات الزمن بين فلسطين ومصر لكنني أحببتها كانت اقرب من أن يتخيل بشر إلى قلبي حين نظرت إلى جهازي المحمول صباحاً كم تمنيت أن ارسل لها رسالة اقول لها كل عام وانت بخير يا امي لكن الواقع ايقظني من حلمي، أشتاق لك جداً اشتاق لحديثك لابتسامتك لحنانك الذي أشعرتني إيهاه، اشتاق لكملة ماما منك، رحلت لكن ستبقين في قلبي دوماً رحمك الله.....
هذا اليوم يرغمني على البكاء ففي عيون أمهات الشهداء والأسرى أرى الألم أشعر به داخلي، لأن أمي فلسطين مازالت تحت الأحتلال تتألم كل يوم، هذا اليوم يرغمني على البكاء،،، ويرغمني على حمد الله لأن ماما بيننا ترى طفلاتي الصغيرات وتحلم بأطفال شقيقاتي وشقيقي أيضاً،،،
ماما ربما لا أعبر عن حبي لك كثيراً وربما مازلت أزعجك بطفولتي التي تأبى أن تكبر لكنني أعلم أنه لا مثيل لك أبداً بالصبر والتحمل فحتى ألمك تخفيه عنا،،، وحين أتألم أتذكر كلمتك دوماً (ياريت بقدر أخد منك الوجع) فمن منا يتمنى لنفسه الألم سوى قلب لا يحمل سوى الحب،،، ماما سامحيني ان اخطأت يوماً فأخطائي كثيرة وقلبك أكبر مما أتوقع أحبك جدا جدا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى