السبت، 17 أبريل 2010

نساء خذلهن الحب مجموعة قصصية بقلم : عزة جبر






نساء خذلهن الحب


مجموعة قصصية



عزة جبر



أعشق أدوارك في حياتي فأتقمصك، وأًصرُخ في وجهي، أًفزَعُ من نفسي، لا أريد لأي ذكرى بيننا أن تنتهي




(1)

البوم صور



أقلب صفحات البوم الصور، أعرف أنها أصبحت عادة قديمة أن نطبع الصور على أوراق ومن ثم ندخلها في جوارب الألبوم لنعود إليها بين الحين والأخر، لكن تلك العادة مازالت جميلة في نظري..

أخرج الصور من جواربها أبعثرها أمامي أغمض عيني، أضع يدي بشكل عشوائي على إحداها، أفتح عيناي لأراك مبتسماً أمامي متمايلاً بجسدك الضخم في محاولة لتقليدي.. آه ما أروعك...

ألملم الصور ثانياً وأبعثرها من جديد وأعيد تكرار ما فعلت مراراً ومراراً، وفي كل مرة أفتح عيني لأرى ابتسامتك تتراقص أمامي، ولأراني تارة بين يديك، وتاره تحملني وتحلق بي، آه كم أعشقك...

أعيد ترتيب الصور في جواربها وأغلق الألبوم وألعن من اخترع تلك الآله اللعينة التي ترسم ذكرياتنا على الأوراق ألف مرة...

لو رأيتني يوماً أقف على شرفتك أتلصص على نافذتك، أرجوك أبقي الستارة مفتوحة، حتى أراك بعيني تراقصها॥ حينها فقط وفقط سأقنع نفسي أنهم يكذبون حين أخبروني بخيانتك وأنك الصادق بينهم



(2)


هذيان

أخبرتك: أريد أن أراقصك في صالة ديسكو مزدحمة، أريد أن أنزل البحر معك، أريد أن أصعد فوق الغيم وأُقبلك، أريد أن أراقصك على أنغام هادئة وسط المدينة ووسط أعين المارة، أريد وأريد، وحين لاقيت وسألتني الذهاب للديسكو للبحر للغيم لوسط المدينة، أطرقت رأسي وهمست: ليس لك أن تصدق إمرأة تهذي.

اعتقدت أنني احتاج لأن أعيش آلاف قصص الحب لأتمكن من أن أكتبك، لكنني اكتشفت أنك آلاف قصصي




(3)


الف عام


بعد ألف عام عدت،، نظرت لي وأخرجت باقة من صورك عبر الألف عام، صورة مع صديقة وأخرى مع عشيقة، وثالثة مع فنانة مشهورة وأخرى واخرى وأخيراً أخرجت صورة زوجتك، وابتسمت لي بغرور حين أتيت على صورتك مع طفلتك الصغيرة، قلت لي: وكيف أنت؟ وماذا فعلتِ؟ ألف عام مرت عليكي، ابتسمت لك وبكل خجل أخرجت هاتفي النقال لأريك صورتي مع رجل غيرك، اتسع فمك وصغرت عينك، وقلت: كم أنت بارعة في دمج الصور

أنا الوطن ذلك الوطن الذي تعود إليه كلما مللت من غربتك





(4)



هاتف

لن أصدق تبريرات غيابك بعد اليوم، لن أرفع هاتفي بسرعة جنونية كلما دق معتقداً أنك أنت، لن أجيبك بلهفتي وسؤالي وعتابي الرقيق، كهذا كانت تحادث نفسها وهي تفكر فيه وفي سر غيابه ثلاثة ايام متتالية، نفضت رأسها وكأنها تقذف به خارج تفكيرها، تبتسم مؤكدة أنها ستكون الأقوى هذه المرة،،، دق الهاتف حملته بلهفة أجابت بسرعة: هل أنت بخير؟ هزت رأسها قليلاً مستمعة إلى الطرف الآخر: لماذا لم تحاول الاتصال بي اشتقت لك؟ هزت رأسها ثانية ببلاهة وابتسمت: نعم نعم اصدقك...

أعشقك تراقصني تحت أمطار الخريف، فتنفجر السماء بالقبل





(5)

رقصه

أدنو منه تتلامس نظرات أعيننا، يتغير شكل شفاهنا للتتحول إلى ابتسامة، يطلب مني أن أراقصه دون أن ينطق، أتحرك بين ذراعيه كما الفراشة المحلقة، أدور وأدور، وكأنني لا أشعر بما حولي، لا أسمع سوى صوت الموسيقى الرائعة، وصوت عيناه تتحدثان لي، تخبراني بحبه الجارف، أغمض عيناي لأتوه في بحر حبه، أحس بيداه تبتعدان عني، افتح عيناي بسرعة لأراه يراقصها ولأسمع صوت عيناه تخبرانها بحبه الجارف..




(6)


لما تذرفين الدمع كلما أخبرتك بحبي؟؟؟

لم تجب وحاولت أسر دمعتها الأخيرة في مقلتها، أحكم قبضته على يدها الصغيرة، ومسح دمعتها بيده الأخرى، داعبت ابتسامته وجهها المخملي فابتسمت بخجل..

* * * *

حاولت الإمساك بيده لكنه أسرع في انتشالها، بعد أن رسم الجدية على ملامحه وهو يخبرها بأن الفراق هو الأنسب نزلت دمعتها الحبيسة، وقالت: هل عرفت لما كنت أذرف الدمع حين كنت تخبرني بحبك........



(7)



بعض النبض يؤلم القلب

يوم مشمس، وكما هي الأيام المشمسة دوماً تجبرنا على الاستيقاظ مبكراً، لكن شمس هذا الصباح مختلفة تماماً، بها اشعاع غريب يجعلني ابتسم، هززت رأسي أنفض منه نعاسي الدائم فأنا قليلة النوم، ابتسم وأنا أنظر عبر نافذتي أرى العصافير الصغيرة فرحة بالشمس والهواء، تتراقص صورتك أمامي، يخفق قلبي بشدة....

أغلق الستارة لأبدل ملابسي، أقف أمام المرآة أرى هرماً نحاسياً صغيراً كنت قد أهديتني اياه، أبتسم مجدداً ويخفق قلبي....

في سيارتي يذيع المذياع أغنية كُنتَ تحبها كثيراً، يعاود قلبي خفقانه من جديد ويتقلص، أصل عملي وقد بات قلبي ثقيلاً لا أستطيع حمله، ابتسم للجميع أراك فيهم، كم كنت اعشق ابتسامتك النادرة ويدك الحنونة ونظراتك التي كانت تبوح دوماً عن داخلك....

انفض رأسي بشدة حتى تخرج منه فليس لي ثقل على تذكرك، انهمك في عملي لكنك تصر على الوجود معي اليوم تلح على تفكيري بشكل غريب، أترك أقلامي وأوراقي وزملائي وأغمض عيناي لأراك وحدي، وكما هو الحال في كل القصص التي تشبه قصتي تعاد إلي ذكرى كل يوم سوياً، لحظة اللقاء، الحب، الشوق، الحنين، والفراق، ومازلت حتى لحظتي لا أعرف لما تم الفراق...

افتح عيني بسرعة قبل أن تتسلل دمعة منها، أترك العمل، أركب سيارتي يرن هاتفي النقال ترتجف يدي ويزداد خفقان وتقلص قلبي، إنه رقمك يرن على هاتفي، أجيبك، تحدثني بطريقتك العادية العفوية تسأل عن الأحوال وعن حالة الطقس وعن نشرة الأخبار...

أجيبك ببلاهة، تغلق الهاتف

وكعادتك تتركني أنازع ألم النبض في قلبي.....



(8)



حـــلم



ترخي شعرها الكستنائي، فينطلق بحرية فوق كتفيها، لطالما أحبه دون قيد، ولطالما أحبت هي ما يحب، تحس بقدماها تتحركان بإيقاع على تلك الأنغام الفيروزية الصباحية، تحتار في اختيار ما سترتدي، تذكر مديحه الدائم لما تختار من ملابس، تضع قليلاً من مساحيق التجميل وتبتسم فهو يرى أن وجهها جميل بدون مساحيق، تنظر إلى قارورة العطر التي أهداها إياها في عيد الحب، بضع قطرات منها تملئ المكان برائحة الياسمين، تخطو خارج المنزل، في كل لقاء لهما تعود بالذاكرة إلى حيث اللقاء الأول، وكيف التقت العيون، وتتذكر كل لقاء تم، وكل لمسة يد أشعرتها بأنوثتها وبحنانه، وبكل كلمات الحب الذي يملئ كيانها به، تجلس على مقعدهما المعتاد تتشابك يداها ببعضهما البعض، تضع الأزهار التي اشترتها بجانبها تستمع إلى الموسيقى وإلى كلمات الحب المنبعثة من الأغنية، تبتسم وتعيش في حلمها اليومي، ثم تعود إلى البيت على أمل اللقاء به يوماً....



(9)



صمت الزحام


تحاول الخروج من ذلك الزحام الشديد، ترتطم به، ترفع رأسها بعصبية، تراه أمامها، تصغر عيناه يحدق بها ملياً، يبتسم فتبتسم، يسألها عن أحوالها، وتسأله عن أطفاله، لا يجدان كلام آخر، فيخيم الصمت وتبقى الابتسامات، يسألها عن وجهتها ويصر أن يوصلها إلى موقف السيارات...

يسيران، لا يتحدثان، يزداد الزحام يقتربان من بعضهما أكثر تتلامس أطراف الأصابع خلسه، ينظر لها ويبتسم، تخبره ويخبرها (مازلت أحبك) دون أن ينطقا....



(9)



خريف


تلفحني نسمة لها رقتك وعذوبتك تنعش قلبي الذي مازال يخفق بشدة لدى سماعه لاسمك هذا الجو الخريفي أعشقه رغم كره الناس له، تفاصيله تدهشني اصفرار أجواءه تنعشني، شحوبة أشجاره تعطيني أملاً بأمطار قادمة سوف تروي تلك الأغصان من جديد، يا لحمق عقلي وتفكيري كيف لي أن أراك في كل تلك التفاصيل الصغيرة، ابتسم تتسع ابتسامتي تصل حد القهقهة، لا التفت لكل تلك النظارت المتعجبة والتي تعتقد أنني أهذي أو أنني هاربة من مشفى عقلي، فأنا لا أقوى أن أمنع ضحكتي وقهقهتي حين أذكر كيف كنت تفسر لي بتلعثم سبب طلبك الانفصال عني، أذكر جملتك الأخيرة جيداً (لا أستطيع أن أعيش مع من تملك تلك الأفكار المجنونة رغم أنها تعجبني لكنها لا تعجب الناس)....

(10)



أُحبكَ


نظر إليها من بعيد ابتسمت له برقة وأخفضت عينيها، جال ببصره في المكان وعاد ليراقبها بدقة أحب مشيتها ضحكتها كلامها طريقتها في وضع بعض المساحيق على وجهها، أحب كل لفتاتها ونظراتها وتلك العفوية الطفولية التي تحملها، اقترب منها أكثر فأكثر اقتربت منه واتسعت ابتسامتها وقالت له بصوت خافت:أُحبكَ،اتسعت عيناه دهشة وسكت لبرهة متلعثماً لا يعرف ماذا يقول، أخفضت رأسها بخجل منتظرة كلمته، دقق النظر إلى وجهها الصغير وقال قبل أن يتركها: شرقيتي تمنعني من الارتباط بمن أخبرتني بحبها أولاً...




(11)



دون اكتراث



رفعت الهاتف دون أكتراث، سمعت صوته دون اكتراث، اجابته دون اكتراث، نعم أنا بخير وانت؟ اجابها ببرود لم تعتده من صوته، طلب منها خدمة صغيرة، أجابته أنها ستعمل جهدها، أغلقت الهاتف، انهارت بدمعها وبذكريات لم تخرج من رأسها الأحمق، نظرت إلى هاتفها تتمعن برقمه الوارد لديها وكأنها تراه من خلاله ترى تقاسيم وجهه الرائع وابتسامته الجميلة، ترى غضبه الساحق وعيونه التي كانت تخيفها، همست بغضب: تباً لعدم الاكتراث كيف له أن يكون سيد موقفها..



(12)



هداياك



أجمع هداياك الصغيرة الجميلةأمامي أضعها افتش في ثناياها في ملامحها التي بدأت تشيخ، سوف تبتسم بالطبع حين تسمع مني تلك الكلمات لكنك تعرف أنني أرى لكل الأشياء ملامح وروح وأنفاس، ليس البشر فقط فقط من يملكون كل تلك الأشياء، ولهداياك أنت ملامح مختلفة روح مختلفة أمسك بها من جديد أضعها في صندوقها اقفل عليها، ابكي، أتذكر هجرانك لي وكيف أنك أرجعت كل ما أهديتُك إياه لأضعه في صندوقي الخشبي..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى