الجمعة، 13 أغسطس 2010

احتمالات قصيدة:: للشاعرة السورية : سرى علوش









احتمالات



قصيدة للشاعرة السورية :
سرى علوش

........







لم يكن جاهزاً للحديث عن البحر
حين سرقت خطاه من الطرقات
وخبأتها في ضلوعي
لم يكن دافئاً كالحنين
ولا بارداً
كالكلام الذي قاله في الوداع
ولا واضحاً كالظلام
الذي كان يرسم في صوته المر
نافذة من دموعي
لم يكن متعباً
أو حزيناً
ولكنني كنت شاردةً تحت هدأته مثل ظل وحيد
لوحدته المستكينة
لا أستطيع الكتابة عن وجعي كالنساء
ولا دفن أسراره في التراب
ككل الرجال المملة أحزانهم
حين يهبط نحو قصائدهم وحي أنثى
كنت أكبر من أن ألامس جرحي بسيجارة
أو أرممه بالحصى
كنت أصغر من يده المطمئنة لي
قبل هذا الغياب المباغت
فاخترت أن أكسر الشمس
كالأغنيات على ركبتيه
وأنسى رجولته المستبدة كالحب
في جيب معطفه
حين يشتد بي مرض الذكريات الشتائي
قد لا أحدثه عن سماء الشهور التي عذبتني به
ربما سأقول له
حين يقرع كأس ابتسامته جسدي
إن هذا المساء جميل
وقد لا أقول له أي شيء
عن اللغة التي تركتها أصابعه
تحت جلدي
وقد لا أرد له قلبه
فيعود إلى البيت
مبتكراً فرح الطفل في غيبة الأم
أو حزنه حين تصبح ذكرى
فما الحب إلا غطاء لقسوتها حين يبكي
وما الهجر إلا عقوبتها المستمرة
كي تستطيع امتلاك رجولته حين يكبر
قد يتذكر وقع أنوثتها
حين تنفض عن كتفيه الهواجس والخوف
أو حين تسند أوجاعه كالعصا
ربما يرجع اليوم
أو حين يسرد للأصدقاء حكايتنا
مثلما لا يراها
وقد يكتفي باعتذار جميل من الصيف
عن سهر الغيم يحرس عينيه
كي لا يعود
كنت أعرفه مثلما تعرف الأرض غصتها
والبلاد أزقتها العبثية
كنت أجيد تجاهله
حين يسكب كفيه في حضرة الأمسيات مرايا
ليعرف من أي ضوء
أرى عقدتي نحوه
كان أجمل من أي شك
وأوهى من النار
حين تدق الثلوج
بياض مفاتنها
خارج الأمنيات التي لم تخن سره
وتضيع الحدود
لم يكن طيباً
أو حزيناً
ولم يحتمل دهشة الشعر
حين تسرب كالنوم من أضلعي في الصباح
ولم يستطع أن يدور فكرته
عن نساء القبيلة
حتى يرى ظهرها
كنت مثل شبابيك أحلامه العاليات
أراه ولا أستطيع انتظار بطولته أن تطول
فهل خنته كي يصيب سمائي بأحقاده
فأموت
وهل كان يحلم بي كي يحب سواي
تمنيت ألا أسامح ضحكته المستديرة
كالأرض في الروح
أن أنتمي لحنين سواه
يفسر لي
كيف يأخذنا الحب من جسد نحو آخر
كيف يعذب أمتعة العمر
دون عناء كثير
وكيف نحب بلا أي معنى
سوى الانتظار
كان لابد أن أقسم العمر نصفين
كي لا أجرب نسيانه
كلما أفلتت وجهه الريح من برجها
أو عطل الشوق دورة أيامه حول نفسي
وعلقني كالفراشة
في جسد من نهار!!!


.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى