الأحد، 29 أغسطس 2010

شواء ... قصة قصيرة للاديب محمود عبدالستار





شواء ... قصة قصيرة للاديب محمود عبدالستار



مضى القطار، واستمر بعد أن قفزنا من بابه ، كان كفانا مازالا متشبثين ببعضيهما ،وجسدانا يرتفعان ، يعلوان عن الأرض .. كانت ملامحنا ثابتة ، لكن أجسادنا تتجرد من انجذابها للأرض تعلو وتعلو ، تفقد صورتها وتبقى كتلاً نورانية ، روحين صرنا والكفان مازالا ملتصقين أنا والمقدس عباس يوسف ...
" ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم فى البر و البحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً "
كان صوت الشيخ القارئ يرتل أعلانا .. كتلته النورانية أكثر بهاءووهجاً منا .
********
- إما أن تتأملها جيداً ، أو لا تنظر لها بالمرة ؛ كن واضحاً صريحاً مع نفسك .
قالها رجل يرتدى نظارة يبدو فى الخمسين من عمره ، مظهره الوقور زاد من دهشتى .. لم أملك سوى أن أنتظر ما سيتبع كلماته تلك ، وتوقفت مؤقتاً عن النظر تجاه الفتاة الرائعة الجالسة فى مقعد القطار الأول وينتابني شعور بافتضاح أمر نظراتى لها .. قلت :
- من حضرتك ؟!!
- المهندس عزت فهمى ، وأنت ؟
- أحمد ، أود أن أوضح لك أن نظراتى تلك لم تكن ...
- أنا لا أجرم نظراتك تلك ، فقط أطالبك بالصراحة مع نفسك ...
علا صوت نفير القطار ، رفعنا أصواتنا متحاورين في ود ، هجم الركاب على بوابات القطار وتراجعنا حتى التصقنا بمقعد الفتاة .. ازداد تدافع الركاب حاملين الأقفاص والأشوله والكراتين الورقية ، كان المهندس عزت فى حالة من القلق أقرب ما تكون إلى الفزع من تدافع الركاب حتى لم يعد هناك موضع لقدم فى عربات الدرجة الثالثة العادية السبعة من عربات القطار الخمسة عشر .
.. بين التحام الناس يشق بائع يحمل قفة طريقه وينادى :
( عيش .. طعمية سخنة وقوطة وجبنة )
استوقفه أحد الراقدين على حاملة الحقائب - المثبتـة بطـول عربات القطـار أعلـى المقاعد - طالباً ( عيش وطعمية ) .. أزاح البائع الجوال المحيطين به من الركاب ليعد طلب زبونه المعلق .. أنفعل المهندس عزت صارخاً فيهما موضحاً أنه ليس من الحضارى أن يتعامل مع الناس بمبدأ القطيع ويزيحهم ، ثم أنه ليس من اللائق أن يرقد هذا الإنسان فى موضع حمل الحقائب .. اقترب من أذنى ، قال: قرود ! .. دون اكتراث ناول البائع الجوال رغيف الخبز تعلوه أقراص الطعمية وشرائح الطماطم .. نقده الجائع المعلق الثمن ، هم البائع بحمل قفته ، أرسل نظره ناقمة تجاه المهندس عزت و تحرك وسط حشود الركاب .. كان القطار قد غادر محطة مصر .
******
كانت الكتل النورانية تتدافع ؛ كلما ابتعد القطار على امتداد شريطه الحديدى ، وأجسادنا تتخذ شكلاً مخروطياً فى نصفها الأسفل متسمة باللون الأبيض .. مازال كفانا متشبثين أحداهما بالآخر بالضبط لحظة قفزنا معاً من بوابة القطار .
******
عظام كفه التى غرست فى بطن زراعى ايقظتنى من حالة جمود - كانت قد اعترتنى – من برودة الهواء المتسرب من شقوق ونوافذ القطار المحطمة كسفينة انتشلت من غرق دام سنوات طوال متكاملاً مع اللمبات الصفراء الشاحبة وسط سقف القطار ، ورائحة تشبه الكيروسين تفوح من جدران عربات القطار .
اجلسنى جواره على المقعد الخشبى للقطار قبل أن تنفلت كفه من حول ذراعى ،ابتسامته الطيبة شكلت تقبل استمد حرارته من لهيب الشمس الراقد خلف ملامحة السمراء العجوز ، قال :
- خالي سمية ذهبا للوقوف على الباب قليلاً ،سيدخنان على ما أظن ،قالا لى أنك من قفط فى محافظة قنا ..يشبهان عليك ، أصحيح ؟
- صحيح ، جدى المأذون الشرعى لمدينة قفط ، لكن والدى مقيم فى مساكن مصنع الألمنيوم بنجع حمادى .
بعض الاضطراب ظهر على الآنسة التي عرفت الآن أن اسمها (سمية) وأنها تنتمي إلي بلدتي ، لكن اختلاسات النظر المتبادلة لم تتوقف .. قال العجوز كاشفاً عن ساق له بها تورم وبثور :
- أهملت في الورم لغاية ما بقي بهذا الشكل وجري ولديا بي علي أطباء مصر ، نزلت عند بنتي متزوجة في الهرم شارع زغلول – أم سمية – وأصرت سمية تطلع معى على قفط تشوف ناسها على عيد الأضحى ، وها هي منورة قطار الصعيد ...
جلوس خال سمية في مواجهتي قطع حديث الجد ، وأقسم خالها الثاني بألا أقوم من مكاني ، قال حاكياً متخللاً كلامه ضحك :
- مجموعة شباب – بعدنا بثلاثة عربات تقريباً – اختلفوا علي رواتب يوميات أخذوها من المقاول الذي يعملون معه في مصر ؛ علت الأصوات ، ومرة واحده انقسموا واتهموا اللذين في ناحية أهل الناحية الأخرى – من زملائهم ! – بأن قبيلتهم من أسافل القبائل التي تنتمي للجزيرة العربية وأكثرهم نذالة .. انتفضت العروق ؛ واحمرت الوجوه و...
- وأشهروا سيوفهم ..!!
ضحكنا علي كلمة سمية الأولي - بعد صمت طويل – مداعبةً خيالنا .. استكمل الخال حديثه :
- ظهرت الأحزمة الجلدية والعصي ، وعينك ما تشوف إلا النور .. رجل عجوز ينادونه بالمقدس عباس كان قاعد ورآهم وقف وبقي يصرخ فيهم ثم نادي مجموعة من العساكر المجندين – نازلين أجازة العيد – كي يتدخلوا .
انفتح من خلفنا الباب الفاصل بين العربات المكيفة والعادية ، دخل أمين شرطة وخلفه أربعة عساكر يحملون عصي وبدا أنهم يتجهون إلي موقع المعركة .
********
الاندهاش واتساع حدقات العيون كان مرسوماً علي ملامح من تعرفت عليهم ومن لم أعرفهم من المتصاعدين كلما مر الوقت .. الكتل الأكثر نورانية وبهاءاً و الأضخم بكثير حجماً تحرك أجنحتها يميناً ويساراً – من حولنا – إما صعوداً إلي السماء أو هبوطاً في اتجاه الأرض ، قلت :
- اليوم وقفة عيد الاضحي ، أي رحمة !!!
فغرفاه المقدس عباس يوسف ، قال :
- الملائكة !!!
من بعد علا صوت قائلاً :
- يبدون أننا نرتفع ، يخف وزننا ونصبح أكثر شفافية !!
رد آخر كانت تتخلل كلماته ضحكات :
- إننا أرواح ، لقد متنا بالفعل !!
لم يفق أحد منا من الدهشة ، استمرت حالة أشبه بالتمركز ، كل الأرواح التي صعدت والمتصاعدة تتجمع في حيز واحد دائري ، ولم يتوقف صوت الشيخ قارئ القرآن عن الترتيل ، يشاركه صوت خافت يشبه حفيف الأجنحة قادم من تجمعات الملائكة الصاعدة والهابطة .
******
جسد النوم ارتخي مخيماً بظله علي ركاب القطار – الجالس منهم والواقف – محققاً وجوده من الانقطاع المتكرر لتيار كهرباء اللمبات الصفراء الشاحبة المعلقة في سقف عربات القطار ، لا يكدر صفوه إلا نداءات الباعة من شاي ساخن وكتيبات أهوال القيامة وأمثالها من المرهبات ، وصوت حركة القطار و تأرجحاته .
كوني آدمي حرض ناظري علي الانغلاق ممتثلاً لمشهد النوم الجميل إلا أنهما ألقيا نظرة علي سمية التي استسلمت لنوم عميق متكئة علي نافذة القطار ، تسرب ضوء من أحد أعمدة الإنارة المتراصة علي حافتي الطرق في الخارج ، فتحققت من جمال تفاصيل وجهها إلا أن ما خيل إلي من بريق جانبي نبع من عيني الجد ردد تساؤلات ارتجت في داخل جمجمتي .. هل رآني الآن ؟ .. هل افتضح أمر نظراتي منذ البداية ؟ .. لماذا أنا مدفوعاً إلي النظر إليها من الأساس ؟!
.. لم يمهلني الجد زمناً للتساؤل فقد نطق :
- من صغري أعمل في أرض ناسك ، كرماء وأولاد أصل صحيح .
صمت وأغلق عينيه ؛ قررت أن أغلق عيني مصطنعاً النوم ، محافظاً علي ما تبقي من مجد ناسي .
" إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان مالها * يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحي لها* ...."
فتحت عينى على الصوت ، كان لشيخ كفيف يرتدى جبة و عمامة بيضاء يتوسطها طربوش أحمر ، يمد كفيه أمامه .. تسقط منه عملات كانت تعطى له إحساناً .. يتابعه الواقعون فى حيز صوته ،وسرعان ما تعود العيون للارتخاء – كما أفاقت – عند ابتعاده ذهاباً أو إياباً .
.. وقف المهندس عزت إلى جوارى - قادماً من العربات الأخيرة فى القطار - وإلى جانبه شاب متوسط القامة تتدلى من حول رقبته كاميرا فوتوغرافية ، عرفنى بأنه (مجدى) محرر صحفى .. و رجل عجوز قال أنه المقدس عباس يوسف ، صديق قديم .. عرفه فى حركة أوبرالية ساخرة حجمها التلاحم البشرى للركاب .. إنه أحد جنرالات حرب فلسطين عايش الحلم وخاض التجربة وبقى فى فلسطين قدر من الزمن فى ضياع المقاومة ؛ من هنا استمد قداسته تلك .
.. تبادلنا الترحيب .. أشار المهندس عزت إلى الشيخ القارئ الجوال ، قال ضاحكاً :
- رجال الدين حكموا الغرب لقرون ، بينما يمد – هنا- كفيه متسولاً شيئاً ما غير المادة ؟!
استدار بنظرته على ثلاثتنا قائلاً :
- لنشرب شاياً فى البوفيه المكيف .
********
- تعتقدوا أن الله سيسمعنا ؟!
حاصرته العيون المذهولة ، تحول بعضها للغضب ؛ لأن الموقف لم يعد يحتمل تساؤلات أكثر وأصعب .. فى اللحظة ،انفعل أمين الشرطة صارخاً فى عساكره الأربعة بترك مجموعتى القبليين ؛ لأن ميعاد النوبتجية قد انتهى .. آخر قال : أن الوقت ليس وقت موت فورائه كوم لحم وهو عائلهم الوحيد .. ظهر مجدى – الصحفى – استمر يدون ما يقوله الناس ، ويلتقط صوراً فوتوغرافية .. نظرت قلقاً إلى المقدس عباس قائلاً :
- الظاهر إن المهندس عزت لم يمت ؟!!
رد رجلاً ذا لحية كثيفة بدا شيخاً ورعاً :
- لم يمت أحد من الأساس ، أنظر حولك ؛ إن الناس يتبادلون الكلام و القفشات والتدخين والأكل كأنهم مازالوا داخل القطار !!
ابتسم المقدس عباس مؤكداً كلام الشيخ الورع ،قال:
- الموت دائماً يسبقه يقين ؛ بينما هناك من يبحث عن ميعاد نوبتجية أو كوم لحم له ، كما ترى مجدى مازال يكتب ويبحث عن صورة فوتوغرافية أفضل .. الناس لم تعد تعرف الفرق بين الحياة والموت !
.. توقف الشيخ القارئ عن ترتيله .. هلل الناس منادين :
يا الله .. يا الله .. يا الله
كانت مجموعة الملائكة أحاطتنا – دارت حول حيزنا الدائرى – أخذت تدور من حولنا فى تلاحق لطيف رائع ، زلزل قلوب الناس التى لم تتوقف عن مناداة الله .
******
رشف المهندس عزت من كوب الشاى مستدفئاً ببخاره قبل أن ينظر للصحفى مجدى قائلاً :
- بدلاً من فكرة موضوعك المناقشة لسلبيات عربات قطارات الدرجة الثالثة العادية بشكل واقعى .. يمكنك أن تصنع تحقيقاً يحقق دوياً في مختلف الأوساط والطبقات الاجتماعية ، ويثبتك – من الناحية الانتهازية – في نقابة الصحفيين .
ارتسمت ابتسامة علي وجه مجدي قال :
- وكيف يكون ذلك ؟!!
بالغ المهندس عزت - بعض الشيء- في جدية ملامحه وأخذ نفساً عميقاً وهو يقول :
- في اللحظة التي اصطدم فلاش كاميرتك بعيني ، كنت في عملية تفحص لتلك الشريحة من الركاب ، رأيت الكتل البشرية في عربات الدرجة العادية السابعة ، هالات من العمائم المرتفعة فوق رؤوس خاوية الفكر إلا من بعض الموروثات البالية ، وطرح وبرد سوداء نسويه ، وشباب المجندين عائدين في أجازات العيد .. المسلم والمسيحي ، الأبيض والأسمر .. عالم متشكل من تربة نيل مصر ، فكرتي -بدون إطالة- إنك تكتب موضوع تحقيق صحفي عن تظاهره قاموا بها داخل القطار مطالبين الحكومة بحلول لمشاكلهم من بطالة ، ارتفاع الأسعار المستمر وكرامة المواطن وحريته الكاملة وغيرها وغيرها ...
قال المقدس عباس متضامناً :
- سنقسم أنفسنا لخلق رأي عام من شريحة ركاب قطار الثالثة العادية لصالح فكرتنا .
قلت :
- ويمكن أخذ صوراً فوتوغرافية للتظاهرة بالاتفاق معهم بعد ذلك .
قال مجدي الصحفي وهو يحرك في الكاميرا :
- ورقي وقلمي ، وها هو فيلم جديد في الكاميرا .
قال المهندس عزت :
- لنتحرك الآن راجين التوفيق .
******
توقف تدفق الكتل النورانية دلّ علي توقف حركة القطار علي الأرض ، لم تصعد سمية أو جدها أو أحد خاليها .. لم تتوقف الجموع عن مناداة الله ، بيد أن رؤيتي للمشهد أصبحت غير واضحة ؛ تغيب الملامح تعود أقل وضوحاً ، للمرة الأولي يظهر مشهد – لم يكمل لحظة – لمجري مائي ضيق خلفه زراعات ، وصفت تلك اللحظة للمقدس عباس ويراودني اعتقاد بأنها الجنة .. حرك شفتيه بكلمات لم استطع سماعها ، لكنه كان يشير إلى هؤلاء اللذين يتداعون لأسفل مثل الشهب .
******
التجاوب واليقظة والتساؤل هو ما كان مردود ركاب القطار في أحاديثهم وتعاملاتهم بعد طرحنا للفكرة ، لكن مع أول ضوء فلاش لكاميرا مجدي ثبت في عقولهم جدية الأمر ، لم يعد انقطاع الضوء أو وجوده مؤثراً ، اليقظة ثبتت جفون ركاب القطار ، أصبحت حركة الباعة حيوية وهتافهم صار أعلى ، كذا علا صوت الشيخ قارئ القرآن .. بعض الشباب رفع أكفهم مضمومة وبدأوا يهتفون - فيما يشبه حماسهم للعب الدومينو - يارب .. يارب .. يارب ...
لكن آخرين وآخرين في العربات الأخرى انضموا لهتافهم ، صاروا كالعصب علي امتداد عربات القطار ، انقلبت ملامح المهندس عزت إلي جدية صارمة وضم قبضته ، رفعها لأعلى وتحرك في القطار متلاحماً مع كتلة الركاب .
.. الهتاف ، أصبح طرق علي جدران القطار .. شباب وشيوخ ونساء .. أمسك بكفى المقدس عباس مشيراً إلي مكاننا الأول قائلاً :
- يبدو أن الأمور خرجت من أيدينا !
عند وصولنا إلي مكاننا الأول كان هناك مجموعة من رجال الشرطة واقفون دون حركة أمام التداعيات الهستيرية التي بدت أنها لا منتهية من الناس ...
.. و أتذكر أن ..
أناساً جاؤا مهرولين من ذيل القطار ، تعلوهم علامات الفزع ، قالوا أن النار مشتعلة فى آخر عربتين أحرقت الركاب و أمتعتهم ، النار تبتلع أسقف و جدران و مقاعد العربات أنها قادمة وبسرعة ...
هرول الجميع باتجاه الباب الفاصل بين العربات العادية و المكيفة هرباً من الحريق القادم ، اندفاعنا سد فوهة الباب .. أصبح الخيار هل نبقى فنحترق أم نقفز رغم سرعة القطار !
الرياح المخترقة على جانبى القطار ، حولته صناديق للشواء ॥ يصرخون فيموتون احتراقاً .. يصرخون فيموتون تحت أقدام الفزع ، إنه الموت حقاً ؛ رائحته الدخان ملأت أنوفنا .. تشبث المقدس عباس يوسف بكفى طالباً النجاة ، مضيت بكل طاقتى تجاه بوابة القطار .. لكن سمية و جدها ؟! .. رفعت رأسى محاولاً رؤيتها ، كان الجد يضمها إلى صدره دون حراك ، وصلت - مدفوعاً - إلى حافة القطار ، جذبت المقدس عباس ، وقفزنا لأعلى .. قليلاً ।

******
باتت رؤيتى لمشهد المجرى المائى الضيق و الزراعات المرصوصة عندها جثث متفحمة محترقة متكررة كلما فتحت عينى ، زاد اندهاش المقدس عباس و الشيخ الورع الذى قال :
- جثث آدمية محترقة ، هذه أمور تحدث على الأرض ؛ نحن هنا فى السماء !
رمقنى المقدس عباس بنظرة مودة قبل أن يسحب كفه - من قبضتى - و يضع كفيه أسفل ذقنه فى وضع صلاة .. ارتفعوا ، صعدوا ، مثل الشهاب كنت أتداعى باتجاه الأرض ، شعرت أنى أحجم ، أقنن ، أعود إنساناً .. يحرقنى لهيب الشمس ؛ فأفتح عينى .. على مقربة منى مجرى مائى ضحل ضيق وراءه زراعات ، ورجال يرصون جثثاً متفحمة محترقة ،وصوت سارينة سيارة إسعاف حملونى إليها !.

محمود عبد الستار عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى