الاثنين، 30 أغسطس 2010

حلمها على رمال شاطىء البحر ... منى الشرافى تيم




حلمها على رمال شاطىء البحر


منى الشرافى تيم
....................

جَلستْ الحالمة على شاطئ البحر تترقب هروبا من واقعها, قد يكون لوحدتها مؤنسا

وفي عينيها يربض الأمل في النهايات الكونية, التي التحم فيها البحر مع السماء في لحظة عشقٍ إلهية

سرحت... وعلى شفتيها همسات الحلم ارتسمت... ذائبة عميقة

نفحات من نسائم الصيف هبّت, فحملت معها حباتٍ من حرير رملٍ, كالذهب يموج في لمعانه

مدت كفيّها تعبُّ من رمال الشّط, تحضنها بامتلاكٍ

فتسلّلت من بين أناملها الرمال هاربة إلى مجراها فهي برّية

ولكن ليس لوقت طويل

فقد تناوبت موجات البحر للوصول إلى الشطّ متسارعة قوية

فحملت إلى جوفها من تلك الرمال ما حملت

وبلّلت كل ما تركت

بحزنٍ... تأملتْ, الحالمةُ كل ما حصل

فعادت, وبين أناملها حضنت رمالٍ تجمدت... بعدما فقدت في تبلّلها حرّيتها

تحسَسَتْها بحبٍ, وسبرتْ أغوار ذراتها الحزينة...آهٍ ثم آهٍ, كم تُشبهها!!

تحالفتْ مع الرمال, وتحدّتْ ظروفها والقدر

وسافرت معها في رحاب خيالها, حيث الأسطورة المنسيّة

فمنحتها شيئا من روحها, حين بثتها من صدق إحساسها

وشيّدت منها قصراً ربوعه الجنان, ونفحات الشوق هيكله

سكنت فيه مع حبها وأمير قلبها

وخطفت معه من الزمان لحظاتٍ سحرية

رعشاتٍ من الحب النديّة

رقص له قلبها حين عانق دفء عينيه

واستسلمت لعمق قبلاته... كالعسل في رحيقها, مستمتعة!!

لمساته الهادئة عزفت على جسدها من العشق لحنا أبدياً

وما أن اشتعلت الرغبة وبرق رعد تأوهاتها تستغيث النشوة

لم تطل لحظات الغفوة

فقرعت طبول الصحوة

أمواجها العالية الغاضبة العتيّة

فشطفت القصر

وابتلعت حلّمها الذي بنته على شاطئ البحر


........

منى الشرافي تيم






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى