الاثنين، 15 فبراير 2010

قصائد للشاعرة العراقية نداء عادل





قصائد

للشاعرة العراقية:

نداء عادل



قصيدة : (جدِّي )


جدى

جدّي الذي ابتلعهُ البحرُ

قال:

الفانوسُ يعربِدُ في ذاكرة الماردِ

والأولادُ يغنون لميلادِ البحر

لأنّ المقهى لا يرحلُ ثانيةً

يبقى منتظرًا عودةَ مَنْ غابْ

جدّي الذي سلبوهُ وطناً

ومات متشبثاً بمِفتاحٍ صدئٍ

قالْ:

ما أخِذَ بالقوّةِ

لا يُستردّ إلاّ بصفعةٍ

في وجهِ النهارِ الذي لا يبتسمُ

قبلَ أن يُديرَ خدّه الأيسرَ

كان جدّي كلَّ مساءٍ

ينتعلُ التاريخَ

يكابرُ بالقدمين

جدّي الذي بكتْهُ داليةُ العنبِ

ونعتهُ أزهارُ الحديقةِ وليمونةُ الدّار

قالْ:

السروالُ البلديُّ يتّسعُ

للشّمسِ

والرّغيفِ

وحبة زيتون


*******





قصيدة : (العيد ُ في بلدي )


و الجَرحُ عُرسٌ للحياةِ

و للتحدي

والتصدي للمكيده

هذي المنافي تلتقي

بالعائدين على عَجَل ْ

بالشيخ ِ يروي حقله ُ

بالدّمع ِ من نزف المُقل ْ

بالنسوة البطلات ِ

بالطفل ِ الذي جبل َ الأمل

شمسا ً

و سنبلة ً عنيدة

تأبى الركوع َ لغاصب ٍ

فالاحتلال ُ إلى زوال ٍ

ذي النهايات ُ السعيدة

***

من عرس ِ قانا للجليل ْ

قاماتكم ْ شَمَمُ الجبال ِ و عزّها

هاماتُكم ْ صَرْح ُ البطولة ِ

لا يُطاولها النخيل ْ

هل يا الذين حروفهم سِفر ُ الشهادة ِ

ندفن ُ الشهداء َ منا

إذ كفانا

ما بذ لنا

من دمانا

يا الذين دماؤهم ريُّ التراب ِ

ويا الذين وجوههم شمس ُ الأصيل ْ

هل يكتب ُ التاريخ ُ عنا

أننا شعب ٌ

أبينا الذل ّ

في الزمن ِ الذليل ْ

نحن ُ الذين بأرضنا

وُجدتْ بدايات ُ الزمان ِ

فكان منا الأنبياء ُ

وكان منا

مَنْ تحدى المستحيل ْ

***

نحن ُ الذين قلوبنا

حبلت بأنات ِ الغضب

فتفجّرت حمما ً...

لهب ْ

نعتز أنـّا

قد أعدنا للدنى مجد العرب

***********


قصيدة : ( طفلى )



أتيت الآن

يا طفلاَ ودعك العيد

وارتحلت عنك الأصحاب

و أخترت الآن ولادتك

كي تعلن يومكَ يومَ حِساب

إحذر, فالكل ارتحلوا

بحثاً عن كلإٍ و شراب

بحثاً عن وطنٍ نلبسهُ نهاراً

نودعهُ خزائننا ليلاً

يحرُسه الجند الاغراب

يا حنظلة الثورةِ إحذر

إعتقلوا قلم الناجي بعد الموت

و بكوا حين الدفن كثيراً

لحاهم خضبها الدمع

كما خضب دمك الخنجر

هم فجار

هم تجار و ذِئاب

إحذر, فالقاتلُ باقٍ خلف الباب

هم تجار

فجارٌ

حمقى

عبدة الأوثانِ الحجرية

مقفلةٌ بيوت الله بالشمع الأحمر

و إمامُ المسجدِ خلف المنبر مُلقى

أعرابٌ تموت عروبتهم

لا جائعُ يُطعم, لا عطشٌ يُسقى

إرحل

يا طفلاً فقد حنان أبيه

إرحل عن وطنٍ ماتت فيه الوطنية

قد كفر الوطنُ بوطنييه

لا تيأس من ظلمةِ زنزانة

لا يُفزعك الليلُ

فساعاتُ الفجر تليه

إرحل نحو بلادٍ سكنتها الشمس

إحمل حجرا و اسكن فيه

أعبر بحر المنبطحين

لا تسأل عن من خلفك

إبدأ هجرتك اللحظة

و احمل في قلبك

صور الاصحاب

لا تسأل عمن خلفك

و تقدم

لكن احذر

فالقاتلُ باقٍ خلف الباب

يا طفلا في بغداد

صوب نهرك

إرتد قدرك

كُن مبتدأٌ و أنا خبرك

إجزم أمرك

أنصب ممكن

إرفع علماً

جر المرتدين بحبل التوبة

في هذا القرن العشرين

فهذي أشكالُ الإعراب!!!


******







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى