الخميس، 8 ديسمبر 2011

صائدة الرجال .....بقلم: هبه قضامي


صائدة الرجال .....بقلم: هبه قضامي

بقلم: هبه قضامي


كوردة ربيعة كنت بشعري الحرير الاسود الناعم وخدي التفاح المتورد أشق طريقي من بوابة المدرسة الى منزلنا, لم أكن أعلم أني أصبحت زنبقة تحوم النجوم من حولي.

في نهاية المنعطف من مدرستنا الى منزلنا كان هناك شابا" يلوح لي بوردة حمراء,ما أن أقطع المنعطف حتى يسبقني بأبتسامة عريضة يشير لي بهمس ناعم يخاطبني بعينيه يرمي سلامه ويمضي.

وكعادتي دائما خجلي يسبقني أضع رأسي خلف محفظتي أدخل البيت أقفل الباب ورائي لأنهي مشهدا" جديدا" لم أعتد عليه أو لعلني أنسى هذا سريعا" عندما أفتح كتابي وأتناول دروسي وواجباتي .

مشهد الشاب الذي ينتظرني يتجدد, لم يصدر مني أي أيحاء له لأنني كنت أنتقل من عمر طفولي الى تفتحٍ وسنابل لا أفهم كيف أرد على أشارات لم أعتاد عليها من قبل.

في عطلة الاسبوع كنت ألتقي أنا وصديقتي نلعب ندردش نطالع , وبينما أنا سارحة هزتني بقوة فأطلقت أبتسامة عريضة كأني أريد أن يفسر لي أحدا" ما يحصل معي, فرحت أسرد لها قصتي وأذ بها تسرح بعيدا"عني تزرع صوري في مخيلتها.

أنتهى يوم العطلة عدنا الى مدرستنا كعادتنا نتجمع نحن الرفقة في الملعب ندردش قبل بدء الدوام , لكن هذا الصباح لا يشبه أي صباح , دخلت صديقتي يسبقها العطر الصارخ الانثوي الرائع كأنها أنثى جديدة بحلة أخرى وتسريحة خاصة تتمايل بمشيتها تكتحل رموشها تقلم أظافرها , ظن الجميع أنها جاءت تعتذر عن الحضور لأسباب خاصة لكنها دخلت معنا الصف دون أية كلمة أو تعليق.
ومع نهاية الدوام اليومي جمعنا أغراضنا للعودة الى المنزل أقتربت رفيقتي مني وبصورة مفاجأة راحت تنفخ الطبشور الابيض المتبقي في زاوية اللوح الخشبي و بقوة تستهدف وجهي أغرورقت عيوني بالدموع لم أستطع أن أفتحهما ورحت أركض مسرعة" الى قاعة الاغتسال وهي من خلفي تصرخ بي أنا أسفة لا أعرف ماذا دهاني . لكن همي كان أن أزيل الطبشور من عيني بعدها أنظف شعري وثيابي ..
لم تنتظرني أخذت طريقها خارج المدرسة راحت تتمايل بقدها ,تسترق الانظار من حولها, يتصاعد عطرها الى كل الامكنة , تقصد المنعطف المحدد حيث الشاب صاحب الوردة الحمراء سيكون هناك حنما" , راحت تختال كأنها بموكب خاص تدور حوله دوران الارض في محورها لتوقع محفظتها أمامه بكل خفة ورشاقة,ومن يده تخونه الوردة وتسقط الارض فتلتقطها تشمها برقة مداعبة أوراقها فالورد لا يهان ولا يداس.... وراح هو يلامس الارض يجمع كتبها أسفا" لما حدث , وهي لا تكف تطوف برأسها شمالا يمينا" تنثر عطرها تأتي بالهواء ليحاصره عبق العطر في كل أتجاه ,و ترسل رماحا" من كحلتها السوداء حول دائرة العين تأثره بخفة ورشاقة كأنها الجاذبية اللينة و تزرع من أمتداد نظراتها حقولا" من الامال..
ألتقطت المشهد الاخير وانا من بعيد الاحقها । أرتفعا معا" عن الارض قدم لها الوردة بشغف يكاد قلبه يتطاير من مكانهه ومن فرحته الكبرى وهي تزيده فرحا" بضحكتها مقتربة أكثر وأكثر تاركة" عطرها حول أصابعه التي لامست وردته.
مررت أمامهما لم يلحظا وتركتهما يتهامسان بلغة العيون.. يومها لم أفسر الاشياء رحت أكذب نفسي أني كنت واهمة بنظراته لي, مرت الايام وأنا بحاجة الى تفسيرٍ, لما رمت صديقتي الطبشور في وجهي ؟ ما سبب هذا العطر وتلك التسريحة؟ هل كان الشاب يستاهل كل هذا؟؟ أم أن بعض البشر يتفوقون بأنتهاز الفرص ويعرفون لعبة الايقاع ويفهمون ما معنى أن تكون أمرأة صائدة رجل , وصائدة لقب , بعض النساء جديرات بأقتحام كل الحقول للوصول ..
كانت قصة من حقيقة مراهقتنا لم يكن أمر الشاب يعني لي الكثير,لكنها كانت تعني لي .. ومع الايام بدأت أفهم , وعرفتها جيدا" عرفت حقيقة داخلها ومتى يحلو لها أن تلبس القناع وتخلع الرداء وعرفت كيف يوقعون بقلوب الرجال لغاية ما في قلب حواء .
ولغاية هذا الوقت كلما أعجبني رجلا " تخطفه صديقة لي , ليس لأني أتكابر على مشاعري لكني لأن أكون صائدة ولن أرتدي أقنعة.. والاهم أني لا أعتبر أغراء المرأة أمتلاكا" لقلب الرجل الحقيقي حتى الرجال في لحظات ما يقعون فريسة هذا ولا يسألون لما ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى