الأربعاء، 16 فبراير 2011

*يونان والمعرض الأخير... قراءة فى لوحة يونان بقلم: شيرين خيرى




-
-

يونان والمعرض الأخير

-



  • قراءة فى لوحة يونان
بقلم:

شيرين خيرى
.................

كان يعرف منذ ان تم منحه حياة اخرى ان هناك اشياء يمكننا الهروب منها خلف ستائر الزمن وجدران الامكنة الوحيدة المتآكلة بالحزن....الا انه هناك اشياء لاتموت نلف دورة كاملة ودورات هروب رائعة ,,,,

ونعود اليها او تعود هى الينا انها اشياء بسعة هذا الكون وربما بشقاء الابد..

لازمه طوال عمره هذا الاسم "الذى يعنى حمامة" او متألم "كان لايهرب من الالم ..كان يستنشقه ..يرتشفه من سمائه المتمردة الحانية ..ولكنه احيانا كان يريد..كان يفكر هل سيكون سعيدا و لو لحظة لو اجيزت هذه الكأس عنه....!

كان يشربها كل لحظة وهى بعيدة عنه مسيرة ثلاثة ايام..

وكأنه حلم لو انه استيقظ ذات يوم ولم يجد نفسه مكلفا من الله برسالة لهولاء الذين يملأون الوجود.....

يتمردون عليه ويرتوى هو من تمردهم..او لايدركون الحقيقة,, ولكنه. يعرف يقينا ان الله ايضا ...لهم...كما يعرف انه يريدهم له ,,

تماما كما عرف ذاته وعبث هروبه من تلك الرحلة .....!ربما الاخيرة

كان ابنا للحق او الحقيقي" انه " امتاى" والده وهكذا كان تفسير اسمه .. فلابد له ان يفكر عميقا بما يليق بايمانه كيف له ان يهرب من وطأة الحقيقة..!!

كانت بلدته تبعد ساعة عن ناصرة الجليل ..وكانه ولد بنفس المكان الذى حوى الطفل يسوع فيما وهو يخبئ داخله كل شوق رؤية المعنى للمعنى البعيد..وتستعد روحه لاستقبال المقاومه الكبرى بشعور لم يدرك من قبل فى مثل حقيقته ولا بقائه,, يعرف ولكنه يبعدها عن الروح المفتته لحظة ان مرت الرسالة اول مرور لم يمضى من كيانه فذاب كأرض مشققة عند لقائه بحقيقتها " يعرف انه يعيش ليستنشق رائحتها السمائية ويقول امين لالمه العظيم .. يتدثر بزيف الهروب من وجه الرب

"""قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لانه قد صعد شرّهم امامي

فقام يونان ليهرب الى ترشيش من وجه الرب فنزل الى يافا ووجد سفينة ذاهبة الى ترشيش فدفع اجرتها ونزل فيها ليذهب معهم الى ترشيش ""من وجه الرب"

كانت نينوى عاصمة مملكة أشور. وهى على نهر دجلة مكان مدينة الموصل حالياً. وكان أهلها أغنياء ويعبدون الإلهة عشتاروت وكانت مدينة قوية فى الحروب ولكنها دمرت تماما فيما بعد عام 612 ق.م

كان لايخشى شيئا ولكن الحق كان ينمو فى داخله تاركا له بعض الوجع..كان

يرى من بعيد كل ما كانت ستفعله تلك المدينة يرى المسوح والتوبة والصوم الذى كانت ستقدمه.

.ويرى اذرع الله وقبوله لهم..بعد كل هذا فيغتاظ...

ولذلك حاول الهروب من ارسال رسالة السماء ..وهل هرب احد من قبل من الله,,؟؟!!

نزل الى يافا (وهو ميناء يقع على شاطئ البحر المتوسط ) ومن هناك ركب سفينة ليذهب هاربا الى ترشيش,,وهى مدينة فى جنوب اسبانيا قرب جبل طارق

وحدث ما نعرفه جميعا من ان الله اهاج البحر ,,,,

ورغم ان البحارة كانوا وثنيين" لكنهم ايقظوه طالبين له ان يصلى الى الهه ويعلمهم من هو.

فاعترف لهم انا هارب من وجه الله "" وقال خذونى واطرحونى فى البحر فيسكن البحر عنكم لانه بسببى هذا النوء العظيم.,,,

فطرحوه فى البحر ولكن الله ايضا لم يتركه ليهلك فهو دائما طويل الاناه ويريد ان الكل يخلصون,

,فأعد له حوتا عظيما ابتلعه واستقر يونان فى تجويف تنفس الحوت بفمه " وليس فى بطنة,, فالبطن بها عصارة هضمية كانت كافية بان تميته.. ولكنه كان فى حجرة التنفس.. وكأنه يتنفس لاول مرة معنى وجوده"

ومن هناك نادى يونان النبى باجمل صلاة بعد ان جازت فوقه تيارات الله ولججه واصعده من الغمر,,,

,وضم الحقيقة فى لحظة فاصلة بين حياة وموت,,

وامر الرب ايضا ويعرف هو معنى ان يامر الرب"

واتم رسالته ونادى فصامت المدينة كلها الشيوخ والاطفال والرضع وحتى دواب الحقل ..

وتابت المدينة وقُبلت توبتها ..

ظلل الرب فوق يونان بشجرة صغيرة ثم اعد الله دودة صغيرة ضربتها فيبست ,,وذبلت فتضايق يونان واغتم جدا,,

فعاتبه الله عتابا لطيفا وكأنه قال ما يعرفه منذ ولادته,,

هل اغتظت من اجل اليقطينة التى لم تتعب فيها ..ولا ربيتها ..التى هى بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت ..؟؟!!!!

افلا اشفق انا على المدينة العظيمة ,,,التى بها هذا العدد والذين لايعرفون يمينهم من شمالهم..ٍٍ..!!

كانوا هكذا مع انها كانت عظيمة ,,..!!

انتهت قصة يونان ولم تنتهى الاسئلة ..رسم القصة كل من شاء ....وعجائب من ذلك الفنان لايمكننا ادراكها .. اتذكر انه

,,فوق الارض انشأ المعرض باسمه

لم تفارقه صورة فتاة صغيرة مرت بلوحاته ووقفت طويلا امام لوحة ..كتب عليها.. اتمنى لو تتذكروننى ولو لحظة بنفس الدهشة والوجع الذى وقفتم به امام الوان غربتكم ..

يونان لم يعد هنا والحوت ماعاد يحفظ اجسادكم ..والبحر يهيج وليس من بحارة تسأل

بنهاية المعرض الذى لم يكن فيه اى بشر ..وزعت بطاقات ملونة مكتوب باحدى وجهها

...

كيف لم تروننى ,,والركن البعيد كان خاويا .....لم تكن هناك الا لوحة واحدة ......

ولم تكن هناك لوحات....!

لن اكتب موعد معرضى الاخير ....!

شيرين خيرى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى