الخميس، 10 فبراير 2011

سفر تكوينى الصامت .....المبدعة السورية: رئيفة المصرى







سفر تكوينى الصامت

المبدعة السورية:
رئيفة المصرى

..............


انبثقت من رحم الكلمة إلّا قليلا....

قيد قدميَّ ثقيلٌ.... ثقيل

واندملت خلفي السّطور.

فاستوضحتُ شواطئي، وغابت عن المستور.

استحال القبح جمالا ً.

تدلت أسارير النّوى رفقاً بالقيد، والهوى

فاندلج العتمُ يكرجُ لرحم ٍ يرتّلُ النّورَ ترتيلا

واختلجَ الغيم نبضاً .... دفقاً

إلى نبع ِ السّماء رقيقاً .... كالخبز ِ

كثيفاً كالخير ِ.

اندهشَ العِشاءُ منَ الخمر ِ ....

أسارير الصّبا.....

ومن وحي الغَوى .

بُعـِثـْتُ من رحم ِ الأغنيةِ.

طويلا ً...... خدرا ً....مستطيلا ً كالشّفق.

مستحيلا ً رؤىً ودخانا .

قيده ....قيدي الثّقيل.

وَجـِلٌ من أذى "القال.... والقيل".

ولمْ أجدِ النّارَ برداً....

ولا المخرجَ مخرجاً....

أو ماءَ قلبِـك الدواءَ.... يرويني .... يعلـّلني.

يرمقني الخواء!

"ألا اخْجـَلْ، وانشطرْ في لجين ِ الحبر ِ.

واندثرْ بين الأحرف ِ"

ما كنتَ دخيلا ً، ولا أنا دخيلٌ....

فانحدرْ على أ ُفـْق ِ الرّوح ِ، والوجد ِ.

على شطحاتِ الصّمتِ،.... والموت.

لا لي مثيلٌ!

لستُ أرى فيكَ الشبهَ

ولا الندَّ،.... ولا المثيلا....

فابحث بين الأوراق عن جدول ٍ شبق ٍ.

من عبق ٍ ....

أصابعَ من دبق ٍ....

عن آثامي العشرة تنبت من دِمَني....

..... أفقي، ومن زهقي....

ألـُمُّ شهقة َ قمر ِ السَّـلمى...

يسَّاقط رَطِباً بين الدرِّ.

جمعتـُها لكَ عن ثغرِها... وجيدِها.

الكهرمان تدلـَّى عناقيد...

أقربُ من نجواي َ، ... ومن التقوى.

ابحثْ عنّي تجدْني قيءَ القيد ِ.

أجدكَ في معصمي... خاتـَمي،.....

وخاتمتي.

تجدني رائقَ العتبِ....

في عائق الشّهبِ الملتهبِ.

أنا ...... أنت!

أنت..... أنا!

تـَدلـَّينا خادرتين.

ورق التّوت فوق الحرير يسترنا.

أعانقك،.... تعانقني ...

إلى انبهار الصّدى من ألق ٍ وكذبِ....

من دفءِ الحرير ِ...

إلى خشن ِ الزّهد ِ، ومغاور ِ الخَلوة ِ.

تـَصومعْ ...

تـَقوقعْ ....

تنغلق كما ابتدأتَ متصوفاَ.

لستَ وحيداً...!

صُرَّني إليك توءماً.

ننصهر.... نسيلُ حِمَمَاً من أسفٍ

وندم ٍ .....

نسيلُ نغماً من الصُّور ...!ِ

همساً تحتَ التّرابِ....

نبعث والنّائمين...

من رحم ِ الألم ِ إلّا قليلا

القيودُ على الكلمة ِ هناك ثقيلة ٌ...

ثقيلة.

رئيفة المصري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى