الثلاثاء، 25 يناير 2011

الروائي والقاص المصري محمود الورداني للوكالة: القراءة لم تفقد بريقها كما يقال..وجوائز الدولة تحيط بها العديد من المشكلات

بعد فوزه بجائزة ساويرس


الروائي والقاص المصري محمود الورداني للوكالة: القراءة لم تفقد بريقها كما يقال..وجوائز الدولة تحيط بها العديد من المشكلات


وكالة أنباء الشعر/ القاهرة/ ولاء عبدالله

أعلن مؤخرا فوز الروائي والقاص المصري محمود الورداني بجائزة ساويرس للعام 2010 فرع كبار الكتاب عن مجموعته القصصية "الحفل الصباحي" وجاءت الجائزة والتي تعد الأولى للورداني بعد شهور قليلة من احتفاله بميلاده الستين، قدم خلالها ست روايات منها "أوان القطاف"، "رائحة البرتقال"، "نوبة رجوع"، إضافة إلى أربع مجموعات قصصية بدأها بالسير في الحديقة ليلا وكان آخرها المجموعة الفائزة بالجائزة "الحفل الصباحي" وكالة أنباء الشعر التقت بالورداني في هذا الحوار الخاص..

-بداية اللقاء لابد أن تكون بفوز مجموعتك القصصية " الحفل الصباحي" بجائزة ساويرس في القصة لكبار الأدباء.. وما مردود هذه الجائزة عليك خاصة وأنها الجائزة الأولى التي تقدم لك على مدار حياتك الإبداعية وأنت الآن في بداية الستينيات…؟

أولا أود أن أشير إلى أن الجوائز لا تصنع كُتّابا، أما بالنسبة للجائزة فأنا أشعر بامتنان عميق لرضا أساتذتي وزملائي في لجنة تحكيم الجائزة عن العمل الذي كتبته وأنتظر الفرصة لأهدي المجموعة إلى روح صديقي الشاعر الراحل "محمد صالح"، وذلك تأكيدا بأن شعوري بخسارته وفقدانه أصابني من الداخل وسبب جرحا عميقا لن يندمل.

ولديّ أيضا امتنان عميق للأصدقاء والزملاء من الكتاب الذين سعدوا بحصولي على الجائزة وهو ما يعني رضاهم عني، ومحبتهم لي وهو أقصى ما أرضاه.

-اتساع دائرة الجوائز المقدمة للكتاب خلال الفترة الحالية هل تراه إفرازاً جيداً ينم عن اكتشاف أعمال حقيقية أم أنه من الممكن أن ينتج جيلا يكتب من أجل الجوائز ويضع عينه عليها خلال كتابته…؟

الجوائز شيء مهم في أي مجتمع، وما يحصل عليه الكتاب من جوائز مهم في الحركة الأدبية، لكنها في نفس الوقت، تعني اهتماماً بما يكتبه الكتاب، ويجب أن نشير إلى أن أغلب الجوائز الآن لا تضع شروطا للكتابة، ولا سقفا للكاتب لا يتجاوزه، وعلى سبيل المثال فإن جائزة ساويرس يحكمها من الألف إلى الياء لجان التحكيم وأعضاؤها كتاب ونقاد محترمون ومشهود لهم، لكن أن يضع الكاتب نصب عينه هذه الجائزة أو تلك وهو يكتب فهذا ما لا أعترف به فالجائزة لا تصنع كاتباً، ولنا في أستاذنا نجيب محفوظ القدوة والمثل.

-ماذا عن جوائز الدولة وتقييمك لها خاصة وأن الجائزة التي حصلت عليها جاءت من مؤسسة خاصة ولم تقدم لك من خلال الدولة؟

جوائز الدولة أكثر ضيقا وتحيط بها العديد من المشاكل سواء في تشكيل المحكمين أو في الجهات التي تدخل في التصويت، لذا فأنا أعتبر أن جوائز الدولة مشكلة ينبغي حلها، بل على العكس أظن أن أغلب الجوائز الخاصة أكثر إنصافا وحرية من جوائز الدولة.

-يذهب البعض إلى أن جوائز الدولة أصبحت مشبوهة فما تعليقك..؟

ليست مشبوهة ولا موجهة، فهي ليست من جهة أجنبية.. بل وحتى التي تأتي من الجهة الأجنبية لا توصف بهذا الوصف، لذا فلا معنى لهذا الكلام الفارغ..

-يذهب البعض إلى أن مقاطعة التقدم لجوائز الدولة قد يكون حلا أو وسيلة من وسائل الضغط لتغيير واقعها والقضاء على ما يشوبها من مشكلات فما رأيك في ذلك؟

مقاطعة جوائز الدولة ليست الحل، فالمقاطعة ليست سلاحاً يشهر في كل الأحوال وهنا أظن أن الأفضل أن نضغط من أجل تغيير لوائح وقوانين الجائزة بدلا من مقاطعتها.

-وما هي وسائل الضغط التي قد تجدي في ذلك..؟

هي وسائل كثيرة من خلال الكتابة في الصحافة والدعوة لتغيير اللوائح والقوانين وأيضا من خلال مؤتمرات مستقلة من خلال الجمعيات الثقافية والمجتمع المدني، وذلك من أجل المطالبة بتغيير اللوائح والقوانين، وهو رفض ايجابي بعيدا عن المقاطعة السلبية.

-حالات الفقد أو لنقل الأزمات الحياتية التي تقابل الكثير من الكتاب في حياتهم تساهم بشدة في إثراء فكر الكاتب وتساعد في تشكيل موهبته الإبداعية فكيف ساهم فقد الوالد في مرحلة مبكرة من حياتك العمرية في إثراء موهبتك الإبداعية؟

هذا أولا ليس شرطا، فهناك كتاب على درجة كبيرة من الأهمية ووصلوا للعالمية بدون أن يتعرضوا لأزمات واقعية ، إنما نفسية، وبرزوا بشدة فمثلا "مارسيل بروست" لم تكن لدية أزمات واقعية في حياته بل على العكس، والأغلب انخراط الكاتب في المجتمع والتعامل مع أحداثه.

من ناحية أخرى فإن الأزمات يمكنها أن تسهم بشدة في ذلك، وأنا على سبيل المثال ابن لأسرة فقيرة جدا، فقدت أبي وكان عمري وقتها عامين، وتعرضت لأزمات عدة، عملت بالسياسة وسجنت عدة مرات وكلها أمور تشرفني وأفتخر بها، وتظهر تأثيراتها في كتاباتي، وبالنسبة لي فقد ساعدتني بشدة على الكتابة.

-ماذا عن بداياتك في الكتابة وما الأمور التي أسهمت إثراء في تجربتك الإبداعية ؟

كانت بدايتي في الكتابة بقصة نشرت لي في جريدة المساء ولأول مرة عام 1968 وكان عمري وقتها 18 عاما، و أظن أن الهزيمة كانت السبب المباشر في ذلك، ومنذ تلك اللحظة وأنا أكتب، لكن في الفترة ما بعد وفاة عبد الناصر وتولي السادات وحتى موته كانت فترة سيئة، قاطع فيها تقريبا كل الكتاب أجهزة الدولة، ورفضنا النشر خلالها، لذا فقد تأخر صدور مجموعتي الأولى حتى عام 84 بينما قصص المجموعة مكتوبة خلال عقد السبعينيات، وقد أسهمت في تجربتي فترة وجودي في الجيش فقد انضممت إلى الجندية في عام 72 وشاركت في حرب 73 وبعد انتهاء الحرب وخلالها كانت مهمتي نقل الشهداء من المستشفى ودفنهم في مدافن مخصصة للشهداء، وأفتخر بهذا الدور حتى الآن.

وقد أسهم في ذلك أيضا انضمامي للحركة الطلابية، والتي شرفت بالانضمام إليها، وحضرت اعتصام سنة 72، وهي تجربة جديرة بالاهتمام و قد أثرت كثيرا، هي وما وليها من تجارب في الحركة الوطنية التي شرفت بالانتماء إليها، في أعمالي.

-قدمت عملاً واحداً "نوبة رجوع" حول حرب أكتوبر، فكيف تراها الآن وماذا عما أعقب الحرب؟

"نوبة رجوع " كانت العمل المتكامل حول الحرب لكنها موجودة أيضا في غالبية أعمالي وتظهر روحها ضمن الكتابة، وهي حرب مارس فيها العسكري المصري جدارته في مواجهة الموت بمنتهى البساطة، وبدون تعقيد لكن ما أعقب الحرب كانت أمور ضد القيم التي صنعها العساكر في الحرب، سواء في الانفتاح الاقتصادي،أو زيارة القدس، الصلح مع العدو من خلال تلك المعاهدة التي لم تعد لنا الأرض كاملة بلا قيد ولا شرط.

وأرى أن المعاهدة التي أعقبت الحرب لم تكن مناسبة للتضحيات التي قدمها الجنود خلال الحرب.

أما السنوات التالية لاغتيال السادات فقد كانت أسوأ سنوات مرت على مصر، ظهرت صورة غير مسبوقة من صور القمع و تمثيلية غير مسبوقة محكمة الأركان كان نتيجتها وضعاً بالغ السوء.

-ماذا عن الواقع المعاصر ونطاق الحريات فهل هو مناسب وهل تغيرت الأمور فعلا مثلما يقال؟

الواقع الذي نراه و نعايشه ما هو إلا ديكور وتمثيلية محكمة نمثل فيها أن لدينا حرية، ولدينا برلمان ومؤسسات، لكن هذه الصورة وهذا الواقع الذي نعيشه ما هو إلا ديكور وكلنا نعرف ذلك، وهذا ما حاولت التعبير عنه في "الحفل الصباحي" وأتمنى أن أكون استطعت أن أصل إلى ذلك وأوصل الصورة.

-إذا قلنا إن العملية تأتي في إطار التمثيلية فأين دور الكاتب والأديب، أليس من المنوط به أن يقدم حلولا من خلال أعماله ورؤيته المنقحة للمجتمع..؟

الحقيقة أننا نعيش فترة غريبة فيها أمور تشبه الأمور، فكأن هناك ديمقراطية، كأن هناك مؤسسات في الدولة، كأن هناك دستوراً، فالواقع أصبح ديكورا فاقدا للروح، فاقدا للملامح فنحن نشهد مرحلة رديئة في مجملها.

-وهل ذلك ينطبق على الكُتاب أيضا..؟

لا .. على العكس بل إن الدور الذي يقوم به الكتاب يلقي ببعض من الأمل والكتابة على الأغلب - خاصة كتابة الشباب – هي الشيء المهم والوحيد الذي يحتوي على قيمة حقيقية في حين أنه ليس هناك معارضة حقيقية، وهذا بالمناسبة ليس إدانة للحركات القائمة كحركة كفاية و6 أبريل فقد شاركت فيها وأحترمها لكنها محدودة، في حين سقطت المعارضة والأحزاب في مستنقع للأسف، لتبقى الكتابة هي الشيء الوحيد الذي أفرح وأبتهج به، خاصة الكتابة الحالية التي تنبئ بالكثير.

-هذا برغم أن الفترة المعاصرة أفرزت كما يشاع ،وفي ظل تدني مستويات القراءة، واقعاً أصبح فيه الكتاب هم المستهلك للأعمال والإبداعات في ظل تراجع الجمهور..؟

لا.. الأمور ليست على هذا الشكل بل إنه ومن خلال استشراف السنوات القليلة الماضية والتي يتضح لنا فيها من خلال خروج العديد من دور النشر وتقديمها الكثير من الأعمال، هذا يؤكد أن الجمهور ليس بمعزل عن الحركة الأدبية وليس بعيدا عن القراءة كما يقال وإلا فإن هذه الدور تأخذ في اعتبارها التوزيع فهي في الأساس عمل يبحث عن الربح، وهذا يؤكد أن هناك تطوراً يمنحنا بعض الأمل فلأول مرة نجد الكثير من الكتب تعاد طباعتها ولأول مرة يوزع الأسواني مليون نسخة من كتابه، فهذا خير دليل أن هناك جمهوراً يتلقى الإبداع ويقبل على الأعمال والكتب، وأن القراءة لم تفقد بريقها كما يقال.

-لديك مشاركات دائمة ومستمرة في الحياة السياسية لكن في المقابل لا نجدك تشارك بنفس الشكل في المحافل والمؤسسات الثقافية سواء اتحاد الكتاب أو نادي القصة أو غيرها فما السبب في ذلك؟

أنا أشعر أن مشاركتي لن تقدم شيئاً في هذه المؤسسة أو تلك، وعندما أجد شيئاً فاعلاً تقوم به سوف أشارك لكني وحتى الآن لا أشعر أن هناك ما يمكن أن أقدمه خلالها.

-لكن بماذا تصف عزوف العديد من الكتاب عن هذه الكيانات الثقافية والتي لابد أن يكون لها دورها الفاعل والمؤثر في المشهد الثقافي المصري؟

العزوف عن مثل هذه الأماكن واضح وعن نفسي لو دعيت إلى نادي القصة مثلا، وإلى مناقشة كاتب في دار نشر بسيطة يناقش عمله الأول سأذهب إلى دار النشر ولن أذهب لنادي القصة، فأنا أستطيع تحديد النشاط الذي أكون مفيداً فيه.

والحقيقة فإن النشاط الأساسي لي هو أن أكتب، والباقي من العمر بالنسبة لي هو قليل لذا فأنا أفضل أن أكتب كتاباً، وأنا في مخيلتي كتابين أود الانتهاء منهما الأول أوشكت على الانتهاء منه وهو عبارة عن متتالية كبيرة الحجم، تتكون من عدة نوفيلات في كتاب واحد بعنوان "شغل" إضافة إلى كتاب آخر أخطط له.

-وما هو الموضوع الذي يدور حوله العمل الجديد "شغل"؟

هو باختصار حول شخص يحكي عن جميع الأعمال التي عملها خلال حياته منذ أن كان طفلا بدءا من عمله بائع ثلج، ثم صبياً في مطبعة، " مكوجي " ، أو " مرمطون " ، عضو منظمة ثورية سرية، ناقلا للشهداء في الحرب.

-هي سيرة ذاتيه إذا، فقد سبق أن عملت في صباك بائعا للثلج ونقلت الشهداء في الحرب؟

ليست سيرة ذاتية على العكس فهي محاولة للاقتراب من تفاصيل قد أكون على تماس مع بعضها وعلى خلاف مع بعضها الآخر إلا أنني حاولت أن أقترب من تاريخ بلادي،وليست كلها قمت بها خلال حياتي كما أنها إذا كانت قد اعتمدت على خبرتي الشخصية في رصد ملامح معينة إلا أني أعتقد أن الكاتب إذا اقتصر على كتابة سيرته الذاتية الشخصية فقط فهو كاتب رديء، غنائي، عاطفي، وهو ما أحرص دائما على الابتعاد عنه.

-وما تعليقك على بعض الكتاب الشباب الذين يقدمون سيرة ذاتية في أعمالهم الأولى..؟

لا أرى ذلك، البوصلة التي تهديني في تناولي للأعمال هي أن الكتاب أعجبني أم لا، قدم شيئاً أو لم يقدم، والكتابة هي النشاط الوحيد "المفقوس"، والكاتب قد يجمع بين الخبرة الشخصية وبين تدمير وتشظية هذه الخبرة أي أن الكاتب وخلال تعاطيه للكتابة لابد أن يكون أوسع مما حدث وما قابله وإلا سيكون سعيه مضجراً.. فعلى سبيل المثال "تولستوي" كتب عن الحرب ولم يشارك فيها وكان ضابطاً في الجيش، لكنه قدم إبداعاً كان بمثابة سيرة لروسيا أكملها، أيضا "هيمنجواي" في عمله "وداعا للسلاح" كان فعلا قد شارك في الحرب لكن الصورة التي تناولها في عمله كانت على غير ما قابله .

وأرى حقا أن الاقتصار على السيرة الذاتية أكثر ما يضر بالكاتب، والكتاب المجيدون لا يقومون بها بشكل كامل.

-عودة إلى المجموعة الفائزة "الحفل الصباحي" والتي عدت بها للكتابة القصصية بعد انقطاع عنها دام 13 عاما قدمت خلالها أعمالا روائية فما السبب؟

الأمر تحكمه التجربة فهي التي تقودني، وعلى العكس فقد حاولت التعبير عنها على نحو روائي لكني لم أستطع، فوجدت نفسي مدفوعا نحو القصة ليخرج الكتاب وهو عدد من القصص تدور كلها حول إحساس واحد أحاول مسكه وتناوله، وهو إحساس الحصار، السجن، القمع وانتهاك الكرامة.

-الحديث حول هذه الأحاسيس يدفعنا للتساؤل حول أدب السجون وهل انتهى بانتهاء عصر المعتقلات..؟

لقد تحول من السجن ذي الأسوار إلى الوطن.. فالجميع شبه مسجونين على هذا النحو، أو بشكل آخر نحن لسنا بحاجة للسجن كبناء فهو موجود في الواقع الذي نعيشه.

-بعض كتاب القصة يظلون مخلصين لهذا اللون الأدبي والبعض الآخر اتجه إلى الرواية بعد أن صارت في صدارة المشهد…

ليس إخلاصا بهذا النحو فهناك ما يمكن التعبير عنه من خلال القصة فقط أو الرواية، فهما وسيطان مختلفان لكنهم مع ذلك ليسا متناقضين.

-وهل أنت مع ما يقال من أننا في عصر الرواية؟

لا أفهم معنى عصر الرواية، أحيانا أقرأ قصيدة شعر مكتملة مبهجة عظيمة، وأحيانا أخرى أقرأ رواية رديئة ، فالتفرقة بين الأجناس الأدبية بهذه الصورة لا أستطيع تصديقها.

فلا يمكن أن نقول عصر كذا أو كذا فالفنون والألوان الأدبية تتجاور قد يظهر منها لون أدبي في وقت من الأوقات ويفرز ذلك أو يساعد عليه عوامل أيدلوجية سياسية، ما يثار هي عوامل وقتيه سريعة الزوال، وخلال فترة الستينيات والتي كانت تعبر عن واقع اجتماعي رافقها فكرة الشاعر النبي الذي يدعو قومه للحرية، وما إلى ذلك من أمور وقتيه وعلى سبيل المثال فصلاح عبد الصبور الذي برز بشدة في هذا الوقت هو نفسه صاحب ديوان "شجر الليل" والذي كتبه في آخر حياته، جاء ديواناً غير متفائل يتكلم عن أمور على غير ما فهمها الناس رغم أنه كان نفس الشاعر.

-فكرة التعامل مع الأجيال الأدبية بالعقود فعلى رأس كل عشر سنوات يخرج جيل جديد كيف ترى هذا الأمر..؟

"كوميديا" فأين المجتمع العبيط الأهبل الذي يخرج جيلا كل 10 سنوات ، فهذه فكرة كوميدية مغلوطة، وأرى أن الناس تكتب والنقاد يقولون شيئاً آخر وكأن كلاً منهم في طريق.

-القطاف دوما كلمة تبشر بحصاد الثمار،إلى أن جاء الحجاج بن يوسف الثقفي وقال جملته الشهيرة إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها… ليبدأ أول مواسم الذبح فهل وضعت قول الحجاج في اعتبارك خلال عملك "أوان القطاف" وهل ثمة رابط بينهما..؟

بالطبع هناك رابط و هناك دلالة، ولا أقول رمزية أشمل، بل دلالة الذبح الحرفي، فالحسين ذبح ، العائد من الخليج ذبح، الطفل الصغير ذبح في المظاهرة، شهدي عطية اغتيل، فالمراد فيها كلها كان التخلص من الرأس فالرواية فيها إشارة إلى تعرضنا المستمر للذبح ذبح الرأس حقيقة، فيظهر العمل على التخلص من الرأس في الشاب من خلال تغيير رأسه وإعادة ميكنتها وتحميل "ديسكات " جديدة عليها فالعمل كله في هذا العصر على الرأس في هذا الواقع الذي نعيشه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى