الجمعة، 10 أكتوبر 2014

حافية أتسلل الى ظل عينيك !!.. للشاعرة ناهد الزيدى











حافية أتسلل الى ظل عينيك !!..



 بقلم:



ناهد الزيدى
الرباط
.......



منذ الصرخة الأولى لأطفال الثورة، ومع اشتداد ضراوة النبال ضدهم وأنا أتأبط أوطانا لا أنتمي إليها ...أصرخ على طريقتي ...أغمس حبري فيما تبقى من محبرة ثكلى ... أنشر أجنحتي لصباح شاحب مجنون...أكدس أسئلتي ...وأقف ذاهلة أمام كمان عجوز ...ترابط يحيلني الى ضياع آخر...ولم أزل ...أترقب القفز من فوهة حرب في تجربة خارقة ...وقامتي ...تصفرْ أرقا على عدالة الجرج ... وتحلّق مثل صبية فقدت عينها اليمنى زمن خوسي يرو..!
من آخر الليل ...حتى فحولة النهار الكاذبة ...أصفق للباب وأصفقه...دون ان أنتهي مني ...

يا له من عناء هذا الذي غامرت معه بدخول خراب بيان Javier Villan...وأنا دائخة في المعارج ...علْني أرسم وجهي في كمشة ماء ترفعني إلى سراج السالكين ... علْني اقضم هذا الحديد المسمى رأسي...علْني أطيح بالمسامير التي تدق اسفينها في هذا الهذيان المر...
يلّمني صحو يمعن في إغفاءة رعناء...يذكرني بالطين...بدميتي الأولى ...بخايمي خيل ...ونزار والماغوط.

وأبدأ في ترترتيل طفولتي...أقراها في تقاطيع فخار فينيقي منسل إلى حتفه... وأردد بيني وبين خلوة روحي :أي لحد هذا الذي يصادر عشقا ويؤرق أعوامه البتول ...؟
بعد طول ثبات وقليل من الاسترخاء، في هذه البلاد الآمنة والمسالمة والمرفهة حد الحلم .
هل كنت نبيلة الى هذا الحد حين لم أسدد الرمية مليا باتجاه القلب ...؟
هل أحسنت الحياة حين اخترت الحرف...؟حين كتبت بإخلاص شديد...؟حين أصغيت لصوتي المخنوق ...؟حين انهمرت "جيرنكا"وشما...؟حين أعادتني إلى معركة فيزيائية لطرفين متورطين معاً !.وأنا أرى...لازلت أرى الكون يرحل مقترنا بصفير الكناري ..!!.
"كلما سقط دكتاتور
من عرش التاريخ ،المرصع بدموعنا
التهبت كفاي بالتصفيق
لكنني حالما أعود إلى البيت
وأضغط على زر التلفاز
يندلق ديكتاتور آخر" الشاعر العراقي عدنا ن الصائغ"
بين أخيلة الليل ..بين غفوته وركون ضوئه... بين هلوسات المرايا ...وأحمر شفاه طائش يبحث عن يد هاربة من محرقة... ينتصب صلصال مختبئ وراء أصابعه ... يردد : يحق للشعراء ما لا يحق لغيرهم ..!!.
يُفتتح النص ...تتملكني الرغبة والخشوع ... في رحلةٍ تزيل الغبارعن قمصان اجدادنا المعتقة
يُمطرالكحل ...يشق مجرى آخر يخصني وحدي...وما ملكت حقائبي ...أمنياتي البائسة..؟
يتدلى الكرز المخمور من سلة فوق طاولة كهلة ...أهزه برعشة شوق شرهة كلما هاجمتني شهقة الميعاد .
يمنحني بركة ...براءة من التهمة المقدسة...همسة بيضاء تربك وهج وجدي العاصف ؟
من مسقط الكون...تطاون العامرة...من الأرض التي أحبها الله...منحها سر التكوين ...هبة الماء..؟
من شرفة المعرفة المضيئة أشتاقك... والشوق في مدينتنا معصية تغتفر ..!!
تتفاقس الوشوشات ...
تتهادى...
تتناسل...
تكبر في ثقوب الريح... غجرية شاردة ...
تسحبني إلى انتحار مطمئن ...
تشاركني الهذيان بنبضة عاقلة وقدمين لا هتين...
جراح تأتي ...
جراح تذهب...
وجراح أهدهدها كي تنام...وتلعنني,,.؟
هو الغياب المحض يرشف كنانيش الليل...يجرجر خاصرتي ...يتنهد عميقا...يصرخ ...يمد كفه باتجاه وسادة تحررت من شرك السكر 
تتمايل الرؤى ...أنفض عنها صعلكة هرمة...
تحتشد اللحظات...
تتهجد أسماءها... 
يفور نهر الخدر... 
تتلجلج الغواية ...
تلبس فستانها المائي...
تواصل التبعثر...ثمالة القنوط...وترش عطش المرايا 
النهد...مهبط الدفء... النهد المارق لا زال يحمل وجه أجدير...وأساطير جدتي حين تجن المصالحة ...
هل أشطب الباقي...؟ دعني أرتب موعد شوق ...
أعترف:
من خمر عينيك ...أستعيد أصابعي ...لأمارس طقس الكتابة من جديد
لأجثو عل ركبتي...
لأقول:
لا ظل لي ...غير وجهك ينغرز عميقا داخلي ...
يلونني بأقواس قزحية ...ويلعق ما تبقى من يباس ...
يا سيد الموج الهاجع خلف عورة البرق:
من أين لك هذا السطوع كي تزلزلني إلى اقصى الروع ...؟
كي تبرق حافيا إلى جمر في قعر كأس منسي...؟
كي تشتعل رهبة في محراب نوافلي المستحبة عصرا ... ؟
كي تسيح غيثا يجمع ما تبقى من الفلامنكو...من نون ملتسع محموم
من غفوة الأوثار...تقوم القيامة... 
تلفحني السفوح الخطيرة ...
ترميني بعناقيد من توت بري...؟أهدأ...أثور...
من جنائن ليل الشتات... أدلق حريتي المائجة ...أخرجها من عقارب ساعة مجنونة
واتكئ على رموش الجذوة ...
تباغثني الدهشة راقصة وهي تلثم شهوة رعدة خبيئة 
تتحشرج ...تدخل برزخها ملتحفة بردائها المورسكي 
وكمان ساكن في احشائها يلحس ما بقي من نبيذ. ويعيدها إلى النوتة الأصل ...إلى شمس الله

****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى