الجمعة، 10 أكتوبر 2014

لقاء وحوار مع الشاعرة والكاتبة المغربية نبيلة حماني




لقاء وحوار
مع الشاعرة والكاتبة المغربية نبيلة حماني
 اجراه الكاتب والباحث الدكتور
               احمد محمود القاسم









لقاء وحوار شيق وممتع مع الشاعرة والكاتبة المغربية نبيلة حماني
 اجراه الكاتب والباحث الدكتور احمد محمود القاسم



الشاعرة والكاتبة المغربية نبيلة حماني، إنسانة مبدعة وخلاقة، بدأت تكتب منذ طفولتها الأولى، تعشق الكتابة والقراءة، ترأس الكثير من الملتقيات والمنتديات الأدبية، تؤمن بأن الإنسان، إرادة وعزيمة، فهو يحمل بداخله طاقة جبارة. تسعى الشاعرة والكاتبة نبيلة، لأن تربي الأجيال، على قيم التسامح، والتضامن، والتعاون والتشارك والحوار. تعشق اللغة العربية، وتسعى لأن تعلمها وتحببها، وتدرك أنها مستهدفة..وأنها بحر لا ينضب، وسامية ومقدسة، تفهم القوة بالنسبة لها بأنها هدوء واقتناع، وتروَّي، وفكر، وقدرة على الإقناع والتأثير في الآخر، وذكاء أيضاً.

الشاعرة والكاتبة نبيلة تتمتع بالذكاء الحاد، كما أنها متفهمة، وواعية اجتماعياً وفكريًا، فهي عميقة الثقافة، وواسعة الاطلاع، شخصيتها جادة وخلاقة وإبداعية، في كتاباتها، تعشق اللغة والقراءة والكتابة كثيراً، ممكن القول بأنها تكتب بقلم ماسي ومداد ذهبي، تؤمن بأن الكرامة والعدالة والتضامن والحرية والتسامح والديمقراطية، هي سبل للتعايش والنماء والتقدم، فهي تحمل فكراً إنسانياً راقياً جداً. كعادتي مع كل من التقيهن من السيدات في حواراتي، كان سؤالي الأول لها هو:
**  الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي، وهواياتك المفضلة، وطبيعة نشاطاتك إن وجدت، وأي معلومات أخرى ترغبي بإضافتها للقاريء ؟

أنا مغربية الجنسية والإقامة، أقطن بمدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب، ورمز التاريخ والأصالة، متزوجة، حاصلة على الإجازة في اللغة العربية وآدابها، من جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، أعمل أستاذة للتعليم الثانوي، في مادة اللغة العربية، اهوي القراءة والكتابة والسفر، إضافة إلى أنني" رئيسة لمعهد صروح للثقافة والإبداع"،’ "ورئيسة للمكتب الجهوي لمركز حقوق الناس جهة فاس بولمان " كما أنني عضوة بعدة جمعيات وطنية وعربية، على سبيل المثال أشغل منصب الناطق الرسمي لجماعة عرار للأدب والثقافة والشعر العربي والنبطي والشعبي. فنبيلة حماني هي" رئيسة لمعهد صروح للثقافة والابداع " "ورئيسة المكتب الجهوي لمركز حقوق الناس جهة فاس بولمان" وهي عضو وكالة عرار وعضو رابطة كاتبات المغرب، وعضو في عدة جمعيات تهتم بالإبداع والثقافة داخل الوطن وخارجه. 


**   ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟  وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟

   أومن أن الإنسان، إرادة وعزيمة، فهو يحمل بداخله طاقة جبارة، إما أن    نخرجها ونستغلها في الجوانب الإيجابية للحياة الفردية، والجماعية، فنصل إلى مرافئ النجاح، ونصون المبادئ والقيم، ونحقق الخير والنماء، وإما أن نعيش على الهامش، ونتجه اتجاهات سلبية قد لا تعبر عنا، فننساق وراء دوافع وهواجس لا نعتقدها، ولكننا نؤخذ إليها أخذاً..أومن بان الإنسان فاعل في مجتمعه، ومؤثر فيه، بما يملك من أفكار وقيم وسلوكيات..كما أومن بأن الكرامة والعدالة والتضامن والحرية والتسامح والديمقراطية، هي سبل للتعايش والنماء والتقدم..كما أن الحق والواجب والالتزام بالمسؤوليات داخل المجتمع الصغير والكبير، سبل للأمن والأمان، وإشاعة المحبة والتسامح والحوار بين الناس جميعاً، أومن أيضا أن الإبداع سبيل للحياة، بل سبيل لحيوات متعددة داخل حياة واحدة كما انه سبيل لنشر القيم والمبادئ والتعبير عن الذات الإنسانية، بمختلف مشاعرها وأحاسيسها ورغباتها وخلجاتها الكامنة فيها، ’الإبداع سمو ورفعة وجمال مادي ومعنوي..وتعمق في دواخل الإنسان، التي لا تنكشف إلا من خلاله..سواء كان الأمر يتعلق بالذات المبدعة أو غيرها..الإبداع رقي وتواصل وتكامل..وهو لا يكتسب وجوده الفعلي والحقيقي، إلا من خلال تفاعل الآخرين، ومشاركتهم وقراءتهم، ونقدهم لهذا الإنتاج، وإضافتهم وتحليلاتهم..التي تكشف عن خبايا النص، ومشاربه المختلفة، والمتعددة، من خلال التأويل والتحليل، والقراءات المتعددة.
إذا ما سئلت، عن القوة أو الضعف في شخصيتي، فإني أقول، إن ذلك يتعلق بمفهومي للقوة، ذلك أنها بالنسبة لي هدوء واقتناع، وتروي، وفكر وقدرة على الإقناع والتأثير في الآخر، وذكاء أيضاً، فأنا هادئة الطبع، أحب الإنصات أكثر، لكني إن اتخذت قراراً بعد روية وتفكير، فإني لا أتردد فيه، ولا أتراجع.. أحب الإنسان المتواضع، الذي يهب من نفسه للآخرين، والذي يدرك بأن الحياة تشارك وتعاون، وصبر وإخاء وتعامل إنساني..أومن بالإنسان، بغض النظر عن أي شيء آخر، ..التعلم المستمر أساسي لبناء شخصية الفرد..أدرك أني في بداية الطريق، وأسعى للتطور، وأطمح للأفضل دائماً، سواء تعلق الأمر بالعمل الجمعوي، أم الإنتاج الأدبي، أو مسيرتي العملية والتربوية..أسعى لأن أربي الأجيال على قيم التسامح، والتضامن، والتعاون والتشارك والحوار. أعشق اللغة العربية وأسعى لأن اعلمها وأحبها، وأدرك أنها مستهدفة..أدرك أنها بحر لا ينضب، وأنها سامية مقدسة، وأنها لغة الأدب والعلم والمستقبل، وأنه على عاتقنا نصرتها. 

   **   هل أنت مع حرية المرأة المغربية، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟

المرأة هي إنسان قبل أي شيء آخر، وقد خلق الإنسان حراً، بغض النظر عن جنسه، والطبيعة منحت المرأة فكراً وذاتاً وكياناً، يجعلها حرة، شاء من شاء وأبى من أبى ،لأنها لا تقل إنسانية عن غيرها..والحرية هي مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان، المتفق عليها عالمياً، وكحقوقية أقول إن المرأة إنسان حر، يمتلك مقومات الإنسان التي تجعله كذلك..لذلك حرية المرأة الحقيقية تكمن في استقلاليتها الاقتصادية، والسياسية، والفكرية...الأمر الذي يجعلها تحقق الذات والوجود، وتسمو بكل إمكانياتها 


    **   هل أنت مع الديمقراطية وحرية التعبير واحترام الرأي؟

الديمقراطية هي مبدأ أساسي من المبادئ التي يجب أن تطبق في المجتمع، من أجل تحقيق السلم والأمن والأمان والعدالة الاجتماعية، والكرامة، وحرية التعبير..وتحقيق الذات، والنهوض بالفكر، فالتعبير عن الرأي والرأي المحالف، أمر ضروري لخلق الحوار، وتلاقح الأفكار، والرقي بالفكر الإنساني، والتعبير عن الوجود الحقيقي، شرط الالتزام بمبادئ التعايش، والتسامح، والتضامن، والتشارك، ومن اجل تجاوز المعيقات ،والأحقاد المؤدية إلى التطاحن، والتناحر، والحروب، وكل ما يعيد الشعوب إلى الخلف، ويدمر كيانها، فالتشدد ورفض الآخر، والسعي للمصلحة الخاصة، هو ما دمر الشعوب، وأدى إلى التشتت والخراب.


   **   ما هي علاقتك بالكتابة والقراءة، ولمن تقرئين من الأدباء ؟ هل لك أن تعطينا نبذة عن أسماء أهم الكاتبات والكتاب والشعراء والأدباء المغاربة؟

مذ عرفت نفسي، وحب الإبداع يسكنني، لأنه تسرب إلي من مشارب عديدة، أولها عشقي للحرف والإدمان عليه، ثم نخبة الأساتذة والمربين، الذين أدين لهم ما حييت، إضافة إلى تشجيع الوالدين، خاصة، الذين لمسوا بنفسي بذرة الإبداع، منذ البداية، فمنحوني التشجيع والرعاية، وخاصة عدم الاعتراض..فقد كنت من المتفوقات في الدراسة، وذلك منحني القدرة على الإصرار والقوة، كان الزواج في سن ثمانية عشر عاماً..لابد من السير في سبيلين، وبشكل متوازي، فهناك المسؤولية الأسرية، ثم المسؤولية العلمية المعرفية..حصلت على الإجازة في مادة اللغة العربية وآدابها من" جامعة سيدي محمد بن عبد الله ظهر الهراز فاس" ثم التحقت بالمركز التربوي الجهوي، لأتخرج أستاذة للمادة بمدينة مكناس. 

الكتابة والقراءة، هي عشق رافقني منذ البدايات، وكل وقتي تقريباً الفارغ لهما، لحظة الكتابة بالنسبة لي لحظة مقدسة مختلفة، ألج فيها معابد الكلمة، وأخشع في حمى الحرف المنصهر قصيداً، أهتم بالأدب على وجه الخصوص، بأصنافه المتعددة، ولكن الشعر يستهويني أكثر، اقرأ كل ما يقع بيدي من أصناف الأدب، وخاصة الشعر، سواء كان قديماً او حديثاً. فحلم الكتابة وعشقها، تملكني منذ الصغر، ورافقني في كل مراحل الحياة..كتبت الكثير من النصوص القصصية والشعرية، لكنها لم توثق، وأخذها الضياع والنسيان..فالكتابة بالنسبة لي وجود وتعبير عن خوالج النفس الكامنة، والمشتركة بين الناس جميعاً. واهتم بكتابة القصيدة بشكل خاص، فهي ذلك الرافد الذي يسع أحلامنا، ونطرح فيه همومنا وآلامنا..هي حياة خارج الحياة، هي الملاذ والملجأ الذي يحتوينا، وفي نفس الوقت تعلمنا، وتسير بنا إلى شط الأمان..هي من تربينا وتعلمنا وترسخ القيم بذواتنا..هي عالم من نور، إن ولجناه كنا مبصرين..بكل تأكيد، هي تمكننا من تحقيق طموحاتنا بأشكال مختلفة، وتعرفنا مدى جمالية الإبداع والارتقاء إليه. الشعر هو ذاك العالم الوضاء، الساطع اللامع، الذي أخذني إليه دونا عن غيره..شغفي به، لا يعادله شغف، لا شك ان بقية الأجناس الأدبية تشدني وتأخذني، ولي تجارب في كتابة القصة، لكني استرسلت إلى الشعر، وعشقت الإقامة بين رباه الأثيرة، ولحظة الكتابة هي خارج كل اللحظات..يمازحها العناء والنشوة..تختلط فيها مشاعر متباينة، لتمنحني ذاك الوليد المدلل، الذي أحيانا يكون أجمل مما تصورت، وأحيانا يخالف ما رغبت..وتبقى كل الكتابات، جزء مني ولا يمكنني التخلي عن أي جزء منها.

من الأسماء التي أحب أن أقرأ لها، هناك بدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور، وادونيس ومحمود درويش، ونزار قباني، وكل من يستهويني أدبه وشعره. 

أما من المغاربة، فأقرأ للشاعر الدكتور محمد السرغيني، والخمار الكنوني، ومليكة العاصمي، وأمينة المريني، وجمال بوطيب وغيرهم. بالنسبة للإصدارات، لي ديوان مطبوع، وهو تحت عنوان "تيه بين عرصات زمن مغتال "صدر في أواخر سنة 2011م وديوان ثاني هو قيد الطبع، وهو تحت عنوان "احتراق في وريد الصمت ".. نشرت لي بعض المقالات والقصائد ببعض الجرائد المغربية، مثل جريدة مركز حقوق الناس، وهنا سأتطرق لظروف انعتاق أول قصيدة، وكانت تحت عنوان "انزواء خلف ستائر الليل " تلك القصيدة التي رأت النور على يد" جريدة مركز حقوق الناس "والتي كانت نقطة انطلاق أول شرارة لتتلوها العديد من القصائد. 
أما بداية القصة مع الكلمة، فهي مذ عرفت نفسي، وأصبحت قادرة على جمع الحروف ..هي رغبة اكتشفتها في، مذ اكتشفت نفسي..وحافظت عليها بداخلي لأنها تسكنني ولا أتصور نفسي بدونها، بكل تأكيد، لازلت في بداية الطريق، وأدرك تماما انه أمامي الكثير من العمل، وبذل الجهد، لأصير إلى ما أسعى إليه، فطريق الإبداع، له بداية، لكن ليست له نهاية، وأتمنى دائما أن أسير للأفضل، بالنسبة للمشاريع الإبداعية هناك ديوان شعر هو قيد الطبع، تحت عنوان "احتراق في وريد الصمت"، وهناك ديوان ثالث لم احدد له العنوان بعد.

   **  هل لك أن تصفي لنا أهم معاناة ومشاكل الأدباء والكتاب في المغرب ؟

 معاناة المبدع، هي كما في كل البلدان العربية، تتمثل في الجانب المادي، الذي يجعل ذوي الأقلام، بعيدين عن الأضواء، والتي تتمثل في تكاليف الطبع والنشر، وهذا مشكل يعيق الحركة الأدبية والفكرية، ويجعل العديد ينحصر في ذاته، ولا يتعداها..كذلك تتمثل المعاناة في الإعلام السلبي، الذي يسلط الضوء على أشخاص متطفلين على المجال، ويجعلهم أبطال المشهد الثقافي، والإبداعي، ويتنكر للأقلام الحقيقية، فيكون ذلك جريمة نكراء في حق الإبداع، وما أكثر ذلك في المجتمع المغربي، كما بقية المجتمعات..وهنا على الإعلام أن يلتزم الحذر، ويكون في خدمة المنتوج الأدبي، وليس الأشخاص.


   **   هل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أم نقمة؟؟ وكيف خدمت المواطن ؟

  اذا ما تحدثنا عن الشبكة العنكبوتية، فإني أراها إنجاز علمي عظيم جداً، في حياة الإنسان، مكنته من تحقيق أهداف كبيرة، ومن التواصل في أنحاء المعمورة، وحققت انتشاراً لعدد هائل من المثقفين والأدباء، وعرفت بالمنتوج الأدبي والفكري، لكل الأمم والشعوب، وأظهرت مكامن القوة والضعف في المجتمعات، ومكنت من إجراء الدراسات، وحققت التعلم والنقد، كما واكبت أحداث العالم في مختلف الواجهات، ومكنت من المشاركة الفاعلة والبناءة، وبلغت الأصوات...أما سلبيتها فتبقى رهينة بالشخص الذي يستخدمها، إلا لدى الأطفال الذين يجب أن يلقوا توجيها في استعمالها، ومراقبة من الآباء والمسئولين، والأمر الأكيد، هو أن الشبكة العنكبوتية، هي إمكانية للبناء والتواصل والتطور...وليس العكس.


   **  قناعاتي الشخصية تقول: أن وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك على ذلك ؟ 

انطلاقاً من تجربتي المتواضعة، التي لمستها كحقوقية، أعمل في الميدان، أن كل المشاكل المبنية على النوع الاجتماعي، تأتي من العقلية الذكورية، التي تقزم المرأة، وتجعلها دون الإنسان، وتحكم الوصاية عليها، من أجل استغلالها أسوأ استغلال، ..يحدث ذلك على مختلف المستويات الحياتية، سواء داخل الأسرة، أو المجتمع بشكل عام..المرأة تعاني بشكل كبير، وكل ذلك هو ناتج عن العقلية الذكورية، التي هي متجدرة في أغلب أفراد المجتمع، والتي تنشأ مع التربية التي تكرسها، إذ نجد الأطفال الصغار، ينظرون للنساء نظرة ازدراء وتبخيس..هذه العقلية التي هي ليست حكراً على الذكور، بل نجدها منغرسة في النساء أنفسهن..ذلك أن المرأة تعادي المرأة، ولا تثق فيها، وتضطهدها، وتعنفها بشكل أو بآخر، وذلك مرجعه إلى سيطرة العقلية الذكورية على مجتمعاتنا، نتيجة تربية متجذرة ومتوارثة، جيلاً عن جيل..لذلك أقول إن مشاكل المرأة، هي ناتجة عن تكالب أفكار عقيمة، لدى الرجال والنساء أنفسهن أحياناً. فيما يتعلق بالعقبات فأظن أن أهمها هي تلك العقلية التي تنظر إلى المرأة ككائن أقل من الآخرين، وتصنف الكتابات إلى نسائية ونقيضها، لذلك سنحت الفرصة لأقول أن المرأة إنسان مبدع، كما الرجل تماماً، وان المرأة أكثر دقة في التعبير عن المشاعر والأحاسيس..المرأة تعاني في مجتمع ذكوري، والعقلية الذكورية ليست حكراً على الرجال، بل ان النساء أيضاً وأحيانا لهن هذه العقلية..لذلك كثيراً ما تسيء المرأة للمرأة. 
@ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية، والتي تقول إن المرأة ناقصة عقل ودين، ’وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم ألأعوج فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت، فسينكسر، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ???
كما أسلفت سابقاً، العقلية الذكورية تبخس النساء، وتنظر إليهن بدونية، واستعلاء، وهي ثقافة كرستها عصور الجهل والتخلف، التي أنتجت تأويلات خاطئة، ترتبت عنها كل تلك الموروثات ،التي نعاني منها اليوم، والتي لا يحملها إلا فكر متحجر، يخشى من قدرات المرأة وذكائها، وكفاءتها وبروزها، فالمرأة مذ وجدت، كانت رمز البقاء والعطاء والخصب والحياة..المرأة نور، لا يمكن أن ينكره إلا أعمى، أصم العقل والمشاعر والإحساس، المرأة نصف حي في المجتمع، فلم يهدف البعض إلى تغييبه؟؟ ..؟المرأة إنسان يمارس الحياة بشكلها الطبيعي في مختلف مشاربها، سواء تعلق الأمر بالطبيخ أو غيره، والأمر أصبح متجاوزاً، لا يحمله إلا متحجر الفكر، قاصر النظرة، مريض بهوس معين.

   **  هل لك صديقتي إعطاءنا نبذة عن المرأة المغربية، ثقافياً وتعليمياً واجتماعياً، ونظرة الرجل المغربي لها، وتعامله معها،وهل أنت راضية عنها ؟

    ما يمكنني أن أقوله عن المرأة المغربية، هو أنها أسست لنفسها نهجاً، وهي ماضية عليه، فقد استطاعت أن تحقق الوجود الفعلي في مختلف مناحي الحياة، سواء على المستوى السياسي، او الاقتصادي، أو الفكري، أو غيره، وهنا أأكد على الجانب الاقتصادي، لأنه رافعتها، لتحقيق الذات، والاستقلالية..وأشير إلى أن أكثر من 40% هن معيلات الأسر، في المجتمع المغربي..بمعنى أن المرأة المغربية هي نموذج للمرأة المجدة، والمكافحة، والمناضلة، الساعية إلى المساهمة الفعلية في بناء المجتمع، إذ نجدها عاملة في الحقل، وسائقة سيارة أجرة، وعاملة نظافة...كما نجدها وزيرة وطبيبة وأستاذة ومبدعة. أما الرجل المغربي، فيمكن القول أنه نموذجين، النموذج الأول الذي يناهض المرأة ويهاجمها، ويعتدي عليها، ويسعى لأن تظل جارية مطيعة، أمة، يسيرها حسب أهوائه ورغباته، ويسعى إلى الإساءة المادية والمعنوية لشخصها، من خلال كل ما يستطيعه، بالكلام أو بالفعل، حتى بالإيماءة، أينما وجد، وهذا نموذج يمثل الأغلبية، ونجده حتى بين الذين يدعون الاعتقاد بحرية المرأة، والذين يتشدقون بذلك في المحافل والمنتديات.
ثم هناك النموذج الثاني، وهو الذي يؤمن فعلاً بإنسانية المرأة، وقدراتها، ودورها الأساسي في بناء المجتمع، والحياة، ويلتزم بالعمل على تغيير النظرة النمطية لها، ويمنحها فرصة التعبير وإثبات الذات ..وأنا احيي هذا النوع من الرجال، الذين آمنوا بإنسانية الإنسان، بغض النظر عن الجنس البشري.
ما يؤسفني حقا هم هؤلاء الذين يقولون ما لا يفعلون، وما أكثرهم في المجتمع ..الذين يحاولون جعل المرأة صورة، وأثاثاً، يؤثثون به فضاءاتهم، سواء تعلق الأمر بالأحزاب، أو النقابات، أو الجمعيات..اقصد بعضها بالتأكيد، لأنها ليست جميعاً على نفس النهج، والنظرة القاصرة الوصولية..والأمر بات مكشوفاً ومعروفاً، ولم يعد خفياً ..المرأة المغربية حققت أهدافاً كثيرة، وأثبت وجودها في مختلف المجالات، وهي لا زالت على درب النضال، من أجل تحقيق الأهداف التي تسعى لبلوغها.
 
   **  ما هو تعليقك صديقتي على هذا القول، الرجاء الإجابة بوضوح كامل:إذا كنت في المغرب فلا تستغرب؟

   بالنسبة لهذا القول، فهو ترديد شائع بين المغاربة، ويقال في الانتقاد والسخرية، وبالنسبة لي هو ليس صائباً تماماً، وقد أتى لمناسبة القافية فقط، والمغاربة معروفون بالنكتة في الحديث، والانتقاد الدقيق، فكان القول نتيجة لذلك، ويطلقونه على أمر غريب حدث، ويرددونه رغبة في الإصلاح، وتجاوز الهفوات..وأحياناً يرددونه في حالة الانبهار والتفوق.

**   ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنى تحقيقها  ؟؟
وكذلك ما هي أحلام وطموحات المرأة المغربية بشكل عام، التي تتمنى أن تحققها لنفسها؟

    عن الأحلام والطموحات، فإني أقول:إنها عريضة وكبيرة، وزاهية الألوان..أهمها تحقيق التميز، والرقي، بالإبداع، والوصول إلى القراء في أنحاء الوطن العربي، وترجمة كتاباتي إلى لغات أجنبية. ممتنة للدكتور أحمد محمود القاسم على هذه الالتفاتة الطيبة، وهذه الفرصة التي أسعدتني، إذ تمكنت من التواصل مع القراء، وتسليط الضوء على بعض الجوانب من شخصيتي، لذلك تقبل أسمى عبارات الشكر والتقدير.

 ختاماً، أتوجه بالشكر الكبير للدكتور احمد محمود القاسم على تمكيني من هذه الإضاءة، التي أتوخى من خلالها مصافحة الجمهور، والتعريف ببعض الجوانب من شخصية نبيلة حماني.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى