الاثنين، 27 يونيو 2011

تأمّلات في جدليّة العقل و الإله من خلال قصيدة "أيقظوا الإله" للشّاعرة نسرين الخوري/ محمد الغريسي

-
-



تأمّلات في جدليّة العقل و الإله


من خلال قصيدة "أيقظوا الإله"

للشّاعرة نسرين الخوري/ محمد الغريسي-

بقلم المبدع والناقد:

محمد الصالح الغريسي

mohamad_alsalehاقتباس:

أيقظوا الإله

أو فلتدفنوه..

فحدادُ مئةِ عام

كذبةٌ كبيرة

وخدعةٌ منظمّة

صيّرتْ بكاءنا ملهاةً للدهور..

يا سادتي الكرام

أجسادنا المكبّلة

لم تعدْ قادرةً على صنعِ المزيدِ من الكفن

ولا على تمثيلِ دورِ الحزنِ والنّواح

ولا اللّطمِ على إيقاعٍ من شجن..

يا سادتي متى تفهمون؟؟

هي لعبةٌ مريبة

وأسلوبٌ معيب

أن تجعلونا نرتدي السوادَ على مرِّ العصور

أن نكتمَ صراخَ الروحِ بجدرانِ القبور

أن تمنعوا ماءّ الحقيقة

عن أرضنا التي صارتْ تفوح

برائحةِ العفن...

يا سادتي الأسياد..

باسمِ الذين قتلوا

وكلَّ يومٍ يُقتلون

أدعوكم أن توقظوا إلهكم

أو تدفنوه..

فرائحةُ الموتِ واخزة

تنخرُ حتى جماجمَ الأموات

تغيّرُ تركيبةَ العظام

تعكرُ لنا صفوَ الدماء

تشوّهُ أجنّةَ النساء

وتمنعُ الحياةَ عن كوكبِ الحياة.

*خلفية لا بدّ منها..

قبل أكثر من مئة عام.. صرخ نيتشه:"مات الإله.. " وجاء مفهوم الإله هنا أبعد هدفاً من مفهومنا الديني الذي هو علاقة خاصة بين كل إنسان وربه الذي يصلي له.. إله نيتشه هو إله تاريخي.. إله تكوّن من ممارسات السلطات ورموزها تحت مسميات دينية أو علمانية على حد سواء.. نيتشه لم يعقد النية على قتل الإله.. لكنه وجده ميتاً في نفوس الناس.. .. . ودعاهم لأن يسيروا وفق حكمة العالم "العلم والعقل" ليتجاوز الإنسان كل أخلاق قديمة مهترئة رجعية ويبني أخلاقه الجديدة.. وأكبر عدوين أمام البناء الجديد للإنسان هما الماضي الذي يجبرنا على تكراره.. والواقع الذي يفرض علينا سلوكاً قهرياً.. لستُ مع نيتشه في كل أفكاره.. لكني مع أن نخرج من الوصاية ونتجرأ على استخدام العقل.. في علاقتنا مع سلطاتنا وحتى في علاقتنا الخاصة بأدياننا..

التّعليق:

العقل فينا طاقة كامنة، نحـرّرها بالملاحظة و الاستقراء و البحث و المقارنة، و نروّضها بالدّربة و التّركيز. و الحصيلة كمّ معرفيّ نظريّ قائم على التّراكم المعرفيّ لمعارف سابقة، و أخرى مكتسبة. هذه هي المرحلة الأولى من الجهد العقليّ المحرّر، أمّا المرحلة الثّانية فهي مرحلة توظيف العقل للمعارف المكتسبة و إرساء الأدوات الحسيّة و الماديّة، لتحويل طاقة العقل، إلى فعل، أي إلى عمل، على قاعدة أنّ أيّ طاقة يمكن تحويلها إلى عمـل، و بالتّالي يمكن توظيف العمل لإيجـاد طاقات تسهّل على الإنسان معيشته، و تختزل من جهده العقليّ و البدنيّ، و هذا مبدأ فيزيائيّ بسيط يعرفه الجميع، و على أساسه تكوّنت و تطوّرت الحضارات الإنسانيّة. و هكذا أمكننا أن نستنبت زرعا و فاكهة، و أن نصنع غذاء و ملبسا، و أن نبني بيتا، و أن نعدّ مرافق تيسّر علينا سبل العيش. و لكنّ الإنسان ليس عقلا محضا، و لا عقلا كاملا، فثمّة عامل آخر يوجّه العقل، و يتحكّم في توظيف نتاجه، هو مركز الأحاسيس بقطع النّظر عن كونه في القلب أو في الدّماغ. و من هذه الثّنائيّة المعقّدة يصدر الفعل الإنسانيّ إيجابيّا كان أم سلبيّا. و منه تتكوّن النّفس بكلّ أبعادها الأخلاقية منها و الاجتماعيّة و العقائديّة، و منها جميعا تتكوّن المعادلة الصّعبـة الّتي ينبني عليها الفعل الإنسـانيّ و الحضاريّ. فإذا اختلّت هذه المعادلة ظهر شرخ في حياة البشر أفرادا و مجتمعات و دولا، و هو ما يفسّر أيضا الصّراعات الاجتماعيّة و الطّبقيّة داخل المجتمع الواحد، و ما يفسّر أيضا الصّراعات الإقليميّة و الدّوليّة. و الإنسان لم يصنع الطّبيعة الّتي بها و منها يعيش، و إنّما هو عنصر طارئ عليها، يتحكّم فيهاو تتحكّم فيه بقدر ما يخوّله له عقله من سلو ك رشيد أو العكس. و من هنا احتاج الإنسان عبر مسيرة وجوده على الأرض إلى طاقة كاملة خارقة، يستمد منها ما يسدّ به خلل الضّعف الكامن فيه، فكان الإله حاضرا في ثقافته و في عقيدته، و حتّى في تفكيره، بل و تدخّل حتّى في تنظيم حياته. و هناك إجماع إنسانيّ على هذه النّقطة بالذّات، و لكن الاختلاف في هذه النّقطة قد لا يكمن في وجوده من عدمه، بقدر ما يكمن في تصوّره، و في مدى تدخّله في الطّبيعة و في حياة الإنسان. و من هنا اختلف مفهوم الإله بين واحد و متعدّد، و بين قيمة خلقها الإنسان لنفسه، ليستمدّ منها الدّعم المعنويّ الّذي يحتاجه للاستمرار، و بين قوّة خالقة للكون، و منظّمة له. و لست هنا أنظّر للوجود الإلهيّ، لأنّ اللّه غنيّ عنّي و عن سائر مخلوقاته، و إنّما قمت بهذه الرّحلة العابرة للزّمن و للحضارات، لأشير إلى أمر واحدا، لا يستحقّ إثباتا، هو نسبيّة ما يتوصّل إليه العقل من نتاج، ما يجعله مقبولا أو غير مقبول، مناسبا أو غير مناسب، ذا جدوى أ و غير ذي جدوى، عمليّا أو غير عمليّ، حسب الشّروط الموضوعيّة لكلّ ظرف، مكانا و زمانا و مقاما، و مقوّمات.

السّؤال الّذي يطرح نفسه: من المسؤول عن هذا التّردّي الّذي يعاني منه الإنسان، مجتمعات و دولا بنسب متفاوتة من الرّخاء و الاستقرار، أو من الفقر و الاضطراب، هل هو اللّه في وجوده من عدمه، أم هو الإنسان في فشله في فهم الطّبيعة، و في سوء استغلاله لها، و في إرساء قواعد تحفظ له وجوده و استقراره، علما أنّ وجوده كأفراد أو دول هو زائل و متجدّد عبر جدليّة الموت و الحياة.

(قبل أكثر من مئة عام.. صرخ نيتشه:"مات الإله.. "

وجاء مفهوم الإله هنا أبعد هدفاً من مفهومنا الديني الذي هو علاقة خاصة بين كل إنسان وربه الذي يصلي له..

إله نيتشه هو إله تاريخي.. إله تكوّن من ممارسات السلطات ورموزها تحت مسميات دينية أو علمانية على حد سواء..

نيتشه لم يعقد النية على قتل الإله.. لكنه وجده ميتاً في نفوس الناس.. .. . ودعاهم لأن يسيروا وفق حكمة العالم "العلم والعقل" ليتجاوز الإنسان كل أخلاق قديمة مهترئة رجعية ويبني أخلاقه الجديدة..

وأكبر عدوين أمام البناء الجديد للإنسان هما الماضي الذي يجبرنا على تكراره.. والواقع الذي يفرض علينا سلوكاً قهرياً..)

في تامّل ملحّ للواقع العربيّ المتردّي، الّذي تحكمه الصّراعات العقائديّة و المذهبيّة و الطّائفيّة في خضمّ إشكاليّة العقل و الدّين، بدرت صرخة ألم من الشّاعرة نسرين الخوري:

أيقظوا الإله

أو فلتدفنوه..

هي صرخة جريئة، أرادتها وخزة مؤلمة، لعلّها تحرّك بقايا من حياة في جسد أمّة دبّ فيه الموت منذ زمن طويل، و لسان حالها يقول:يا أيّها الأغبياء يا من تتقاتلون و تتناحرون، و الكلّ ينذر الكلّ بالجحيم في الدّار الآخرة، و كأنّه هو من يملك مفاتيحها. الزّمن يتقدّم و الأمم تأخذ بأسباب الحضارة، و تخترع أدوات جديدة للتّعايش، معملة العقل، آخذة بأسباب العلم، منتهجة الفكر سبيلا و الحكمة نهجا من أجل حياة على قدر كبير من الرّخاء و الاستقرار. و هذه الدّول العربيّة لا تخرج من صراع إلاّ لتدخل في آخر، الكلّ يدعي امتلاك الحقيقة و يرى اللّه إلى جانبه لاعتقاده أنّه على حقّ، و لاعتقاده أنّ اللّه اصطفاه دون غيره '' خير أمّة أخرجت للنّاس". هذه الخلافات و الصّراعات الّتي توارثتها الأجيال أبا عن جدّ على خلفيّة فهم مختلف للإله عن الأطراف المقابلة. و تحت هذا العنوان، تزهق الأرواح و تدمّر الأنفس و ما كسبت دونما تسامح. كلّ ذلك على حساب التّعايش و الاستقرار، و المصلحة المشتركة الّتي تقتضي منهم، التّكاتف، و التّعاضد و الاتّحاد من أجل بناء أمّة قويّة، تقف في وجه التّحدّيات الّتي فرضها عليها العصر. و هل من سبيل إلى ذلك غير إعمال العقّل، بل و اتّخاذه إماما لهم في كلّ ما يعملون.

منذ قرون.

قبل عدّة قرون.. ومن هذه الأمّة.. و من هذه الأرض صدع صوت المعرّي الكفيف، الّذي رأى ببصيرته حالها فساءه أمرها، و ما تعانيه من تقطّع الأوصال بسبب الخلافات الدّينيّة و المذهبيّة و الطّائفيّة:

في اللاذقيـة ضجـة ما بين أحمـد والمسيح

هذا بناقـوس يـدق وذاك بمأذنـة يصيـح

كـل يمجـد دينـه يا ليت شعري ما الصحيح

قد يكون المعرّي قال هذا الكلام انطلاقا من شكّه في في وجود الأديان و نسبتها إلى اللّه، مستعملا في ذلك المنطق القائل:إذا كان اللّه هو باعث هذه الأديان، فلماذا تختلف حول اللّه، و لماذا تتقاتل الأمم و ربّها واحد؟و لماذا الكلّ يحتكر اللّه لنفسه، و يسلّطه سلاحا و نقمة على الآخرين؟

فالتّهمة هنا موجّهة بالأساس إلى الإنسان و ليس إلى الإله، بل هي موجّهة إلى العقل الغائب فيه، أو المغيّب بإرادات معيّنة، تسعى وراء إثارة الفتنة من أجل تحقيق مصالح ضيقة. و لهذا نرى المعرّي يسخر من الفكر الدّينيّ و الغيبيّ، الّذي تردّد بين النّاس في مجتمعه، و ينتقد تصوّراته لمسائل غيبيّة كثيرة، منها البعث، و الجنّة، و غيرها، فكانت رسالة الغفران تصويرا كاريكاتوريّا لما راج من فكر غيبيّ في عصره، لم يصاحبه إعمال للعقل. و يضجّ المعرّي من إغراق النّاس في المسائل الغيبيّة بما لا يعلمون ن، يقول:

قلتم لنا خالق حيكم

قلنا صدقتم كذا نقول

زعمتموه بلا مكان

ولا زمان ألا فقولوا:

هذا كلام له خبئ

معناه ليست لنا عقول

أي أنّ المعرّي لا يطرح الشكّ في وجود الإله، و إنّما في ما يصوّره الفكر الغيبيّ المنتشر حوله، بما لا تقوم عليه حجّة عقليّة و لا دليل منطقيّ، فتراه يتجاوز مسألة الشكّ إلى السّخرية بتلك التّصوّرات الّتي يراها غريبة خارجة عن منطق العقل، و هو لا يسخر من الإله و إنّما من الصّورة الّتي يرسمها له النّاس بما لا يعلمون، فلا يرى إماما للإنسان سوى عقلهن يرشده و يدلّه إلى السّبل السويّة و العمل المجدي:

"كذب الظن لا إمام سوى العقل

مشيرا في صُبحـه والمساء"

و ها هو ذا التّاريخ يعيد نفسه بعد قرون، و ها هي ذي الشّاعرة نسرين الخوري، تضجّ في عصر العولمة و الصّراعات الإقليميّة، و التّجاذبات الاقتصاديّة، عصر أعلن فيه "نيتشة" منذ مائة عام تقريبا عن موت الإله، إيذانا منه ببداية عصر ألوهيّة الإنسان الّذي يمكنه إذا تسلّح بالعقل و العلم و أسباب القوّة، أن يكون الإله على الأرض، فيقرّر مصيره بنفسه و لا يحتاج إلى إله يتدخّل في حياته.

و الشّاعرة هنا، تنزّه الإله عن تردّي الإنسان، و تجعل الإنسان هو المسؤول الأوّل و الأخير عمّا أصابه من نكبات صنعها بنفسه، عن جهل و تخلّف، فتقول:

فحدادُ مائةِ عام

كذبةٌ كبيرة

وخدعةٌ منظمّة

صيّرتْ بكاءنا ملهاةً للدهور..

يبدو انّ تباكي النّاس في مجتمعنا العربي على إعلان " نيتشة " موت الإله، و دخولهم في جدال لا عقلا نيّ حول الأديان و العقائد، ألهاهم عن النّهضة و الرّقيّ بالإنسان العربيّ إلى مصاف الأمم الآخذة بأسباب التّقدم. و المتّهم الرّئيسي هنا هو العقل العربيّ الغائب، و المغيّب بفعل جهل المجتمعات العربيّة و تخلّفها و ديكتاتوريّة حكّامها.

و هنا تصرخ الشّاعرة من كلّ وجدانها، بأصحاب القرار المتسلّطين على رقاب النّاس،

بالقهر و الظّلم و زرع الفتن:

يا سادتي متى تفهمون؟؟

هي لعبةٌ مريبة

وأسلوبٌ معيب

أن تجعلونا نرتدي السوادَ على مرِّ العصور

أن نكتمَ صراخَ الروحِ بجدرانِ القبور

تلقى الشّاعرة المسؤوليّة على أصحاب القرار في ما تتردّى فيه مجتمعاتنا العربيّة من تخلّف، و جهل، و سوء حال، و صراعات حول مسائل لا تقدّم و لا تؤخّر في شيء، بالعكس هي تؤخر هذه الشّعوب المقهورة عن اللّحاق بالأمم المتقدّمة الّتي تنعم بحياة أفضل. و تنادي بتحرير العقل العربيّ ليتفرّغ للعلم و بناء نهضة تليق بالإنسان العربي.

و يبلغ إحساس الشّاعر ة، و وعيها بمأساة الواقع العربيّ ذروته فتصاب بالإحباط، يخالطها في ذلك الحزن و الغضب على هذا الواقع المبكي، و المفزع، فتصرخ في تحدّ:

يا سادتي الأسياد..

باسمِ الذين قتلوا

وكلَّ يومٍ يُقتلون

أدعوكم أن توقظوا إلهكم

أو تدفنوه..

فرائحةُ الموتِ واخزة

تنخرُ حتى جماجمَ الأموات

يا أيّها النّاس.. . يا أيّها الحكّام.. . يا حكّام العالم، لم يبق لكم إلاّ أحد أمرين: إمّا أن تنضووا تحت ظلّ إله واحد يجمعكم على المحبّة و التّآخي على اختلاف أديانكم و مذاهبكم، بعيدا عن الجزئيّات الّتي يتخفّى وراءها شيطان الفرقة و الفتنة، و إمّا أن تنسوا مسألة الإله هذه، و توطّنوا عقولكم على التّفكير العلمي الّذي ينظّم حياتكم، و يصونها من الصّراعات و الحروب، فقد فاحت روائح الجثث المتعفّنة، و الكلّ يدّعي الشّهادة لموتاه، و يقذف بالآخرين إلى نار جهنّم و بئس المصير.

و كتبت الشّاعرة نصّها متّبعة أسلوب الخطاب المباشر على اختلاف مستويات صيغه، أمرا و نهيا- و إن كان ضمنيّا و غير مباشر - و استفهاما(أيقظوا الإله..، أو فلتدفنوه.. . يا سادتي متى تفهمون؟؟)

و هذا الأسلوب- أي أسلوب الخطاب المباشر- أقرب إلى نفس القارئ لما فيه من قدرة على تبليغ الأحاسيس، و الانفعالات بقوّة و صدق. أمّا على مستوى الأزمنة، فقد ركّزت على زمني الماضي و الحاضر، كارتباط للسّبب بالنتيجة، و تكاد الرؤية المستقبليّة تغيب تماما في عتمة الحزن، و انفعالات الغضب على هذا الحاضر المؤلم. لذلك كان التّشخيص حاضرا، يوصّف الوضع الرّاهن كما تحسّ به الشّاعرة وبدون مواربة:

يا سادتي الكرام

أجسادنا المكبّلة

لم تعدْ قادرةً على صنعِ المزيدِ من الكفن

و يأتي التّعليل، ليفسّر للقارئ ما وصل إليه الإحساس بالمأساة لدى الشّاعرة، من واقع يدمي النّفس و يؤلمها:

فحدادُ مئةِ عام

فرائحةُ الموتِ واخزة

و في غمرة الحزن و الألم و الثّورة و الغضب، تتهم الشّاعرة الحكّام و أولي الأمر بالبلادة و سوء الفهم في أسلوب الاستفهام الإنكاريّ، أي في أسلوب الاتّهام و الإدانة، و تحمل هم المسؤوليّة كاملة في خنقهم للأصوات الحرّة، و و أدهم للأصوات الحرّة في مهدها، فتقول:

يا سادتي متى تفهمون؟؟

هي لعبةٌ مريبة

وأسلوبٌ معيب

أن تجعلونا نرتدي السوادَ على مرِّ العصور

أن نكتمَ صراخَ الروحِ بجدرانِ القبور

قصيدة: أيقظوا الإله للشّاعرة نسرين الخوري، صرخة ألم من شاعرة رقيقة تألّمت من و ضع إقليميّ و دوليّ و إنسانيّ متردّ، و صيحة فزع و غضب في وجه الحكّام و المتنفّذين في العالم عموما، و في العالم العربيّ على و جه الخصوص، تدعوهم إلى إطلاق الحريّات ولاسيما حريّة الرّأي، و نبذ الفرقة و الفتنة بين الشّعوب و الأديان و المذاهب. رؤية إنسانيّة راقية تهدف إلى تحرير العقل البشريّ، ليتفرّغ لبناء مجتمع إنسانيّ متوازن، يتعايش فيه الجميع في ظلّ التّسامح و التّآخي، و تبادل المنافع و المصالح، على أساس الكرامة الإنسانيّة و الاحترام المتبادل، في ظلّ حقّ الاختلاف في الرّأي و الدّين و الثّقافة. و النصّ على قصره مكثّف، عميق الدّلالات، يختزن في داخله شحنة شعريّة عالية، و رسالة إنسانيّة سامية تجعله نصّ ملتزما بامتياز.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى