السبت، 27 أغسطس 2011

اللعنة الأولى(من باريس) للشاعرة المغربية خديجة المسعودى




اللعنة الأولى(من باريس)


للشاعرة المغربية خديجة المسعودى

......



من باريس...

ألقيتَ بتعويذة الألم وأرسلتَ بداية النهاية.

من هناك باركتَ عيد ولادتي

قطعت حبل سرتي مبللا وعَمدتني باللعنة الأولى.

بشغب طفولة قزحية لونتِ العالم

من أقصى شواطئه الى أقصى صحاريه،

احتضنتُ نوافذ حلمكَ الأخير

وأشرعتُ أبواب حلميَ الأول.

من باريس...

اغتالني صوتك الهاتفي وأحرقتني أبكار رعشتي.

عاريا، حلق طيفك باتجاه لعبة جديدة

من باريس...

ملأتَ حُجرتي بما يسبح في عينيك،

في كل مكان أجده من حولي،

تحت الوسادة، بين صفحات الكتب، على شاشة الحاسوب،

ومرآة علبة مساحيق التجميل، في أبطال الأفلام

وكلمات الأغاني.

من باريس...

أبكيتَ بحر الرغبة في جوفي

وأطلقت العنان لدمعة مغرورةٍ

أقسمت مائة يمين أن تحجب لمعتها

وتغلف بريق حرارتها بجليد ميت.

من باريس...

ألقى ليلك البدوي بفستانه على سريري

فلبسته عرائس البحر ملء جسدها

من باريس...

نحرت أحلام المسبحة القديمة

وأغلقت الباب على حب أرمل هششته الرطوبة

من باريس...

ألبستني البياض وزينتني بين سطورك

علمتني كيف أرضع حليب الشمس

من أضيق الثقوب

وكيف أقدس الوهم ان كان جميلا.

خديجة المسعودي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى