الاثنين، 22 أغسطس 2011

ثلاث نصوص شعرية للشاعر المصرى : أشرف عزمى









غلاف الديوان الثالث للشاعر أشرف عزمى " أتفحص فوضاي " الصادر عن مركز عماد قطري للابداع بالتعاون مع مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية بالقاهرة


-

ثلاث نصوص للشاعر المصرى : أشرف عزمى

من ديوانه الجديد " أتفحص فوضاى "

سكرة الانتشاء

لم أكنْ أعرف..ُ
ما الحياةُ وما الموتُ!
إلا بعدما استساغ فمكِ
حروفي
تصرينَ
أن تقضمي حنجرتي
وتفرغى شهداً
في رئتي

"أفروديت"...
لم تعد ترضيني ألوهيتك
فأنا في حضرةِ
إلهٍ جديد
أقدمُ قرابينَ عبوديتي
أصلِّى..
مفترشاً روحَكِ
متلحفاً بجسدكِ النوراني

أردتُ أن أُشبَّهكِ
" بالجيوكندا "
لكن "دافنشى" لم يعبر
بريشتهِ
عن نظرةٍ تسكنني
حتى وإن لم أكن
في حضرةِ بَهَائِك

أنتِ بحرٌ ورياحٌ
وأنا يابسٌ ظمئٌ
فمتى تَهطلين عليَّ بنورِك ؟!

الكونُ أنتِ
وفى قَبضتي الكونُ
فمتى أُطلقُ سَرَاحَهُ
أو أُسجَن فيه ؟!

ثمة أشياء فيكِ تبعثرني
تركبين النهرَ
تَجمعين فُتاتِي المتناثر
تُعيديني إلى الحياة
بتعويذةٍ...
يحلو لكِ دائما
أن تمارسي معي لعبتك
متى تُدركين أنِّي
أَدمنتُها

تهزينني
فأسَّاقطْ عليكِ رُطباً
جديرةً بأن تمنحك
سكرةَ الانتشاء.

اهبطى منى

في اللاكون

عشتكِ أنتِ

تركت البدايات

التي توأد قبل أن تبدأ

أردت أن أبدأ وأنتهى بكِ

تناثرت بكِ

في فضاء لا سماوات له

ولا أراضين

صنعتكِ بكلمة منى

فكنتِ ما أردتُ

أن تكوني

اصطفيتك ..

بعدما تصورتكِ..

من فصيلة ملائكية

لم يمسسكِ شيطان

ولن يوسوس لكِ

أدخلتك جنتي

تريضي

هنيئا لكِ ما أمنحكِ

من نعيمي.

أمقت عين الحب المعصوبة

غباءه

الصورة التي كانت..

وليدة خيالي الخصب

رسمتك هكذا إرضاء لي

أناني هذا الرومانسي

الذي يسكنني

نظرت لكِ في لحظة عودة

وجدتك تحملين

نفس الصفات التي مقتها

في الكثيرات اللواتي

ادعين حبي

يميزكِ أنكِ مرصعة بالفتنة

يشتهيكِ اللاهث وراء رغبة

اشتهائي لكِ

دون رغبة

لي فلسفتي الخاصة في الاشتهاء

تضعك بين يدي فنان

يقدر فتنتكِ

تحملين نفس صفاتي

تلهثين وراء فكرة مجنونة

لا يعلمها سوانا

فإن لم تعِ من أنا

وتملكتكِ وسوسة شيطانية

فاهبطي منى

إلى وجود آخر.

اهبطى منى

(1)

لماذا يفور دمى
عند رؤيتك
تتشظى كل أحاسيسي
أعبس
ألتفت
أتركني لهذا الشارع
يبتلعني
أنت يا صاحب الزى المقدس
لا تجبرني أن أحترمك
أنا غير رسمي
أمقت كل الرسميات

لا أعرف
أين وضعت بطاقتي
قلمي أوراقي
أنا وحياتي..
لوحة سريالية
من الفوضى المنظمة
أستطيع وحدي
أن أصل لأشيائي
يلزمني بعض الوقت
لأتفحص فوضاى
بنظرة فنان

عليك فقط
أن تحدد ماذا تريد
وتمهلني بعضا من

الحرية.

(2)

منعزل
داخل حدودي
لا يعنيني
بكاء طفلي الجائع
استغاثة فتاتي المغتصبة
وطني عقلي رزقي
لم تعد تعنيني تلك القضايا
تعنيني فقط
عزلتي
أن أحافظ..
على حدودي
بعيدا عن
هذا الغبار

وأحدد حلمي
في هذا الإبهار الملحد
أنت يا من تقف
خارج حدودي
وعزلتي
تقتلك الحيرة
وتفترسك أنياب
انشغالك بالأشياء

أعدك..
بالراحة المميتة
فادخلنى أيها الظل

-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى