الخميس، 24 مايو 2012

السياسة الكويتية تحاور الشاعر المصرى محمود مغربى




السياسة الكويتية
تحاور الشاعر المصرى محمود مغربى

.....................



القاهرة - آية ياسر:



http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/226153_193134417417282_100001621750782_543823_7088639_n.jpg












الصفحة الرئيسية  الثقافية
 جريدة السياسة الكويتية
..............................
 
تمرد على القافية ويرى أنها لا تلبي طموحات القصيدة   07/04/2012
محمود مغربي: أنا مفردة من مفردات صعيد مصر... ومنه جاءت ظاهرة المنادر
 
البحث عن الذات والوجود والجمال... والدهشة ضرورة ملحة لابد من توافرها لأي مبدع

الحياة بلا امرأة صحراء... لذا أمنح المرأة بعداً مهماً في الحياة

التساؤل ما أراه سلماً حقيقياً لارتقاء المعرفة




القاهرة - آية ياسر:


 "وأفتح عيني, على صدفة تتجلى نهارًا, لتمطر بنتا بغمازتين, بنتا تلوح لي, ", بتلك الكلمات استهل الشاعر المصري الجنوبي "محمود مغربي" قصيدته النثرية "صدفة تمطر بنتا بغمازتين" التي تنتمي الى مجموعته الشعرية الأخيرة "صدفة بغمازتين" وتلك المجموعة هي الرابعة بين  نتاج الشاعر حيث صدرت له مجموعات "أغنية الولد الفوضوي" في عام 1994, و"العتمة تنسحب رويدًا" عام 2006, و"تأملات طائر" في ذات العام, كما شارك "مغربي" في "صمت الوقت" وهو كتاب شعري مشترك مع شعراء قنا, و"ناصية الأنثى" الذي ضم خواطره في عام 2011. حول ابداعاته ومجموعاته الشعرية, ورؤيته للأشياء حوله كان ل¯"السياسة" معه هذا الحوار,

  بداية الى أي مدى أثرت نشأتك في صعيد مصر على ابداعاتك?

  الصعيد أنا مفردة من مفرداته, ونبتة في أرضه السمراء, وعشت وأعيش فيها, تحديدًا في محافظة قنا, وكثيرون يعلمون ما لهذا البلدة من خصوصية جغرافية وتاريخية وسكانية عن غيرها في طول مصر وعرضها, لذا لم يكن غريبا أن تخرج بيئة الصعيد أعلامًا مضيئة في حياتنا الأدبية والفكرية والثقافية, وفي الثمانينات من القرن الماضي كان المناخ فياضًا بروح العطاء في كافة مجالات الفنون وكان يوجد في نجوع وقرى الصعيد ما يسمى بظاهرة "المنادر" جمع "مندرة" وكانت تستقبل الشعر والشعراء, وكل هذا اندثر تقريبًا ولم يعد هناك ذلك التألق الذي كنا نراه في عيون محبي الشعر والكلمة ورغم ذلك سيظل الصعيد ثريًا وكنز ضخمًا لا حدود له
.
  وماذا عن مجموعتك الشعرية الأخيرة "صدفة بغمازتين"والفكرة التي تتناولها?
  هي نتاج قصائد كتبت في الأعوام الأخيرة, وقد فضلت أن يكون بينها روابط أو خيوط أو ما شابه ذلك, وتدور قصائدها حول علاقتي بالمرأة الأنثى والحياة. وفى المجموعة نجد المرأة حاضرة بقوة, لها ما لها من الحظوة والسطوة, كما لها من الدلال والتفاعل والعطاء المتبادل.

  وكيف جاء اختيار عنوانها, وما الذي يعنيه لك?
  هذا الاسم له دلالات كثيرة أتركها للنقاد, ولكن اذا ما تحدثت عن الصدفة, فأنا لدي ايمان عميق بالصدفة في حياتنا, وكيف أن الصدفة وحدها تدخلنا عوالم مختلفة, ما كنا نحلم بها, ولم تخطر على بالنا في يوم ما, ولكنها تتجلى وتصنع لنا دهشة مغايرة, ومسكين من عاش الحياة بلا صدفة, تمطره أناشيد الحياة.

  في رأيك لماذا ديوان "أغنية الولد الفوضوي" هو أشهر دواوينك على الاطلاق?

  لأنني من خلاله صافحت القارئ, وقد صدر عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة, وقد قابله النقاد بترحاب شديد, وكتب عنه الكثيرون أمثال د. مجدي توفيق, ود.عبير سلامة, ود. فارس خضر, والناقد عبد الجواد خفاجي, والشاعر والناقد أسامه عفيفي, والشاعر محمود الأزهري, والشاعر والناقد فتحي عبد السميع, وغيرهم. وقد كان الديوان محظوظًا بالمتابعة والأضواء من قبل كل هؤلاء, وذلك لأسباب كثيرة, أهمها جودة العمل, وقلة العناوين التي كانت تخرجها المطابع المصرية والعربية في ذلك الوقت. أما الآن فالوضع مختلف, فيوميًا نجد مئات العناوين في الشعر والقصة والرواية, وأغلبها لا يجد العين الفاحصة التي تتابعها بعمق في زحمة الحياة, وأيضًا لقلة النقاد في حياتنا الثقافية, لذلك هناك أعمال مهمة تصدر دون أن يلتفت اليها أحد.

  علاقتك باللغة, كيف تراها?
  علاقتي بها حميمة, وفيها فضاءات ثرية لأنها قادرة دائمًا على صنع الدهشة في حياتنا, وعالم بلا لغة يفتقد الى الكثير, وان فقدنا اللغة داهمنا الموت أو الفناء.

  ما سبب استخدامك لتقنيات التساؤل والالتفاف في ديوان "بناصية الأنثى"?
  لأن التساؤل عمومًا هو ما أراه سلمًا حقيقيًا لارتقاء المعرفة فالسؤال حياة, وان فقدنا عنصر التساؤل في حياتنا, فقدنا جوهر الحياة والتقدم, وهو وحده القادر على خلق الجديد في كل شيء, وبدونه نحن فقراء.

  لماذا أنت مغرم في أشعارك بالتأملات?

  التأمل هو أول مفردات الشاعر, وبدون تأمل حقيقي يضيع منا الكثير من الجواهر التي تصادفنا في الحياة, لذا فهو ضرورة لابد منها للشاعر وللفنان بشكل عام, وديواني "تأملات طائر" محاولة عميقة في هذا الفضاء اللا محدود. كما أن التأمل سمة أساسية في حياتي, 
وكذلك رصد كل شيء بعمق حقيقي, والبحث في ماهيته وجوهره فدائمًا أثناء سيرى على الأقدام أتأمل وجوه المارة هنا وهناك.

  لماذا تتضح في أعمالك ظاهرة البحث عن الذات الضائعة?
  البحث عن الذات, والوجود, والجمال, والدهشة ضرورة ملحة جدًا لابد من توفرها لأي مبدع أو فنان أو حتى انسان عادي فبدون البحث لن نصل لكنز الابداع الذي يسكننا, والذات أراها ضائعة, خصوصًا في عصرنا الحالي, فهي منهكة جدًا رغم كل ما يراه البعض من الرفاهية حولنا في كل شيء.

  الى أي مدى أنت مهتم في القصائد بالقافية, والجرس الموسيقي?

  القافية صاحبت قصائدي الأولى في بداية الثمانينات, ولكني تخلصت منها سريعًا لأنني ابن جيل شعري تمرد على القافية فهي لا تلبي طموحات القصيدة لديَّ, لذا هربت الى فضاءات التفعيلة, وقصيدة النثر, ولست أنكر القصيدة التي تلتزم بالقافية, اطلاقًا ولكن المهم أن تتميز القصيدة بالصورة, وجماليات الشعر الحقيقية, التي تجعلها تدخل روح وعقل المتلقي.

  لماذا تحرص على استخدام تقنية المفارقة في أشعارك?

  لأن في الحياة الكثير والكثير من المفارقات التي ندخلها صبحًا وعشية, لذا يرى النقاد والقراء معًا هذه المفارقة بارزة في قصائدي.
  وما أسباب كون المرأة محورًا تدور حوله الكثير من قصائدك?
  وكيف لا تكون المرأة محورًا مهما, ليس في حياة الشاعر وحسب, وانما في كل حياتنا,  وأنا لي مقولة كثيرًا ما أرددها, وهي أن "الحياة بلا امرأة صحراء", وأنا أحد الذين خبروا الصحراء, وعاش فيها منفردًا لشهور كثيرة, وكل هذا أعطى للمرأة بعدًا آخر مهما للحياة, لذا أرى أن المرأة هي المفردة الكبرى في قاموس الحياة وبدونها يختل توازن الطبيعة, فهي ببساطة حديقة الحياة بحلوها ومرها, فكيف لا نحتفي بها بشكل حقيقي أو لا ندرك قيمتها?.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى