الخميس، 24 مايو 2012

الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة ...أجرى اللقاء : فاتِحة يعقوبي







 الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة

https://mail-attachment.googleusercontent.com/attachment/?ui=2&ik=e35823836c&view=att&th=135f29f1dc05767e&attid=0.1&disp=inline&realattid=f_gziozzmw0&safe=1&zw&saduie=AG9B_P84_TSd4LRxtebe0c_sKFfB&sadet=1337908733903&sads=EsXaxZ6CFahAHb69LdFkaxc-jF8

.......

فى حوار موسع من المغرب لمنبر التحرير



أجرى اللقاء : فاتِحة يعقوبي 

 https://mail-attachment.googleusercontent.com/attachment/?ui=2&ik=e35823836c&view=att&th=135f29f1dc05767e&attid=0.2&disp=inline&realattid=f_gzip07an1&safe=1&zw&saduie=AG9B_P84_TSd4LRxtebe0c_sKFfB&sadet=1337908810496&sads=uaWpuVi9mGN-FmenFYn8o7uj9aY


يقال :  أن الشعر يولد من رحم الألم  .. من وجهة نظر شاعرتنا الكبيرة إلى أي حد المقولة صحيحة؟

-  من وجهة نظري أرى أن الابداع بشكل عام يكتسي صاحبه خصوصية الشجن العميق في مسار حياته سواء كان فنانا أو كاتبا ولا أعرف صراحة هل هي خصوصية  متفردة تخص النفس المبدعة أم أنها جاءت  كصدفة متكررة عبر التاريخ  الذي سجل لنا نماذج كثيرة من المبدعين الذين نشروا السعادة في كل أنحاء العالم لكن حياتكم كانت تعيسة للغاية
 فلو تابعنا قصة بعض المبدعين  - و غالبا اشهرهم -  سنراها قصة مؤلمة الخفايا وفي حالات كثيرة تكون نهايتهم مؤلمة ايضا كالتفكير في الانتحار مثلا أو المرض المزمن أو الموت في حالة غامضة فنادرا ما نجد مبدعا يعيش السعادة الكبيرة ويبدع لنا إبداعا يبقى في صدور الناس  خالدا حتى بعد مماته .
وهذه الخصوصية قد يتفرد بها الشعراء بشكل أكبر لما لهم من حس مرهف وخيال أكبر مما يؤدي بهم إلى عدم التلاؤم بشكل أو بآخر  مع الحياة التي يغلب عليها طابع الغش و الانانية والبخل في العطاء ولعل  تخصيص الله عزوجل هذا النوع الإنساني من البشر  بسورة كاملة في كتابه العزيز لهو أكبر دلالة على تفسير هذا الامر . كما أننا لا نعرف قصصا غرامية خالدة إلا من خلالهم فهم الاكثر انتشارا عبر التاريخ الذي جعلوه  يركع لهم وهم يصرخون بإعلى اصواتهم هائمين في العشق الصادق الرفيع متحدين كل عراقيل الحياة حتى ولو كانت نتائجها الموت غير أبهين به ولا بخسارتهم لهذه الحياة التي لا يرغبون فيها  إلإ بما في مخيلتهم , هذه المخيلة التي تكون منسجمة بشكل كبير مع عاطفتهم التي تبدع شعرا يبقى متحديا للزمان والمكان , ليغيب الجسد ويبقي الذكر بسبب هذا الشجن الذي كان محركا أساسيا للابداع .

 

*    مسيرتك الإبداعية  مند 1991 تمتاز بنجاحات دواوينك الشعرية ،  ولا ينكر نشاطاتك في مجال العمل الجمعوى غير جاحد أو حاقد ..   حيث انك  المرأة الوحيدة  التي  أرخت  للإبداع الشعري في الوطن العربي ..= بالموسوعة الكبرى للشعراء العرب= السؤال هل كان في مسيرتك شخص يدعمك معنويا سواء بالسلب أو الإيجاب وأعطاك  دفعة لقول ها أنا ذا ؟

-    انطلقت مسيرتي الابداعية بشكل جاد عام 1991 م و أنا تمليذة بالصف الاول ثانوي أداب بثانوية مولاي رشيد من خلال النشر الورقي في العديد من الصحف الوطنية فالدولية , وقد كان هناك العديد من الاشخاص الذين طبعوا هذه المرحلة بعطائهم الذي ظل على عاتقي إلى اليوم  أذكر على رأسهم أستاذتي ليلى اشرقي واستاذي محمد حماني بالاضافة إلى الاستاذة إلهام بنابي الرطل , فهذه الثلة المباركة من الأساتذة كان لهم فضل كبير في إرشادي ودعمي ماديا ومعنويا . لتبدأ مسافة الالف ميل في هدوء كبير حتى قدوم المرحلة الجامعية بتتويج إصدارات شعرية رفقة بعض الطلبة الشعراء .
لا أنسى ايضا عدم مساندة  الاسرة وعلى رأسهم السيدة الوالدة هذا المسار على اعتباره مضيعة للوقت وللعمر خاصة بالنسبة لامرأة تعيش في عالم عربي لا يهتم إلا بأنوثتها الخارجية بهدف تحقيق الاهم بالنسبة لهم وهو الزواج حتى تطمئن قلوبهم على مستقبل هذه الفتاة , فالاسرة العربية تفكيرها ينصب بشكل تقليدي على هذه الامور أكثر من تفكيرها في تشجيع المرأة المبدعة من أجل تحقيق ذاتها مستقبلا . لكني لا انكر دعم  أخي الاكبر في هذه الحقبة العمرية  حتى تلمست طريق الصواب .

 

*    الموسوعة الكبرى مولود شامخ .. إزداد شموخاً بالجزء الثاني..  فكيف توهجت النطفة في رحم فكرك ؟ ومتى ؟؟؟

-   لا يمكنني أن اتهرب  من الاتهام الجميل الذي أتهم به ألا وهو أنني امرأة تتحدى المستحيل وتريد التميز في ما تطمح إليه  بكل ما أتيت من قوة , ومن هذا المنطلق كانت دائما تراودني فكرة تأسيس شيء يخلد اسمي عبر التاريخ  , فلست ممن تكتفي بترك اسمها عبر الابناء فقط ولكن عبر ولادة من نوع خاص , فاهتديت لفكرة جمع بيبلوغرافيا شعرية تهتم بشعراء الامة العربية وكانت هذه الفكرة تراودني مع بداية عام 2000 لكني وقتها لم أكن قادرة على تحقيقها لعدة أمور أهمها صعوبة البحث الذي كان حكرا على الرجال منذ الازل وسؤالي الدائم ما سبب عدم اشتغال اي امراة على هذا النوع من الأ عمال ؟ , فبقيت الفكرة كالجنين داخل بطن أم  ترفض أن ترميه خارجا إلا بتوفر مناخ سليم لحياته واستمراريته  , هذه الحياة التي شاءت لها الاقدار أن تأتي  عام 2007 عندما أعلنت عن بدأ انطلاق الأشتغال عن الموسوعة الكبرى للشعراء العرب واخترت لها زمنا معينا يبتدي من عام 1956 اي فترة استقلال بلدي المغرب إلى عام 2006  وهي فترة النصف قرن .

*     الموسوعة الكبرى إبداع  أدبي ..  وكل إبداع  لابد وأن يمر بمخاض .. هل يمكن أن تذكري لنا أصعب اللحظات التي قابلته .

-  أن يشتغل المرء على عمل يراه أغلبية الناس عملا جنوني المجازفة مستحيل التحقيق هو قمة الصعوبة في حذ ذاتها فأغلبية زملاء الحرف كانو يرون في الاعلان عن هذا العمل هو ضربا من ضروب الجنون و هناك من اتهمني بجنون العظمة لأن مثل هذه المشاريع لا تتقنها سوى المؤسسات الكبرى التي تتوفر على عدة ومالا وفيرا , وطاقة بشرية ضخمة , فكيف لامرأة واحدة أن تعمل على مثل هذا العمل الشاق والمضني , لكني تشبت بالفكرة و قمت بخلق فكرة وضع منسقين لها بالعالم العربي لكن أغلبيتهم لم يقدموا لي إلا النزر القديل من الدعم وعلى الرغم من ذلك اشكرهم جزيلا لأنهم منعوا عني عين الحسود وأنا التي أشتغل كألة حصاد يومي في صمت رهيب لا أعرف فيه الليل من النهار ولا النهار من الليل تركيزي الاكبر هو تحقيق هذا الحلم ورفع اسم المرأة المغربية شامخا في هذا المدمار. وكانت أمنيتي أن يكون العمل مغربيا مائة بالمائة فالتجأت لوزارة الثقافة في عهد السيدة ثريا جبران بهدف طباعتها وقد وعدت مديرة ديوانها أنداك خيرا فعدت للمنزل وأنا في قمة السعادة واشتغلت بشكل مضاعف لكني صدمت عندما سلمته لها بمكتبها في الرباط وهي مشدوهة قائلة : لا نستطيع أن نطبع هذا العمل بهذا الحجم لأن ميزانية الوزارة لا تسمح .
ميزانية الوزارة لا تسمح كانت كفيلة لتحرق سنوات تعبي وسهري وأن تدخلني غيوبة لولا تدخل الاقدار وموافقة الشيخة اسماء بنت صقر القاسمي طباعة العمل وظهوره للنور .
وكانت هذه أصعب مرحلة عشتها قبل ولادة الموسوعة الكبرى للشعراء العرب التي شهدت عدة مواقف سلبية وايجابية لا يمكنني حصرها هنا في لقاء صحفي مكتوب . لكني على الرغم من كل ما مر سعيدة جدا بهذه التجربة الناجحة التي مدتني قوة أكثر واسما معروفا أكثر على الصعيد العربي .


*  من الملاحظ أنه كثيراً  مايصاب الشعراء بسهم الغرور والاستعلاء بمسيراتهم الشعرية  .. هل لاحظتي مسحة غرور على أحد ممن تضمنتهم موسوعتك من شعراء  ؟؟

-   الغرور مقبرة المواهب مقولة عربية صحيحة حسب نظري , فكل شخص تكبر واغتر في الواقع هو شخص لا يساوي شيء وهذا ما يؤكده لنا الشاعر حين قال :
ملأى السنابل تنحني تواضعا = والفارغات رؤوسهن شوامخ
ولا يمكنني أن أتحدث عن سلوكيات واحاسيس شعراء ضمتهم الموسوعة لأنهم مختلفي الطباع والمشاعر و الاخلاقيات ايضا , لكن ما يمكنني قوله هو أن الغرور صفة لصيقة بالفرد سواء كان ضمن موسوعة أو لم يكن هي صفة شيطانية يكتسيها بعض الاشخاص وتعجبهم كثيرا لأنهم يرون من خلالها عبقريتهم التي لا توجد إلا في مخيلتهم , فالواقع الحقيقي يقول أنهم لا شيء ولكنهم يرفضون هذا الواقع بالانزواء خلق قناع الغرور الذي يجعل لهم ستار التواصل بينهم بين الناس . فيتركهم في برج عاجي خاص يستمتعون به وبتافهاته  دون مشاركة الغير لهم .




 *    الموسوعة حوت شعراء كثر  ... فهل أضافت لهم الموسوعة أم هم إضافة لها  ؟؟؟


-  الموسوعة الكبرى للشعراء العرب عمل توثيقي تأريخي لشعراء عاشوا بين الخقبة الممتدة ما بين 1956 و2006 , وهو عمل له بصمته الخاصة في مجال السير الذاتي العربي والعالمي من خلال هذا التوثيق الذي سيضيف لهؤلاء الشعراء الشيء الكثير بتخليدهم لاحقا وهذه هي القمية المضافة لأن الشاعر طالما هو حي يرزق هو قادر على خلق وترسيخ اسمه كما شاء لكن الاجمل أن يخلد اسمه شخص أخر بعد هذه الفترة التي يعيشها وهذا هو دور الموسوعة .
وبكل تأكيد الموسوعة ايضا استفادت من تواجد اسمهم فلولاهم لما كان كتاب ورقي وأخر نتي اسمه الموسوعة الكبرى للشعراء العرب .
هناك علاقة ترابطية بين الطرفين وكل منهم يكمل ويجمل الطرف الأخر .



*  تشرفت المغرب بزيارة سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي   راعية الموسوعة الكبرى للشعراء العرب ترى  من المبادر لهذه الدعوة أكانت مبادرة ذاتية أم دعوة موجهة من طرفكم ؟؟

-  غالبا ما نرى الاثرياء مشدوهين لزيارة الدول الغربية أكثر من العربية لسبب لازلت أجهله رغم أن الطبيعة وجمال المناخ بهذه الدول أفضل بكثير من الدول الاخرى , إلا أن الشاعرة سمو الشيخة اسماء بنت صقر القاسمي كانت متلهفة لزيارة المغرب منذ زمن لولا تدخل الاقدار التي تغير مجرى تحقيق هذا الامل حتى جاءت فرصة تواجدها مؤخرا بمعرض الكتاب الدولي للدار البيضاء في دورته الثامنة عشر بدعوة كريمة من وزارة الثقافة التي سهرت على تنظيم أمسية لسموها مرفوقة بثلة من الشعراء العرب .

=8)  تم توقيع الموسوعة الكبرى للشعراء العرب في مهرجان الدار البيضاء للكتاب رفقة سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي راعية الموسوعة ... فهل أثمر ذلك التوقيع  إقبالا على الموسوعة ؟؟؟ وهل انعكس إيجابا عليها ؟؟

أهم ثمرة لهذا التوقيع تواجد سمو الشيخة اسماء بنت صقر القاسمي التي اسعدت قلبي بمشاركتي حفل التوقيع خاصة وأنني أعتبرها الشخصية الموازية لنحاج المشروع ككل , فلولاها لما عرفت الموسوعة الكبرى للشعراء العرب التواجد أصلا وقد كانت التفاتة جميلة توجيه وزارة الثقافة الدعوة لي من أجل هذا الحدث الهام الذي حضره العديد من الشعراء والمهتمين بالحفل البيبلوغرافي .
إلا أن الاقبال الأكبر لازلت ألاحظه بالمشرق أكثر من بلدي المغرب وذلك نتيجة الاهتمام المشرقي بهذا العمل والاحتفاء به في العديد من المناسبات أعلاميا بخلاف المغرب الذي لازال لم يستوعب بعد ضخامة ما حققته المرأة المغربية من أعمال .
ومن هنا لا يسعني إلا أن أوجه جزيل الشكر لكل الاخوة المشارقة الذين دعموا مسار الموسوعة إعلاميا سواء المرئي منه , المكتوب أو المسموع .


*    أقيم حفل تكريم للدكتور عباس الجراري في مدينة فاس  على شرف سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي وحضره نخبة من الشعراء ...لم الدكتور عباس الجراري  بالذات ؟؟

-  لقد سنت شبكة صدانا الثقافية سنة حميدة بتأسيس فكرة  وسام صدانا الذهبي الذي يقدم مرة كل سنتين لشخصية قدمت الكثير في مجال الفكر والأدب والفن أيضا , وبعد تم تكريم الشاعرة التونسية القديرة جميلة الماجري عام 2009 م  بهذا الوسام بمدينة تطاوين التونسية , كان لابد لنا من اختيار شخصية أخرى لهذا التكريم لعام 2001 م وعندما ارتأت سمو الشيخة أن يكون التكريم هذه المرة بالمغرب قمت كمدير عام للشبكة و في نفس الوقت كمغربية باقتراح ثلة من الاسماء التي نفتخر بها كمغاربة لنيل هذا الوسام فاتفقنا في الاخير أن يكون المحتفى به هو معالي الدكتور عباس الجراري لم له من إسهامات طويلة في مجال البحث الاكاديمي بكل تنوعاته لما يربو عن نصف قرن .
مما أهله أن يكون الشخصية الاكثر جدارة للظفر بهذا الوسام الذي يظل نقطة من بحر التكريمات التي حاز عليها .

*   لقد كنت مرافقة لسمو الشيخة أسماء  بنت صقر القاسمي أثناء زيارتها للمغرب الحبيب وبصفتك صديقة شخصية لها ... هل لك أن تنقلي لنا انطباعاتها عن هذه الزيارة ؟؟

-    أن تكون مصاحبا لأمير يعني الشيء الكثير , أهم ذلك التقيد بعدة بروتوكولات وتصبح حركاتك محسوبة وكلامك ايضا , هذا الشيء الذي لم أجده في شخصية سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي فقد وجدتها الإنسانة المتواضعة والحكيمة ,المنصتة للغير بشكل كبير ,
اسماء بنت صقر القاسمي الشاعرة غلبت على طبيعة سمو الشيخة هنا فكانت كما الشعراء هائمة في ملكوت الله دون اي تقييد رسمي مما جلعني أقترب منها أكثر وأتعرف على ارتساماتها الطيبة اتجاه المغرب كشعب طيب و بلد سياحي جميل لكنه يحتاج لدعم أكبر حتى يكون في مصاف الدول التي تعنى بطبيعة بلدانها و تسوق للسياحة بشكل ايجابي مدروس . كما أنها لم تخف رغبتها في زيارة البلد لمرات أخرى خاصة وأن زيارتها هذه اتسمت بالحركة العملية أكثر منها السياحية مما لم يسعفها من زيارة عدة مدن مغربية تغنى بها الشعراء السابقون والحاليون بسبب ضيق الوقت .

*    ما الأثر الذي تركته زيارة سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي
للمغرب  في نفسك ؟؟

-   زيارة سمو الشيخة أسماء كانت متوقرة منذ عام 2009 م زمن توقيع الجزء الاول من الموسوعة الكبرى للشعراء العرب لكن ذلك لم يحدث لعارض مرضي ألم بها قبل أن تطير إليها بيوم واحد , الشيء الذي أجل الحدث لمناسبة أخرى كانت ايضا فاشلة بتدخل القدر الذي سيمنحنا هذه الفرصة عام 2012 م وكنت سعيدة للغاية بهذه الزيارة خاصة وأنا أتعامل مع شخصية راقية , حساسة وذكية جدا , فهي  تقرأ الفرد من ملامحه وطريقة كلامه دون اي يكون لديها سابق معرفة , شخصية أكدت لنا أن الأصيلين دائما في تواضع كبير وتواصل مع الجميع بخلاف قشور البشر ممن يعتقدون أنفسهم أنهم في مراكز الصدارة ولا يحق لهم - التنازل - والتعامل مع بقية افراد الشعب . وهذا الاحساس زادني تقديرا واحتراما لها .


 
*    القصيدة أو الرواية كعمل إبداعي أدبي بشكل عام ..هل هو إحساس مبني على  أساس تجربة شخصية لصاحب القلم ..أم صورة منقولة من تجارب الآخرين..  أم أن أبطاله من خيال المبدع ؟

-   الابداع بشكل عام سواء كان رواية أوقصة أو شعرا أو فنا قد يجمع الاحساس الوجداني لمبدعيه فيطلق العنان لما يشعر به ويعكسه بشكل كتابي أوموسيقي أو فني للغير , أو أنه صورة منقولة عن تجارب الغير ممن يعرف هذا المبدع فيقوم هو بسرد ما تراه عينه وما تسمع أذنه بهدف جمع كل الاحداث وتحويلها لشيء أدبي أو فني ملموس , وقد يكون الامر مجرد خيال يهيم فيه هذا المبدع ويتمناه أن يتحول إلى واقع من خلال ما تبصمه يداه من إنتاج هو بطله في كل الاحداث الخيالية .
وعليه فالابداع قادر على استيعاب كل هذه الامور بكل اختلافاتها لكن الاكثر نجاحا هو ما ينبعث من القلب عن طريق تجارب شخصية يعيشها المبدع بكل معاناتها لتؤثر في قلمه بشكل مباشر لينتج لنا إبداعا قويا قابلا لمجاراة الزمان والمكان .


*  أود أن أخذ رأيك بظاهرة تجتاح عالمنا العربي .. أصبحت الورقة والقرطاس مرمى لكل من فقد عمله وأراد أن يجرب حظه مع الشعر والكتابة ..
ونرى بين الحين والآخر  متسلقين على الأدب ..  وأصبحت الكتابة مهنة من لا مهنة له .. هل ترين أن هذه الظاهرة طبيعية وصحية ؟؟ وأن بحر الأدب قادر على استيعاب الجميع لينتقي الجمهور ما يشاء .. ؟؟ أم أن مثل هذه الأبواق قد تعكر ما صفا .. وتملأ الساحة الأدبية لتحير المتابع وربما تسيء للذوق العام؟

-  هذه الظاهرة قديمة حديثة وهي عادية للغاية  و كل جيل يتهم الجيل القادم أنه اقل منه جودة و احترافية , مع تواجد العديد من الطحالب التي تعشق بريق الشهرة فترغب في الدخول إليها بأي وجه كان حتى ولو تناولت فيه عن اي شيء تمتلكه , لكني شخصيا لا أهتم بهذه الامور فالبقاء للأصلح دائما ولكل مجتهد نصيب أما غير ذلك فمثل الفقاعات التي تتفرقع في الهواء مهما صالت وجالت في ملكوت الابداع الذي يقدم لهم شهرة زائفة بزيف إبداعهم .



*    ماهية التركيبة النفسية والسلوكية للأديب بصفة عامة والشاعر بصفة خاصة من وجهة نظر فاطمة بوهراكة ؟

-   هناك عدة خصوصيات أخلاقية يجب أن يمتاز بها المبدع عن غيره من البشر , ولست مع الراي الذي يقول أن أخلاق المبدع ملكا له وحده وليس بالضرورة أن يكون نسخة طبق الاصل لما يكتب , فالكتابة صدق والصدق مع الذات أولا ومع المتلقي ثانيا يجبرنا على أن نكون قدوة حسنة  لهم , وأن تكون كتاباتنا مرآة تعكس نفوسنا ,
أهم الصفات التي أتمنى أن تكون لدى المبدع بشكل عام والشاعر بشكل خاص هي : التواضع ,  احترام الغير و الصدق .



*     يشهد الجميع بدماثة خلقك ، وتواضعك الجم ، .. فهل أخذك الزهو والغرور وأنت ترين  نجاحاتك المتوالية ؟ أم أهي الثقة بالنفس والاعتداد بها ؟
      
-  أعتز كثيرا بهذه الشهادة و يسعدني أن يكون راي الأخر في شخصي المتواضع بهذا الشكل , والواقع أن مساري الشعري منذ بداياته عرف بعض الاحتفاءات بطريقة كتاباتي وكان الدكتور الشاعر محمد السرغيني حريص النصيحة بعدم الاهتمام بكل ما يقال وأن اجتهد أكثر و اشتغل أكثر حتى أصل لما اربو إليه بتعبي الشخصي دون الارتكاز على أي شخص , وقد كنت اشتغل على نصيحة أستاذي الجليل صاحب التجارب القيمة التي استفدنا منها الشيء الكثير .
مما شكل لي هاجس التخوف الدائم من الفشل بعد كل نجاح , ففي الوقت الذي يكون القاريء أو الناقد يصفق على شيء خاص بفاطمة بوهراكة أكون وقتها أرتب لعمل آخر وكلي خوف من عدم ايجاد القبول كما سابقيه . وأعتقد أن هذه الطريقة جعلتني ادخل بشكل دائم في مرحلة تقويم الذات والابتعاد عن صفة الغرور التي لا أحبها أصلا فالمبدع يجب أن يكون متواضعا وإنسانيا أكثر .



*     ديوانك الجديد يحمل عنوان نبض ... فهل استلهم من نبض قلبك ؟؟؟
  هل أودعته  أحاسيس هذا القلب ونبضاته ؟؟؟
 وهل وشى بمكنونه ؟


علاقتي ب( نبض ) علاقة حميمية للغاية فهو عبارة عن مجموعة نصوص شعرية وجدت صيتا أكثر من غيرها وترجمت لعدة لغات هي العبرية والفرنسية والانجليزية والاسبانية و الكردية والتركية , ليكون خلاصة نبضي الشعري الحالي بعدة لغات عالمية .
هو نبض قلبي ونبض قلمي ونبض نصوصي التي تبوح بي في صمت.



*    سبقت عيد الحب بيوم .. ومهدت له الطريق لكي يرى النور .. فبماذا كافأك؟



الحب هو اساس الحياة وعمادها , هو الذي يجعلنا نعيش الحياة القاسية دون الاهتمام بها , هدفنا الاوحد هو تكملة ما شاء الله لنا من العمر ونحن بسعادة منبثقة من هذا الحب الذي يعيش في خفقات قلوبنا , فحبنا للآخر يجعلنا سعداء دون تدمر من الواقع القاسي وتطويعه ليكون في صالحنا أكثر .
لكن السؤال الجوهري هل اصبح الانسان الحالي يؤمن ويشعر بهذا الحب الكوني ؟
الواقع أننا أمام مد مادي لعين يقتل اي احساس بالعواطف الصادقة ويجعل المال ألهة العصر وسيد العباد مما خلف لنا أمراض نفسية كبيرة أدت لانتحار العديد من الناس بسبب فقدانهم لهذا الاحساس الرباني العظيم .
وقد سعدت للغاية أن يكون عيد مولدي هو 13 فبراير اي قبل ولادة اليوم العالمي للحب الذي نحتفل به في 14 من نفس الشهر . رغم اني أتمنى أن تصبح كل ايامنا محبة وسعادة لا يوجد فيها حروبا ولا ضغينة فالحياة لا تستحق منا كل ما نراه من قطيعة و أنانية .



*    يقولون خلف كل رجل عظيم امرأة ...  فأين الرجل منك  ؟

وهل تستطيع المرأة العظيمة أن تكون دون أن يكون رجل خلفها  ؟
قد تكون فعلا وقد لا تكون . لكني لا أنكر فضل الرجل في ما وصلت إليه اليوم  ,
الرجل المتمثل في والدي الذي رباني فأحسن تربيتي , الرجل المتمثل في اخي الاكبر الذي دعمني , الرجل المتمثل في الخطيب الذي ارادني مجرد امرأة تقليدية تابعة له فصرخت في وجهه رافضة هذا التعامل  وقررت المضي وحدي . الرجل الحبيب الذي فضل المال عن الحب . الرجل الصديق الذي دعمني . واللائحة تطول .
فكل هؤلاء الرجال كان لهم الفضل في إيصالي لما وصلت إليه  , سواء ممن دعموني بشكل ايجابي أو الذين تركوني في متاهات الحياة وأنا في قمة الاحتياج إليهم . فشكرا لهم جميعا ودامت الحياة بيد الله وليست بيد أحد . وما يمكنني قوله في هذا الباب : أن الثقة في الرجال صعبة كتسلق الجبال .


 
*   استطعت أن تنقشي اسمك  كإمرأة مغربية على رخام النجاح ليظل للأبد في عالم الإبداع هل لك أن تقولين لنا سمات الرجل الذي تحلم به و يستحق فاطمة بوهراكة الإنسانة والمبدعة ؟

منذ الصغر وإلى اليوم لم ولن تتغير مطالبي في فارس أحلامي الذي قد لا يوجد في هذه الحياة التي ملأها المد المادي .
الرجل الذي أحلم به يجب أن يكون : رومانسيا , مثقفا , صادقا ومخلصا .
هذه هي الصفات التي أحبذها في من سيكون شريك حياتي , دونها لا تعنيني ولست منزعجة من عدم الارتباط لغاية اللحظة لأني في سعادة تامة مع نفسي التي ترفض رجلا جافا فارغا مغرورا كاذبا و خائنا .



    * التواصل بين الاجيال كيف ترينه ؟

-    سنة الحياة هي التواصل بين الناس , ولكن نادرا ما نجد التواصل بين الاجيال ذو طابع توافقي ندي , فالجيل السابق دائما يعتقد نفسه الافضل والاحسن من الجيل اللاحق , الجيل الأتي يظن أن الجيل الرائد يتعالى عنه ويصفه بالتفاهة وما غلى ذلك مما يجعل هذه العلاقة متوثرة بعض الوقت . لكن إذا تواجد شرط الاحترام بين هذين الجيلين سيكون التواصل ذو منفعة كبيرة باكتساب تجربة الجيل السابق من طرف الجيل اللاحق . وانفتاح الجيل الاول على افكار ونشاط الجيل الثاني وهكذا .




    * 
صورة ادب المغرب العربى  عند النقاد ومثقفى المشرق العربى ؟

هناك ثقة كبيرة من قبل المشارقة بكتابات مبدعي المغرب العربي من شعر وقصة ورواية ومسرح ايضا بدليل التتبع الاكبر من قبلهم نقديا لما نكتب , فلا يمكننا الحديث عن نقد دون الحديث عن المشرقي في ذلك وهو نفس الشيء الذي يشتغل عليه المغاربة اتجاه أخوانهم المشارقة ,
ففي مجال النقد هناك علاقة تواصلية جيدة بين مشرق العالم الاسلامي ومغربه . بالاضافة إلى مجال الترجمة ايضا التي بدأت قواها تتحرك بشكل أكبر خلال العشر سنوات الاخيرة والظهور بشكل أكبر في مسابقات عالمية من قبل المبدع العربي الذي اكد ايضا هنا جدارته في حصد العديد من الجوائز .


*    بصفتك متابعة لمسيرة الادب العربى.. كيف هى صورة الادب العربى فى الغرب؟؟؟ وكيف يتم تقديم الادب العربى من خلال الترجمة الى لغات العالم؟؟؟

الادب العربي منذ القديم وهو يتصدر العديد من الترجمات العالمية بدا من الشعر الجاهلي وحتى الروايات العربية الحديثة التي كانت منهلا كبيرا في هذا الباب ,
والمثقف الغربي له دراية كبيرة بما يبنض به الفكر العربي من ابداعات سواء في مجال الشعر أو القصة أو الرواية وغيرها من أنواع الفنون والاداب .
والملاحظ كظاهرة جميلة ومشجعة هو تناقل الترجمات بين المبدعين عبر العالم من خلال مشاركاتهم الفعلية بالدول الغربية حيث يتم تأسيس دعامة فكرية وثقافية قوية بين الشعوب العربية والغربية .


*    في الإخير ماذا تهدي عشاق حرف فاطمة بوهراكة  كقصيدة ؟؟؟



-    وفيك امتدادي / فاطمة بوهراكة

مسافات العمر فيك
تنهار
يا عمرا ضاربا في
الكبرياء..
يا حرجا موشوما في
ذاكرة التاريخ
المدجج بالأنا
الرافض لكينونتي
فيك مني ما تبقى من
ملامحي وقيت
الغسق
الراكع في صمت ليلي
تكسرت باقة الألم على
وجه يشبهني
لحيظة الضجر
تسقيني الأيام مرارتها
أسقيها حبا نابعا من
بؤرة الجسد
يأتي البوح إلي
بوحا / لا بوح
قاتل هو الصمت
يشاكس قدر امرأة تحمل
نعشها .... غدها
على غيمة راقصت دمع
العذارى ...
يركض منك / إلي
بريق عينيك
عيناك ألم لا يشفى
يشاكس كذبة الأمس
القريب / البعيد
يرحل بي في اتجاه
الغد ...


*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى