السبت، 18 ديسمبر 2010

الفنانة التشكيلية السورية سعاد الجندى


-


-



الفنانة التشكيلية السورية سعاد الجندى


ولدت في صوفيا ..( بلغاريا ) تقيم في دمشق .
مارست الرسم منذ الصغر كهاوية .
درست في مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية في حمص لمدة عامين .
درست هندسة الديكور في الولايات المتحدة و دبي .
خريجة أدب انكليزي من جامعة دمشق
مدرسة رسم في مركز دبي العالمي للفنون سابقا
مدرسة رسم للأطفال
تعمل كمدرسة متطوعة للرسم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
شاركت في العديد من المعارض الجماعية منذ العام 2000 في دبي و سوريا
أول معرض فردي في دمشق 2004
أعمالها مقتناة لدى وزارة الثقافة و لدى مجموعات في دبي و سورية و الولايات المتحدة الأمريكي


وفي لقاء أجرته مجلة الصدى مع الفنانة سعاد الجندي - العدد 301 بتاريخ الأحد 2 كانون الثاني 2005

المكان ليس مجرد حجارة...انه ذاكرة وارتباط حميمي بالاشياء ,تكبر قيمته المعنوية,حينما يبتعد المرء عنه ردحا من الزمن , ويعود اليه محملا بعبق الشوق, ليرى ويلمس التبدلات التي طرأت عليه, ما الذي تبقى منه, وما الذي تغير؟! حينها تنداح الصور, وتتتالى الذكريات, وتتلون المشاعر وتتناقض.
وقد اختارت الفنانة التشكيلية السورية سعاد الجندي(مكان طفولتها وذكرياتها) في مدينة حمص السورية, موضوعا أساسيا للوحاتها في معرضها الفردي الأول الذي افتتح بدمشق, اضافة الى موضوعات أخرى, وذلك بعد سنوات من الانتاج الفني والمشاركة في معارض جماعية. ولأنها فنانة ترسم ما تحب ,فهي تعبر عن أحاسيسها بصدق وعفوية, بيد أنها لم ترسم الأحياء الشعبية بشكلها الواقعي, بل قامت بتحوير الأشكال والعناصر بما ينسجم مع بنية التأليف , وتماسك العناصر المتنافرة وهي ترسم من الذاكرة , لذلك تبدو في أعمالها الأخيرة وقد انحازت الى الاختزال في الخطوط , والشغل على التجاور بين العتمة والضوء ,حيث ينبثق الضوء المشرق الشفيف من قلب العتمة ,كذلك دخل العنصر الانساني وخاصة المراأة , كجزء أساسي من الموضوع وبالتالي لم يعد المكات فراغا, بل مكانا يضج بالذاكرة والحلم, مشبعا بالمشاعر.
في هذا الحوار تتحدث الفنانة سعاد الجندي عن هواجسها ورؤيتها للفن والحياة.. بشفافية فنانة تريد أن تقول أشياء كثيرة من خلال فنها .
في وصفها للحالة الداخلية التي تعيشها والرهبة أمام المساحة البيضاء للوحة قيل الشغل عليها تقول: هناك احساس غريب ينتابني كمن يكون أمام شيء غير موجود وفجأة ينبثق أمامه شيء شبيه بأفلام السحر اذ يحرك الساحر يديه بالعصا وفجأة يطلع لك طائر أو أرنب أو منديل ...هذا الشيء غير موجود في الحقيقة ولكنه وجد فجأة أو وجد من لا شيء .. هذا هو المقصود باللوحة وعملية الابداع المصاحبة لها .

- الى أي حد هنالك معادل لهذا الكائن -اللوحة في الواقع؟!
- كثيرا ما أسأل نفسي هذا السؤال , ولكن ليس بالضرورة أن يكون هناك معادل في الواقع... مرة قرأت قولا:
( لنا الفن كي لا نموت من الحقيقة ) هذه العبارة أثرت فيّ كثيرا لدرجة كنت أفكر فيها دائما (لماذا هذا الفن كي
لا نموت من الحقيقة ؟!)فالفن أحيانا يجمل الحقيقة وأحيانا أخرى الحقيقة أجمل من الفن . أحيانا الحقيقة قد
تكون بشعة (الحروب, القتل,العذاب, الدمار..) من خلال التلفزيون صار القتل اليومي يجري أمامنا .. أحيانا
الانسان يحتاج الى الفن كي لا يموت من الحقيقة, وهذه وظيفة نبيلة من وظائف الفن .

- لهذا لا تصورين الواقع كما هو ؟!
-بالتأكيد ...أعمل دائما على تحوير العناصر والأشكال الواقعية. لا أرسم الشجرة كما هي , من دون أن أقول
لنفسي يجب أن أتبع المدرسة الفلانية ,أو أتبع مذهب الرسام الفلاني ...بل أتبع تلقائيتي واحساسي بالأشياء ...
أرسم هذا الشخص مثلا يهذه الطريقة , لأنني أشعر بأنني يجب أن أرسمه هكذا...

- ثمة مسحة من الحزن يشعر بها المتلقي حينما يشاهد أعمالك , ربما بسبب الألوان الرمادية .... أو حالة العزلة
والحصار التي تعيشها المرأة...لماذا هذا الحزن ؟
- أعتقد شخصيا أن الحزن هو جزء أساسي من حياة أي شخص , سواء كان من أسفل السلم الاجتماعي أو أعلاه
فما بالك بفنان وانسانة من الممكن أي منظر في الشارع يؤثر في الى درجة البكاء .
قد أرى متسولا في الشارع, أتأثر لمنظره وأبقى بعدها بساعتين في حالة خاصة من المشاعر ومن الممكن أن
تجري في حياتي الخاصة بعض الأمور التي قد تسبب لأشخاص آخرين انزعاجا أو توترا لساعة واحدة, بينما قد
تصيبني بالتوتر والانزعاج لنهار كامل ... يعني أن درجة الحساسية تختلف من انسان الى آخر وطبعا الانسان دائما يحاول أن يتغلب عاى هذه الحساسية, ويحاول السيطرة عليها, ولكن لا ينجح.
لماذا هذا الحزن ؟ لا أعرف ..أجد نفسي بعفوية أنساق لهذه الألوان القائمة (البني ..الأسود..الرمادي ) ولكن
دائما ثمة بصيص ضوء في لوحاتي..ثمة أملا ما خارجا من هذه الألوان..
- ولكن ماذا عن موضوعالمرأة في أعمالك, عزلتها ومعاناتها.. والحاجز الفاصل بينها وبين الرجل ....كأنها امرأة لا
تستطيع التواصل مع محيطها ؟
- من الممكن أن أجيب عن هذا السؤال إجابة عامة سهلة , قد يجيبك بمثلها أي شخص .... و لكن صراحة
أشعر بأن المرأة في النهاية كائن ضعيف وهش , و مهما قويت في مجتمعنا , و مهما حصلت على حقوقها ,
و مهما بلغت من مناصب رسمية ( سفيرة , و نائبة ووزيرة ... الخ ) تبقى في بلداننا تحمل شيئا من هذا
الضعف ....و في الفن و الأدب عموما هناك مشكلة مع مثل هذه الموضوعات : مثلا ماذا سأرسم كفنانة
...و ماذا ستكتب الأديبة ... إذا كتبت الكاتبة عن المرأة يقولون هذا أدب نسوي , و إذا رسمت الفنانة يقولون
هذا فن نسوي ... و إذا رسمت رجلا يقولون ما هي الدلالة التي تريدين توصيلها ... لذلك أقول إن المرأة
مهما ظهرت أمام الناس كشخصية قوية تظل تشعر بضعف ما كامن في داخلها يحاصرها , و يبدد من إمكاناتها
في التعبير عن ذاتها .
هناك في بعض اللوحات عندي تحد لتمزيق العزلة و الحصار على رغم التأمل و الحزن ... و في لوحات أخرى
يبرز حلم اليقظة ... حلم المرأة التي تمثل الوجود ... وجودها في إحدى اللوحات , في هذا القوس الذي
سيعمر بعدها ألف سنة ... دلالة مهمة جدا .... كم هي هشة و ضعيفة .... و كم هي قوية و حاضرة .

وفيما يلي لقطات من اللقاء


-





-




-
-
-




-


-




-
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى