الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

القاص والروائي سعيد رفيع في حواره ل ” قطوف ” : حاوره: أشرف البولاقى



القاص والروائي سعيد رفيع في حواره ل ” قطوف ” :


المثقفون المصريون جزء من مشكلة الثقافة وليسوا جزءا من حلها


مؤتمرات البحر الأحمر لم تبحث قضية ذات قيمة


انتهت سطوة القاهرة أمام سطوة الإنترنت



حاوره:


أشرف البولاقى

…………..



أعدها للنشر:

الشاعر محمود مغربى

……………



يمثل القاص والروائي سعيد رفيع ذاكرةَ وتاريخ محافظة البحر الأحمر بما تحمله هذه الذاكرة من زخم ثقافي واجتماعي قديم ومتجدد في آن واحد، وهو بمثابة البوابة الثقافية للولوج إلى تلك المحافظة التي طغى عليها صيتها السياحي بحيث تحولت إلى مصيف أو منتجع رغم ما تحمله من كنوز إبداعية تتمثل في تراثها القبلي وفي حركتها الأدبية المعاصرة ويمكن لإطلالة واحدة على مشروع الكاتب سعيد رفيع أن تكشف لنا كثيرا من هذه الكنوز خاصة وأنه أخذ على عاتقه إلقاء الضوء على تلك الكنوز من خلال مجموعاته القصصية الثلاث ( نزوة تمرد 1998 – البربوني يتجه شرقا 2005 – العودة إلى جوبال 2006 ) أو حتى من خلال روايته الأخيرة ” شتاء حار ” 2010، كاشفا عن كثير من تاريخ وتراث تلك المحافظة بأساليب فنية وأدبية …. وحول هموم الواقع الثقافي والأدبي والإبداعي وحول هموم ومشكلات واقع محافظة البحر الأحمر كان لنا معه هذا الحوار :




- ……………………………………………………………؟



ج ـ روايتي الأخيرة ( شتاء حار ) هي الرواية الأولى لي بعد ثلاث مجموعات قصصية ، وبعد كتاب يتضمن عدة مقالات من قبيل الأدب الساخر ، والحقيقة أنني لم يكن لدي خطة لكتابة رواية ، فعندما شرعت في الكتابة كنت أنتوي كتابة قصة طويلة ثم تغيرت فكرة القصة وحلت محلها فكرة أخرى ، ومع استمراري في الكتابة ظهرت أفكار جانبية عديدة إلى جانب الفكرة الرئيسية ، وهو ما أدى إلى تجاوز العمل لفضاء القصة الطويلة ليدخل في فضاء الرواية .


- ………………………………………………………………؟


يمكن القول إنني كتبت روايتي بمحض الصدفة ، وكتبتها وقد هيمنت عليَّ روح القصة القصيرة فظهرت هذه الرواية كأول مولود لي في مجال الرواية ، ويبدو أن فكرة كتابة رواية قد أعجبتني فقررت أن أخوض تجربة أخرى ولكن في هذه المرة ستكون بناء على خطة معدة سلفا .




- ……………………………………………………………..؟


ج ـ أظن أنك تقصد دور نوادي الأدب وقصور الثقافة في البحر الأحمر . ومن هذه الزاوية يمكنني القول إنه لا يوجد دور متميز أو مختلف للمؤسسة الثقافية لدينا عن دورها في بقية المحافظات ، فما يجري هنا هو ذاته ما يجري هناك في أي محافظة أخرى بما في ذلك الصراعات الصغيرة بين الأدباء بعضهم البعض ، أو بين بعض الأدباء وإدارة الثقافة .


- ………………………………………………………………؟؟


ج ـ إلى عهد قريب لم تكن محافظة البحر الأحمر على الخريطة الثقافية في مصر ، ولكن خلال العقد الأخير توقد الفعل الثقافي بالمحافظة خاصة بعد انتهاء العمل في قصر ثقافة الغردقة الجديد والذي يُعد من أفضل قصور الثقافة على مستوى الجمهورية من حيث التجهيزات التي تمكنه من استضافة المؤتمرات المحلية والدولية ، نظرا لتجهيز إحدى قاعاته بأجهزة الترجمة الفورية ، بالإضافة إلى فندق لاستضافة المشاركين في المؤتمرات .

ولذلك فقد احتضنت المحافظة خلال السنوات الأخيرة عدة مؤتمرات لهيئة قصور الثقافة ، كما احتضنت مؤتمرين كبيرين لاتحاد كتاب مصر ، هذا بالإضافة إلى القوافل الثقافية التي أخذت تشق طريقها تباعا إلى جنوب المحافظة خاصة منطقتي حلايب والشلاتين ، وهذه القوافل هي فعل ثقافي حقيقي لأنها تستهدف المواطن البسيط من أبناء قبائل العبابدة والبشارية وهم المحرومون من أدنى حقـوق المواطنـة .



- …………………………………………………………..؟


نعم أعترف أن الصورة في البحر الأحمر ليست وردية تماما . فرغم إقامة عدة مؤتمرات في الغردقة سواء لهيئة قصور الثقافة أو لاتحاد الكتاب فان هذه المؤتمرات لم تبحث أي قضية كبيرة ذات قيمة ، ولم تصدر أي توصية ذات صبغة محلية أو وطنية أو قومية باستثناء تلك التوصية العتيقة التي تتكرر في كل المؤتمرات برفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي . كما أن هذه المؤتمرات لم تهتم بمناقشة أي قضية محلية تخص البحر الأحمر ، مثل قضية التغيرات الاجتماعية التي واكبت دخول السياحة للبحر الأحمر - مثلا - بل إن المؤتمرات التي تُعقد في الغردقة تشهد أعلى معدل ” للتزويغ ” من قِبَل المشاركين فيها ، فالغردقة بالنسبة لعدد كبير منهم هي مجرد مصيف ، يستمتعون فيه بالسباحة والاستلقاء على شواطئه الرملية واختلاس النظر إلى السائحات الجميلات .

يضاف إلى ذلك : أنه على الرغم من وجود قصر ثقافة في الغردقة ، وبيوت ثقافة في كل من سفاجا والقصير فإن مدينة مثل رأس غارب - وهي ثاني أكبر مدينة في البحر الأحمر بعد الغردقة من حيث عدد السكان - لا يوجد بها بيت ثقافة ، ولا يوجد بها نادي أدب ، وهو أمر مثير للدهشة رغم المطالبات العديدة بإنشاء بيت ثقافة بالمدينة منذ عدة سنوات .


- ……………………………………………………………….؟


للسياحة مردود سلبي على الثقافة في البحر الأحمر .. فالمحافظون في البحر الأحمر يولون اهتماما خاصا للسياحة على ما عداها ، وأغلب المحافظين الذين توافدوا على المحافظة لم يُبدوا أي ترحيب يُذكر باستضافة المؤتمرات الثقافية ، بل إن بعضهم كان يُبدي سخرية من هذه الفعاليات ، ويعتبرها مضيعة للوقت ، ولكن الحق يقال إن المحافظ الحالي اللواء مجدي القبيصي يدرك قيمة الثقافة أكثر من سابقيه ، ومن هنا فقد رحب باستضافة عدة مؤتمرات ثقافية في المحافظة سواء لهيئة قصور الثقافة أو لاتحاد الكتاب ، وكذلك الأمر بالنسبة للمحافظ السابق اللواء بكر الرشيدي . ومن الآثار السلبية للسياحة على الثقافة ارتفاع أسعار السلع بصفة عامة ، وارتفاع أسعار الإقامة بالفنادق ، خاصة أثناء فترة الذروة للمواسم السياحية ، وهو الأمر الذي يرفع من تكلفة المؤتمرات ، وقد يعيق انعقادها خاصة عندما يرفض المحافظ تحمل نفقات الاستضافة .أما على المستوى الشعبي ، فان الناس هنا منهكون في الهرولة لتحسين مستواهم المادي ، لمواجهة الارتفاع في أسعار السلع وارتفاع قيمة إيجارات الشقق والمساكن ، ولذلك فان أغلب المواطنين في الغردقة يعملون فترتين ، فترة صباحية في وظيفة حكومية ، وفترة مسائية في إحدى القرى السياحية ، ولا وقت عند أحد كي يفكر في التردد على قصر الثقافة .








- ………………………………………………………………؟

لدينا أندية أدب في كل من الغردقة وسفاجا والقصير وجنوب المحافظة ، وهذه الأندية لا تنفرد بأية سمات تميزها عن مثيلاتها من أندية الأدب في أية محافظة أخرى ، ونحن نعاني في بعض تلك الأندية من الصراعات المألوفة للأدباء ، والتنافس على طباعة الأعمال وعلى الترشيح للمؤتمرات وكذلك الترشيح لمجلس إدارة النادي ، وهذه الأندية تمارس أنشطتها داخل القاعات المغلقة بقصور وبيوت الثقافة ، ولا أحد يشعر بها خارج جدران القصر ، ورغم ذلك فان هناك تجربة رائدة يقودها القاص احمد عبد السلام ، رئيس نادي أدب سفاجا ، الذي يقيم أمسياته الثقافية وسط التجمعات العمالية والطلابية في سفاجا ، وهي تجربة ناجحة وجديرة بكل تشجيع .



- ……………………………………………………………………؟

هناك حركة أدبية ناشطة في أقاليم مصر .. وانتهت الفترة التي كانت القاهرة هي الحاضنة الوحيدة للثقافة والأدب ،ولم تعد هي الوحيدة التي تمنح صك الاعتراف بالأديب ، فقد نجح العديد من أدباء الأقاليم في انتزاع الاعتراف بهم ، رغم أنف القاهرة ، ورغم إقامة هؤلاء الأدباء الدائمة في مدنهم وقراهم ، وأنا لا أريد أن اذكر أسماء معينة حتى لا يسقط اسم أحدهم سهوا ، لأن هؤلاء الأدباء كثيرون ، في السويس وبورسعيد والإسكندرية وأسوان والأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا ، في كل هذه المحافظات ، وفي غيرها من محافظات الدلتا أدباء كبار ، أكبر بكثير من بعض أدباء القاهرة .

أخيرا انتهت سطوة القاهرة ، وحلت محلها سطوة الانترنت ، وصار بمقدور الأديب ، الذي يقيم في قرية في أقاصي الصعيد ، أن يتواصل عبر الانترنت مع كبريات الصحف والمجلات لنشر أعماله ، وأن يتواصل مع كبار الكتاب والنقاد في مصـر والعالـم العربي .

- …………………………………………………………………………….؟


أنا شخصيا عضو في مجلس إدارة فرع الكُتَّاب بسوهاج ، وهذه هي الدورة الثالثة لي والأخيرة في نفس الوقت ، فقد قررت ألا أرشح نفسي في الانتخابات القادمة حتى أعطي الفرصة لغيري ، ومن خلال تجربتي في الفرع استطيع أن أقول إن فرع سوهاج قد نجح في إثراء الحركة الأدبية والثقافية بالإقليم ، رغم المشاكل التي يعاني منها الفرع ، فالفرع يعمل في ظل ميزانية هزيلة لا تفي بكل المطلوب منه ، كما أن مقر الفرع الحالي صغير جدا ، وغير مناسب لإقامة أمسيات أو ندوات كبيرة ، ومن هنا فان فرع سوهاج يضطر إلى تنفيذ اغلب أنشطته بالتنسيق مع هيئة قصور الثقافة للاستفادة من إمكانيات الثقافة .




- ……………………………………………………………………؟

نعم هذا صحيح فأغلب أنشطة فرع الكُتَّاب تنحصر داخل مدينة سوهاج نفسها ، بسبب ضعف الميزانية الذي يحول دون الانتقال إلى المدن والمحافظات الأخرى التابعة للفرع ، وهي ست محافظات ، هي أسيوط وقنا والأقصر وأسوان والوادي الجديد والبحر الأحمر ، ورغم ذلك فقد نجح الفرع في إقامة عدة فعاليات في محافظة قنا ، كما نجح في إقامة مؤتمرين كبيرين بالغردقة في محافظة البحر الأحمر . لذلك فإنني اعتقد أن تنشيط الفرع يتطلب زيادة الميزانية ، وإذا لم يتسن ذلك فإنني اعتقد أن الحل الأمثل هو أن يتم افتتاح فرع مستقل في كل محافظة من محافظات الصعيد .



-……………………………………………………………………….؟

أستطيع أن أؤكد وأجزم أن مجلس الإدارة الحالي لفرع الكُتَّاب بسوهاج لا يعرف ما يطلقون عليه ( صراعات ما وراء الكواليس ) بالمعنى المتعارف عليه لكلمة صراعات ، ولكن هناك اختلافات في وجهات النظر بين بعض أعضاء مجلس إدارة الفرع ، ولكن هذه الاختلافات لا تعوق العمل لأن قرارات الفرع تتخذ بأغلبية الأصوات .وعلى أية حال ..أنا أتوقع أن يحدث تغيير في تركيب مجلس الإدارة القادم ، وهذا أمر طبيعي ، بل ومطلوب ، وأنا شخصيا أرحب بأي دماء جديدة يمكن أن تعطي دفعة لعمل الفرع .


- ……………………………………………………………..؟

لا أعوِّل كثيرا على مؤتمر المثقفين المزمع ، ولا أبني عليه آمالا ، فالمثقفون في مصر هم جزء من المشكلة وليسوا جزءا من الحل .


- ………………………………………………………………..؟

سيكون لجوائز الدولة قيمة كبيرة لو صدقت النوايا ، ولكن للأسف الشديد فان كثيرا من الاختيارات تفتقد للشفافية ، كما أن العلاقات والمصالح الشخصية كثيرا ما تلعب دورا كبيرا في تحديد المستحق لهذه الجوائز ، وهو ما يبطل مفعول الجوائز ويجعلها بلا قيمة باستثناء قيمتها المادية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى