الاثنين، 8 أبريل 2013

صدفة بغمازتين مجموعة للشاعر محمود مغربى



صدفة بغمازتين  مجموعة للشاعر محمود مغربى










































إهــــــداء








إليهــا



محمود مغربى






صُدفةٌ



تمطرُ بنتًا بغمازتين



وأفتحُ عينيَّ..
على صُدفةٍ تتجلّى نهارا
لتمطر بنتًا بغمّازتين..
بنتًا.. تلوّحُ لي
وتقولُ:
هنالك في كرم جدّي..
ولدتُ
وعشتُ طفولةَ تسع سنين
تحت ظلِّ السماء
كم غفوتُ هنا..
أراني أجري هناااااااااااااك..
وأقطفُ ما يحلو لي
من كروم العنب؛

كنتُ صبيّة تشاكسُ أقرانها..
تتزيّنُ للريح
وتكحّل عينين نضّاحتين بحقل شقاوة
وكرم غناء!!

أدوّخ كلّ شباب القبيلة..
كلـّما سرتُ من جدولٍ
إلى دوحة..
جميزة
إلى شجر التين
إلى حَبَق حنون..
وكلّما فتّحتُ شبّاك بيت أبي على الناصيةِ..
اشرأبـّت عيونٌ؛

تبحلقُ في الشمس..
تغفو هنا تحت هدبي وتسكر.


هاااااااااااا
أنا
في البلاد البعيدة..
يظلّلُ روحي غيمٌ كثيفٌ
وثلجٌ

وشمسٌ خجول
ثلاثة شهور سكينة !


هاااا
أنا يا رفيقي..
أطلُّ على كل شيءٍ
على كل شيء أطل معك؛
بعينيك
أدخل كرم جدودي
بشغبي
وفوضاي
أقفزُ أسوار بيت أبى في الظهيرة..
أطالعُ عشقًا لأمي / أبي..
سرًّا وجهرًا
واضحًا كشموس الغجر!







أزميلٌ عفىّ 

 مهداة للفنانة التشكيلية سوزان العبود



أيها البحرُ
ها هي العيونُ مأخوذة
تسيرُ إليك
بوجدٍ ضائعٍ
ها هي الأقدامُ
تخلعُ أوجاعها
ترمحُ فوق الصخر
كأزميلٍ عفي!!

ترمحُ كفراشة مخلصة
تركضُ نحو الشمس
نحو خلاصٍ

          خصوصي
 



أيها البحرُ
ضمني في حنو
رتِّق جروحي الخبيئة
ولتكن أمواجُك
بساط سحرٍ شرقيٍّ
يأخذني حيث سمواتٍ بيضاء
بيضاءَ كقلب أمي!





أيها البحر
اضرب فرشاتي
كعازفٍ ماهرٍ
يضرب أوتار العود!



ها أنا
أضربُ فرشاتي
كعازفٍ ماهر
يضربُ أوتار العود
لتخرُجَ في نزقٍ مدهشٍ
كل تصاوير الروح
والعتمةُ.. تنسحبُ رويدا .












بستاني

ينتظرُ شروقَ الشمس




أيتها المهرةُ
يا امرأة أساطير الجن
ضُميني
لمي شَعْثَ حروفي
فأنا بستانيٌّ
يعشقُ كل تراب أزاهيرك
ويذوب
يذوبُ
كدرويشٍ في كل تفاصيلك!



ضميني
يا مهرة
لن يرهبني الحراس
هنا
وهناااااااااااك ! 



ضميني
فأنا الناسكُ..
في حضرتك..
وإن داهمك غياب !



ضميني
يتبدد جيش عنائي


ضميني
تنفرط عذاباتي

ضميني
فأنا منذ زمانٍ غابرٍ

بستانيٌّ يتسلَّحُ بالصبر
وينتظر شروق الشمس !








يا طائري

غرِّد هناااااااااااااك .. هنا


يا طائري
حلـِّق كيفما شئت
في الجهاتِ الأربعة
في الفـُصول..
خربـش فضاءات الميادين
وحدك..
غرِّد هناااااااااااااااك
هُـنا..




هُـنا لهفةُ أنثاك
فَـتَحَتْ أبراجَها
وقلاعهَا

يا طائري..
وحدي سياجُك..
تفاحتُك
وساقُك المرمرُ أنا

عُد إليّ..
وحدي أذيبُ نُتَفَ الثلجِ بروحِك
وجروحِك..

يا أنا..


وحدي قدسُ أقداسِك..
عروسُ نيلك..
عريُك
جنونُك
مفرداتك
امتزاجُ القربِ والبعد معًا..


وحدي...
مسبحة ُ التهدُّج في صلاةِ الفجر..
وعرس القيام !










الغجرية.. والرعيان

أُنثاي
تتزيَّنُ بالرغبة جهرا
تعلن :
الكتابةُ سحري
ومصابيحي..
الحروفُ شهوتي
وقصيدي غرسٌ يعبث بالتابو؛
يلوي عنقه.


أيها الرعيان..
أطردُكم جميعا..
واحدًا
واحدًا
وأُعرِّي جسدي للندى فجرًا.







نشيد الحضرة



يا ألله

أيّ نشيدٍ

تُسكنُ في عينيها

المربكتين ؟!

أيّ جحيمٍ

أيّ جنانٍ

طازجةٍ بكرٍ

لم يقربها أنسٌ

أو طيرٌ

لم يقربها الجان !


يا رب

وحُدك أنت المنانُ المحمودُ الصنعة

هذا محمودك

يرجوكَ

ويستعطفُك َ

فهل تمنحه بُساط القدرة

كي يطوى بُعده

يدخل عدوًا

بستان الحضرة!!





هامــــــش





قالت:

لن أبقى في الهامش

دومًا

أبغي متنًا

لا يسكنه إلاي

قلت:

الهامش سيدتي أملكه

بين يديّ مفاتيحه

لكن المتن بلا خجل

يسكنه ألقٌ

لا أعرف أين أراضيه؟!








الكريسماس



فَقَطْ ....

وحدكَ

في مساءِ الكريسماسْ

لا شيء ...

سوى كركرةِ نرجيلتكَ

يُطقطقُ فوق حَجَرِهَا;

جمرٌ سَاطعٌ

وحدكَ ...

وصفحات رسالتها التسع

وفيروز ...

وكوب شاي

أسودَ كاللّيلْ

ونشيد وجع

وقصائد أُخرى مُهملة!







جــــمــــــرة













يا جمرةَ الليل البعيد

أقبلي إلىَّ

ليلى شاسعٌ

وأرضى قفرٌ

مفردٌ أنا

ولا صباحَ لدىّ !!






خــــجـــول











المهرةُ

تخمشُ فتنتها

تدخلُ في البحر

توغلُ ..

والبحرُ عجوز

مرتبكٌ وخجول!




ســـحــابة




خصامُنا ليلٌ موحشٌ

لقاؤنا سحابة

فيا سحابةَ أمطري

أمطري

علَّ صباحًا

 يخرجُ من شقوق الغابة!

      





كـــارثـــــة




منذ زمنٍ بعيدٍ

بعيد

ترعبني الكوارثُ كلها

لماذا الآن ..

أضبطني رامحًا في دروبها؟!






 


طـــائـــــــــــــر
أيها الطائر

ته دلالاً في الغياب

رغم ذلك

نوافذي هنا

مفتوحة

في انتظار الغناء!!







داهـــــــــــيــــــــــة


بنتُ الداهية

فتنتُها

موسيقى حرب

مربكةٌ

وأنا لا عودَ

لا مقام لدىّ

ويلي

من يعصمني

وأنا لستُ نبىًّا!؟






مــــــــــــــاذا؟







لصوتك

عبر الهاتف

موسيقى مربكة ٌ

تأخذني

وتصعد سُلَّم وجدٍ

شفافٍ وعطوف

قولي أيتها البنت

يا نبت حدائق ربى

ماذا يكمُن في صوتك؟

ماذا؟!






نظــــــــــــــــــارة




في حضورك

أعشقُ نظارتي

وفى حبورٍ

أهشُّ لها

في غيابك

أهشِّمُها ..

أهشمها !




















تجليات








:

أيها الولد

ها أنا الشمسُ
أجيءُ إليك
لن أخلف موعدي..
كن واثقًا
فأنا معك
وبداخلك
أنا وحدي أقيمُ
تحت جلدك
وأسكر !





:
تفاحةٌ
 
تتدلى
يا لي
ترقصُ
تغريني
وحدي تغريني
بقطاف مجنون !







  


:



نداهتك..
ولا مناص من جنونك بين يديّ!



:

هكذا
تفتحُ أزرار روحي
تنطُّ جامحةً
وحدها
تشعلُ
برودة الأوطان!!









  


:

هاااااا

أنا
أهربُ
من حدائق الرب
وأدخل كوخك القرويَّ .

:

سيدةٌ
سيدةٌ باسلةٌ
كانت تسردُ قصصَ الأبطال
وتزيِّنهُا في عين الأطفال
كبرَ الأطفالُ
اكتشفوا
وَهْمَ السيدة المسكينة!




:




المؤذِّنُ

عاليًا
يرفعُ صوتَ الآذان
والقريةُ مازالت نائمةً


:

قالت:

تستحق يُا فتى

‫قلبي البكرَ..

‫تستحقُ
حريرَ روحي؛

لك وحدُك
كنتُ أنتظر!



:

وَقَفَتْ
مُغمضةَ العينين

‫ويداي السكري
تعبثُ

‫تتوغلُ

‫تتجولُ

‫لتفيضَ الدهشةُ

‫ويكتملَ البُنيان!!




:

قالت:

‫أنا أنثاااااااااااااك

‫حريرُكَ

‫ماؤكَ

‫سماؤكَ

‫جنونُكَ

‫فيضُ عطاءاتِ الرب

‫فاشكرْ ربك يا ساحر !





:

البنتُ وحدها
البنتُ

‫تمشطُ أسمرها

‫وتنفضُ الغبارَ

‫والحزنَ
تستعيدُ نداءَ الجنون!




:

تجيءُ
على عَجَلٍ
غاضبةً

أُهدئ من روعها
أشتبكُ في أوتارها
وترًا

وترًا؛
نبني وطنا !





:


قالت:
يا سيد َروحي
جسدي
دعني غانيةً
بين يديك!





:

هنا
حديقتي
هنا

كلُّ الجنون

آهٍ

آآآآآآآآآآآه

لو يعلمون!





:



المهرةُ جامحةٌ
في حقلِ جنوني

تركضُ
تركضُ

تصعد علّيين
من ينقذني !



 

:

سيدةٌ استثنائية


 يربكُها صياحُ الألوان!






 تخطو
في دلالٍ صبيانيٍّ

والخلخالُ

يرنُّ..

يرن

يخطفُ أبصار المارة !

:


للحبيب

وحدها تسيرُ

لا يغريها شيءٌ

سوى

أن تتمرَّغَ في عين عينه ,

أن تسبحَ

في حضنٍ

خُلقت له !



:

قالت:

أتوقُ لصوت الصباح

أتوق لرؤيةِ عصفورةٍ

تُشبهني

وحدي

وتفرُّ  لي جنةً

في جنوب البلاد!



:

اقرأ يا فتى

في جسدي ترانيمُ

عشقٍ صوفيّ

ها أنا

لك أنثى

وعاشقةٌ

وداهيةٌ

لا مثيل لها.

دانيةٌ لك

قطوفها

جنونها

وما خلقَ الرحمن!






:

هيا حلقِّ

هنا

هناك

كُلّى حدائقُ  عنَّابٍ

وبساتينُ  جنون!




:



ها هو

غَزْلي

صوْفي

قطني

ونُتفُ الدهشةِ

تنحني

واقفةً في صلاة العابد!





:



يا رجلا

من فضاء الله أحسبُه

كيف السبيل

دلني

عُرى

عريُك

قاتلي...

كيف الفكاك؟!







:
البحر

وحده البحرُ
يخبئُ صخَبَ القبلةِ الأولى
لا يعبأُ بالعسكر
لا يخافُ مُكر الجنيّاتِ
ودهاءَ اللصوص.
وحده البحرُ
فاردًا مزاميره
آمرًا أناشيده
بالاشتعال في حضرة القبلة الأولى!


:

تخرج لي
من كراريس الطفولة
تزاحمني بشغب لا يُقاوم
وفي خلسةٍ من رقابة الكبار
وغَيرةِ الصغار
تنطُّ خلفي
ونصعدُ بالمهر الخشبيِّ
إلى علّيين
نصعدُ
نصعد
نصعد حيث بساتينك يا ألله
وتغار الحور العين!




:

قالت البنتُ
كنتُ قديمًا
أزهو في طابور الصباح
بالباسلةِ مدينتي
الآن
أيُّ بلاهةٍ أعيش ؟
اللصوصُ
يقتحمون فضاءاتي
ينزعون وقع أقدامي على الشط!!







:

غار الموجُ وزمجر
ورشرشَ الماءُ هنا
وهناااااااااااااااااااك
البحرُ..

مسكين

مسكينٌ  هذا البحر !!















:

ما أجملَ أن تراني بقلبك
وروحك يا فتى !






:

وحدي
أستحقُ كلَّ هذا الحرير!!










:

سيدتي
السحرُ فاض !













:

شكرًا لكل وقتٍ يصنعُ لنا متسعا !!








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى