الخميس، 12 يناير 2012

أربع قصائد..للشاعرة هبة عصام


-


أربع قصائد للشاعرة هبة عصام





1- بلياتشو

.............

الحبلُ الذي تدعوني للسيرِ فوقَه

أكثرُ خطرا من انزلاقٍ محتم

في كلِّ الأحوال

هو ليس رحيما بما يكفي

لعبورِ الجهةِ الأخرى من الهاوية

غيرَ أنه حين ينقطع في منتصفها

يُسقطني في العمقِ البعيد

حيث لا مجالَ للتشبثِ بنتوءاتٍ

أو جذعِ شجرةٍ

أو حتى رغبة في العودةِ لفيلمٍ مدبلج

يخفي أصواتَنا

خلف مسوخٍ تدَّعي أنها نحن

أصواتَنا المطرودةَ كتلميذٍ مشاغب

النبيّةَ بلا أنصارٍ سوانا

لم نؤمن بما يكفي

خبأناها داخلَ سيرك

غزلنا حبالَ المرواغة

وألقينا على وجوهنا الألوان

الضجيجُ الذي تخافه

لن يشهدَ السقوط

فموت البلياتشو

أقل ضجيجا من موتِ نبي

والرسالةُ لم تأخذ فرصتَها الكافيةَ

لإيقاظ يهوذا

...

2- تلامس

.............

الله!

الفقاعاتُ بباطن كفي

في بِركةٍ من زبدِ البحر..

هل للاحتضارِ نشوة؟!!

تدغدغ خلاياي بفولتاتٍ صغيرة

تشبه كهرباءَ الحب

أعبرها كأني أمر إلى الماء

من بُعدٍ آخر

كلما يقذف البحرُ أنفاسه

ألملم بعضَها

أربت عليها كقطةٍ أليفة

وحين يصمت الماء

في حدادٍ قصير

تستحيل أصابعي كائنا بحرياً

يحفر في الرمال

ويختبر العالمَ الجديد

يلسعني البردُ أخيرا

أتركُ البِركةً قربَ الموجِ

بلا كفٍ

تهدهد الزبَدَ

...

3- صورة

...........

مرسومةٌ بأناقةٍ وتحفّظ

تراوحها بين وقتٍ وآخر

تقفزُ داخلَها كلّما مرَّ عابرٌ

تتشبث بها حين تشتد العاطفة

وفي الطريقِ إلى بيتِك

تربط أحزمةَ الأمان

.

في صفحةٍ أخرى كائنٌ بلا حراك

تماما حيث رسمتَه

لا يخرج من حدودِه الملونة

لا يقطع الفراغَ الأبيضَ

ولو بذراعٍ تُلَوّح لطائرةٍ عابرة

تخرج به من كراسِ الرسم

.

على صفحةٍ هاربة

النيلَ، الأغنياتِ، أدخنةِ النارجيلة،

تسبرنا الحكايا

نستقطب الحقولَ من ذاكرةٍ مهملة

ونطارد الضفدع الذي يقفز بالوقت

نقبض عليه في لحظةٍ نابضة

قبل انفلاتته الأخيرة

.

وحين تفيق السندريلا

تعود لخارطتِك

أعود لهيكلي المخنوقِ بي

أرقب صورتَك المرسومةَ بأناقةٍ وتحفظ

وكائناً قد يقطع الفراغَ

ربما تمر طائرةٌ عابرة

تلمح ذراعا ممدودة

داخل كُرّاس

...

4- أخيلة مرصودة

......................

تتحسسُ جدرانَ البيتِ

تكلمُ الأشياء..

للعذراءِ تقول:

"يا أمَ المسيحِ.. هل تدركينَ فيمَ أشبِهك؟.."

لساعةِ الحائط:

"أخبطُ بقدمي، أرقصُ على دبيبِ شغفٍ،

ودون خوفٍ تخطفُني سعادةٌ رائقة...

متى؟؟.."

لبقايا قهوتِهِ:

"بصمتٍ يدخلُ رأسَ العصفورِ،

يرقبُ أخيلةَ الطيران،

يُحكِمُ النوافذ بأزرارِ "الكيبورد"،

ما كان رحبا لم يعد، حتى الحروفَ التي تطنطنُ الآنَ

يتبعُها "شاويشٌ" إليكتروني.."

للمرآةِ:

"العلاقاتُ المنقوصةُ ضبابٌ يعوقُ الرؤيةَ،

نعايشه سلمياً بتكسيرِ المزهرياتِ، وطرقعةِ الأصابعِ.."

للزجاجِ المتكسرِ:

"لا مناصَ من البكاءِ فوقَك.."

لهداياها:

"ما تلك الدميةُ؟! كبِرتُ يا أمي.."

للحبِ:

"كُفَّ عن التآمرِ.. نحن تابعوكَ "

للرغبةِ: "أين تختبئينَ يا ماكرة؟ "

للقلبِ: "صَهٍ" .

...

هبة عصام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى