الاثنين، 14 يونيو 2010

تحية مودة خالصة أستاذنا الجليل محمد بوكرش..الفنان التشكيلى حسين مصدق

.

الفنان الكبير محمد بوكرش

تحية مودة خالصة أستاذنا الجليل محمد بوكرش

من أعمال الفنان حسين مصدق


تحية مودة خالصة أستاذنا الجليل محمد بوكرش ..

أقدم دفعتي الأولى من أسئلة هذا الحوار الذي استشرتك في إجراءه معك متمنيا أن يحظى بالتواصل مع ما يقترحه من مواضيع، أردت لها أن تستفزك فكريا لتؤرخ لما تنجز وبما تفكر للمستقبل من ناحية ولتضيف لنا من عندك تلك الأفكار التي ولدت عبر السنوات تجربتك الغنية ..

فالمعذرة على توقعي بان هذا الحوار سيكون طويلا مرهقا وثريا نوعا ما..

لك من تونس الحبيبة ألف تحية ومن التشكيلي حسين مصدّق، ذلك الابن الضال، الذي يكتب قصائده اللونية الخارجة من قاموسه الخاص والذي واظب على تأليفه منذ أكثر من لوحة وأغنية ورصيف حائر الجهات مثقلا بالأحلام والهموم وهو الطفل الناطق بألوان الصدق..

ألف شكر على غناء تجربتك التشكيلية وثرائها..

الأسئلة

سؤال: بعد خبرتك بعوالم اللوحة والفن التشكيلي، أين تجد هويتك بالمعنى العميق للكلمة، في إنتاجك الفني، أم في لعبة الفن في حد ذاتها ؟

محمد بوكرش: مهما كانت الخبرة سيدي الفنان والناقد حسين مصدق في عوالم اللوحة والفن التشكيلي تبقى نسبية ومحدودة أمام معانى طبيعة وطبائع الأشياء المتحولة باستمرار، تحولات وتطورات لا تواكبها التحولات الحسية المتخلفة التحليلية وتركيز الفنان حتى وان أراد ذلك جاهدا بالقصد ، محدودية االقبض على ريشة منها بغية استيعاب حدث من بين ما لا نهاية من أخرى تفوته…تحصل في الثانية،الدقيقة، الساعة…زيادة على تحول مزاج الفنان مع مراعاة قدرة التركيز التي لا تتجاوز مدة معينة وتنقلب أتوماتيكيا بحدث آخر وارد أوفي حالة تفاعل تجددي أو تطور.

بين ذا وذاك نسبة التشتت المفروض عليه والجهد البذول للتخلص منه بنسبة تتركه نسبي التعامل مع الوارد فما بالك بالشارد، وعليه نسبية الخبرة مرهونة بهذه الحالات… مثلها مثل نسبية تواجده أو تواجد غيره على راحلة بحث نهاياتها مجهولة وهي راحلة المغامرة والاكتشاف بالصدفة في معظمها وليست بالقصد… لأقول في هذه اللعبة العامة المحسوبة في ذات الطبيعة وبها قائمة رغم انف الجميع دون استثناء تجدني وتجد غيري يصارع من أجل البقاء باحتلال موقع استثمار لا غير…استثمار في ما يضمن له مكانا آمنا سياديا مؤقتا دوامه بدوام المواجهة الايجابية المدروسة التكاليف والتضحيات…ولا مجال للعب والغفلة في هذه الدورة العامة المسننة، اللهم الا اذا كانت اللعبة…. تعني اني وأنك أحد أضراس عجلة المد والجزر المعرضة للكسر والاقتلاع في أي لحظة….

وجدتني ضرسا أو سنا مهما كانت حدته لا يصلح بمفرده… في فك تباعدت أسنانه… ،هدم معظمها…هي لعبة؟.

سؤال: عندما تواجه المساحة البيضاء داخل اللوحة، كيف تؤسس لها وكيف تغتسل فيها؟

محمد بوكرش: لا أواجه… في حياتي ، وليس من مصلحتي المواجهة بقدر ما أخترق الأشياء، اما لاتلافها أو العمل على اعادة صياغتها بتوضيف ما أملك من آليات النفوذ وحسن التعامل مع المادة المتوفرة المعروفة بالتمرد ومحاولة اكتسابها… بانتظار البت في صلاحيتها وآدائها الذي يملي تجديدها اذا كانت والايقاع لا تمثل الواحد…أما البياض كفضاء لعملية من العمليات أو مسرح لامتحان القدرات كانت باغتسال أو انتحار أو ضمان الاستمرار، لست أنا الذي يختار…هي ميادين تفرضها الكينونة العامة قد تكون سوادا…أو جهنم كالتي عاشتها غزة ،العراق، الجزائر، جنوب افريقا، الهنود الحمر، الزنوج…

سؤال: هل ما تولد من أعمال فنية هي نتيجة تراكم معرفة جمعية موجهة للتواصل، أم هي أعمال ذاتية بحتة؟

محمد بوكرش: عزيزي أنا لا أنجب الأعمال الفنية …لكن أنا من المحضوضين بالدعوة المفتوحة لأكون المساهم الدائم المساعد لها على الولادة… لأنها السابقة في الوجود وتلد أحيانا دون تدخل مني… عثرت على كم مولود… من هذا القبيل يعجزكبير الفنانين…أن يأتي بمثله أو يقلده….

وتجدني سعيد ا جدا بقبول الدعوة والامتثال لها بالحضور… والاشراف على ما كلفت به ويملى علي… اما الذاتية التي تقصد بالذات لا تكون بغير الذاتية التي بها كانت هي منذ الأزل… كنت بها وبالتواصل… فرضنا ، فرضنا بشكل…شكل مضايقة … نضايق في أضعف الأحوال وأسوئها، نحرج …بمنوال فرض الذات…نتقاصع نتصادم نلتقي، نتحد و نفترق…على أمل العودة مجددا.

سؤال: كيف تدخل مرحلة التوليد الفني، ما هي الظروف النفسية التي تحيطها بك أثناء الفعل الإبداعي؟ وكيف تستطيع ان تخرج منها ؟

محمد بوكرش: من نعومة أظافري وجدت نفسي بالداخل ولن أخرج منها الى اليوم ولا أتذكر كيف، تحيط بي كل الأشياء وتختلف… أثناء الفعل الابداعي وهي في كل مكان أتواجد فيه، مختلفة باختلافه مثل ما يستمر الفعل الابداعي وليس شرطا أن يكون بالألوان والريشة والآليات المعروفة تقليديا ولحظات التكلف التي يعمل بها المعظم…

الفعل الابداعي ملازم للفنان كالمرض المزمن ويترجم بما لا تتوقعه… بوسائل وآليات فيها ما ينفع وفيها ما يضر حسب الاستعمال والتوضيف وأرقاهم الجميل منه بما ينفع بتحديد وتقليص الأضرار… التي لا مناص منها.

سؤال: كيف تستشعر انتهاء العمل الفني ؟

محمد بوكرش: أتوقف بمجرد مغادرتي الجلسة الآولى أو الاشراف الآول ولا أنتهي من الشيء تحت نفوذ مغازلة دعوة واردة أخرى وأنت تعرف معي أن الدعوات لا تنتهي وبها لا ينتهي العمل الفني ما يجعل هذا الاستشعار أكذوبة ومن قال به فقد مات…الورشة مفتوحة.. والاشراف على محاولة انجاح وتحسين الولادات يبقى قائما (الى يوم القيامة).

سؤال: وهل تشعر بخوف ما أثناء انكبابك على منجزك الفني، أم أنك تحرر كليا من الخوف ؟

محمد بوكرش: أخاف فقط من تعكير صفو اللحظة وما يفسد انسجام مكوناتها أساس الفعل الابدعي المرافق لها.

سؤال: هل يمكن وصف الفنان أيضا بأنه حكيم أو فيلسوف أو كاهن من نوع ما ؟

محمد بوكرش: وجوده لا ينفع ولا يستحق اللقب أصلا الا اذا أصبح ركنا لا يمكن الاستغناء عنه بأية حال ولا يهم كثيرا بما ينعت أو يسمى…

سؤال: التراث.. ما دلالته عندك، أم انك في قطيعة مع القديم في لوحتك وفنك ؟.

محمد بوكرش: من من الحداثيين استغنى على الحروف الهجائية أو الأرقام….؟

سؤال: يبدو أن حيطان بيوتنا وقاعات العرض لدينا مليئة باشياء فقيرة وباهتة، ما الذي يعانيه الفن الآن عندنا ؟

محمد بوكرش: أجساد بلا أرواح وأشكال بلا مضامين، بامكاننا القول مقابر، سببها قلة التأصيل والتمثيل، وبالتالي انعدام الدليل، والمصير التيه…تاه الفنان عندنا ، ذاب في غيره في وقت ما أحوجنا فيه للاختلاف…

سؤال: مازالت أذكر عبارة لسارتر قالها للفنان التشكيلي فاتح المدرس: ” سيحتاج الغرب قريبا إلى معين الفن الشرقي” هل صحت برائك مقولة سارتر هذه وكيف ؟

محمد بوكرش: متى كان للغرب مرجعا أصيلا وشربا زلالا بغير ما هو موجود من ذخائر اسلامية ينهلون منها الى الآن بمكتبة الفتيكان التي جمعت زادها في عصرعائلة ميتشي والاخوة كوزيمو ولورينزو و… عملوا بالجوانب المادية العلمية والفنية التقنية، طوروها… ومصيرهم يعتلون صهوة جواد الجوانب الروحية…لا أستغرب مثل هذا القول ولن ياتي من فراغ…

سؤال: المرأة موضوع حساس، يأخذ من الهم الإبداعي الحيز الكبير في العادة والسؤال : ما الموقع الذي كان للمرأة في حياتك وفي فنك ؟

محمد بوكرش: بصراحة لن تأخذ مني شيئا بالمفهوم الفني الذي أصبح لغطا وكحل عيون للكثير، لأنها وأنا واحد معنية تماما مثل ما أنا معني والقضية المصيرية بيننا مناصفة كل ومهامه طبعا وبالطبيعة، هي شريك بالمناصفة وليست لا الهدف ولا الغاية…بقدر ما هي طرف جوهري فاعل أزلي…

لكن من استعملها في غير موقعها وفي غير مهامها الانسانية بمنظور… روج لهذا النوع منالبهتان… البهيمية والحيوانية جنس وتجارة…ما جعلها بضاعة وغاية …هذا في الغرب…وتكالب العرب بين ذا وذاك بين التقاليد والانفتاح، لا هم بهذه، ولا هم بتلك…

الشيء الذي جعل منها ضحية الطرفين… وضحية نفسها.

كحل عيون الفنانين في شبابها وفي سلة المهملات عند كبرها

هذه المرأة في عيون الفنان الغربي وتبعه من لا أصل له عندنا مثلا….

سؤال: الكتابة الأدبية والنقد والموسيقى والمسرح والسينما والرسم تتآلف لتشكل هوية الفعل الإبداعي، فكيف صبغ هذا التآلف حياتك وفنك ؟

محمد بوكرش: كلهم واحد وذاتية الفنان في محيطه الإبداعي ، أرقاهم وأقربهم للروح الموسيقى والألوان (التدرج في عمق الذاكرة الضوئية…)، ولا تقوم قائمة للبقية في غياب هذا الثنائي التأسيسي في نظرنا المتواضع.

سؤال: ليست الكتابة صعبة. الهدم هو الصّعب. ليس الضّوء هو الصّعب. الظّلمة هي الأصعب. ليس الصّدق صعبا. الكذب هو الفعل الأكثر صعوبة في هذا العالم ؟

محمد بوكرش: لا شيء أسهل من الهدم هدم…. المقدس، بما في ذلك تواتر محاولات زعزعة الثابت منه ببائس المحاولات وأفشلها، ذريعة التحول بغرض التدليس والتعتيم والنيل من جميل مكاسب الغير الانسانية والدينية ،النيل من محاولاتها لحفظ مميزاتها الذاتية. من الصعب جدا كتابة غيرها ببديل ملفوض مسبقا لا يكون معها شيئ والطبائع الطبيعية لعناصر مكوناتها.

سؤال: أتتمسّك بالفن الآن. أتمسّك به كخيار حياة وخلود؟

محمد بوكرش: ليس لي ولغيري قدرة التمسك بشيء ما لم يكن الشيء والغير أو أنا واحد ( وحدة)..

سؤال: افهم منك انك تصر على إحياء و تخليد منجزك وأثُرك الفني ؟

محمد بوكرش: أبدا، ليس من اختصاصي وأهدافي… ولا أقدر على تحقيق مثل هذا حتى وان أردت ذلك… هذا دور من يجد فيها ضالته، وتزايد عددهم هو الكفيل والمخول لفعل مثل هذا، ليس حبا فيها بقدر ما هو حبا لذات الأنا بمفهومها الواسع التي ترى بأنها لا يمكنها باية حال الاستغناء عنها كسند ومرجع عند الحاجة.

سؤال: نفترض أيضا ان الفنان صورة عاكسة لمحيطه وواقعه بشكل ما؟ كيف تعاملت طوال مسيرتك الفنية مع ما يدور حولك من متغيرات وأحداث؟

محمد بوكرش: معاملة يمليها الواقع والظرف متطورة مع تطور الأحداث مثلها مثل ما يتعامل به الواقف على حبل مشدود من طرفيه فوق هاوية في يوم ريح عاصفة .

سؤال: والذي حدث في الجزائر في السنوات الماضية من شعوذة سياسية وأخلاقية ؟ أين كنت منه ؟ موقفك كيف صغته فنيا ؟ هذا يجعلني أسألك، هل تعتقد مثلي بأن الإنسان ليس شيئا ثابتا، ليس موضوعا محدودا، الإنسان في هكذا واقع خاضع للتفسير والمناقشة والبحث؟

محمد بوكرش: لن أجد نفوذا أسرع وأحسن من الكتابة الرقمية كوسيلة فنية قريبة من العام والخاص لتعميم الاستهلاك عن طريق المواقع والنات ( الشبكة العنكبوتية)

بمواضيع وأشكال مختلفة باختلاف الوقائع وما رمت به من ظلال… انعكاساتها على الحاضر نافذة ولها ضلع في كل ما يطفو على الساحة السياسية والثقافية والتربوية انطلاقا من سقوط الأندلس الى يومنا هذا ، ما يحدث في عالمنا العربي المتخلف…نتيجة تراكم سلبيات مطلعها من أيام هارون الرشيد وملاحقته ادريس الأول مؤسس أول دولة اسلامية في المغرب شمال افريقيا الى أن سممه وقتله شر قتلة لتميزه وكسبه حب المغاربة الذي كسب بهم فتحا مبينا رأى هارون حسدا وغيرة انها غطت سمعة…

بما في ذلك التطور الفني العلمي ومن جملتها اختراع الأرقام المغاربية بديلة الأرقام الهندية العربية…وهي السبب الذي زاد في غيض هارون وحقده على المغاربة وعلى رأسهم ادريس…مشكل الجزائر ليست متفردة به المرض عام في شمال افريقيا أي المغرب العربي خاصة وفي العالم العربي عامة… لكن الجميل في الجزائري والمميز به، أنه ثائر بالعمل والتنفيذ…ينتقم انفسه من الحكام من حين لآخر الشيء الذي لا شجاعة لغيره من البلدان الأخرى المجاورة أو البعيدة أن تقوم بمثله…حتى على مستوى الثورات الفنية…كتابة، رسما، مسرحا وسينما…

حتى وان كانت بعدد محتشم وقليل. .

سؤال: ماذا كانت الفكرة الرئيسية التي خرجت بها من تلك المعانات؟

محمد بوكرش: المعاناة أصبحت صناعة مقصودة ومشروع استثمار مربح شلة اخترقت النظام المغاربي همها مصلحها الضيقة…في مد وجزر دائم مع النوايا الحسنة… وهي التي تحكم في نهاية المطاف ولها اليد العليا والعصا الغليض… تمرر مشاريعها، تنجز وتجسد على حساب المصلحة العامة رافعين شعار ….باسم الشعب و….بلابلابلا.

سؤال: أمازال آدم في ارض اللعنة، وشيطانه يقف بعيدا يضحك عليه؟ هل استطاع الفن ان يشكل تفاصيل آدم آخر غير ذاك الملعون ؟

محمد بوكرش: بنسبة لا تكاد تذكر…أمام ما حققه وأنجزه أكبر الشياطين في المعمورة، أرباب اختراق المنظمات والأنظمة بشتى الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة لتحقيق ما يتنافى والأعراف الثقافية والانسانية ،الكل على المحك والنتائج بمد وجزر دائم… تعبر عن نفسها ميدانيا.

. سؤال: الانسان في أزمة، فهل ينعكس ذلك على الفن؟

محمد بوكرش: الإنسانية هي التي في أزمة أما الإنسان هو الممثل الرئيسي بطل صناعة مسرحية التأزم ، أجاد وأحسن التمثيل على خشبة الواقع…

لأقول: أن الفن سلاح ذو حدين بقدر ما ينفع بقدر ما يضر حسب النوايا والمشروع…لو لم يكن كذلك ما كانت أن تضاف كلمة جميل إلى كلمة فن، ويقولون: فنون جميلة ، ضمنيا تعني أن الفن بامكانه أن يكون فنون قبيحة.

سؤال: التمرد في العمل التشكيلي . ترى ما هي أهم الأسباب التي تحركه. انطلاقا من خصوصيتك أنت، على ماذا يتمرد الفنان تحديدا؟

محمد بوكرش: يتمرد الفن الجميل عن القبيح السائد وهو تمرد ملاحقة… تمرد عن هذا القبح الذي يلاحقه مثل ما يلاحق الظلام النور والعكس صحيح.

سؤال: “كاندنسكي” يقول “إن العمل الفني الحقيقي ينشأ عن الفنان بطريقة غامضة ملغزة وصوفية…” هل لك أن تعرف بإيجاز ماهية الفن والفنان الحقيقي، وكيف تصنف عملا فنيّا ؟

محمد بوكرش: 1- كاندانسكي لن يقول لنا سيئا أمام ما قيل من كبار فطاحلة النظر الثاقب والتحصيل الراتب، أمثال مخترع الأرقام المغاربية الغبارية بداية المدرسة التوحيدية التكعيبة التشكيلية الفنية الروحية في عالمنا الإسلامي في عصر إدريس الأول مطلع القرن الثاني الهجري.هذه الأرقام التي جمعت بين الشكل الجميل والمضمون الروحي والمعنوي الثابت الذي ليس له منافس ولا بديل.ولي في الموضوع ما أقول بالبرهان المعقول عند الضرورة والإلزام.

2- لن يقول شيئ أمام ما قاله شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء:

الرسم كالشعر الهام وإبداع /// والشعر كالرسم إشراق وإشعاع

كاندانسكي قال…لمن يعيش التخلف الروحي ويتشبث بالجوانب المادية كغاية وليست كوسيلة…أما نحن ممن لا يعيش بغير الزاد الروحي والتجلي الصوفي الملازم، كالحوت بالماء وباقي الأحياء بالهواء…

سؤال: الحديث عن الصوفية و الفن له صلة خفية ربما بالحديث عن النشوة بشكل أو آخر، فهل النشوة الكبرى تتحقق فعلا بإكمال العمل الفني ؟

محمد بوكرش: تكون النشوة بالفعل الممارس وتحقيق انتصار نسبي حتى لا نقول كلي، وخاصة إذا كانت المواصفات المتوفرة فيه مثل التي توفرت في منجز الأرقام المذكورة آنفا في علاقة توحيدية بين الشكل والمضمون الذي يضمن للشكل طول العمر والبقاء المفيد…

أو مثلها مثل مخترع أشكال الحروف ، الأوعية المملوءة …على اختلاف ترتيبها وتراكيبها تختلف المعاني والتصورات والمفاهيم…ويتم التواصل والاتصال بفكرة الحد من سوء التفاهم…

بهذه المقاربة في نظرنا المتواضع يكون التقارب منها هو نجاح أي عمل فني بالنسب المتفاوتة طبعا من فنان لآخر…واكتمال العمل لا يكون إلا بتحسين آدائه الدائم لتحسين نفوذه في الأداء والإيقاع والتطلع بها لأوضاع أحسن.

سؤال: وهل تخفي في أعماقك أبعادا صوفية حقيقية ؟

متعتي بالإجابة عن أسئلتك كفيلة بالرد. محمد بوكرش:

سؤال: إذن، الفنان في مرتبة كاهن الجمال، فكيف ترى الجمال؟

محمد بوكرش: - هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يلمون؟

- من هم خلفاء الله في الأرض؟

- وهديناه النجدين…

- وان من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم…

لا أرى جمالا خارج معانقة الكون، وجميل الكينونة فينا ما يشهد لعظمته وعظمة ناحته ومصوره بما فيها جميل قدرة ما في ذاتي لقراءة ذلك بالاستثمار فيه والاستفادة منه.

سؤال: تتفق معي أن التشكيلي العربي يعيش حزن تاريخي مرده إما عدم الانجاز أو شلل القدرة على الإكمال أو عدم السماح له بذلك أصلا ؟

محمد بوكرش: أين هم الفلاسفة ،الأدباء، المفكرون والنقاد الا ما رحم ربك… أين البقية؟ لأعترف بوجود تشكيلي يعيش حزن تاريخي…

عزيزي… المخترع الإبداعي الفني التشكيلي أو غيره لا تضبطه حدود ولا الجنسيات… إذا كان بالفعل وبالتجسيد المفيد موجودا فهوعابر للقارات وصاحبه…

أرك تقصد المساكين…فاقد الشيء لا يعطيه….

سؤال: كم يلزمنا من وقت، وكم يلزمنا من حرّية لنكمل أفكار مشاريعنا الفنية! الم تشعر بهذا السؤال وأنت تلملم أفكارك ؟

محمد بوكرش: وكأني بك أنا…طبعا، طرحت السؤال لأمتحن أصحاب الألقاب الأدبية ، الفكرية والفنية الفقيرة…في لقاءات إذاعية كنت المشرف عليها بالإذاعة الثقافية الجزائرية مدة 8 سنوات، في حصة ملتقى الفنون.

المؤسف… لا أحد كان في مستوى الطرح ولا التصور الذي يملي عليه مثل هذا السؤال لأنتظر منه إجابة… الذي كنت أسميه في أسئلتي التي أختم بها الضيافة :تصور كل واحد منا نوعية مناعة …مناعة سقف بنفوذ يحمي مكاسبه وما أضافه وموجود وأسس فنيا من طرفه.

لأقول القليل من أعمالي التي دخلت المتاحف بالصين الشعبية ومتاحف الجزائر دخلت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ، أعمال من بين أعمال ما جمعه مهرجان محرس الدولي التشكيلي بتونس التي عرضت مؤخرا بفرنسا بعنوان أعمال كبار فنانين المغرب العربي، ضمنت الحد الأدنى من بقاء بصماتي بهذا المشروع في الذاكرة الشعبية الجزائرية، التونسية والصينية.

سؤال: في الغالب، ومن خلال حديثي مع الكثير من التشكيليين يوجد لدى أغلبهم ما أسميه حالة تفاعل بين الفنان ومواد اشتغاله، ما اهمية هذا التفاعل بين الفنان و مواد اللوحة الأولية ؟

محمد بوكرش: العملية التقنية برمتها في بناء اللوحة والتفاعل مع المواد يكون غير سليم البتة كيميائيا وبيئيا وفنيا وصحيا إذا كان مستوردا وليس من مشتقات ما هو موجود في طبيعة الفنان ومحيطه لأن عمر اللوحة يقاس بمدى مقاومة المواد المستعملة للمناخ ولطبيعة المكان دون تكييف، والجانب الثاني له علاقة بالتأصيل المادي والاعتماد على وفرته ووجوده الذي لا يخدع…الجانب الثلث أبجدية تأصيل البنية التخطيطية بمراجع من الموروث الحضاري الثقافي الذي تتميز به المنطقة والمكان وبالتالي تتميز به اللوحة أو العمل الفني… وهي في نظري أساس أهمية هذا التفاعل بين الفنان ومواد العمل الفني الأولية.

حاوره لكم الفنان التشكيلي حسين مصدق

تونس في 8 جوان 2010

حاوره لكم الفنان التشكيلي حسين مصدق

بوكرش يجلس على منحوتته ومعه فنان نحات صيني بالصين الشعبية

.

بوكرش ومنحوتته الربيع بالصين الشعبية

منحوتة بوكرش خشبية متحف زابانة بوهران الغرب الجزائري

منبت الأجيال منحوتة خشبية انجاز بوكرش محمد ميدالية فضية ة

.

بوكرش وانجاز تمثال نصفي لمالك بن نابي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بكم..
أشرف بتعليقاتكم..
محبتى