السبت، 26 مايو 2012

قصائد للشاعرة التونسية إيمان بوكوم










قصائد للشاعرة التونسية إيمان بوكوم






( قمر وسرير )



كلما عدت
فككت ضفائري
ونضوت عني فستان الحرير
انا ايضا مثلك اعود
احرر انوثتي
وانساب في الجسد المغرور
اعود من غياهب ظلي
اصاعد نحوك
فالقاك تهمس في ادن امي
"ابنتك اوصدوا خلفها الباب"
ابنتك التي كان اسمها "سعدى"
اوصدوا خلفها الباب"
يا اغلى من عمري
سريري لم ينم فيه
غير الحمام
هو الحمام
يلثم شط المدينة
ارهقه الرحيل
فاستكان داخل غرفتي ونام
ضباب...نعاس...
نعاس...ضباب..
وانت تهتف من بعيد
يعشقك القمر
يا قلب امك
يا وجهها
اصاعد نحوك
يا قمرا يعشقني
تقودني اليك
خطاي المرتبكة
اسالك اين هي امي
تقول
"امك هناك في المقبرة"
امك اليوم ثكلى
اوصدوا خلف ابنتها الباب
يا اغلى من عمري
سريري ينام فيه الحمام
وغرفتك الموصدة
ستائرها مرخاة
دهشتي لا تزال بكرا
وامي غسلت الدموع اصباغها
وامي تنبش قبري
لتلبسني في الوهم قميصا
لتلبسني صمتا مباحا
يااغلى من عمري
يا قمرا يعشقني
دهشتي لا تزال بكرا
فلا تهمس في ادن امي
'ابنتك اوصدوا خلفها الباب'
اماه
هو الحمام يلثم شط المدينة
ابنتك تلثم ثغر الحمام
فيا امها
يا شعرها المتناثر
سرير ابنتك الابيض
غطاؤه نظيف
وداك الفتى
يعود حثيثا
فلا تنصتي اليه
وهزي اليك بجدع الضياء
تبصري الحقيقة
وهزي اليك بجدع الحقيقة
تري ابنتك قادمة
ابنتك لم يوصدوا خلفها الباب
"سعدى" لم يوصدو خلفها الباب
فاتركي انا ملك تمتد
ترفع ستائر الغرفة الموصدة
واطلي على اجسادنا العارية
انها ترتعش
وابنتك ترتعش
فلا تحزني
يا وجه امي الجميل
لا تحزن
دهشتنا لا تزال بكرا
دهشتنا بكر

****


( الغريب )


يا ايها الغريب
انبثقت مكتحلة بالضياء
اصغ لداكرتي
توهج بي
وانثرني وردا
فانا اعشق الغرباء
واصغ لمن ليس له وطن
فدعني اقول
ماتقوله انت للعابرين
ليس....
ليس لنا..........
يا ايها الغريب
رمال الجنوب بعثرتني
كالحصاة فوق قدميك
واصبحت افتش عن طفل
لم يولد خارج هدا الوطن
قيل
-سيكبردلك الطفل
وتكبر ايها الغريب
وتدعوني الى جلسة
خلف الجدار
.......
..........
ثم اعود
من فوق رؤوسهم
على ركبتي
ونترنح
بين ماض وحاضر
بين حاضر وات
وابوح لك باخر اسراري
ادعوك الى حفل عشاء
لن يكون الاخير
ولن يفرقوا بيننا
بين صمتي
وكاتم الصوت
اعرف انك تحب العاصفة
وانك بركان من عنب
ودميتي التي اشتاقها
في طفولتي
فاختلس النظر الي
وسوف تجدني مثلك
غابة شاسعة
تسابق ظلك
ايها الغريب
عشرون عاما مضت
فاخضوضر العشب
تنفست الارض
توقفت تسال عني
قالوا لك رحلت
لم تصدقهم
فتحت صرة احلامك
لم تجدني
فصرت نزيفا
صرت نهرا في دمي
وبغتة رايتني
وقد كبرت قليلا
واضحى لدي..
.....................
واضحيت تسالني
هل فعلا اصبح لدينا
وطن..............
..................؟؟؟

***


(  استثناء )

رحيلي يشهدونه كل ليلة
يشهدون الليل يلفني
يطوي قامتي النحيلة
رحيلي احمله
كما احمل لوني
فابصرالوجه الدي لا يشبهني
ابصره مشوها
ممتدا نحو الفراغ
""""""
المدائن حبلى بالعراء
بالاثم المعتق
بنسوة لسنا
كباقي النساء
المدائن
تفضح بعدي
تشهد الوهم
يمتد بي
يسوقني نحو الضياع
المدائن
تصنع من الحلم
طيف انثى
لا تشتهي الاثم المعتق
لا تشتهي الاشتهاء
الليل
يلفني في عباءة من سراب
ينهش قامتي
يشق معطفي الباريسي
يمتد
يغوص بلا خجل
يفوح عنبرا
يرتج بلا شجن
قامتي طواها الليل
فبات طولي مترين
ضممت كفي
فاستويت كمعطف باريسي
داك هو المعطف الباريسي
قيل انه قبلتك
فيممي ياانثى الاشتهاء
اسجدي الركعتين
واتركي المدائن
الحبلى بالعراء
انسلخي عني
فقد اكتمل شكلك
تكورت داخلي
فانبجسي
واتركي الدهشة مني تنبجس
ايا انثى الاشتهاء
المدائن حبلى بالعراء
وصوتك قدضج في داخلي
في فم الافعوان
وتبعثر عند تخوم الشهوة
ككتلة من تراب
فاقضمي ورقة التوت
او ورقة اليانصيب
لن يراودك الحلم عن نفسه
ولن تتدحرج خيول المساء
في بطء عند الجيوب
سنرحل يا انثى الاشتهاء
سننفث الغواية منا
لن يشهدوا معصينا
لن يفضحوا سوءتنا
ولن نكون كباقي النساء
اليك القبعة
اليك المعطف الباريسي
مزقيهما
عودي الي
فانت الامتداد
انت الانتهاء
انت انثى الاشتهاء
نحن نسوة
لسنا كباقي النساء
ترة نلوح سمسا
في سماء غائمة
وطورا نشتعل جمرة
في ظهيرة ساهمة
ارضنا ابواب مقفلة
ظل وجه هائم
كلما انزاح عنه ليل
انبثقنا في حياء
نحن نسوة
لسنا كباقي النساء
اصابعنا حرائق ظل
واحيانا مدبحة
فمنا الصغير ثلج
له عادة سرية
واخرى مكشوفة
يمارسها لسانه
خلسة عند الغسق
نحن نسوة
لسنا كباقي النساء
كلما عاشرناالغياب
احتوانا المنفى في خجل مالح
المنفى كبير
سطوةالهه
صهباء
نعود اليه زحفا
نلتقي في اول جرح
عند شقوق بابه
نهب طيفا خفيفا
ونغرق
نغرق في صحراء ميتة
المنفى كبير
امحى منه وجه الزمان
خيوط الصباح
والمدائن مليئة بالزيف
حبلى بالعراء
المدائن
يا انثى الاشتهاء
نطالب فيها بالصلاة
فكيف سنتوضا
والاثم معتق
كيف نسجد
والارض شهدت
شهوة حواء
كيف يا انثى الاشتهاء
ونحن نعود الى المنفى
كل مساء
الى من شهدوا اننا
لسنا كباقي النساء
الى من لا يؤمنون
بصلاة الركعتين
في مدائن العراء
كيف يا انثى الاشتهاء
وقد راودك الحلم
فراودته
دون حياء!

مهرجان جمال أبودقة الشعرى العاشر بمركز قفط بمحافظة قنا






مهرجان جمال أبودقة الشعرى العاشر

ومسابقة المستشار أحمد أبودقه الادبية

بمركز قفط بمحافظة قنا












مهرجان جمال أبودقة الشعرى العاشر

ومسابقة المستشار أحمد أبودقه الادبية

بمركز قفط بمحافظة قنا

.........










أقيم بمركز شباب القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا , فعاليات مهرجان جمال
ابودقة الشعرى العاشر لهذا العام ومسابقة المستشار والشاعر أحمد ابودقة
الادبية وذلك فى حضور كوكبة من شعراء محافظة قنا ومراكزها المختلفة
وشعراء جنوب الصعيد.
اشرف على الاحتفالية المستشار أحمد أبودقة وحضرها عميد كلية الاداب
بجامعة جنوب الوادى بقنا الشاعر والدكتور قرشى دندراوى والاستاذ عادل
ونجت وكيل وزارة الشباب بقنا قدم الاحتفالية الشاعر محمود مغربى و انشد
فيها كوكبة من الشعراء محمد مغربى مكى , فتحى عبدالسميع , صفوت البططى ,
أشرف البولاقى , عبيد عباس , حسن خلف , محمد خربوش , أحمد الخليلى , عدلى
هباش ,أحمد تمساح , عاصم السمان , رفعت حفنى , دكتور حسن مغازى , أحمد
عبيد , محسن النوبى ,ليلى رفاعى , غنية عبدالرحمن , عبدالرحمن محمود عصام
,
وتحدث الدكتور قرشى دندراوى عن الشاعر الراحل جمال ابودقة وتاريخ عناقة
والقصيدة وما قدمه للحركة الثقافية فى صعيد مصر , كما اشاد بجهد قرية
القلعة التى تحتفى بالشغر والشعراء من سنوات بعيدة , ما قدم الشكر
للمستشار والشاعر أحمد ابودقة الذى يحتفى بالكلمة والشعراء فى ليلة من
ليالى الابداع والكلمة الصادقة .
واختتم فعاليات المهرجان بقصائد للمستشار أحمد ابودقة والشاعر محمود مغربى
وحضرها لفيف من أهالى القلعة ومركز قفط والقرى المجاورة.
وفى المهرجان ايضا تم توزيع جوائز مسابقة المستشار أحمد أبودقة الادبية
والتى فاز فيها كل من:
فى الفصحى :
المركز الاول / أحمد محمود على مركز شباب الوحدة حجازة بحرى.

وفى شعر العامية:
رفعت حفنى المركز الاول قنا
محمد مهدى عمارة المركز الثانى نقادة


وشعر التفعيلة:
الاول عبدالرحمن محمود عصام قوص
الثانى أحمد تمساح أحمد قوص

وفى القصة القصيرة:

أسامة محمد أمين الشيخ المركز الاول قوص
محمود أحمد عاطف المركز الثانى قوص

وتعد المسابقة من أهم المسابقات الادبية فى صعيد مصر وتحتفى بالابداع
وشبابه وتقدم فى كل عام العديد من الاسماء والاصوات الجديدة فى الشعر
والقصة القصيرة.

الجمعة، 25 مايو 2012

مهرجان المنشاة الشعرى بمحافظة سوهاج








مهرجان المنشاة الشعرى بمحافظة سوهاج




أقيم بنادى المعلمين بمركز المنشاة بمحافظة سوهاج مهرجان شعرى موسع تحت رعاية الدكتور عبدالسميع عطاالله نقيب المعلمين بمحافظة سوهاج والسيدة فاطمة يوسف مدير عام فرع ثقافة سوهاج ومحمد الحادى نقيب المعلمين بمركز المنشاة شارك فى المهرجان نخبة من شعراء سوهاج واسيوط وقنا وقدم المهرجان الشاعر أوفى عبدالله الانور
وقد تحدث فى بداية المهرجان الدكتور عبدالسميع عطالله والسيدة فاطمة يوسف عن دور الشعر والكلمة فى المجتمع..فالشعر مكون أساسى فى تشكيل وجدان الامة, الشعراء هم اصحاب البيان والفصاحة , هم المؤرخ لكل الاحداث منذ الازل.
كما رحب محمد الحادى نقيب المعلمين بكل ضيوف المنشاة من الشعراء والادباء من محافظات الصعيد...

ثم أنشد الشعراء قصائدهم..واستمع الحضور الى الشعراء أحمد المنشاوى , محمود مغربى , عبدالناصر علام ,

محمود عبدالوهاب , راضى الخولى , محمد أبوزيد الاسيوطى , عاطف مرسى , فتحى الصومعى , محمد فاروق ,وغيرهم , كما شارك من شعراء ( حلم الجنوب ) عاصم المزلاوى رئيس الجماعة , مصطفى التمساح , الدكتور محمد خالد , سيد البندارى , هناء أحمد على وغيرهم.
حضر المهرجان جمهور كبير من مثقفى المنشاة ونخبة من رجال التعليم.


وأخيرا .....مدينة المنشاة مدينة عريقة ضاربة بجزورها في التاريخ. وكان اسمها في العصر اليوناني Ptolemais Hermiou. وقد ذكرت كثيراً في كتب التاريخ ومن أمثلة ما قيل عنها :


* ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان تحت إسم( منشية الصلعاء ) و ذكر أنها قرية تابعة لكورة إخميم .



* ذكرها مرتضى الزَّبيدي في كتابه تاج العروس فقال ( والمنشية مدينة عظيمة تجاه اخميم وقد دخلتها ).



* ذكرها السيوطي في كتابه ( حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة ) تحت اسم المنشية .



* ذكرها أيضاً المقريزي و السيوطي و الصفدي في بعض كتبهم تحت إسم ( منشية إخميم ) .


والمنشاة أصلاً مدينة بطلمية و لذا يحوي ثراها العديد من الكنوز و الأثار العائدة لذلك العصر.
































الخميس، 24 مايو 2012

محمود مغربي الدونجوان ...حسن عبد الموجود




أحداث
محمود مغربي الدونجوان

http://a5.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/542089_353652818032107_1802354288_n.jpg






06/05/2012 04:36:42 م 

 

حسن عبد الموجود




وصل إلي الخمسين ولم‮ ‬يتغير فيه شيء،‮ ‬الشعر المفلفل الأبيض،‮ ‬صوته الطفولي،‮ ‬ملامحه الشابة السمراء‮. ‬محمود مغربي في الخمسين هو محمود مغربي في الثلاثين‮!
 
حياة مغربي عنوانها‮ "‬المحبة‮". ‬المحبة هي ما‮ ‬يحافظ علي الروح شابة،‮ ‬والكراهية تبكّر بالشيخوخة،‮ ‬يقول‮ "‬مسكين وفقير من لا‮ ‬يجد المحبة‮"‬،‮ ‬ويضيف‮ "‬محبة الناس لا تشتري‮. ‬أنا لا أطمح في جوائز شعرية،‮ ‬جائزتي الحقيقية هي أن تربت عليّ‮ ‬أيدي المحبة‮". ‬في أثناء دراستي الجامعية في قنا،‮ ‬أتيحت لي معرفته‮. ‬كانت فرصة لمقابلة الشاعر الجنوبي ذائع الصيت‮. ‬عرفت من الأصدقاء أن مكتبه هو قبلة لكل أصدقائه‮. ‬المكتب في هيئة الطرق والكباري،‮ ‬في مدخل المدينة،‮ ‬وهكذا‮ ‬يصبح مغربي عتبة لها،‮ ‬أو مدخلها‮. ‬لا‮ ‬يمكن أن تجتازها من دون أن تمر به‮. ‬أهدي ديوانه‮ "‬تأملات طائر‮" ‬بخلاف والديه إلي‮ "‬قنا الإنسان والمكان‮"‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يوضح تعلقه الشديد بمدينته‮. ‬لم‮ ‬يفكر في الرحيل مثل كثيرين،‮ ‬يعلّق‮ "‬عرض عليّ‮ ‬كثيراً‮ ‬الانتقال إلي أماكن أخري،‮ ‬ولكنني رفضت‮. ‬أنا لا أصمد في القاهرة لأكثر من أسبوع رغم الصداقات الكثيرة،‮ ‬إنها مدينة‮ ‬غير قادرة علي احتوائي‮. ‬أنا أعشق الإسكندرية وبورسعيد وأسوان ولكن تظل قنا رغم قدرتها علي إيلامي مدينتي التي لا‮ ‬يمكن أن أغادرها‮".‬
لم‮ ‬يفكر مغربي أيضاً‮ ‬في تغيير لهجته‮ "‬ليس تعصباً،‮ ‬ولكن لأنها لهجة عبقرية،‮ ‬وهي مفهومة جداً‮ ‬بالنسبة للآخرين في العالم العربي‮. ‬أغاني الأبنودي،‮ ‬والمسلسلات المصرية أسهمت في انتشارها والتعريف بها في الأقطار العربية‮". ‬في مكتبه تعرفت بكثيرين من أدباء الجنوب،‮ ‬من حدود محافظة الجيزة،‮ ‬إلي أسوان‮. ‬لا شيء‮ ‬يجمعهم به،‮ ‬سوي محبته الشديدة التي‮ ‬يغدقها عليهم‮. ‬يقول‮ "‬استلمت مكتبي في‮ ‬85،‮ ‬ولم أغيره من وقتها‮. ‬إنه‮ ‬يحمل رائحة أصدقائي،‮ ‬من عاشوا ومن رحلوا‮"‬،‮ ‬يضحك‮ "‬يبدو أنني سآخذ ذلك المكتب إلي المنزل حينما أرحل،‮ ‬لأنه‮ ‬يمثل لي الكثير‮"‬،‮ ‬ويضيف‮ "‬تلك علاقتي بالجماد،‮ ‬فكيف تكون علاقتي بالإنسان؟‮".‬
المكتب‮ ‬يحمل ذكرياته مع أصدقاء مقيمين وآخرين رحلوا‮. ‬لا‮ ‬يكف عن ذكر سيرة الراحلين،‮ ‬كأنه‮ ‬يؤدي دوراً‮ ‬بالإبقاء عليهم أحياء‮. ‬صورهم تحت زجاج المكتب،‮ ‬مع قصاصات لكتابات له هنا وهناك،‮ ‬أو قصاصات بخط أصدقاء‮. ‬المقهي القديمة أمام المكتب،‮ ‬كانت بدورها جزءاً‮ ‬من طقوس مغربي مع الأصدقاء‮. ‬الخطوة الثانية كانت موعداً‮ ‬في المقهي الأشهر،‮ ‬الجبلاوي،‮ ‬الذي خرج منه أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي‮. ‬
كنا‮ "‬شلة الجامعة‮" ‬نتفق علي أن نلتقي عنده‮. ‬عند محمود مغربي،‮ ‬وكان‮ ‬يكفي تليفون واحد ليكون حاضراً،‮ ‬وحتي ولو لم‮ ‬يتح الاتصال به،‮ ‬كان من السهل إيجاده،‮ ‬صباحاً‮ ‬في مكتبه،‮ ‬ومساء إما في الجبلاوي،‮ ‬أو في قصر الثقافة،‮ ‬حاضراً‮ ‬بنفس ابتسامته التي لا تغيب‮.‬
مغربي من مواليد منطقة‮ "‬الشؤون‮"‬،‮ ‬القريبة من كلية الآداب،‮ ‬لفترة طويلة عاش هناك،‮ ‬في منزل من طابقين،‮ ‬والده كان‮ ‬يقطن الطابق الأرضي،‮ ‬وهو العلوي‮. ‬مكتبته كانت تحتل‮ ‬غرفة كاملة،‮ ‬كان‮ ‬يعيش بجواره صديقه فتحي عبد السميع،‮ ‬القرب أسهم في توطيد علاقتهما،‮ ‬ولكن لمشاكل في بناء البيت‮ ‬غادره ليسكن شقة بالقرب من الجامعة،‮ ‬التي‮ ‬يرتبط بشبابها ارتباطاً‮ ‬وثيقاً‮. ‬كثيرون مروا علي الجامعة من قنا وخارجها،‮ ‬ثم عادوا إلي قراهم ومدنهم ولكنهم حملوا معهم محبة محمود وصداقته‮. ‬إنه نقطة أساسية لبداية أي موهبة جامعية‮. ‬لا‮ ‬يكف عن ترديد النصح،‮ ‬ويستمع إلي ما‮ ‬يكتبونه،‮ ‬وينشر إنتاجهم في الجرائد التي‮ ‬يشرف علي صفحاتها الأدبية،‮ ‬وبالأخص في‮ "‬صوت قنا‮"‬،‮ ‬والخطوة التالية‮ ‬يُرسل بعضه إلي أصدقائه المشرفين علي الصفحات الأدبية في الجرائد الكبري،‮ ‬ولا‮ ‬يخبر صاحب النص إلا بعد نشره‮. ‬لحظتها‮ ‬يتصل به ليخبره بأن‮ ‬يشتري نسخة من الجريدة التي نشرت نصه،‮ ‬وهي مفاجأة‮ ‬يكون لها وقع،‮ ‬من المؤكد،‮ ‬شديد البهجة علي شخص‮ ‬يتلمّس خطواته في عالم الأدب‮. ‬إنه لا‮ ‬ينتظر،‮ ‬فعلاً،‮ ‬كلمة شكر،‮ ‬وستجد كثيرين‮ ‬يرددون هذا‮. ‬مغربي أقرب إلي نبي،‮ ‬بدون مبالغة،‮ ‬فلا أحد‮ ‬يذكر أبداً‮ ‬أنه دخل في معركة أو عداوة مع شخص ما‮. ‬يضحك‮ "‬الكاتب الموهوب الراحل أحمد الدقر كان‮ ‬يسألني‮: ‬لماذا لا تتضايق مني مثلما‮ ‬يفعل الآخرون؟ لماذا تصرّ‮ ‬علي الجلوس معي؟‮!"‬،‮ ‬ويضيف‮ "‬كان كاتباً‮ ‬مسكوناً‮ ‬بجنون المبدع،‮ ‬وكان البعض لا‮ ‬يتفهم شخصيته جيداً،‮ ‬وهو شعر بهذا،‮ ‬غير أنني كنت أتفهمه جيداً،‮ ‬وصرنا صديقين‮".‬
ليس هذا فقط ما‮ ‬يفعله مع الآخرين‮. ‬أي كتاب‮ ‬يعجبه‮ ‬يشتري منه ثلاث نسخ،‮ ‬واحدة له،‮ ‬وواحدة للاستعارة،‮ ‬وأخري‮ ‬يسميها‮ "‬رشوة أدبية‮"‬،‮ ‬يمنحها لشخص ليحببه في القراءة،‮ ‬يقول‮ "‬إنني أسدد ديناً‮ ‬لأن هناك من فعل ذلك معي‮. ‬أمجد ريان الذي كان‮ ‬يصدر مجلة‮ (‬رباب‮) ‬وفتح مكتبته للجميع‮. ‬كان‮ ‬يقرأ لي قصائد من الشعر العالمي،‮ ‬وكان‮ ‬يُعيرني الكتب،‮ ‬وأيضاً‮ ‬يستمع لي ولا‮ ‬يبخل عليّ‮ ‬برأيه‮. ‬إنه شخص ساهم فعلاً‮ ‬في وضعي علي أول الطريق‮"!‬
مغربي بوسامته الجنوبية دونجوان حقيقي‮. ‬قلت له إن جميع صور رحلتك الأخيرة إلي المغرب تجمعك بفتيات ما عدا صورة‮ ‬يتيمة تجمعك بصديقنا الطيب أديب فضحك بشدة‮. ‬كان‮ ‬يهوي صعود النخل في حقول قنا،‮ ‬ليحضر الرطب ويرميه في حِجر البنات،‮ ‬وكان‮ ‬يهرول خلف الأولاد الذين‮ ‬يأتون لمطالعة سيقانهن‮. ‬كان لا‮ ‬يرضي،‮ ‬كجنوبي،‮ ‬بتلصص الذكور علي الإناث‮. ‬يقول في قصيدة‮ "‬للوقت نخيل‮/ ‬إن تصعد أدهشك الرطب‮/ ‬إن تجبن داهمك الحجر‮". ‬الأنثي نفسها تظهر في عنواني‮ ‬عملين له‮ "‬ناصية الأنثي‮"‬،‮ ‬و"صدفة بغمازتين‮"‬،‮ ‬يقول ضاحكاً‮ "‬الأنثي شيء ضروري في حياة الإنسان،‮ ‬ولكن بقدر القرب منها أحافظ علي البعد‮. ‬أنا حذر جداً‮ ‬فيما‮ ‬يخصها،‮ ‬فمن‮ ‬يقع في شرك المرأة‮ ‬يتعب جداً‮"‬،‮ ‬ويضيف‮ "‬أي إنسان ليس له علاقة بها،‮ ‬صداقة،‮ ‬ومحبة،‮ ‬وتفاعلاً،‮ ‬إنسان فقير‮. ‬الحياة بدون امرأة صحراء‮. ‬إحساسك بالتهميش من السلطة شيء مقدور عليه،‮ ‬ولكن أن تكون مهمشاً‮ ‬من المرأة،‮ ‬مكروهاً‮ ‬منها،‮ ‬ستشعر فعلاً‮ ‬بأنك تواجه مشكلة عظيمة‮".‬
هناك كتّاب وشعراء لا‮ ‬يفارقون مغربي‮. ‬يقول‮ "‬محمد شكري الذي كان أميّاً‮ ‬ثم أصبح كاتباً‮ ‬كبيراً‮. ‬باولو كويلهو بحلمه ودهشته وبحثه عن الخلاص في‮  (‬الخيميائي‮)‬،‮ ‬بهاء طاهر الذي أعتبره علامة مضيئة في تاريخ الرواية العربية‮. ‬الحكاء العظيم خيري شلبي‮. ‬صلاح عبد الصبور ومسرحه‮. ‬أمل دنقل الحاضر بصيحته‮ (‬لا تصالح‮)‬،‮ ‬لوركا وصراعه ضد السلطة،‮ ‬محمد الماغوط بلغته المبهرة‮. ‬حنا مينا وحيدر حيدر،‮ ‬اللذان قرأت لهما كثيراً‮ ‬من الأعمال بمساعدة الصديقة السورية إيفين حرسان‮" ‬ويضيف‮ "‬لا أنسي أبداً‮ ‬بدر شاكر السياب،‮ ‬ونازك الملائكة،‮ ‬ونيرودا،‮ ‬وبالطبع أدونيس‮"‬،‮ ‬ويتابع‮ "‬ومن أصدقائي فتحي عبد السميع وديوانه الجميل‮ (‬الخيط في‮ ‬يدي‮). ‬فتحي صديق كفاح،‮ ‬من الشعراء الممتازين وهو أيضاً‮ ‬ناقد وجندي مخلص للإبداع،‮ ‬كما لا أنسي أبداً‮ ‬أصدقائي الراحلين،‮ ‬محمد نصر‮ ‬ياسين وسيد عبد العاطي،‮ ‬وعطية حسن‮". ‬يتذكر‮ "‬آه‮.. ‬أنا دائماً‮ ‬أحن إلي محمود درويش وهو‮ ‬يحن إلي خبز أمه‮". ‬


الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة ...أجرى اللقاء : فاتِحة يعقوبي







 الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة

https://mail-attachment.googleusercontent.com/attachment/?ui=2&ik=e35823836c&view=att&th=135f29f1dc05767e&attid=0.1&disp=inline&realattid=f_gziozzmw0&safe=1&zw&saduie=AG9B_P84_TSd4LRxtebe0c_sKFfB&sadet=1337908733903&sads=EsXaxZ6CFahAHb69LdFkaxc-jF8

.......

فى حوار موسع من المغرب لمنبر التحرير



أجرى اللقاء : فاتِحة يعقوبي 

 https://mail-attachment.googleusercontent.com/attachment/?ui=2&ik=e35823836c&view=att&th=135f29f1dc05767e&attid=0.2&disp=inline&realattid=f_gzip07an1&safe=1&zw&saduie=AG9B_P84_TSd4LRxtebe0c_sKFfB&sadet=1337908810496&sads=uaWpuVi9mGN-FmenFYn8o7uj9aY


يقال :  أن الشعر يولد من رحم الألم  .. من وجهة نظر شاعرتنا الكبيرة إلى أي حد المقولة صحيحة؟

-  من وجهة نظري أرى أن الابداع بشكل عام يكتسي صاحبه خصوصية الشجن العميق في مسار حياته سواء كان فنانا أو كاتبا ولا أعرف صراحة هل هي خصوصية  متفردة تخص النفس المبدعة أم أنها جاءت  كصدفة متكررة عبر التاريخ  الذي سجل لنا نماذج كثيرة من المبدعين الذين نشروا السعادة في كل أنحاء العالم لكن حياتكم كانت تعيسة للغاية
 فلو تابعنا قصة بعض المبدعين  - و غالبا اشهرهم -  سنراها قصة مؤلمة الخفايا وفي حالات كثيرة تكون نهايتهم مؤلمة ايضا كالتفكير في الانتحار مثلا أو المرض المزمن أو الموت في حالة غامضة فنادرا ما نجد مبدعا يعيش السعادة الكبيرة ويبدع لنا إبداعا يبقى في صدور الناس  خالدا حتى بعد مماته .
وهذه الخصوصية قد يتفرد بها الشعراء بشكل أكبر لما لهم من حس مرهف وخيال أكبر مما يؤدي بهم إلى عدم التلاؤم بشكل أو بآخر  مع الحياة التي يغلب عليها طابع الغش و الانانية والبخل في العطاء ولعل  تخصيص الله عزوجل هذا النوع الإنساني من البشر  بسورة كاملة في كتابه العزيز لهو أكبر دلالة على تفسير هذا الامر . كما أننا لا نعرف قصصا غرامية خالدة إلا من خلالهم فهم الاكثر انتشارا عبر التاريخ الذي جعلوه  يركع لهم وهم يصرخون بإعلى اصواتهم هائمين في العشق الصادق الرفيع متحدين كل عراقيل الحياة حتى ولو كانت نتائجها الموت غير أبهين به ولا بخسارتهم لهذه الحياة التي لا يرغبون فيها  إلإ بما في مخيلتهم , هذه المخيلة التي تكون منسجمة بشكل كبير مع عاطفتهم التي تبدع شعرا يبقى متحديا للزمان والمكان , ليغيب الجسد ويبقي الذكر بسبب هذا الشجن الذي كان محركا أساسيا للابداع .

 

*    مسيرتك الإبداعية  مند 1991 تمتاز بنجاحات دواوينك الشعرية ،  ولا ينكر نشاطاتك في مجال العمل الجمعوى غير جاحد أو حاقد ..   حيث انك  المرأة الوحيدة  التي  أرخت  للإبداع الشعري في الوطن العربي ..= بالموسوعة الكبرى للشعراء العرب= السؤال هل كان في مسيرتك شخص يدعمك معنويا سواء بالسلب أو الإيجاب وأعطاك  دفعة لقول ها أنا ذا ؟

-    انطلقت مسيرتي الابداعية بشكل جاد عام 1991 م و أنا تمليذة بالصف الاول ثانوي أداب بثانوية مولاي رشيد من خلال النشر الورقي في العديد من الصحف الوطنية فالدولية , وقد كان هناك العديد من الاشخاص الذين طبعوا هذه المرحلة بعطائهم الذي ظل على عاتقي إلى اليوم  أذكر على رأسهم أستاذتي ليلى اشرقي واستاذي محمد حماني بالاضافة إلى الاستاذة إلهام بنابي الرطل , فهذه الثلة المباركة من الأساتذة كان لهم فضل كبير في إرشادي ودعمي ماديا ومعنويا . لتبدأ مسافة الالف ميل في هدوء كبير حتى قدوم المرحلة الجامعية بتتويج إصدارات شعرية رفقة بعض الطلبة الشعراء .
لا أنسى ايضا عدم مساندة  الاسرة وعلى رأسهم السيدة الوالدة هذا المسار على اعتباره مضيعة للوقت وللعمر خاصة بالنسبة لامرأة تعيش في عالم عربي لا يهتم إلا بأنوثتها الخارجية بهدف تحقيق الاهم بالنسبة لهم وهو الزواج حتى تطمئن قلوبهم على مستقبل هذه الفتاة , فالاسرة العربية تفكيرها ينصب بشكل تقليدي على هذه الامور أكثر من تفكيرها في تشجيع المرأة المبدعة من أجل تحقيق ذاتها مستقبلا . لكني لا انكر دعم  أخي الاكبر في هذه الحقبة العمرية  حتى تلمست طريق الصواب .

 

*    الموسوعة الكبرى مولود شامخ .. إزداد شموخاً بالجزء الثاني..  فكيف توهجت النطفة في رحم فكرك ؟ ومتى ؟؟؟

-   لا يمكنني أن اتهرب  من الاتهام الجميل الذي أتهم به ألا وهو أنني امرأة تتحدى المستحيل وتريد التميز في ما تطمح إليه  بكل ما أتيت من قوة , ومن هذا المنطلق كانت دائما تراودني فكرة تأسيس شيء يخلد اسمي عبر التاريخ  , فلست ممن تكتفي بترك اسمها عبر الابناء فقط ولكن عبر ولادة من نوع خاص , فاهتديت لفكرة جمع بيبلوغرافيا شعرية تهتم بشعراء الامة العربية وكانت هذه الفكرة تراودني مع بداية عام 2000 لكني وقتها لم أكن قادرة على تحقيقها لعدة أمور أهمها صعوبة البحث الذي كان حكرا على الرجال منذ الازل وسؤالي الدائم ما سبب عدم اشتغال اي امراة على هذا النوع من الأ عمال ؟ , فبقيت الفكرة كالجنين داخل بطن أم  ترفض أن ترميه خارجا إلا بتوفر مناخ سليم لحياته واستمراريته  , هذه الحياة التي شاءت لها الاقدار أن تأتي  عام 2007 عندما أعلنت عن بدأ انطلاق الأشتغال عن الموسوعة الكبرى للشعراء العرب واخترت لها زمنا معينا يبتدي من عام 1956 اي فترة استقلال بلدي المغرب إلى عام 2006  وهي فترة النصف قرن .

*     الموسوعة الكبرى إبداع  أدبي ..  وكل إبداع  لابد وأن يمر بمخاض .. هل يمكن أن تذكري لنا أصعب اللحظات التي قابلته .

-  أن يشتغل المرء على عمل يراه أغلبية الناس عملا جنوني المجازفة مستحيل التحقيق هو قمة الصعوبة في حذ ذاتها فأغلبية زملاء الحرف كانو يرون في الاعلان عن هذا العمل هو ضربا من ضروب الجنون و هناك من اتهمني بجنون العظمة لأن مثل هذه المشاريع لا تتقنها سوى المؤسسات الكبرى التي تتوفر على عدة ومالا وفيرا , وطاقة بشرية ضخمة , فكيف لامرأة واحدة أن تعمل على مثل هذا العمل الشاق والمضني , لكني تشبت بالفكرة و قمت بخلق فكرة وضع منسقين لها بالعالم العربي لكن أغلبيتهم لم يقدموا لي إلا النزر القديل من الدعم وعلى الرغم من ذلك اشكرهم جزيلا لأنهم منعوا عني عين الحسود وأنا التي أشتغل كألة حصاد يومي في صمت رهيب لا أعرف فيه الليل من النهار ولا النهار من الليل تركيزي الاكبر هو تحقيق هذا الحلم ورفع اسم المرأة المغربية شامخا في هذا المدمار. وكانت أمنيتي أن يكون العمل مغربيا مائة بالمائة فالتجأت لوزارة الثقافة في عهد السيدة ثريا جبران بهدف طباعتها وقد وعدت مديرة ديوانها أنداك خيرا فعدت للمنزل وأنا في قمة السعادة واشتغلت بشكل مضاعف لكني صدمت عندما سلمته لها بمكتبها في الرباط وهي مشدوهة قائلة : لا نستطيع أن نطبع هذا العمل بهذا الحجم لأن ميزانية الوزارة لا تسمح .
ميزانية الوزارة لا تسمح كانت كفيلة لتحرق سنوات تعبي وسهري وأن تدخلني غيوبة لولا تدخل الاقدار وموافقة الشيخة اسماء بنت صقر القاسمي طباعة العمل وظهوره للنور .
وكانت هذه أصعب مرحلة عشتها قبل ولادة الموسوعة الكبرى للشعراء العرب التي شهدت عدة مواقف سلبية وايجابية لا يمكنني حصرها هنا في لقاء صحفي مكتوب . لكني على الرغم من كل ما مر سعيدة جدا بهذه التجربة الناجحة التي مدتني قوة أكثر واسما معروفا أكثر على الصعيد العربي .


*  من الملاحظ أنه كثيراً  مايصاب الشعراء بسهم الغرور والاستعلاء بمسيراتهم الشعرية  .. هل لاحظتي مسحة غرور على أحد ممن تضمنتهم موسوعتك من شعراء  ؟؟

-   الغرور مقبرة المواهب مقولة عربية صحيحة حسب نظري , فكل شخص تكبر واغتر في الواقع هو شخص لا يساوي شيء وهذا ما يؤكده لنا الشاعر حين قال :
ملأى السنابل تنحني تواضعا = والفارغات رؤوسهن شوامخ
ولا يمكنني أن أتحدث عن سلوكيات واحاسيس شعراء ضمتهم الموسوعة لأنهم مختلفي الطباع والمشاعر و الاخلاقيات ايضا , لكن ما يمكنني قوله هو أن الغرور صفة لصيقة بالفرد سواء كان ضمن موسوعة أو لم يكن هي صفة شيطانية يكتسيها بعض الاشخاص وتعجبهم كثيرا لأنهم يرون من خلالها عبقريتهم التي لا توجد إلا في مخيلتهم , فالواقع الحقيقي يقول أنهم لا شيء ولكنهم يرفضون هذا الواقع بالانزواء خلق قناع الغرور الذي يجعل لهم ستار التواصل بينهم بين الناس . فيتركهم في برج عاجي خاص يستمتعون به وبتافهاته  دون مشاركة الغير لهم .




 *    الموسوعة حوت شعراء كثر  ... فهل أضافت لهم الموسوعة أم هم إضافة لها  ؟؟؟


-  الموسوعة الكبرى للشعراء العرب عمل توثيقي تأريخي لشعراء عاشوا بين الخقبة الممتدة ما بين 1956 و2006 , وهو عمل له بصمته الخاصة في مجال السير الذاتي العربي والعالمي من خلال هذا التوثيق الذي سيضيف لهؤلاء الشعراء الشيء الكثير بتخليدهم لاحقا وهذه هي القمية المضافة لأن الشاعر طالما هو حي يرزق هو قادر على خلق وترسيخ اسمه كما شاء لكن الاجمل أن يخلد اسمه شخص أخر بعد هذه الفترة التي يعيشها وهذا هو دور الموسوعة .
وبكل تأكيد الموسوعة ايضا استفادت من تواجد اسمهم فلولاهم لما كان كتاب ورقي وأخر نتي اسمه الموسوعة الكبرى للشعراء العرب .
هناك علاقة ترابطية بين الطرفين وكل منهم يكمل ويجمل الطرف الأخر .



*  تشرفت المغرب بزيارة سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي   راعية الموسوعة الكبرى للشعراء العرب ترى  من المبادر لهذه الدعوة أكانت مبادرة ذاتية أم دعوة موجهة من طرفكم ؟؟

-  غالبا ما نرى الاثرياء مشدوهين لزيارة الدول الغربية أكثر من العربية لسبب لازلت أجهله رغم أن الطبيعة وجمال المناخ بهذه الدول أفضل بكثير من الدول الاخرى , إلا أن الشاعرة سمو الشيخة اسماء بنت صقر القاسمي كانت متلهفة لزيارة المغرب منذ زمن لولا تدخل الاقدار التي تغير مجرى تحقيق هذا الامل حتى جاءت فرصة تواجدها مؤخرا بمعرض الكتاب الدولي للدار البيضاء في دورته الثامنة عشر بدعوة كريمة من وزارة الثقافة التي سهرت على تنظيم أمسية لسموها مرفوقة بثلة من الشعراء العرب .

=8)  تم توقيع الموسوعة الكبرى للشعراء العرب في مهرجان الدار البيضاء للكتاب رفقة سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي راعية الموسوعة ... فهل أثمر ذلك التوقيع  إقبالا على الموسوعة ؟؟؟ وهل انعكس إيجابا عليها ؟؟

أهم ثمرة لهذا التوقيع تواجد سمو الشيخة اسماء بنت صقر القاسمي التي اسعدت قلبي بمشاركتي حفل التوقيع خاصة وأنني أعتبرها الشخصية الموازية لنحاج المشروع ككل , فلولاها لما عرفت الموسوعة الكبرى للشعراء العرب التواجد أصلا وقد كانت التفاتة جميلة توجيه وزارة الثقافة الدعوة لي من أجل هذا الحدث الهام الذي حضره العديد من الشعراء والمهتمين بالحفل البيبلوغرافي .
إلا أن الاقبال الأكبر لازلت ألاحظه بالمشرق أكثر من بلدي المغرب وذلك نتيجة الاهتمام المشرقي بهذا العمل والاحتفاء به في العديد من المناسبات أعلاميا بخلاف المغرب الذي لازال لم يستوعب بعد ضخامة ما حققته المرأة المغربية من أعمال .
ومن هنا لا يسعني إلا أن أوجه جزيل الشكر لكل الاخوة المشارقة الذين دعموا مسار الموسوعة إعلاميا سواء المرئي منه , المكتوب أو المسموع .


*    أقيم حفل تكريم للدكتور عباس الجراري في مدينة فاس  على شرف سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي وحضره نخبة من الشعراء ...لم الدكتور عباس الجراري  بالذات ؟؟

-  لقد سنت شبكة صدانا الثقافية سنة حميدة بتأسيس فكرة  وسام صدانا الذهبي الذي يقدم مرة كل سنتين لشخصية قدمت الكثير في مجال الفكر والأدب والفن أيضا , وبعد تم تكريم الشاعرة التونسية القديرة جميلة الماجري عام 2009 م  بهذا الوسام بمدينة تطاوين التونسية , كان لابد لنا من اختيار شخصية أخرى لهذا التكريم لعام 2001 م وعندما ارتأت سمو الشيخة أن يكون التكريم هذه المرة بالمغرب قمت كمدير عام للشبكة و في نفس الوقت كمغربية باقتراح ثلة من الاسماء التي نفتخر بها كمغاربة لنيل هذا الوسام فاتفقنا في الاخير أن يكون المحتفى به هو معالي الدكتور عباس الجراري لم له من إسهامات طويلة في مجال البحث الاكاديمي بكل تنوعاته لما يربو عن نصف قرن .
مما أهله أن يكون الشخصية الاكثر جدارة للظفر بهذا الوسام الذي يظل نقطة من بحر التكريمات التي حاز عليها .

*   لقد كنت مرافقة لسمو الشيخة أسماء  بنت صقر القاسمي أثناء زيارتها للمغرب الحبيب وبصفتك صديقة شخصية لها ... هل لك أن تنقلي لنا انطباعاتها عن هذه الزيارة ؟؟

-    أن تكون مصاحبا لأمير يعني الشيء الكثير , أهم ذلك التقيد بعدة بروتوكولات وتصبح حركاتك محسوبة وكلامك ايضا , هذا الشيء الذي لم أجده في شخصية سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي فقد وجدتها الإنسانة المتواضعة والحكيمة ,المنصتة للغير بشكل كبير ,
اسماء بنت صقر القاسمي الشاعرة غلبت على طبيعة سمو الشيخة هنا فكانت كما الشعراء هائمة في ملكوت الله دون اي تقييد رسمي مما جلعني أقترب منها أكثر وأتعرف على ارتساماتها الطيبة اتجاه المغرب كشعب طيب و بلد سياحي جميل لكنه يحتاج لدعم أكبر حتى يكون في مصاف الدول التي تعنى بطبيعة بلدانها و تسوق للسياحة بشكل ايجابي مدروس . كما أنها لم تخف رغبتها في زيارة البلد لمرات أخرى خاصة وأن زيارتها هذه اتسمت بالحركة العملية أكثر منها السياحية مما لم يسعفها من زيارة عدة مدن مغربية تغنى بها الشعراء السابقون والحاليون بسبب ضيق الوقت .

*    ما الأثر الذي تركته زيارة سمو الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي
للمغرب  في نفسك ؟؟

-   زيارة سمو الشيخة أسماء كانت متوقرة منذ عام 2009 م زمن توقيع الجزء الاول من الموسوعة الكبرى للشعراء العرب لكن ذلك لم يحدث لعارض مرضي ألم بها قبل أن تطير إليها بيوم واحد , الشيء الذي أجل الحدث لمناسبة أخرى كانت ايضا فاشلة بتدخل القدر الذي سيمنحنا هذه الفرصة عام 2012 م وكنت سعيدة للغاية بهذه الزيارة خاصة وأنا أتعامل مع شخصية راقية , حساسة وذكية جدا , فهي  تقرأ الفرد من ملامحه وطريقة كلامه دون اي يكون لديها سابق معرفة , شخصية أكدت لنا أن الأصيلين دائما في تواضع كبير وتواصل مع الجميع بخلاف قشور البشر ممن يعتقدون أنفسهم أنهم في مراكز الصدارة ولا يحق لهم - التنازل - والتعامل مع بقية افراد الشعب . وهذا الاحساس زادني تقديرا واحتراما لها .


 
*    القصيدة أو الرواية كعمل إبداعي أدبي بشكل عام ..هل هو إحساس مبني على  أساس تجربة شخصية لصاحب القلم ..أم صورة منقولة من تجارب الآخرين..  أم أن أبطاله من خيال المبدع ؟

-   الابداع بشكل عام سواء كان رواية أوقصة أو شعرا أو فنا قد يجمع الاحساس الوجداني لمبدعيه فيطلق العنان لما يشعر به ويعكسه بشكل كتابي أوموسيقي أو فني للغير , أو أنه صورة منقولة عن تجارب الغير ممن يعرف هذا المبدع فيقوم هو بسرد ما تراه عينه وما تسمع أذنه بهدف جمع كل الاحداث وتحويلها لشيء أدبي أو فني ملموس , وقد يكون الامر مجرد خيال يهيم فيه هذا المبدع ويتمناه أن يتحول إلى واقع من خلال ما تبصمه يداه من إنتاج هو بطله في كل الاحداث الخيالية .
وعليه فالابداع قادر على استيعاب كل هذه الامور بكل اختلافاتها لكن الاكثر نجاحا هو ما ينبعث من القلب عن طريق تجارب شخصية يعيشها المبدع بكل معاناتها لتؤثر في قلمه بشكل مباشر لينتج لنا إبداعا قويا قابلا لمجاراة الزمان والمكان .


*  أود أن أخذ رأيك بظاهرة تجتاح عالمنا العربي .. أصبحت الورقة والقرطاس مرمى لكل من فقد عمله وأراد أن يجرب حظه مع الشعر والكتابة ..
ونرى بين الحين والآخر  متسلقين على الأدب ..  وأصبحت الكتابة مهنة من لا مهنة له .. هل ترين أن هذه الظاهرة طبيعية وصحية ؟؟ وأن بحر الأدب قادر على استيعاب الجميع لينتقي الجمهور ما يشاء .. ؟؟ أم أن مثل هذه الأبواق قد تعكر ما صفا .. وتملأ الساحة الأدبية لتحير المتابع وربما تسيء للذوق العام؟

-  هذه الظاهرة قديمة حديثة وهي عادية للغاية  و كل جيل يتهم الجيل القادم أنه اقل منه جودة و احترافية , مع تواجد العديد من الطحالب التي تعشق بريق الشهرة فترغب في الدخول إليها بأي وجه كان حتى ولو تناولت فيه عن اي شيء تمتلكه , لكني شخصيا لا أهتم بهذه الامور فالبقاء للأصلح دائما ولكل مجتهد نصيب أما غير ذلك فمثل الفقاعات التي تتفرقع في الهواء مهما صالت وجالت في ملكوت الابداع الذي يقدم لهم شهرة زائفة بزيف إبداعهم .



*    ماهية التركيبة النفسية والسلوكية للأديب بصفة عامة والشاعر بصفة خاصة من وجهة نظر فاطمة بوهراكة ؟

-   هناك عدة خصوصيات أخلاقية يجب أن يمتاز بها المبدع عن غيره من البشر , ولست مع الراي الذي يقول أن أخلاق المبدع ملكا له وحده وليس بالضرورة أن يكون نسخة طبق الاصل لما يكتب , فالكتابة صدق والصدق مع الذات أولا ومع المتلقي ثانيا يجبرنا على أن نكون قدوة حسنة  لهم , وأن تكون كتاباتنا مرآة تعكس نفوسنا ,
أهم الصفات التي أتمنى أن تكون لدى المبدع بشكل عام والشاعر بشكل خاص هي : التواضع ,  احترام الغير و الصدق .



*     يشهد الجميع بدماثة خلقك ، وتواضعك الجم ، .. فهل أخذك الزهو والغرور وأنت ترين  نجاحاتك المتوالية ؟ أم أهي الثقة بالنفس والاعتداد بها ؟
      
-  أعتز كثيرا بهذه الشهادة و يسعدني أن يكون راي الأخر في شخصي المتواضع بهذا الشكل , والواقع أن مساري الشعري منذ بداياته عرف بعض الاحتفاءات بطريقة كتاباتي وكان الدكتور الشاعر محمد السرغيني حريص النصيحة بعدم الاهتمام بكل ما يقال وأن اجتهد أكثر و اشتغل أكثر حتى أصل لما اربو إليه بتعبي الشخصي دون الارتكاز على أي شخص , وقد كنت اشتغل على نصيحة أستاذي الجليل صاحب التجارب القيمة التي استفدنا منها الشيء الكثير .
مما شكل لي هاجس التخوف الدائم من الفشل بعد كل نجاح , ففي الوقت الذي يكون القاريء أو الناقد يصفق على شيء خاص بفاطمة بوهراكة أكون وقتها أرتب لعمل آخر وكلي خوف من عدم ايجاد القبول كما سابقيه . وأعتقد أن هذه الطريقة جعلتني ادخل بشكل دائم في مرحلة تقويم الذات والابتعاد عن صفة الغرور التي لا أحبها أصلا فالمبدع يجب أن يكون متواضعا وإنسانيا أكثر .



*     ديوانك الجديد يحمل عنوان نبض ... فهل استلهم من نبض قلبك ؟؟؟
  هل أودعته  أحاسيس هذا القلب ونبضاته ؟؟؟
 وهل وشى بمكنونه ؟


علاقتي ب( نبض ) علاقة حميمية للغاية فهو عبارة عن مجموعة نصوص شعرية وجدت صيتا أكثر من غيرها وترجمت لعدة لغات هي العبرية والفرنسية والانجليزية والاسبانية و الكردية والتركية , ليكون خلاصة نبضي الشعري الحالي بعدة لغات عالمية .
هو نبض قلبي ونبض قلمي ونبض نصوصي التي تبوح بي في صمت.



*    سبقت عيد الحب بيوم .. ومهدت له الطريق لكي يرى النور .. فبماذا كافأك؟



الحب هو اساس الحياة وعمادها , هو الذي يجعلنا نعيش الحياة القاسية دون الاهتمام بها , هدفنا الاوحد هو تكملة ما شاء الله لنا من العمر ونحن بسعادة منبثقة من هذا الحب الذي يعيش في خفقات قلوبنا , فحبنا للآخر يجعلنا سعداء دون تدمر من الواقع القاسي وتطويعه ليكون في صالحنا أكثر .
لكن السؤال الجوهري هل اصبح الانسان الحالي يؤمن ويشعر بهذا الحب الكوني ؟
الواقع أننا أمام مد مادي لعين يقتل اي احساس بالعواطف الصادقة ويجعل المال ألهة العصر وسيد العباد مما خلف لنا أمراض نفسية كبيرة أدت لانتحار العديد من الناس بسبب فقدانهم لهذا الاحساس الرباني العظيم .
وقد سعدت للغاية أن يكون عيد مولدي هو 13 فبراير اي قبل ولادة اليوم العالمي للحب الذي نحتفل به في 14 من نفس الشهر . رغم اني أتمنى أن تصبح كل ايامنا محبة وسعادة لا يوجد فيها حروبا ولا ضغينة فالحياة لا تستحق منا كل ما نراه من قطيعة و أنانية .



*    يقولون خلف كل رجل عظيم امرأة ...  فأين الرجل منك  ؟

وهل تستطيع المرأة العظيمة أن تكون دون أن يكون رجل خلفها  ؟
قد تكون فعلا وقد لا تكون . لكني لا أنكر فضل الرجل في ما وصلت إليه اليوم  ,
الرجل المتمثل في والدي الذي رباني فأحسن تربيتي , الرجل المتمثل في اخي الاكبر الذي دعمني , الرجل المتمثل في الخطيب الذي ارادني مجرد امرأة تقليدية تابعة له فصرخت في وجهه رافضة هذا التعامل  وقررت المضي وحدي . الرجل الحبيب الذي فضل المال عن الحب . الرجل الصديق الذي دعمني . واللائحة تطول .
فكل هؤلاء الرجال كان لهم الفضل في إيصالي لما وصلت إليه  , سواء ممن دعموني بشكل ايجابي أو الذين تركوني في متاهات الحياة وأنا في قمة الاحتياج إليهم . فشكرا لهم جميعا ودامت الحياة بيد الله وليست بيد أحد . وما يمكنني قوله في هذا الباب : أن الثقة في الرجال صعبة كتسلق الجبال .


 
*   استطعت أن تنقشي اسمك  كإمرأة مغربية على رخام النجاح ليظل للأبد في عالم الإبداع هل لك أن تقولين لنا سمات الرجل الذي تحلم به و يستحق فاطمة بوهراكة الإنسانة والمبدعة ؟

منذ الصغر وإلى اليوم لم ولن تتغير مطالبي في فارس أحلامي الذي قد لا يوجد في هذه الحياة التي ملأها المد المادي .
الرجل الذي أحلم به يجب أن يكون : رومانسيا , مثقفا , صادقا ومخلصا .
هذه هي الصفات التي أحبذها في من سيكون شريك حياتي , دونها لا تعنيني ولست منزعجة من عدم الارتباط لغاية اللحظة لأني في سعادة تامة مع نفسي التي ترفض رجلا جافا فارغا مغرورا كاذبا و خائنا .



    * التواصل بين الاجيال كيف ترينه ؟

-    سنة الحياة هي التواصل بين الناس , ولكن نادرا ما نجد التواصل بين الاجيال ذو طابع توافقي ندي , فالجيل السابق دائما يعتقد نفسه الافضل والاحسن من الجيل اللاحق , الجيل الأتي يظن أن الجيل الرائد يتعالى عنه ويصفه بالتفاهة وما غلى ذلك مما يجعل هذه العلاقة متوثرة بعض الوقت . لكن إذا تواجد شرط الاحترام بين هذين الجيلين سيكون التواصل ذو منفعة كبيرة باكتساب تجربة الجيل السابق من طرف الجيل اللاحق . وانفتاح الجيل الاول على افكار ونشاط الجيل الثاني وهكذا .




    * 
صورة ادب المغرب العربى  عند النقاد ومثقفى المشرق العربى ؟

هناك ثقة كبيرة من قبل المشارقة بكتابات مبدعي المغرب العربي من شعر وقصة ورواية ومسرح ايضا بدليل التتبع الاكبر من قبلهم نقديا لما نكتب , فلا يمكننا الحديث عن نقد دون الحديث عن المشرقي في ذلك وهو نفس الشيء الذي يشتغل عليه المغاربة اتجاه أخوانهم المشارقة ,
ففي مجال النقد هناك علاقة تواصلية جيدة بين مشرق العالم الاسلامي ومغربه . بالاضافة إلى مجال الترجمة ايضا التي بدأت قواها تتحرك بشكل أكبر خلال العشر سنوات الاخيرة والظهور بشكل أكبر في مسابقات عالمية من قبل المبدع العربي الذي اكد ايضا هنا جدارته في حصد العديد من الجوائز .


*    بصفتك متابعة لمسيرة الادب العربى.. كيف هى صورة الادب العربى فى الغرب؟؟؟ وكيف يتم تقديم الادب العربى من خلال الترجمة الى لغات العالم؟؟؟

الادب العربي منذ القديم وهو يتصدر العديد من الترجمات العالمية بدا من الشعر الجاهلي وحتى الروايات العربية الحديثة التي كانت منهلا كبيرا في هذا الباب ,
والمثقف الغربي له دراية كبيرة بما يبنض به الفكر العربي من ابداعات سواء في مجال الشعر أو القصة أو الرواية وغيرها من أنواع الفنون والاداب .
والملاحظ كظاهرة جميلة ومشجعة هو تناقل الترجمات بين المبدعين عبر العالم من خلال مشاركاتهم الفعلية بالدول الغربية حيث يتم تأسيس دعامة فكرية وثقافية قوية بين الشعوب العربية والغربية .


*    في الإخير ماذا تهدي عشاق حرف فاطمة بوهراكة  كقصيدة ؟؟؟



-    وفيك امتدادي / فاطمة بوهراكة

مسافات العمر فيك
تنهار
يا عمرا ضاربا في
الكبرياء..
يا حرجا موشوما في
ذاكرة التاريخ
المدجج بالأنا
الرافض لكينونتي
فيك مني ما تبقى من
ملامحي وقيت
الغسق
الراكع في صمت ليلي
تكسرت باقة الألم على
وجه يشبهني
لحيظة الضجر
تسقيني الأيام مرارتها
أسقيها حبا نابعا من
بؤرة الجسد
يأتي البوح إلي
بوحا / لا بوح
قاتل هو الصمت
يشاكس قدر امرأة تحمل
نعشها .... غدها
على غيمة راقصت دمع
العذارى ...
يركض منك / إلي
بريق عينيك
عيناك ألم لا يشفى
يشاكس كذبة الأمس
القريب / البعيد
يرحل بي في اتجاه
الغد ...


*******

الشاعر محمود مغربى أمينا عاما لمؤتمر قنا الادبى لليوم الواحد








             
الشاعر محمود مغربى


   أمينا عاما لمؤتمر قنا الأدبى لليوم الواحد

 الفعل الابداعى فى قنا ..أشرف البولاقى نموذجا












http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/226153_193134417417282_100001621750782_543823_7088639_n.jpg               
               




تحت عنوان الفعل الابداعى فى قنا ..أشرف البولاقى نموذجا
.. تقام فعاليات مؤتمر قنا الادبى اليوم الواحد مساء يوم
 الاثنين 28 /5/ 2012 بقاعة العلوم الاستكشافية بمدينة قنا.

- يرأس المؤتمر الشاعر شعبان يوسف
- أمين عام المؤتمر الشاعر محمود مغربي

* أمانة المؤتمر :الشعراء فتحي عبد السميع / عبد الستار سليم / صفوت البططي / عبيد عباس / سعيد عبد الهادي / محمود الأزهري / عبد الباري إمام ... وهم أعضاء مجلس إدارة نادي الأدب المركزي


تبدأ فعاليات المؤتمر بالجلسة الافتتاحية :

كلمة الشاعر محمود مغربى أمين عام المؤتمر
كلمة الشاعر فتحى عبدالسميع رئيس النادى المركزى
كلمة رئيس اقليم جنوب الصعيد الثقافى الباحث سعد فاروق
كلمة رئيس المؤتمر الشاعر شعبان يوسف.


- عنوان المؤتمر " الفعل الإبداعي في قنا - أشرف البولاقي نموذجا - "

وفى هذه المناسية يصدر المؤتمر كتابا تذكاريا يضم عدد من الدراسات والبحوث حول تجربة الشاعر أشرف البولاقي:




** تناقش فى جلسات الابحاث

وهي كالتالي :
" تصوف النص دراسة في ديوان سلوى ورد الغواية " للناقد عبد الجواد خفاجي
" استلهام التراث في قصيدة واحد يمشي بلا أسطورة " للناقد محمود الأزهري
" قراءة في كتاب أشكال وتجليات العدودة في صعيد مصر " للناقد جمال عطا


** فى جلسة الشهادات:


" شهادتان للشاعر فتحي عبد السميع والشاعر مصطفى جوهر "

" شهادة للشاعر أشرف البولاقي " عنوانها ( الثورة / القصيدة ...صناعها متورطون وعاشقوها أبرياء.

يختتم المؤتمر فعاليته بالامسية الشعرية التى يشارك فيها كوكبة من شعراء محافظة قنا.

السياسة الكويتية تحاور الشاعر المصرى محمود مغربى




السياسة الكويتية
تحاور الشاعر المصرى محمود مغربى

.....................



القاهرة - آية ياسر:



http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/226153_193134417417282_100001621750782_543823_7088639_n.jpg












الصفحة الرئيسية  الثقافية
 جريدة السياسة الكويتية
..............................
 
تمرد على القافية ويرى أنها لا تلبي طموحات القصيدة   07/04/2012
محمود مغربي: أنا مفردة من مفردات صعيد مصر... ومنه جاءت ظاهرة المنادر
 
البحث عن الذات والوجود والجمال... والدهشة ضرورة ملحة لابد من توافرها لأي مبدع

الحياة بلا امرأة صحراء... لذا أمنح المرأة بعداً مهماً في الحياة

التساؤل ما أراه سلماً حقيقياً لارتقاء المعرفة




القاهرة - آية ياسر:


 "وأفتح عيني, على صدفة تتجلى نهارًا, لتمطر بنتا بغمازتين, بنتا تلوح لي, ", بتلك الكلمات استهل الشاعر المصري الجنوبي "محمود مغربي" قصيدته النثرية "صدفة تمطر بنتا بغمازتين" التي تنتمي الى مجموعته الشعرية الأخيرة "صدفة بغمازتين" وتلك المجموعة هي الرابعة بين  نتاج الشاعر حيث صدرت له مجموعات "أغنية الولد الفوضوي" في عام 1994, و"العتمة تنسحب رويدًا" عام 2006, و"تأملات طائر" في ذات العام, كما شارك "مغربي" في "صمت الوقت" وهو كتاب شعري مشترك مع شعراء قنا, و"ناصية الأنثى" الذي ضم خواطره في عام 2011. حول ابداعاته ومجموعاته الشعرية, ورؤيته للأشياء حوله كان ل¯"السياسة" معه هذا الحوار,

  بداية الى أي مدى أثرت نشأتك في صعيد مصر على ابداعاتك?

  الصعيد أنا مفردة من مفرداته, ونبتة في أرضه السمراء, وعشت وأعيش فيها, تحديدًا في محافظة قنا, وكثيرون يعلمون ما لهذا البلدة من خصوصية جغرافية وتاريخية وسكانية عن غيرها في طول مصر وعرضها, لذا لم يكن غريبا أن تخرج بيئة الصعيد أعلامًا مضيئة في حياتنا الأدبية والفكرية والثقافية, وفي الثمانينات من القرن الماضي كان المناخ فياضًا بروح العطاء في كافة مجالات الفنون وكان يوجد في نجوع وقرى الصعيد ما يسمى بظاهرة "المنادر" جمع "مندرة" وكانت تستقبل الشعر والشعراء, وكل هذا اندثر تقريبًا ولم يعد هناك ذلك التألق الذي كنا نراه في عيون محبي الشعر والكلمة ورغم ذلك سيظل الصعيد ثريًا وكنز ضخمًا لا حدود له
.
  وماذا عن مجموعتك الشعرية الأخيرة "صدفة بغمازتين"والفكرة التي تتناولها?
  هي نتاج قصائد كتبت في الأعوام الأخيرة, وقد فضلت أن يكون بينها روابط أو خيوط أو ما شابه ذلك, وتدور قصائدها حول علاقتي بالمرأة الأنثى والحياة. وفى المجموعة نجد المرأة حاضرة بقوة, لها ما لها من الحظوة والسطوة, كما لها من الدلال والتفاعل والعطاء المتبادل.

  وكيف جاء اختيار عنوانها, وما الذي يعنيه لك?
  هذا الاسم له دلالات كثيرة أتركها للنقاد, ولكن اذا ما تحدثت عن الصدفة, فأنا لدي ايمان عميق بالصدفة في حياتنا, وكيف أن الصدفة وحدها تدخلنا عوالم مختلفة, ما كنا نحلم بها, ولم تخطر على بالنا في يوم ما, ولكنها تتجلى وتصنع لنا دهشة مغايرة, ومسكين من عاش الحياة بلا صدفة, تمطره أناشيد الحياة.

  في رأيك لماذا ديوان "أغنية الولد الفوضوي" هو أشهر دواوينك على الاطلاق?

  لأنني من خلاله صافحت القارئ, وقد صدر عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة, وقد قابله النقاد بترحاب شديد, وكتب عنه الكثيرون أمثال د. مجدي توفيق, ود.عبير سلامة, ود. فارس خضر, والناقد عبد الجواد خفاجي, والشاعر والناقد أسامه عفيفي, والشاعر محمود الأزهري, والشاعر والناقد فتحي عبد السميع, وغيرهم. وقد كان الديوان محظوظًا بالمتابعة والأضواء من قبل كل هؤلاء, وذلك لأسباب كثيرة, أهمها جودة العمل, وقلة العناوين التي كانت تخرجها المطابع المصرية والعربية في ذلك الوقت. أما الآن فالوضع مختلف, فيوميًا نجد مئات العناوين في الشعر والقصة والرواية, وأغلبها لا يجد العين الفاحصة التي تتابعها بعمق في زحمة الحياة, وأيضًا لقلة النقاد في حياتنا الثقافية, لذلك هناك أعمال مهمة تصدر دون أن يلتفت اليها أحد.

  علاقتك باللغة, كيف تراها?
  علاقتي بها حميمة, وفيها فضاءات ثرية لأنها قادرة دائمًا على صنع الدهشة في حياتنا, وعالم بلا لغة يفتقد الى الكثير, وان فقدنا اللغة داهمنا الموت أو الفناء.

  ما سبب استخدامك لتقنيات التساؤل والالتفاف في ديوان "بناصية الأنثى"?
  لأن التساؤل عمومًا هو ما أراه سلمًا حقيقيًا لارتقاء المعرفة فالسؤال حياة, وان فقدنا عنصر التساؤل في حياتنا, فقدنا جوهر الحياة والتقدم, وهو وحده القادر على خلق الجديد في كل شيء, وبدونه نحن فقراء.

  لماذا أنت مغرم في أشعارك بالتأملات?

  التأمل هو أول مفردات الشاعر, وبدون تأمل حقيقي يضيع منا الكثير من الجواهر التي تصادفنا في الحياة, لذا فهو ضرورة لابد منها للشاعر وللفنان بشكل عام, وديواني "تأملات طائر" محاولة عميقة في هذا الفضاء اللا محدود. كما أن التأمل سمة أساسية في حياتي, 
وكذلك رصد كل شيء بعمق حقيقي, والبحث في ماهيته وجوهره فدائمًا أثناء سيرى على الأقدام أتأمل وجوه المارة هنا وهناك.

  لماذا تتضح في أعمالك ظاهرة البحث عن الذات الضائعة?
  البحث عن الذات, والوجود, والجمال, والدهشة ضرورة ملحة جدًا لابد من توفرها لأي مبدع أو فنان أو حتى انسان عادي فبدون البحث لن نصل لكنز الابداع الذي يسكننا, والذات أراها ضائعة, خصوصًا في عصرنا الحالي, فهي منهكة جدًا رغم كل ما يراه البعض من الرفاهية حولنا في كل شيء.

  الى أي مدى أنت مهتم في القصائد بالقافية, والجرس الموسيقي?

  القافية صاحبت قصائدي الأولى في بداية الثمانينات, ولكني تخلصت منها سريعًا لأنني ابن جيل شعري تمرد على القافية فهي لا تلبي طموحات القصيدة لديَّ, لذا هربت الى فضاءات التفعيلة, وقصيدة النثر, ولست أنكر القصيدة التي تلتزم بالقافية, اطلاقًا ولكن المهم أن تتميز القصيدة بالصورة, وجماليات الشعر الحقيقية, التي تجعلها تدخل روح وعقل المتلقي.

  لماذا تحرص على استخدام تقنية المفارقة في أشعارك?

  لأن في الحياة الكثير والكثير من المفارقات التي ندخلها صبحًا وعشية, لذا يرى النقاد والقراء معًا هذه المفارقة بارزة في قصائدي.
  وما أسباب كون المرأة محورًا تدور حوله الكثير من قصائدك?
  وكيف لا تكون المرأة محورًا مهما, ليس في حياة الشاعر وحسب, وانما في كل حياتنا,  وأنا لي مقولة كثيرًا ما أرددها, وهي أن "الحياة بلا امرأة صحراء", وأنا أحد الذين خبروا الصحراء, وعاش فيها منفردًا لشهور كثيرة, وكل هذا أعطى للمرأة بعدًا آخر مهما للحياة, لذا أرى أن المرأة هي المفردة الكبرى في قاموس الحياة وبدونها يختل توازن الطبيعة, فهي ببساطة حديقة الحياة بحلوها ومرها, فكيف لا نحتفي بها بشكل حقيقي أو لا ندرك قيمتها?.