الاثنين، 30 أبريل 2012

الولد الجنوبي يتحدث عن تجربته الشعرية والثقافية بمناسبة صدور ديوانه «صدفة بغمازتين»





الولد الجنوبي يتحدث عن تجربته الشعرية والثقافية بمناسبة صدور ديوانه «صدفة بغمازتين»

محمود المغربي: جمهورنا.. يتفرج!



   

تاريخ النشر: الخميس 12 أبريل 2012
أنور الخطيب
الولد الجنوبي، الولد الفوضوي، الشاعر الأسمر، كلها ألقاب يحملها الشاعر المصري محمود المغربي، الفائز بجائزة أخبار الأدب في الشعر عام 1995، وصاحب دواوين (صمت الوقت، أغنية الولد الفوضوي، العتمة تنسحب رويدا، تأملات طائر، وناصية الأنثى)، وصدر له حديثا ديوان “صدفة بغمازتين” عن بورصة الكتب للنشر والتوزيع، ينظر إلى الشعر على أنه (الفعل الخلاق في حياتي)، وتتجلى بدايته الحقيقية مع الشعر كما يراها، في مشاركته لجماعة “رباب الأدبية” عام 1980، التي كان يشرف عليها الشاعر أمجد ريان في فترة وجوده في محافظة قنا بصعيد مصر، حيث تعرّف في هذا المناخ، كما يقول، “على الكبار مثل أدونيس وسعدي يوسف وعبد المعطي حجازي والبياتي وصلاح عبد الصبور والسياب وأمل دنقل والأبنودي، وعرفت بأن هناك شعراً مختلفاً غير ما درسناه في المدرسة”.
الولد الجنوبي
يقول الشاعر المغربي عن تسميته بالولد الجنوبي: “إن مفردة الجنوبي تجعلنا نستعيد الجنوب، صعيد مصر، بكل تفاصيله الثرية؛ شعراء أميون ومتعلمون، بالجلباب والبنطال، حنان الجنوب وقسوته، مفردة الجنوب تجعلني أرى “المغربي الصبي” حاديا خلف المحراث، يشدو بالمواويل، يؤنس نفسه وروحه المنفردة في الحقول البعيدة عن المدينة في القيلولة، أتذكره مندهشا ومصغيا إلى عازف الربابة الشجي، الذي يجيء مثل غيره في وقت حصاد محصول القمح، إلا أن “الجنوبي” يبقى مرتبطا بشعراء وأدباء كثيرين مثل: أمل دنقل، وعبد الرحمن الأبنودي، وبهاء طاهر، ويحيى الطاهر عبد الله، وعبد الرحيم منصور، وغيرهم، وفي الجنوب أتذكر أنه في عقد الثمانينات كان المناخ فياضا بروح العطاء والتلاحم والاحترام في كل مجالات الفنون من أدب ومسرح وفنون شعبية وتشكيلية وغيرها، حيث كانت الحقبة غنية بالأمسيات والندوات، كما كنا نجد في قرى الجنوب ما يسمّى بـ”ظاهرة المنادر” التي كانت تستقبل الشعر والشعراء وتتفاعل الجموع مع الكلمة.. كل هذا اندثر تقريبا وبات المشهد بائسا، نحن الآن أمام جمهور تحوّل من “القراءة” إلى “الفرجة” وطبعا هناك أسباب أخرى عديدة ساهمت في ذلك.


ويقول عن لقب الولد الفوضوي: “إن مفردة الفوضوي تكررت في مجموعتي الشعرية الأولى “أغنية الولد الفوضوي”، الذي أعتبره جواز مروري الحقيقي لعالم الشعر الغني والمدهش والسحري، فقد صدرت المجموعة عن سلسلة الكتاب الأول بالمجلس الأعلى للثقافة المصرية 1998 ووجدت صدى طيبا جدا في الصحف والمجلات، وتمت مناقشتها في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن برنامج المقهى الثقافي، ونوقشت في أبحاث مؤتمر أدباء مصر من خلال الناقد الدكتور مجدي توفيق، كما نوقشت في دراسات موسعة في المجلات والصحف المصرية من أهمها دراسة تحت عنوان “الحداثة النقيض في شعر محمود مغربي” للأديب والناقد عبد الجواد خفاجي وكتب عنها آخرون أمثال فتحي عبد السميع ومحمود الأزهري وغيرهم.غمازتان وقمصان
صدر للشاعر المغربي حديثا ديوان “صدفة بغمازتين” وتميزت أجواؤه بالتكثيف وقصائده بالأحجام القصيرة، فهل اتسعت الرؤية فضاقت العبارة؟ يجيب على هذا بقوله: “اترك الإجابة هنا للنقاد بالتأكيد، وان كنت أقول نفس قولك (اتسعت الرؤيا وضاقت العبارة) نعم، أنت أيضا مبدع وشاعر أقدره ويقدره القارئ العربي، وتعلم جيدا الوقت لم يعد براحا مثلما كان قديما، وتحديدا في بداياتنا مع الكتابة والقراءة والتأمل، الوقت يتسرب من بين أصابعنا، السنوات تمرق، أنا ابلغ الآن السنة الأولى في الخمسين يا الله! لا اصدق كل هذا العمر تسرب بكل هذه السرعة، ولكن عندما أتأمل تفاصيل حياتي أشعر ببعض الراحة، لأنها حياة أثرت وتأثرت، عاشت وتعيش روح العالم، تنعم بتفاصيل صالحة لإثارة الدهشة كثيرا، ومازلت أعيش الدهشة وسأظل، لان الدهشة هي القصيدة التي نظل نبحث عنها، تظل المعشوقة دائما، والخلاص الحقيقي لعالم أرحب وفضاءات لم تلوث بالأزيز.
حديث الشاعر المغربي عن الوقت ذكرني بجملتين شعريتين وردتا في ديوانه “العتمة تنسحب رويدا” وهما (للوقت قمصان، اختر ما يوقظ جلدك) هنا يصبح السؤال مشروعا عن الوقت: لماذا كل هذا التأمل بالوقت يا محمود، وما يعنيك به؟ يجيب محمود: “الوقت هو نحن الذين نكتب ومن نكتب لهم، وأشكرك لاختيارك المقطع (للوقت قمصان، اختر ما يوقظ جلدك)، وسعيد لأن البيت وجد له آذانا صاغية من شباب مصر، وانضم لهم الجميع، لقد استيقظت الجلود التي هي مركز الإحساس والفعل، لندخل في مرحلة التغيير والنهوض، وسعيد بأني أعيش هذا التغيير وأتعايش معه بصدق، وحتما هذا سيجعلنا نصعد سلماً شفافاً وعطوفاً لنستعيد الضياء، ومن جانب آخر أرى علاقتي بالزمن جيدة في مجملها، دائما أعيش التفاؤل، والمستقبل بيد الله سبحانه وتعالى، فقط كل ما أدركه تماما أن عليّ أن أسعى بلا توقف، أنا أحد هؤلاء القابضين على جمر الكتابة، المعرفة، الحب، الحياة في صعيد مصر منذ الثمانينات، الصعيد الذي ظل منسيا وهملا ومهمشا، لم ارحل للعاصمة مثل غيري وظللت قابضا أيضا على المكان (قنا) حيث مولدي ونشأتي، وقدر لنا بفضل ثورة المعلومات وشبكة الانترنت أن نتواصل مع العالم المحيط في كل مكان في المشرق والمغرب، وأيضا في الغرب الأجنبي، أنا لا أخشى شيئا، فقط الخشية من الله سبحانه وتعالى وحده، وأدرك تماما بأنه دائما يكافئ المخلص دائما، وحتى لو بعد حين، وازعم بأني أحد المخلصين لوطني وللوطن العربي الكبير، أقدم ما في استطاعتي دائما دون تردد.
إدمان الكتابة
ترى ماذا يحدث للغة بعد إدمان طويل على الكتابة مع تقدم العمر؟ هل يألفها الشاعر، هل تتوالد بين يديه؟ يرى الشاعر المغربي بأن اللغة هي من أهم أدوات الشاعر والمبدع عموما، هي فاتحة الكتاب والحياة والتقدم، وهي سر السعادة، شعارنا المرفوع في كل الثورات، اللغة هي الحياة في اجلّ تفاصيلها وعنفوانها، وكلما تقدم العمر بالشاعر، عانق حرفه أكثر، ليصبح هو واللغة وجهين لعملة واحدة، ساعتها فقط، لابد أن يستعيد الشاعر كل الضياء الدفين في روح العالم، من خلال قصيدته وسحره المدهش.
صدر ديوان محمود المغربي “صدفة بغمازتين” بعد مرور عام عن (ثورة 25 يناير)، إلا أن الديوان كان بعيدا عن الحدث، ترى ما هو السبب؟ يجيب الشاعر المغربي: “الديوان الأخير “صدفة بغمازتين” هو حصاد قصائدي من عام 2008 إلى 2011 ماعدا القسم الأخير “تجليات”، كتبت في 2012، هذه القصائد بينها رابط مشترك: المرأة، اللغة، القصيدة، اللغة الشاعرة، ولكن تظل المرأة تحتل النصيب الأكبر، أما الثورة المصرية (ثورة 25 يناير)، شاركت فيها من خلال قصيدة بالعامية المصرية عنوانها (صورة صورة) مهداة إلى الشباب في بر مصر المحروسة، وعلى ذكر العامية فأنا أكتب أيضا شعر العامية ولي مجموعة لم تنشر.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: ما هي التحديات التي يواجهها المبدع المصري الآن، في ظل هذا الحراك السياسي والاجتماعي؟ يقول المغربي: “المبدع المصري شأنه شان العربي، يحاول أن يلحق بركب الثقافة العالمية من خلال المحلية التي يتفاعل معها، والمشهد الآن داخليا يحتاج إلى التكاتف الخلاق والتعاون، مازالت هناك فجوات وفوارق علينا أن نزيلها لنلتحم جميعا، وليخرج الصوت قويا ومؤثرا، وعلى الدول والحكومات أن تدرك جيدا بأن المثقف والمبدع هو ثروة قومية يجب الحفاظ عليها، وعلى الكاتب والمبدع ألا يقف متفرجا بل عليه المشاركة، وكان الشعر من أكثر الفنون حضورا في الحراك العربي، واكتشفت الشعوب العربية صوت الشعر من خلال البيت الشهير للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي (إذا الشعب يوما أراد الحياة)، وفي الوقت نفسه على الدولة أن تهيئ المناخ السليم للمشاركة الحقيقية والتعددية والبعد عن وجهة النظر الأحادية.
من مصر إلى الإمارات
كان الشاعر محمود المغربي ضمن وفد أدبي كبير زار الإمارات منذ عامين تقريبا، يقول عن هذه الزيارة: “الإمارات هي أول دولة عربية أزورها، وزيارتي كانت مهمة على مستويات عديدة، هي الأولى التي أغادر فيها ارض مصر بلدي وموطني إلى بلد عربي آخر، وأول ما لفت نظري في الشارقة، هذه الإمارة العربية الراقية، التي تستقبلك بحفاوة بدءا من أسماء شوارعها المسماة بأسماء زعماء عرب، هي مدينة تحافظ على نسقها الحضاري العربي، وهذا ليس غريبا بالتأكيد، فحاكمها وأميرها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي شخصية عربية مرموقة، تدعم الثقافة والإبداع، وتنشد الجمال والخير، وجدت في أيام فعالياتها مظاهر عديدة من تجاور المبدعين العرب منهم السوري والعراقي والفلسطيني واللبناني والمصري بحميمية تدل على رحابة صدر المكان وأهله بهم، وجدت في الإمارات أيضا بعد تجوالي في مدينة دبي بأنها ذات طابع عالمي في فخامة عمرانها وحداثتها، وفي أبوظبي أيضا تجولت بصحبة أصدقاء لي وراق لي روح المدينة وتفاصيلها ونمنماتها العربية وبحرها، وهناك تفاصيل أخرى يصعب سردها، ولكن كل ما يمكن قوله أنها زيارة حميمة أتمنى أن تتكرر لبلد له مكانة عند كل المثقفين العرب والعالم وهناك جوائز مهمة، مثل جائزة مؤسسة العويس ومسابقة الشارقة للإبداع العربي، ولا أنسى مؤسسة جمعة الماجد الثقافية، شعرت أنه لا يزال هناك حارس للثقافة في وطننا العربي، باختصار دولة الإمارات بلد يحتفي بالثقافة والفنون وبالشعر بشكل خاص ويقيم له مهرجاناته السنوية ذائعة الصيت، والتي عادت بالشعر والشعراء إلى الأضواء ليستعيد الشاعر مكانة لائقة في حياتنا وإعلامنا.

اقرأ المزيد : المقال كامل - محمود المغربي: جمهورنا.. يتفرج! - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=35997&y=2012&article=full#ixzz1ta0SFIGR

في الدورة الثانية عشرة لمؤتمر أدباء الصعيد2012



في الدورة الثانية عشرة لمؤتمر أدباء الصعيد2012


غضب حاد من وزارة الثقافة
التضامن مع الثورة السورية
استنكار زيارة المفتي للقدس
المتغيرات الثقافية في الصعيد بعد الثورة
شباب الصعيد وخصوصية الفعل الثوري






اختتمت فاعليات مؤتمر إقليم وسط وجنوب الصعيد ، والذي أقيم تحت شعار الثورة والأدب والمتغيرات الثقافية في صعيد مصر ، وقد
بدأت وقائع المؤتمر بكلمة افتتاحية للشاعر فتحي عبد السميع أمين عام المؤتمر ، شن من خلالها هجوما حادا علي وزارة الثقافة وذكر الكثير من السلبيات ، خاصة فيما يتعلق بتهميش الصعيد ، وفصله وجدانيا عن الوطن ، وضرب أمثلة كثيرة تؤكد تجاهل الصعيد ، ودعي الشاعر فتحي عبد السميع إلي ضرورة تغيير فلسفة الوزارة الفاشلة علي حد قوله خاصة فيما يتعلق بالثورة ، حيث أنها مازالت تعتمد علي فكرة الاحتفال السطحي بالثورة ، بينما واجبها هو صناعة الثورة ، لأن الثورة تحتاج إلي نقلة من الميادين إلي العقول والقلوب ، وبدون تلك النقلة لا يمكن للثورة أن تتم . كما حذر من خطورة الانفلات العقلي والوجداني الذي يشهده الشارع المصري ، وانتشار قوي الجهل والتخلف والتفكير الخرافي ، وهو أخطر من الانفلات الأمني في تقديره ، ولا يمكن علاجه إلا بالثقافة الجادة ، كما نادي بضرورة ،دخول الثورة إلي وزارة الثقافة عبر مستويين :الأول هو تثوير العمل داخل الوزارة ، وهو أمر يحتاج إلي وزير ثوري ، لا مجرد وزير روتيني يسير بنفس الأسلوب الفاشل .والمستوي الآخر هو فرض وجود المثقفين في تلك المرحلة ، وإزالة المعوقات من طريقهم ، وتشجيعهم ليلعبوا دورا في تلك المرحلة ، لا العمل علي إحباطهم وانصرافهم ، وطالب بعقد مؤتمر خاص برؤية المثقفين لتثوير العمل في وزارة الثقافة ، وتقديم ورقة عمل جادة تشمل ما يكفل للوزارة القيام بدور حقيقي وفعال في الدولة الجديدة .
وشهدت الجلسة تكريم  عدد من أدباء الصعيد وهم : عزت الطيري ، محمود مغربي ، لمياء أبو الدهب، ، محمد عبد الرازق زهيري ، محمد خضر عرابي ، عماد فرغلي . وقد أدار الجلسة الافتتاحية الشاعر أشرف البولاقي ، وحضرها محافظ قنا وعدد من قيادات وزارة الثقافة ، وغاب عنها رئيس هيئة قصور الثقافة بدعوى حضور جلسة في مجلس الوزراء لمناقشة مشروع تعمير سيناء ، وهو ما أثار غضب أدباء الصعيد .
    وتم إصدار ثلاثة كتب خاصة بالمؤتمر الأول يضم أبحاث المؤتمر ، والثاني يضم مختارات لأدباء  قنا ، والثالث خاص بذاكرة المؤتمر ،أعده الشاعر محمود الأزهري .
وقدت تناولت الجلسة البحثية الأولي محور الأدب وثورة يناير ،ادارها الدكتور فارس خضر ،  وعرضت فيها ثلاثة  أوراق بحثية هي : ثقافة الثورة للدكتور سيد البحراوي ،  الثورة المصرية واتساع مفهوم الأدبي ووظائفه للدكتور عماد عبد اللطيف، الأدب والخطاب الثوري وثورة التكنولوجيا للدكتور محمود الضبع . وتناولت المائدة المستديرة الأولي موضوع الثورة والمتغيرات الثقافية في الصعيد شارك فيها الروائي عبده جبير ، والروائي أحمد أبو خنيجر ، والشاعر مصطفي معاذ ، أما المائدة الثانية والتي جاءت شديدة التميز حيث تُركت المنصة بالكامل لشباب الثورة بالصعيد ليتحدثوا عن تجربتهم وخصوصية الفعل الثوري في الصعيد ، وشارك فيها عبدالرحمن محمد ، فاطمة الزهراء  فوزي ، حسام ربيع ، هاجر أحمد جابر ، وأدارها مهاب القاضي ، كما شهد المؤتمر ثلاث جلسات بحثية تطبيقية حول إبداع أدباء الصعيد ، وأمسيات شعرية ، وجلسة قصصية ، أقيمت في نجع حمادي ودشنا وقوص  ، وشارك فيها عدد كبير جدا من مبدعي الصعيد فضلا عن بعض ضيوف المؤتمر مثل ماجد يوسف ، علاء خالد ، هبة عصام ، أحمد المريخي ، عادل جلال ، وغيرهم ، كم تم عقد جلسة خاصة بالشهادات أدارتها الدكتورة هيام عبد الهادي وشارك فيها الروائي يوسف فاخوري ، والشاعر محمد فؤاد ، وانتهت فعاليات المؤتمر بجلسة توصيات أنتهت إلي :  
أولا توصيات عامة :ـ
1ـ يؤكد الأدباء علي توصيتهم الدائمة الخاصة برفضهم أشكال التطبيع  مع الكيان الصهيوني كافة، ويستنكرون زيارة المفتي للقدس
2ـ يقف الأدباء بحزم مع حق الشعب السوري في اختيار نظام حكمه ويدينون سياسة القمع التي يواجه بها النظامُ الجماهير الثائرة
3ـ التأكيد علي مدنية الدولة باعتبارها مكون رئيس من مكونات الدولة .
ثانيا توصيات خاصة منها:
 ضرورة اهتمام وزارة الثقافة بالصعيد ، و زيادة اعتمادات الأنشطة الأدبية ، ومواجهة الفساد الإداري في هيئة قصور الثقافة ، وتفعيل اتفاقيات التعاون بين الهيئة وغيرها من الوزارات والهيئات المختلفة والمعنية ببناء الإنسان داخليا ، كالتعليم ، والإعلام ، والشباب ، وغيرها . وإنشاء فروع لمكتبات الهيئة العامة للكتاب في محافظات الصعيد ، فضلا عن التوسع في إنشاء المكتبات العامة وتزويدها بالجديد من الإصدارات . بالإضافة إلي مطالبة أمين المؤتمر بسرعة افتتاح متحف الهلالية








 
















دهشة الصورة في ديوان " صدفةٌ بغمازتين " للشاعر محمود مغربي





دهشة الصورة في ديوان " صدفةٌ بغمازتين
"
للشاعر محمود مغربي

بقلم المبدع والناقد / محمود رمضان الطهطاوي
 

*****



حالة من الصفاء والدهشة تمرق في عمق الحرف .. لترسم صورة مدهشة ، خاطفة ، مكثفة ، قابلة للـتأويل والـتأمل .. مرتحلة داخل الذات .. طارحة بثمارها الشهية متعددة الألوان والمذاق .
تجربة ثرية .. بعد رحلة عميقة وطويلة مع  الشعر .. يقدم لنا الشاعر " محمود المغربي ديوانه السادس " صدفة بغمازتين " الصادر عن بورصة الكتابة عام 2012، بعد طرحه " صمت الوقت مشترك ، و" أغنية الولد الفوضوي " ،و" العتمة تنسحب رويدا " ، و " تأملات طائر " و" ناصية الأنثى " يأتي هذا الديوان محملا بتجارب سابقة سامقة .. ليؤكد شعرية المغربي التي تعتمد على الصورة الومضة .. ولا عجب أن نقرأ قصيدة سطرا .. أو جملة فيما اسماه " تجليات " التي استحوذت على نصف الديوان تقريبا ، بعد ستة عشر قصيدة ما هي بالطويلة أيضاً .. بل والسطر الشعري لا يزيد عن (4) كلمات ويبقى في كل معظم الأحوال كلمة أو كلمتان ..
هذا التكثيف الذي يؤكد قدرة الشاعر على بلورة الصورة ،وطرحها وإذابتها وصهرها في أقل عدد من الكلمات .. تؤكد قدرة الشاعر على امتلاك ناصية الحرف .. والغوص في عمق الكلمة لاستحلابها .. وتوظيفها في موضعها راسما تلك الصورة الدهشة الرامزة من خلال حجب لا يغيم ولا يعتم ، بل يواري بين ستار شفيف يعطي للقلب مساحة للمتعة .. والروح ومضة للمروق .. وللعقل فرصة للتأمل ..
نلحظ ذلك من الوهلة الأولى ونحن نطل على الإهداء " إليها " كلمة يتيمة تقف سامقة في بياض الصفحة .. وتترك للفراغ / بياض الورق مساحة شاسعة .. للبحث عن هذه الملهمة التي يلقي إليها بهذا العبق القادم .. إهداء ماكر .. وما إن ندلف لعمق الديوان .. نتشوف صور الشاعر ، القصائد ، حتى نشعر بالحيرة .. ونسأل هل هي صاحبة " صدفة بغمازتين " في قصيدته الأولى " صُدفة تمطر بنتا بغمازتين " والتي تقول :
" في البلاد البعيدة ..
يظلّل روحي غيمٌ كثيفٌ
وثلجٌ
وشمس خجول " ص9
ثم تقول :
" بعينيك
أدخل كرم جدودي
بشغبي
وفوضاي " ص10
أم هي المهرة الأسطورة كما يذكرها في " بستاني ينتظرُ شروق الشمس " وهو يناديها :
" أيتها المهرةُ
ضُميني
لمي شَعْثَ حروفي
فأنا بستاني
يعشقُ كل تراب أزاهيرك " ص 15
أم هي تلك المطمئنة ، العارفة قدرها ومكانتها .. ومهما طاف وجال حط في ركابها .. واستقر في عشها ، كما يصورها في قصيدته : " ياطائري  غرد هناااااااااااااك .. هنا " ،والتي تقول بثقة :
" ياطائري
حلِِّق كيفما شئت
في الجهاتَ الأربعة
في الفصول
خربش فضاءات الميادين

وحدك "19
وبين الجهات الأربعة / الفصول ،وبين الأنثا عشر ألفاً في هناااااااااااااك " ، نجد مقابلة تؤكد هذه الثقة ، فإذا افترضنا جدلاً أن هذه الأحرف تشير إلى عدد اشهر العام ،والفصول الأربعة هي بالطبع معروفة " فهنا تؤكد الحبيبة على ارتحال الحبيب طوال العام بعيدا عنها ، ولكن على ثقة بعودته إليها كما تقول في نهاية القصيدة :
" وحدي ...
مسبحةُ التهدُّج في صلاةِ الفجر .. " ص 21
أم هي تلك الغجرية / الندى رمز البكور والصباح الجلي كما يصورها في قصيدة " الغجرية .. والرعيان " والذي يرسم معها حالة توحد في صورة فريدة ، رامزة ،وهو يعلن في نهاية القصيدة :
" أيها الرعيان ..
أطردُكم جميعا ..
واحدًا
واحدًا
وأُغرِّي جسدي لندى فجرًا " ص 24
أم تلك الممزوجة فيه ،والتي يربطها صراحة باسمه وهي يرسم مساحات بوحه في قصيدة " نشيد الحضرة " فيتموسق معها في لحظة صوفية متدفقة وهو يتلو ورده :
" يارب
وحُدك أنت المنانُ المحمودٌ الصنعة
هذا محمودك
يرجوكَ
ويستعطفُكَ
فهل تمنحه بُساط القدرة
كي يطوي بُعده
يدخل عدوًا

بستان الخضرة!!" ص26
إنه الإهداء الماكر الذي يفتح مسامات القصيدة المغربية ،ويجعلنا نتشوف نحاول فك الطلسم ( الإهداء ) ولكن يبقى السر في بطن الشاعر ، وتبقى لنا متعة الغوص في قصيدته .. نتعطر بنسمات روحها .. ونسكب من خمر لذتها في قلوبنا العطشى ، ونذوب في حنايا خيالها الوسيع بصورها ليبحث كل منا عن ليلاه .
دهشة الصورة
وتبقى لنا دهشة الصورة في قصيدته المكثفة ، نجدها في فلسفة قصيدة " هامش " بتلك المقابلة / الحوارية بينه وبين ( إليها ) التي ترفض أنتعيش في الهامش وتبغي متنا .. تتقابل الأسطر الشعرية بينه وبينها تصنع صورة رامزة ( هي : لن أبقى في الهامش ، هو : الهامش سيدتي أملكه ، هي : أبغي متنا ، هو : لكن المتن بلا خجل / يسكنه القٌ / لا أعرف أين أراضيه " تصنع هذه المقابلة صورة تفتح مسامات الـتأويل و تناوش العقل والروح .
وفي قصيدتي " الكريسماس " و " وجمرة " يجسد الشاعر صورة الوحدة الذي يعاني منها ، ففي الأولى يسرد لنا وحدته في حدوتة شعرية فيظهر هذه الوحدة القاتلة وسط هذا الصخب / الاحتفال بالكريسماس ليظهر المفارقة في صورة بسيطة في مظهرها ،مدهشة في جوهرها / تأملها ، أما قصيدة جمر ، فيكفي أن يقول " ليلٌ شاسعٌ / وأرضي قفرٌ/ مفردٌ أنا / لا صباح لي " . ص31
وفي قصيدة "خجول" تبرز دهشة الصورة بين المهرة والبحر العجوز المرتبك الخجول .. قصيدة من أثنتي عشر كلمة تستنطق صورة مدهشة ، يرسمها بمهارة وكأنها لوحة تتجسد أمامنا .
وهكذا كل قصائد الديوان غزيرة بالصور الدهشة ، يقتصد فيها الشاعر كثيرا .. لا عن بخل ولكن عن قدرة فائقة على رسم الصورة بأقل عدد من الكلمات ..
وكما يقول في آخر طلاته " تجليات " شكرًا لكل وقتٍ يصنع لنا متسعا "
نقول شكرا شاعرنا المغربي لما منحته لنا من بهجة وصور عذبة داعبت أرواحنا .. وقصائد شعر طللنا فيها على ليلانا .. لقد وجلت في أعماقنا بتلك الصدفة الجميلة بغمازيتها .. فأبهرتنا لحد الدهشة .. وأمتعتنا لحد التوحد في صورك الدهشة

مساحاتٌ مفخخةٌ شعر: علاء رسلان




مساحاتٌ مفخخةٌ


شعر:

علاء رسلان



( مساحة أولى )
..............................
...........
هذى المساحة بين أوردتى ..
وبين رصاصة الشعر تراودنى ..
وتوجعُ ما تبقى من دمى
كل الحروف الأبجدية ..
لا تغطى عورتى
وأنا مسجّىً فوق أرصفةٍ صدأْ
ما عادت الأخبار تأسرنى ..وما ..
عاد انتظارُ الفجر يقلق صبوتى
الآنَ .. أحملُ ما تبقى من حروف خاسرة
وألف بين أصابعى ..
بعض المسافات التى أفرغتها ..
من جعبتى
وأعود محزونا كأى قصيدةٍ
أخطو على فخ الحروف ..
وأستعيد الذاكرةْ
(ألِفٌ) ...
أروحُ لأزمةِ القلبِ ..
المغطى بالسُّكاتْ
قلبٌ ......................وماتْ
أرْدَته أرغفة الحياةِ ..
وبعضُ أسئلةٍ ..
عن الرأس المنكس فى الطريقْ
فانحاز للصف الممدد ...
فى انتظار المعجزات
(بَاءٌ) ..
بلاد تزدرينى فى الصباح ..
وفى المساءِ ...
تصبُّ كلَّ همومها فى أضلعى
فأسبُّ طبشورَ المرارة فى يدى
وأسبُّ ذاكرتى التى لم تحتمل ..
ضغط القصيدة فوق روحى
(جيمٌ) ..
جنوبٌ أحرقته حرارة الشوق ..
المغطى بانحناءات الوهن
ما بين جلدى ..
وانكسارات الوطن
فانشق من صبارة الألم الطويل ..
وراح يهذى عن مواويل الأحبة ..
ثم يشكو النيل حين يشقنى ..
نحو الشمال مهاجرا
ويدوس فوق ملامحى دون اهتمامْ
فأخيط بعضا من جروحى ..
ثم أقرؤها السلامْ

( مساحة ثانية)
..................................
ذاتَ صيفٍ
كنتُ وحدى .. خارجًا من قمقم الوقتِ ..
مُراقًا فى ميادين البلادِ
كنتُ محشوًا ببعض الأسئلةْ
وكثير من علامات التعجبْ
كنت وحدى ..
راكبًا بحر المساءات العصيَّةْ
فاردًا كلَّ الشراعات التى هيأتَها
للسالكينْ
ناشرًا فوضى الحروفِ
شاهرًا حزنًا ..
وبعضَ الأصدقاءِ الطيبينْ
كان فى جيبىَ حلمٌ بالبراحْ
فلماذا .. كسَّرَ القمقمُ روحى
قبلَ يومٍ من خروجى
ثمَّ ألقانى بعيدًا فى " قنا "*
- لا يزالُ الحلمُ مكسورَ الجناحْ –
كنتُ وحدى
ممسكًا حِبرَ احتمالى
وزنادُ العمر مضغوطٌ تمامًا
كيفَ أطلقتُ القصيدة
فى اتجاهٍ خاطئٍ
وسقطتُ
دونَ أن أحصى الدماءْ
ذاتَ صيفٍ
كنتُ وحدى
قد وُلدتُ
ذاتَ نفسِ الصيفِ .. متُّ
- لا عَزاءْ –