قصائد للشاعرة فاطمة وهيدى
.........
* درُوْبُ الشِعرِ تَجْمَعُنا
و مَا أنْبَلُها مِن درُوبِ
قَدْ يَتُوْبُ العَاشِقُ عَنْ هَواهُ
ولَكِنْ مَن ذَاقَ عَذْبَهُ
و إنْ عَذَبَهُ ، أبداً لا يَتُوب
جَرعَة مِنْهُ تَروي المُهَج
و تُدَاوي مَنْ رَوَعَته الخُطُوْب
بَيْنَ الشِغَافِ والنَبْضِ مَكْمَنَهُ
و مُستَقَرهُ دَوماً سُوَيْدَاءَ القُلُوْبِ
فِي كُلِ شَوْقٍ أَطْلبُ وِدَهُ
و حَيْنَ وَجَعِي فِي رَوَاْبِيه أجُوْبُ
و إذَا مَا زَفرتْ رُوْحِي أَهةً
إنْثَالَ بَوْحِي كَالغيمِ السَكُوْبِ
سَيِدٌ هُو و الأَمْرُ فِي يَدِه
يَمْنَحُ ثِمَارَهُ حِيْنَمَا القَلَمُ يَذُوْبُ
بِه تَغْدُو غَصَةُ الحَلْقِ سُكَر
و مَعَهُ آنْة الحُزنِ كَاللَحْنِ الطَرُوْبِ
يَتَهادى حَرفِي فِي مِحْرَابِه
فيُهْدِيْنِي كُلَ المُنَى و الطُيُوْبِ
مِنْ بُحُوْرِه أَسْتَقِي شَهْدَ القَوَافِي
و بِنُوْرِه أَغْتَسِلُ مِنْ كُلِ الذُنُوْبِ
...
ظمأ القوافي
كَيف أجِدُ فِي رِياضِ لُغَتِي
قَصَائِدً تَروي ظَمَئي والاشَواقَ
و الشِعْرُ حِينَما أدْعُوهُ يَأتِي
مُكْتَظاً بِالعِلَلِ ، مُمْتَليءَ بِالإخْفَاقِ
كَسِيْحَاً ، الزَحَافَاتِ تَنْعِي قُصُورَهُ
و تَهِيْجُ بُحُوْرُه ، فَتَصُبَها الأحْدَاْق
و يَنُوْحُ قَلَمي عَلَى صَدْرِ دَفَاترِي
فَيُهْدِي اللَيِلُ لَوْنَهُ للأورَاقِ
آهٍ عَلى قَلْبٍ أعْيَاهُ الجَوَى
و لا مُعِيْنُ ، تَالله بِئْسَ رِفَاق
لَوْ وَهَبَ نَبْضَةً حِيْن تَأوهٍ
لانْفَرَط عُقْدَ العِشْقِ و العُشْاقِ
و تَوَارَتْ الشَمْسُ وَقْتَ أصِيلِها
و تَنَازَلَتْ عَنْ لَحْظَةِ الإشْرَاقِ
و القَمَرُ سَيَزْهَدُ سِرْبَ نُجُوْمِه
و سَيَقْبَعُ خَلْفَ الغُيُوْمِ محَاق
رِفْقَاً يَا قَلْبِي لا تَمِيْد حَسْرَةً
فَالنَبْضُ يَسْجَعُهَا
” اشتاقُ .. اشتاقْ
....* أنا والغياب وهواك
كُنتُ أقول أننى أحتاج أكثر من قلب لأُحِبكَ كما تَستحق
واكثر من عُمر لأحيا معكَ كما أتمنى..
و الآن أتساءل
كم قلب يلزمنى لأتحمل وجع غيابك ؟
وكم عمر يفى لإستيعاب كونكَ لم تَعُد هُنا ؟
وكم قصيدة إستجداء تستطيع حَثَكَ على الرجوع ؟ !
م ـطر / ع ـطر
كلاهما لا يحضر إلا بصحبةِ طيفكَ !
و كلاهما يمنح قلبى نسمة لأتنفسكَ
و أواصل ..
ولكن ألا تَرى !
حرفهما الأول يتحدا
ليصيحا " مـ .. ع "
مع ، وفقط .. !
مع .. من ؟ !
أقصدا مع طيفه فقط كونى ؟
مع آيات الغياب إئتلفى ؟
مع خالص الوجع إرتشفى الحنين ؟
إذاً ..
مع صادق النبض
قَبِلْتُ
أعرفُ !
لا يحق لى الضجر من الغياب
والتبرم من البعد
فـ يوم أحببتُكَ كُنت أعرف أنكَ سَتَغيب
ولكننى لم أكن أُدرك
ماذا يعنى الغياب ؟
أإذا عادت الأيام
وخُيرتَ بين حُبكَ الموشوم بغيابِ ، وقلب لا يمسه عذاب
هل يُمكننى أن أختار ؟ !
كلا ..
فَحُبكَ قدر
كحياةٍ لا نملك إلا المضى فيها قُدماً
ولا نملك حق الإياب !
......