الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

أتمنى يوماً ما أن استرجع جنسيتي الأصلية الشاعرة فدوى التكموتي : أنا بشوق لموطني الأصلي وبلد أجدادي " اليمن "



الشاعرة فدوى التكموتي : أنا بشوق لموطني الأصلي وبلد أجدادي " اليمن "

-


-



حاورتها ـ فاطمة الحربي :



الإحساس بالغربة شكل ثورة وأصالة فكر صقل موهبة و أيقض عشق العلم , ضيفتنا عاصرت الغربة بكل معانيها وكان حنين العودة يراودها منذ طفولتها , ولأنها عاشقة للحرف حورت حنينها للوطن بأروع القصائد ولأنها عاشقة ونهمة وباحثة عن العلم زاد من جمال وتألق شعرها فأصبحت كلماتها تبرق كبريق الألماس ويرى بريقه الكفيف قبل المبصر , شاعرة دكتورة عاشقة العلم وطنية هذه ليست صفاتها فقط بل مزجتها بالطيبة ولين الجانب وجميل الحوار , إنسانة متميزة محبوبة قريبة للقلب وهي الدكتورة "فدوى التكموتي "

- من هي الدكتورة فدوى التكموتي ؟

أنا فــدوى أحمد الكنعاني التكموتي من أصول يمنية مقيمة بالمغرب , لي شوق كبير جدا لموطني الأصلي بلد اجدادي اليمن و أتمنى يوما ما أن أسترجع جنسيتي اليمنية , وسأسترجعها إن شاء الله , فــدوى بكل بساطة شديدة تحب العلم وتعشقه حـــد الثمالة , خاصة فيما يتعلق بتخصصي الأكاديمي العلوم السياسية , كما أعشق الأدب نثرا قصيدا , ومسيرتي العلمية سبحان الله كما مــر بها والدي الحبيب أحمد بنفس القوة والدرجة مع اختلاف بسيط جدا , أبي قبل ما يكون تخصصه في القانون كان تخصصه فلسفة , وأخذ البكالوريوس من جامعة بغداد ودكتوراه من جامعة كمبريدج , و بعدها تخصص في القانون , أنا نفس الشيء باختلاف بسيط حيث كان تخصصي الأكاديمي هو القانون العلوم السياسية بعدها اتجهت إلى الفلسفة في شقها فلسفة التواصل السياسي , وهذا إن دل يدل على مدى إيماني بالعلم فأنا طالبته أينما وجد حتى أني أفكر بعد نيلي لشهادة الدكتوراه في العلوم السياسية وشهادة الماجستير في فلسفة التواصل السياسي لا أدري أين سيعرج بي فكري ربما إلى تخصص آخر ... لستُــ أدري لكني بالفعل مجنونة علم , ومجنونة قلم , ومؤمنة به بعد إيماني بالله سبحانه وتعالى , أول لم يقل سبحانه وتعالى في أول آية نزلتــ على نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه : "اقرأ باسم ربكــ الذي خلق , خلق الإنسان من علق , اقــرأ وربكــ الأكرم الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم"وقوله سبحانه وتعالى إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:28].وقوله سبحانه : ""فلينظر الإنسان مم خلق , خلق من ماء دافق , يخرج من بين الصلب والترائب" أو لم يكن ديننا الحنيف يحث على طلب العلم , لأجل أن نصل إلى التفكر والتأمل وفي النهاية إلى المسؤولية التي حملناها الله على الإنسان وكان ظلوما جهولاً لو أن كل البشر بغض النظر عن جنسياتهم وتلون دينهم تأملوا الوجود , وأنه يسير وفق نظام معين فلا الليل مدرك للنهار ... و"هُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ "صدق الله العظيمما كانت حروب ولا سقوط الدماء , لكن حب الإنسان للخلود , وأيضا حبه لنفسه جعله يكون طاغيا , فاجعلنا يا رب من عباده الذين يخشونه ولا يخشون عباده,وحبي الشديد للعلم جعلني أتلذذ وأنا أقوم بالتدريس لطلابي في الجامعة , وأحبب لهم العلم خاصة العلوم السياسية , جعلتُ نفسي وطلابي الذين أدرسهم لستُ بالأستاذ الذي يلقن لهم المحاضرات لمدة معينة من الزمن ويذهب لا بالعكس جعلت من نفسي واحدة منهم أدرس , سيسألني قارئي كيف أدرس من طلابي , فالمعرفة غير محدودة على شخص أتعلم منهم فكرهم الذي أجهله , لكي أستفيد في كيفية تعاملي معهم , فأستاذيتي مع طلبتي تكون ملغية حينما أقوم بتدريسي لهم , وأشرح لهم ظروف العالم , وأيضا كيف لنا نحن العرب أن يكون لنا وجود بوجود ,لا الوجود بقوة الموجود , أدخل معهم في حوار , أناقشهم , ويناقشونني , وتبلغ ذروة المناقشة إلى نسياني للفترة الزمنية المخصصة لي بالتدريس لهم , وهم كذلكينسون أي شيء خاصة لما يكون الطلبة قد أحبوا التخصص, وهذا يرجع السبب لله عز وجل ثم كيفية إمساكي كل الخيوط التي تدور في قاعة التدريس بحنكة وتروي وضبط مطلق , والحمد لله تفوقت بهذه المنهجية التي أدرس بها لطلبتي , آملة في الغد في جعل شباب الألفية الثالثة يكون الاهتمام بتفكيرهم وليس تهميشهم.

- هل تشعرين بالغربة ..؟ وكيف أثرت الغربة في مسيرتك ؟

يا الله .... غربتي تعيش معي بقوة , وأنا بعيدة عن موطني الأصلي , موطن أجدادي اليمن , رغم أني أعيش بالمغرب ولدي الجنسية لكني أشعر أني غريبة عنه وهو غريب عني , وقد أثرت غربتي داخل وطني الثاني المغرب انعكاس قوي جدا جعلني أن أصمم أن يكون لي وجود فيه وبقوة , داخل الجامعة مع هيئة التدريس , مع الطلبة في تعاملاتي ... لكني لازلتُ أشعر بغربة قوية , و مؤنسي وعزائي الوحيد في شعوري هو الكتاب فهو يسلب مني ذاتي ويجعلني أعيش بوحدة رائعة برفقته.

- ما تقيمك للعرب من ناحية القراءة ..؟ وما ترتيب الكتاب في أولويات المجتمع العربي ..؟

آه على أُمَّــة اقرأ التي للأسف لا تــقــرأ , كلما سألتُ هذا السؤال في كذا محفل أتذكر على الفور مقولة بن غريون الذي قال : يا لعار أُمَّـة اقرأ فإنها لا تقرأ , وإن قـرأ العرب فإنهم لا يفهمون , ويا لفرحة بنو إسرائيل في العربي الذي لا يـقـرأ ,هل تعلمين إن هذه المقولة أول شيء تدرس في مدارس إسرائيل , وإقرئي سيديتي ما هو السبب في تدريس المدارس الأولية الإسرائيلية لقولة بن غريون بين السطور!!!
إذا كانت أُمَّــة اقرأ تعشق الفضائيات في الرقص الخليع , والغناء الماجن حدثي ولا حرج في هكذا مقام , و آخر صيحات الموضة معهم .... فبالله عليك هل سيكون موضع للكتاب عند أُمَّــة إقــرأ ؟؟؟!!!!

- هل تعتقدي إن الانترنت والكتب الالكترونية أثرت على الكتاب الورقي ؟

وهل قُـرِأ الكتاب الورقي لكي يُـقْـرَأُ الكتاب الإلكتروني , صحيح يُـقْـرَأُ الكتاب الذي يجعل من شبابنا و بناتنا في الوطن العربي من الخليج إلى المحيط مدمنين عليه , السقوط في وحل الفكر وجعل الإنسان لا يعيش إلا لرغباته ... كأنه حيوان وجد فقط فالدنيا لنشرها .... ناسيا دينه وربه وآخرته....

- كيف نستطيع من خلال خبرتك أن نعود أبنائنا وجيل المستقبل على القراءة ..؟ وهل تعتقدي إن هذي مسؤولية الأهل أم المدرسة.؟

كلما كانت الأسرة مبنية على أساس صحيح كلما كان البيت قويا ويصعب هدمه , حتى ولو جاءت عواصف ورعود لاختراقه يظل صامدا في وجهها, وكلما كانت الدولة تريد البناء لشعبها كلما كان العلم بها الأول والأخير....

- منذ متى اكتشفتي موهبتك ؟ وكيف طورتيها ؟

آه على الشعر ... وعلى الشعراء ... يتبعهم الغاوون ... ويقولون ما لا يفعلون .... حبي للأدب كان منذ فترة طفولتي و برز بشكل قوي لما كتبت قصة قصيرة باللغة الفرنسية في مسابقة مدرسية وكان عمري آنذاك حوالي 13 سنة , حينها فزت بأول جائزة , تبلور ذلك في فترة الثانوية العامة حيث عينت من طرف مدير المدرسة أن أكون مشرفة على اللجنة الأدبية في المسابقات الأدبية باللغتين الفرنسية والعربية , لكن بلغ أوج عشقي للشعر و كتابته بدون انقطاع منذ سنة 2004 , فمنذ ذاك التاريخ وإلى الآن وأنا أقرض شعرا, ناهيك عن كتابتي للنثر في شكل قصص و أيضا رواية , ولما رأيتني بهكذا الشكل قررت أن أبلور موهبتي الأدبية بدون انقطاع فأي كتاب وجدته أمامي وخاصة و أن مكتبة والدي الحبيب مليئة بكتب قل مثيلها , أقرأ بدون انقطاع لدرجة قد يطلع علي الصباح وأنا بصحبة أحلى حبيب الكتاب وهو خير جليس.

- من هم الشعراء الذين تأثرتي بهم في بداياتك .؟ ولمن تحبي أن تقرئي الآن ؟

أعتقد أن ما من أحد ما قرأ لجبران خليل جبران , كان أول فيلسوف وأديب وشاعر تجرعتُ منه باب العلم والأدب بشقيه نثرا وقصيدا , لدرجة أني في مرحلة ما من إنتاجي الفكري الشعري كنتُ أكتبُ كأنه هو الذي يكتب وليس شخص آخر اسمه فــدوى , وصلت بي الذروة أني عشقته وتمنيت أني لو عشتُ عهده أو هو عاش عهدي , بل أكثر من ذلك كنتُ أقرأ كتبه أقول في نفسي لا يكتب هذه الكلمات إلا لي أنا فـدوى وليس لمي زيادة , في فترة كرهتُ مي زيادة لأنها عاشت فترة جبران وتحول كرهي لها إلى قولي لو كان جبران على قيد الحياة لوهبته نفسي , وأقول مع نفسي كيف وأنتِ مسلمة وهو مسيحي , أرجع هنا وأقول هو الحب المستحيل تحقيقه لا في الواقع ولا في الأحلام , تأثرتُ به كثيرا في فكره , حتى أنه تنبأ لمصير لبنان لما قال : لكم لبنانكم ولي لبناني , لبنانكم دماء تسيل في نهر ملوث بطغاتكم , لبنانكم فيه موتى تنتظر دفنها على جدران الكنسية لكنكم تأبون أن تدفنوا موتاكم , لبنانكم حرب بلا انقطاع , فيه كل دماء البشرية , أما لبناني بستان زاهر فيه ورد وفل وعنبر , فيه عطر العذراء وفيه سماحة المسيح , كما أني قرأت للفكر الغريب عنا ثقافة قرأت لهيجو , ولافونتان , غبريال كوسون , أغاتا كريستي , كارل ماكس , كانط , روسو , أما الآن فأينما وجد الحرف الراقي يكون غرفة لقلبي , قرأت للشاعرة سمو الشيخة خلدية آل خليفة , وتعجبني كلماتها في قصيدتها الرائعة : ضحكة صفرا فأتذكر أنها قالت في بدايتها:

عصاتك للعمى عيونك أو إيدك أو الرجّال
عصاتك في الظلام أغلى من اللي يقول يا غالي؟؟
عصاتك ضحكةٍ صفرا أو عينٍ عليها ظلال
أو بعض الغلا وبعض الطلا يا المنتقد ( حالي) !!

كما أقرأ الآن للشعر النبطي ويعجبني بقوة , قرأت لشعراء كثر في هذا التخصص , و أذكرهم على سبيل المثال, الشعراء والشاعرات : إبراهيم الحسان , عبد المحسن المسعودي , موج القصيد , سحايب العازمية , مبارك الودعاني , محمد الخشيبان , عوض النفاع , فارس الصميدان , عبد الله بن حديجان , ريانة العود , رنين الذهب , تاج الغرور , صلاح الضويحي ... القائمة طويلة وأعتذر لمن لم أذكر اسمه

أما في الشعر الفصيح فأشعر بكوني عاجزة أمام حروفها وهي الشاعرة الرائعة عائشة الفيزازي , و تجرعت من سيل فيض الأصالة و سلالة الشعر أبا عن جد الرائعة لطيفة الشابي . كما قرأت لدرويش , وسميح القاسم و أحمد مطر و فدوى طوقان....

أما باب النثر فقد قرأت للمنفلوطي , طه حسين , العقاد....

أما عن كتب النقد الأدبي الشعر والنثر : شوقي ضيف , محمد مفتاح....

من الذي ساندك بمسيرتك الشعرية .؟

من أكن له كل الحب , هو عطاء بلا حدود , هو منبع الحنان المتدفق من قلب طيب جدا , وهو ذاته حازم جدا لما يستدعي الأمر كذلك , هو إن أعطيته حياتي كلها فهي لا تفي يعطاءاته اللامحدودة إنه قرة عيني وصديقي وأخي وكل شيء في حياتي والدي الحبيب أحمد, ربي يرزقه الصحة و السعادة في الدنيا والآخرة , و مرآتي التي أرى فيها ذاتي , هي توأم روحي , وظلي , هي من تأنبني إن أخطأت و تشجعني إن أصبت حبيبتي وقرة عيني أختي الحبيبة الدكتورة نهلة, هؤلاء وقفوا معي بقوة في مسيرتي الشعرية وكنت أرى ولا زلت نفسي وروحي , فبمجرد ما ينهل علي سهم القصيد والنثر إلا وكانا ( والدي الحبيب أحمد وأختي الغالية نهلة ) هما أول من يسمعا قصيدي أو نثري , فهما الشخصان اللذان إن قالا لي غيري هذه الكلمة بأخرى أو هذه الجملة لم تكن في مكانها اسمعهما للنهاية وأغير ما يراد تغييره.

- متى كان أول ظهورلكيمن خلال وسائل الاعلإم الأعلام .؟

نرجع للوراء شيئا ما , فأنا يا غاليتي, كانت أول مهنة امتهنتها في حياتي هي الإعلام , واستمر لمدة غير طويلة لإدراكي الجيد إن مكاني ليس هناك و إنما بين الكتاب والورقة والقلم , فإن أصابني القلم بالسجن النهائي الغير قابل للطعن على درب العلم أجدر لي وأنفع لي من سجني بكلمات قد تغضب مني الكثير الكثير , وفي النهاية يكون حصادي صفرا , أما وسلاحي القلم فحصادي عقولا , وهذه العقول لا تموت وإنما تعيش وتحيى , وكلما كان القلم واثق الخطوة يمشي ملكا كلما كان الوقع أكبر , وهذا هو دربي الأول والأخير , أما عن ظهوري بوصفي شاعرة فكان عبر الإذاعة المغربية , ثم بعدها عبر فضائية صلاح الدين العراقية , وبعدها ابتدأت تنهل علي أمطار الإعلام سواء منها المغربية أو العربية مكتوبة أو مرئية.

- حدثينا عن انتسابك في وكالة أنباء عرار .؟

سأترك هذا السؤال وللآتي سيكون أرقى وسأوضح كل شيء ليس فقط عبر الإعلام الإلكتروني وإنما المرئي أيضا فعذرا عدم الإجابة

- كيف تنسقي بين عملك وبيتك .؟ وهل يطغى أحدهما على الأخر .؟

أصدقك القول سيدتي الفاضلة أني أسعى إلى تحقيق التوازن بين عملي و بيتي , ولكن يبقى ملاذي الأخير هو بيتي دفئي , فما أحلى أن تجد الأنثى نفسها بين زوجها وبين أبنائها هذا بالدنيا كلها.

أهديكم قصيدتي عنوانها : لــغــة الـضـاد

قف على كنز بحرف عالي ___ من فريد المعاني يثمن تثمينا

وا فقدتاه على حرف مسلم ____ إن نادى بالقرآن لغة ودينا

غُرِّبْـــنــا عنوة في ديارنا غدونا ____ أسرى حرب أعلاناه منذ سنينا

تمسكنا عروش الماديات سلما ____ فارتوينا ظمأ عطش الروح دفينا

لـــغــة القرآن يا حسرة عليها ____ إقـــرأ كانت لنا دربا قنديلا يقينا

تستغيث وا عرب تاه تحت ظلال ___ السيوف يتغنون بالشعر واللهو مجونا

قرآنا عربيا بلسان مبين أزكى عطرا ___ وا إسلاماه إنا نحن الآن أحياء ميتينا

أصول اللغة تموت تستغيث يا لعار أمة إقرأ ___ إنا نحن ضجيج أموات أسود مغردينا

فينا خرج محمد سيد الأكرمين رسولا ___ واحسرتاه جمعنا بقرآن وتفرقنا بماء وطينا

هذا يسكب ريح عصارة نبيذ حرف ليس له ___ أصولا ولا هو من الأنساب جدود الفاتحينا

وا إسلاماه إني لعمري أرى العرب ___ أكثر خذلانا من لسعة بعوضة هم مستضعفينا

أبكي كل لحظة يصيبني غضب الضرغام ___ أرى أمة إقرأ تجتمع على الهدم نحن آفلينا

من صرخ وقال كلا ثم كلا سنبقى أحرارا ___ ولدتْ معنا ثورة لغة الضاد نحن حق الثائرينا

يرجم بهتاف حروف نصاب لجامها ___ جهالا فوق أعلم رؤوس هم الجاهلينا

يا أخي يا بن العرب أوطان فلنقرع ___ رصاصا بالحروف هي خمر للشاربينا

تمزق كياناهم أشلاءا تبعثرها فوق النار ___ سيصلونها غدا في لقاء رب الأجمعينا


وبالختام أقدم شكري وامتناني لجريدة أنباء الإلكترونية السعودية التي قامت باستضافتي في هذا الحوار الذي أجرتة السيدة الفاضلة فاطمة الحربي و أتمنى أن أكون عند حسن ظن قرائي في وطننا العربي من الخليج إلى المحيط.

الأحد، 28 أغسطس 2011

الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس .. سيرة وقصائد






الشاعرة المغربية


فاطمة الزهراء بنيس



......



سيرة وقصائد


شاعرة و كاتبة من مواليد مدينة تطوان شمال المغرب

نشرت أولى قصائدها مطلع التسعينيات في المنابر الثقافية المغربية والعربية

صدر لها سنة 2004 ديوان ( لوعة الهروب ) المغرب

سنة 2008 ديوان (بين ذراعيْ قمر) دار ملامح مصر

و سنة 2011 ديوان (طيفُ نبيّ ) دار الغاوون لبنان

تُرجمت قصائدها إلى اللغات: الاسبانية الفرنسية الانجليزية المقدونية و الكرديّة

و أدرجت في العديد من الأنطولوجيات الشعرية العربية و الأوربية

عضو اتحاد كتاب المغرب

عضو اتحاد كتاب الانترنيت العرب

عضو رابطة المبدعين العرب

عضو حركة شعراء العالم في الشيلي

حازت على جائزة الشعر من مؤسسة النور للثقافة و الإبداع بالسويد سنة 2008

شاركت في عدة مهرجانات شعرية وملتقيات ثقافية عربية و دولية أهمّها :

الملتقى العربي للمرأة و الكتابة بمدينة آسفي المغربية 2005

مهرجان شعراء البحر الأبيض المتوسط اسبانيا 2007

مهرجان الشعر العالمي بجمهورية مقدونيا غشت 2009

الملتقى الإسباني للشعر النسائي بالجزيرة الخضراء نوفمبر2009

مهرجان أصداء الجبل للشعر العربي بالجمهورية العربية السورية أبريل 2010 .



.....



منفردة بذاتي

منفردة بذاتي محتشدة بثورة الصّبا

عارية من ميراثيَ ألاحقُ حلم الأنوثة الأحمرَ فيجودُ الغيبُ بكرمهِ

بلهفة الذي يَرى ما لا يُرى أعتلي عرشيَ الافتراضيّ

ليس بحوزتي غير جنوني الشعريّ و بعض الحدوس الفطريّة

تائهة بلا هويّة

الهوية احتياجُ المُحاصَر في جغرافيّة العدم

و أنا ودَّعْتُ حصاري مذ قُطِّعت حروفُ اسمي شذرات بلا معنى

و باتَ وعيي في خبر كان

طائعة لرغبة الغريب فيَّ ....

خائفة من هول مُبتغايَ لكنني مُسْتلذّة بصعودي نحو المجهول

بتمكّني من ملامسة حلم الأنوثة الأحمر

صحراء كنتُ قبل تحوّلي إلى هرمونات عاشقة

غارقة صرتُ لمّا استسلمتُ لنداء المسامّات

كلّما انخفض إيقاع الشغب جدّدْتُ كُحْلَ العين وهمست :

ياااااااااااااااااااااااااااا

أناديكَ فقط لترنَّ حروف اسمي

أشتهيكَ لا لأنّني أشتهيكَ بل لأنني أشتهي ذاتي

ربّما تقول عنّي نرجسيّة فلن أجادلك

قل عنّي ما شئت

مغرورة .... طيِّبة ..... جميلة....عميقة كبحر

متوتّرة .... منثورة و مُبهمة كقصيدة نثر

لن أجادلك

منفردة بذاتي

لا أسأل كيف ؟ و لا متى ؟ و لا أين ؟

أصلّي جحيمي في جنّة ضللتُها قرونا

مرتّلةً آيات من القلب الظمآن .

دمشق

حزيران /2009







****



جمرة غائمة

جمرة تراءت

في صورة غيمة

رذاذُها

كان كافيا

كي أخونَ خريفي

و أروِّضني

حاسة ... حاسة

على مُجاسدة البرق

واستنشاق السماوات العُلا

رضابُها

كان كأسا

كشفت لي

أنّي لستُ من ضِلع آدم

و لا من رحم حوّاء

لستُ فصلا واحدا

في كتاب الكون

و ما علّموه لي

لم يكن إلاَّ لأجهَلني

شغافُها

كان دليلي

كي أطرقَ باب الرغبة

و أرى انمحائي يولد

من ضمَّة منثورة

كي أهرعَ من ظمئي

إلى سُيولة الحواس

و أشهدَ أنَّ لا نفسََ لي

خارج انْسِيابي .




****


ريّ مُفترض

ما ترشحهُ الحواس

ليسَ إلاّ

عطرا مَسكوبا

في رحابٍ

لا تأويها

شجرةُ العمر

تَجفُّ هوسًا

بريٍّ مُفترض

هذا .....

ما لم يُفسِّرْهُ الليل

لأصابعَ

في غُباري

تتأوَّهُ

كأنها حربٌ

تنكِّلُ بمَنامي .





لهب الماء

حيثُ يَرقد الماء

تَزحفُ حناجرُ

مِن أعناق

كلّما دنَتْ

نأتْ بها الريح

كيف للماء

أن يعتقَ صهدَنا ؟

وهذا الزَّبد

المنفلتُ من مسامِّهِ

عود ثِقاب

لِحَنايا

بشوقهِ تلتهبُ !









السبت، 27 أغسطس 2011

قصيدة للشاعر محمود سباق





قصيدة للشاعر محمود سباق
...............................
ما أريد
وما تحيرني بساطة أمره:..

ما يجعل امرأة تشارك شاعرا
أو لاجئا أشياءه وحظوظه،
...
ما يمنح الأشجار ألسنة
لتمدحنا وتهجو طيشنا
وجنون قسوتنا،

وما يغري تلاميذا برسم
المدفعية قرب أبراج الحمام،

وما يثير لدى مُراهِقَة
تجرُّدُها لأول مرة
في حضن عاشقها،

وما سيصيب زوجةَ جارنا
إن لم يجئْ بالورد
في عيد الكرسماس،

ما يدفع الأمم الكبيرة
ـ كي تجاملنا ـ
بزرع سمائنا بالطائرات،

ما يجعل الصحراء تنمو هكذا
إن مات عنها الأصدقاء،

ما يعذبني كثيرا
أن هذا غامض جدا!!!

اللعنة الأولى(من باريس) للشاعرة المغربية خديجة المسعودى




اللعنة الأولى(من باريس)


للشاعرة المغربية خديجة المسعودى

......



من باريس...

ألقيتَ بتعويذة الألم وأرسلتَ بداية النهاية.

من هناك باركتَ عيد ولادتي

قطعت حبل سرتي مبللا وعَمدتني باللعنة الأولى.

بشغب طفولة قزحية لونتِ العالم

من أقصى شواطئه الى أقصى صحاريه،

احتضنتُ نوافذ حلمكَ الأخير

وأشرعتُ أبواب حلميَ الأول.

من باريس...

اغتالني صوتك الهاتفي وأحرقتني أبكار رعشتي.

عاريا، حلق طيفك باتجاه لعبة جديدة

من باريس...

ملأتَ حُجرتي بما يسبح في عينيك،

في كل مكان أجده من حولي،

تحت الوسادة، بين صفحات الكتب، على شاشة الحاسوب،

ومرآة علبة مساحيق التجميل، في أبطال الأفلام

وكلمات الأغاني.

من باريس...

أبكيتَ بحر الرغبة في جوفي

وأطلقت العنان لدمعة مغرورةٍ

أقسمت مائة يمين أن تحجب لمعتها

وتغلف بريق حرارتها بجليد ميت.

من باريس...

ألقى ليلك البدوي بفستانه على سريري

فلبسته عرائس البحر ملء جسدها

من باريس...

نحرت أحلام المسبحة القديمة

وأغلقت الباب على حب أرمل هششته الرطوبة

من باريس...

ألبستني البياض وزينتني بين سطورك

علمتني كيف أرضع حليب الشمس

من أضيق الثقوب

وكيف أقدس الوهم ان كان جميلا.

خديجة المسعودي


الاثنين، 22 أغسطس 2011

ثلاث نصوص شعرية للشاعر المصرى : أشرف عزمى









غلاف الديوان الثالث للشاعر أشرف عزمى " أتفحص فوضاي " الصادر عن مركز عماد قطري للابداع بالتعاون مع مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية بالقاهرة


-

ثلاث نصوص للشاعر المصرى : أشرف عزمى

من ديوانه الجديد " أتفحص فوضاى "

سكرة الانتشاء

لم أكنْ أعرف..ُ
ما الحياةُ وما الموتُ!
إلا بعدما استساغ فمكِ
حروفي
تصرينَ
أن تقضمي حنجرتي
وتفرغى شهداً
في رئتي

"أفروديت"...
لم تعد ترضيني ألوهيتك
فأنا في حضرةِ
إلهٍ جديد
أقدمُ قرابينَ عبوديتي
أصلِّى..
مفترشاً روحَكِ
متلحفاً بجسدكِ النوراني

أردتُ أن أُشبَّهكِ
" بالجيوكندا "
لكن "دافنشى" لم يعبر
بريشتهِ
عن نظرةٍ تسكنني
حتى وإن لم أكن
في حضرةِ بَهَائِك

أنتِ بحرٌ ورياحٌ
وأنا يابسٌ ظمئٌ
فمتى تَهطلين عليَّ بنورِك ؟!

الكونُ أنتِ
وفى قَبضتي الكونُ
فمتى أُطلقُ سَرَاحَهُ
أو أُسجَن فيه ؟!

ثمة أشياء فيكِ تبعثرني
تركبين النهرَ
تَجمعين فُتاتِي المتناثر
تُعيديني إلى الحياة
بتعويذةٍ...
يحلو لكِ دائما
أن تمارسي معي لعبتك
متى تُدركين أنِّي
أَدمنتُها

تهزينني
فأسَّاقطْ عليكِ رُطباً
جديرةً بأن تمنحك
سكرةَ الانتشاء.

اهبطى منى

في اللاكون

عشتكِ أنتِ

تركت البدايات

التي توأد قبل أن تبدأ

أردت أن أبدأ وأنتهى بكِ

تناثرت بكِ

في فضاء لا سماوات له

ولا أراضين

صنعتكِ بكلمة منى

فكنتِ ما أردتُ

أن تكوني

اصطفيتك ..

بعدما تصورتكِ..

من فصيلة ملائكية

لم يمسسكِ شيطان

ولن يوسوس لكِ

أدخلتك جنتي

تريضي

هنيئا لكِ ما أمنحكِ

من نعيمي.

أمقت عين الحب المعصوبة

غباءه

الصورة التي كانت..

وليدة خيالي الخصب

رسمتك هكذا إرضاء لي

أناني هذا الرومانسي

الذي يسكنني

نظرت لكِ في لحظة عودة

وجدتك تحملين

نفس الصفات التي مقتها

في الكثيرات اللواتي

ادعين حبي

يميزكِ أنكِ مرصعة بالفتنة

يشتهيكِ اللاهث وراء رغبة

اشتهائي لكِ

دون رغبة

لي فلسفتي الخاصة في الاشتهاء

تضعك بين يدي فنان

يقدر فتنتكِ

تحملين نفس صفاتي

تلهثين وراء فكرة مجنونة

لا يعلمها سوانا

فإن لم تعِ من أنا

وتملكتكِ وسوسة شيطانية

فاهبطي منى

إلى وجود آخر.

اهبطى منى

(1)

لماذا يفور دمى
عند رؤيتك
تتشظى كل أحاسيسي
أعبس
ألتفت
أتركني لهذا الشارع
يبتلعني
أنت يا صاحب الزى المقدس
لا تجبرني أن أحترمك
أنا غير رسمي
أمقت كل الرسميات

لا أعرف
أين وضعت بطاقتي
قلمي أوراقي
أنا وحياتي..
لوحة سريالية
من الفوضى المنظمة
أستطيع وحدي
أن أصل لأشيائي
يلزمني بعض الوقت
لأتفحص فوضاى
بنظرة فنان

عليك فقط
أن تحدد ماذا تريد
وتمهلني بعضا من

الحرية.

(2)

منعزل
داخل حدودي
لا يعنيني
بكاء طفلي الجائع
استغاثة فتاتي المغتصبة
وطني عقلي رزقي
لم تعد تعنيني تلك القضايا
تعنيني فقط
عزلتي
أن أحافظ..
على حدودي
بعيدا عن
هذا الغبار

وأحدد حلمي
في هذا الإبهار الملحد
أنت يا من تقف
خارج حدودي
وعزلتي
تقتلك الحيرة
وتفترسك أنياب
انشغالك بالأشياء

أعدك..
بالراحة المميتة
فادخلنى أيها الظل

-