الجمعة، 29 يوليو 2011

حلاوة روح ....للكاتبة المصرية ايمان حسنى


-

-


-حلاوة روح ....

للكاتبة المصرية ايمان حسنى-

......



-يعيش فينا الوطن قبل ان نعيش فيه ..تنبض قلوبنا باسمه قبل شفاهنا ...تدفئنا شمسه ..ويروى نيله ظمأ نفوسنا ،ولكن .....عندما تصبح شمسك وطنى ..لهيبا يحرقنا ...عندما تنتزع من نيلك عذوبته ليصبح ملحا يأجج الظمأ فينا ....عندما تصير تربتك مقابر لعظامنا بدلا من ان تنبت الخضار فى انفسنا ... عندما تحتضننا ربوعك لتطحن عظامنا ..... خبرنا يا وطن نتعذب من اجله و.... به ، نموت فى سبيله.....فيقتلنا ، هل نحن نحارب طواحين الهواء ....ونصارع مراكب الشمس ...نرنو الى نسمات الحرية تملؤ شعابك لتستنشقها صدورنا ... نتمنى ان نطهرك من آفات البشر ...فيخطو الابطال على ترابك من جديد ،ترى ....هل نحلم بالمستحيل ..هل ننتظر المعجزات .... الاحلام فى داخلنا لم تمت بعد ... بقيت بقايا من بقاياها .....ترى هل ما تبقى منها يستطيع ان يصمد ...؟؟؟ام انه مجرد..... حلاوة روح -



الخميس، 28 يوليو 2011

'استربتيز' تعري الواقع السياسي وتتنبأ بأحداث الثورة ... بقلم: أحمد فضل شبلول




'استربتيز' تعري الواقع السياسي وتتنبأ بأحداث الثورة

لم تهدف رواية مختار عيسى إلى تقديم مشاهد من الثورة التي حدثت بالفعل فقط، ولكن هناك خلطة سياسية أخرى غير خلطة الفساد المعروفة.

ميدل ايست أونلاين


بقلم: أحمد فضل شبلول


القدرة على الكشف والرؤية والحدس والتوقع

استطاع الفن الروائي أن يستلهم أحلام الجماهير في التغيير، وأن يتوقع ما سوف تأتي به الأحداث الجسام التي تهب على المنطقة العربية، وما يواكب ذلك من إرهاصات ومخاضات ورؤى من خلال واقع متشابك سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

وآية ذلك رواية "استربتيز" للشاعر والكاتب مختار عيسى التي صدرت في سبتمبر/أيلول 2010، أي قبل قيام الثورة المصرية بحوالي أربعة شهور.

ونقتطع هذا المشهد من الرواية (ص 104، 105) لنرى كيف تطابق تماما مع ما حدث في ميدان التحرير أيام ثورة 25 يناير:

"لا تتصور حالي وأنا أرى الجموع الهادرة تتدفق من الشوارع الجانبية كشلال ثائر إلى قلب الميدان الفسيح .. لا يسأل أي منهم رفيقه عن هدفه، فقد جمعتهم المأساة، فانطلقوا هاتفين بسقوط الطغاة، وأصحاب الأردية السود وراء مصداتهم الفولاذية وخوذاتهم مرعوبون، يتراجعون، يصرخ فيهم كبيرهم، فيقذفون بأعيرتهم المطاطية الصدور العارية، لكن الناس لا يتراجعون، يركضون في اتجاه البنادق فينتكس الجنود ببنادقهم ومصداتهم. يعاود كبيرهم الصراخ الهستيري فيحاولون التقدم مرة أخرى وسرعان ما تدفعهم الجموع الحاشدة إلى التقهقر، فيما يحاول بعضهم الهرب إلى تحت درج بناية، أو وراء سور من جحيم الهدير الذي علا في الميدان، فيما اعتلى شاب عاري الصدر أحد أعمدة الكهرباء ممسكا رغيف خبز أشبه بوجه مسخوط، يلوح به للجماهير التي علا زئيرها عندما سقط ثلاثة شبان تحت وابل الرصاص المطاطي وسحب الدخان القاتمة. تطلع أحدهم إلى السارية التي تنتصف الميدان تعلوها لافتة إعلانية ضخمة عن تسهيلات كبيرة لشراء الفيلات الحديثة في مدينة سياحية برعاية برلماني شهير تصدر اللافتة بصورته ممسكا بمفتاح ضخم يلوح به: تملك إحداها ولا تتردد .. مع حزبنا أنت في أمان.

بسرعة البرق كان الشاب قريبا من الصورة، أخرج مطواة من جيب سترته وراح يمزقها. نادته الجموع المحتشدة المتحلقة ليهبط، فتتشارك الأيدي المعروقة والشابة في خلخلة السارية لتسقط تحت التهليل والتكبير، وسرعان ما غمرها بحر الهائجين، وتحت وطء الأحذية تبصق عليها الأفواه، وسط دهشة الضابط الكبير الذي ألجمته المفاجأة؛ فشلت كل أفكاره الأمنية، ولم يعد قادرا إلا على الإشارة كالأبكم إلى قواته التي تراجعت إلى الخلف، ولم تفلح محاولاته الصراخية المبحوحة في تقدمها ولو خطوة واحدة في اتجاه الحشد المتحلق الصورة. وما كاد الضابط الكبير يفيق من صدمة إنزالها ووطئها بالأقدام حتى فاجأه انضمام بعض أفراد كتيبته إلى الجموع الهادرة حولها، ومشاركتهم بأحذيتهم الثقيلة في تحطيم اللوح المعدني الذي استقرت عليه، فيما راح سناكي بنادقهم تمزق الوجه والصدر وتطعن القلب ..".

هذا مقطع من مشهد كبير للثورة في الميدان، كما تخيلها وتوقعها ورآها واستشرفها مختار عيسى، ويزيد الكاتب الصحفي "واثق" ـ أحد شخوص الرواية الأساسيين ـ المشهد سخونة عندما يشرح لأستاذه الصحفي الكبير مراد الذي يعمل في إحدى جرائد العاصمة البحرينية "المنامة"، قوله: كأن الجماهير تواجه قوات الاحتلال الإنجليزي في عشرينيات القرن الماضي. لم تكن مجرد مظاهرة أو غضب محدود خرج عن السيطرة.. كانت ثورة.

فيسأله مراد في تعجب: ثورة؟ فيجيب واثق: نعم ثورة، تتساقط الضحايا، لكن الجموع لا تنهزم، تتقدم وتتقدم، يتحول الرصاص المطاطي إلى قذائف حية، ولا تراجع، كأن قوة أسطورية تدفعهم .. النساء والشباب والأطفال .. موظفون كبار، وباعة متجولون، وطلاب جامعات ومدارس، وحرفيون. الكل .. لا خراطيم المياه المسددة إلى صدورهم، ولا العصي المكهربة، ولا الصيحات الزائرة والوجوه الجهمة أفلحت في صدهم .. حمم من كل صوب تتساقط عليهم، ولا يتراجعون. يتساءل الضابط الأكبر عن قائدهم، فلا يجيبه إلا خرس معاونيه والرعب البادي على ملامحهم، تتوالى تعاليمه بتصعيد الضرب والاقتحام، فلا يجد إلا الحناجر الهادرة تتساقط عليها كسفا من الحميم.

على أن رواية "استربتيز" لم تكن تهدف إلى تقديم مشاهد من الثورة التي حدثت بالفعل فقط، ولكن هناك خلطة سياسية أخرى غير خلطة الفساد المعروفة، أو ملف آخر غير ملف الفساد المالي أو الذممي، هو ملف الموساد الإسرائيلي الذي استطاع أن يجند بعض الشخصيات المصرية من وزراء ورجال أعمال وحزبيين وكتاب صحفيين ومثقفين تحت دعاوى التطبيع.

ومن هنا سنجد عمليات انتحار جراء انكشاف حقيقة شراكة مع بعض الوزراء المتورطين في ترويج ما وصفه البعض بالمخدرات التطبيعية. ومنهم المهندسة الشاعرة نهال السكري الزوجة السابقة للكاتب الصحفي مراد، والتي انتحرت من شرفة مستشفى الأمراض العقلية في العاصمة العريقة.

وقد ساعدت الصحفية هالة (ابنة المهندسة الشاعرة) زميلها الصحفي ـ وزوجها فيما بعد ـ "واثق مسعود" في كشف أبعاد المؤامرة التي أودت بالكادر الحزبي وبعض أعضاء المليشيات الثقافية في الصحف والفضائيات.

ملف آخر في الرواية هو ملف عالمة الذرة المصرية د. نادرة السكري (عمة والدة هالة)، وعلاقتها بعالِم نووي إسرائيلي أشهر إسلامه من أجل الزواج بالدكتورة، فغيَّر اسمه من زائيف شاغال إلى عامر البشري، لتكتمل أركان الزواج والذي اتفقا على كتمانه عن الجميع، وعندما بدأ الشك والقلق يتسرب إلى نادرة السكرى بإسرائيليته توجهت لرجال الأمن القومي وأخبرتهم، واتفقوا معها على تكتم الخبر وأن تستمر في علاقتها الطبيعية به، وتخبرهم بكل جديد في هذه العلاقة، ولها أن تقلص علاقتها معه إلى الحد الذي تطيقه، خدمة لأهداف عليا.

ومن خلال ملف زائيف شاغال نعرف أنه عاش خمس سنوات كاملة في أحد أحياء القاهرة كصاحب لواحد من أكبر معارض السيارات، وغطت إعلانات معرضه مساحات زمنية لافتة في تلفاز الدولة الرسمي.

وكانت نادرة السكري تستغرب من قدرة زوجها الفذة وبراعته في التمثيل مرددة داخلها: خنزير .. حقير. رغم إظهارها عشقها له وتعلقها به. ومن ناحية أخرى هناك من كان يمدها بمعلومات كافية عن شاغال مؤكدا لها أنه لم يخدعها و"أنه صار عونا لنا لا علينا، وأنه آمن بعدالة قضيتنا، مشككا في شرعية دولته التي أشربوه حبها في كل موقف جمعهم به صغيرا أو كبيرا". ويبدو أن تلك المعلومات التي وردت عن شاغال صحيحة لأنه يُقتل في العاصمة النمساوية فيينا بإلقائه من شرفة شقته بالطابق العاشر في إحدى العمارات (وهنا نتذكر كيفية مقتل كل من سعاد حسني، وأشرف مروان في لندن).

ويكشف الصحفي واثق للدكتورة نادرة أنه التقى زوجها في لقاء إعلامي دولي وأبلغه العالِم الإسرائيلي الذي أعلن إسلامه أنه يحس بمتابعة حثيثة من قبل أجهزة وشخصيات يعرف علاقاتها المتشعبة بأجهزة أمنية واستخباراتية أوربية ذات صلة مباشرة برجال الموساد.

وتؤكد الرواية أن تلك اللقاءات كانت تتم تحت بصر وسمع رجال الأمن القومي المصري الذين استقطبوا واثق بعد لقاءات مشهودة مع شاغال، وتمكنوا من تزويده بملف هائل عن علاقات الدكتورة نادرة، وما عليه إلا استكمال الصورة بحكم علاقة القرابة (فهو زوج ابنة بنت أخيها).

ولكن لم يُترك الحال على ما هو عليه، ورغم دخول الأمن القومي المصري على الخط، إلا أن مصر كلها تسمع دوي الانفجار العظيم في فيلا الدكتورة عالمة الذرة المصرية، الذي لم يبق منها ولا من فيلتها إلا شظايا متناثرة لم تفلح أجهزة الأمن والطب الشرعي والأدلة الجنائية في الوصول إلى نتيجة قاطعة حول ما حدث، ويختفي واثق بعد ذلك.

ويربط رئيس تحرير جريدة "التحدي" شاهر الشاذلي تفجير الفيلا باختفاء واثق، ويتهم عددا من الحزبيين الكبار ورجال الأعمال أصحاب العلاقات التجارية مع إسرائيل بالتنسيق مع رجال الموساد في العمليتين، خاصة أن هناك من الصحفيين بالجريدة الذين يعملون في مساعدة بعض البرلمانيين المشكوك فيهم، وبعض رجال الأعمال. ومع ذلك فهناك من يمتلك ضميرا حيا من أبناء بعض المسئولين الكبار بالدولة الذين يؤمنون بالوطن ويتحمسون للكتابات الوطنية ومحاولة كشفها لكل هذا الفساد.

ملف آخر تعريه رواية "استربتيز" هو ملف البرلماني الكبير الذي تواطأ مع بعض الرؤوس الحزبية في الاستيلاء على عشرات الآلاف من الأمتار من أراض داخل الكتلة السكنية، وحوَّلها في أعوام قليلة إلى مجمع للفيلات الحديثة، وصار المرور من بينها حكرا على طبقته الاجتماعية الجديدة.




الكاتب مختار عيسى مؤلف الرواية

أما الملف الأخطر، والذي تمحورت حوله فصول كثيرة في الرواية، فهو ملف المعبد اليهودي بالمحلة الكبرى، الذي يوجد في حي الخوخة تحت مسمى "المعبد اليهودي الأستاذ".

وتتردد في الرواية أسماء حقيقية لاعبة بقوة على المسرح السياسي العربي، وأخرى رامزة، ومن الأسماء الحقيقية اسم السيد حسن نصر الله، أحد الأسماء البارزة في مسيرة شفاء الكاتب الصحفي مراد من الأزمة النفسية الطاحنة التي مر بها، مشيرا له في إحدى أزماته وهلاوسه قائلا: "أنت السيد حسن .. نعم أنت هو .. أخبرني شيخي أنك ستزورني .. انتظرتك طويلا .. وها أنت ذا هو .. أليس كذلك؟ فيجيبه السيد حسن قائلا: نعم .. أنا هو. فيسأله مراد: ماذا تفعلون يا سيد مع أبناء القردة؟ أنت وجيشك أثبتما أن الملاعين أخوف من فأر.

ويتهيأ له السيد حسن نصر الله (ص 142) بعمامته السوداء وعباءته، وابتسامته الساخرة، ولكنته المعروفة برائها المحببة ذات الوقع الخاص على الأذن، فيدعوه مراد للجلوس بجانبه قائلا له: تفضل يا سيد .. اجلس إلى جانبي .. أنا أحبك، أنا من شيعتك، من أنصارك .. الملاعين يدبرون قتلك؛ فاحذرهم.

كما يُستعاد اسم الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل وما حدث له من اختطاف وضرب وتجريد من الملابس، على خلفية اختطاف مجهولين للكاتب الصحفي "واثق" ثم إلقائه مجردا من ملابسه في الصحراء، بعد أن أوسعوه ضربا وإهانة، وعندما تعرف زوجته "هالة" بما حدث وتخبر مراد يقول لها:

لا تحزني يا هالة .. هم الذين تعروا .. هم الذين سقطت ملابسهم قطعة قطعة، بل إنهم لم يكونوا وحدهم في رقصة الاستربتيز التي أدمنوها هم وبعض من يسمونهم الكبار منذ توقيع السادات اتفاقيته.

وتمارس جهات أمنية وبعض رجال الأعمال المتعاملين مع الكيان الصهيوني الضغط على الجريدة التي يعمل بها واثق ورئيس تحريرها الوطني شاهر الشاذلي، غير أنهما يتمسكان بخوض المعركة إلى النهاية قائلين: "هذه معركتنا لإنقاذ الوطن من قبصة اللصوص والخونة"، غير أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل تتطور المواجهة بوضع قنبلة وإشعال النار في مقر الصحيفة في السبت الأول من يناير 2010، ومع ذلك لم يتراجع الصحفيان ومن يساندهما من شرفاء الوطن.

إلى جانب ذلك تفتح الرواية ملفات بعض المليارديرات من عرب الخليج ـ نساءً ورجالا ـ وما شابها من روائح فضائحية وعلاقات متعددة بأطراف دولية ومحلية فيما يتعلق بتجارة السلاح والمخدرات والرقيق الأبيض.

وتكشف الرواية في جرأة بالغة حكاية الملياردير الخليجي التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الغربية المحايدة، فتعيد إلى الأذهان جانبا ليس هينا من شذوذه الجنسي، وسهراته المتعددة التي كان يجبر خلالها فنانات من الصف الأول على مضاجعة أشكال مختلفة من حيوانات مدربة أمام ضيوفه. وهنا يجد الصحفي "واثق" سببا لتفجير قنبلة صحفية من العيار الثقيل كاشفا عن تلك الشخصية العربية الكبيرة التي عثر على بعض المستندات التي تفضح دورها في خدمة أبناء صهيون، وتهدد مصير المدينة.

وتعيد الرواية الثقة في بعض ضباط مباحث أمن الدولة من خلال المقدم أحمد البرنس الذي يحاول أن يكشف سهرات ماجنة بجناح أحد الفنادق الكبرى القريبة من ميدان التحرير، تقودها البرنسيسة الخليجية جوهرة قائلا: "يا ربي .. من أنا إن لم أقم بما يمليه علي ضميري؟ وكيف أستحق أن أرتدي هذا الزي إن لم أكن أهلا له. هذه الدنيئة تضرب بتصرفاتها الشائنة كل تاريخي، وتنسف سجلي الناصع في خدمة ما قضيت عمري مدافعا عنه، رغم ما وضعوه في طريقي من عراقيل، وما نثروه تحت قدمي من مغريات"، مؤكدا أن المسألة تجاوزت الجريمة إلى محنة دولة، "دولة تموت في جناح سيدة بفندق، وسيادة تسقط على وقع كعبها العالي".

ويستطيع الضابط أن يتسلل ويرى بوضوح في إحدى تلك السهرات الماجنة، الرقص حول نجمة سداسية الأضلاع، وتراتيل مبهمة لمجموعة من الرجال يقرؤون في كتاب ضخم.

لقد رأت هالة ـ عندما اصطحبها الضابط أحمد البرنس مع زوجها الصحفي واثق إلى الجناح الفندقي بالعاصمة الكبيرة ـ وجه أمها المهندسة الشاعرة المنتحرة، في وجه امرأة ممن يرقصن حول النجمة السداسية، وأيقنت أن أمها كانت في يوم ما داخل تلك الحلبة.

الملفات التي تفتحها الرواية كثيرة كما نرى، ومعظمها ملفات سياسية، والبعد الاجتماعي لا يغيب عن الرواية، ويكون السادس من أبريل 2010 علامة فارقة حيث تصحو مدينة المحلة الكبرى على أنباء وصول وفد يهودي كبير إلى قلب الحي العتيق، وأن كبير التجار سيسلم الحاخام الأكبر أثناء الاحتفال المقرر إقامته قلادة رسمت عليها بالنقوش البارزة صورة الزعيم جمال عبدالناصر وهو يجفف عرقه بمنديله أثناء إلقائه خطاب التنحي الشهير، فيما حمل وجهها الخلفي صورة حاخام كث اللحية وضفيرتاه إلى جانبي خديه يقرأ من كتاب ضخم.

ووسط فرقعات الأضواء والألعاب النارية التي ترسم النجمة السداسية في عنان السماء، ومع عزف الموسيقى الذي يعلو هديره في الميدان الواسع قرب "المعبد الأستاذ" كانت الفرق الشبابية التي اجتمعت فيما بينها على "الفيس بوك" بتنسيق من مراد وزوجته مرام وهالة، قد اتخذت مواقعها وحبست أنفاسها انتظارا للحظة الصفر التي انضم فيها عدد كبير من ضباط الحراسة وقائدي الدبابات إلى كتائب الشباب التي راحت تجهز على كل رموز الاحتفال من مروجي التطبيع وأصحاب الصفقات المشبوهة، ومن لف لفهم من حزبيين كبار ومثقفين تملأ وجوههم الشاشات الرسمية ليل نهار.

هكذا تنفتح الملفات على بعضها البعض في رواية "استربتيز" للكاتب والشاعر مختار عيسى، والتي تعري الواقع السياسي والاجتماعي المصري والعربي، مستفيدا من تقنيات روائية تتسم بها الرواية العربية في مراحلها الأخيرة ومنها التكثيف، وقصر الفصل الروائي، والشعرية في بعض فصولها، وسرعة الإيقاع التي تجعل القارئ يلهث وراء الأحداث والشخصيات، فضلا عن مجاراتها للواقع وتوقعها أو استشرافها للأحداث الساخنة التي تلتهب بها المنطقة العربية.

إنها رواية أحداث وشخصيات، بالإضافة إلى أنها رواية وطن رفض السكوت على الظلم والإهانة والتوغل الصهيوني على يد بعض أبنائه الخونة، ولكنَّ شبابه والمخلصين من أبنائه رفضوا بيع البلاد لأبناء صهيون، لقاء مليارات الدولارات، وامتلاك الأراضي والقصور والعمارات الشاهقة والأرصدة الداخلية والخارجية.

ومن هنا تتواءم وتتماس ثورة المحلة الكبرى ورفض أهلها منح الحاخام مفتاحها، كما جاء في الرواية، مع ثورة 25 يناير التي انطلقت في كل أنحاء مصر رفضا للفساد والظلم الاجتماعي والقهر والاستبداد، متخذة من ميدان التحرير في العاصمة رمزا ثوريا ناصعا.

ولعلنا لاحظنا أن شخوص الرواية الرئيسية جاءت من الوسط الصحفي سواء مراد أو واثق أو زوجته وحبيبته هالة، ولعل عمل الكاتب نفسه مختار عيسى في البيئة الصحفية جعلته خبيرا بالمطبخ الصحفي وما يدور في كواليسه من أحداث وأسرار ومَنْ مع مَنْ ومَنْ ضد مَنْ في هذا الوسط الذي يستطيع أن يخترق ـ باعتبار الصحافة سلطة رابعة ـ الكثير من المناطق والأسرار، والقدرة على جمع المعلومات وتحليلها وتوظيفها لخدمة هدف محدد، وهو ما أدى إلى قدرة الرواية على الكشف والرؤية والحدس والتوقع.


الثلاثاء، 26 يوليو 2011

نتائج جائزة القصير للإبداع الأدبي الدورة الخامسة 2011 هـ - دورة الثورة











الشاعر محمد الجارد


الشاعر محمود مغربى
.....................
-





نتائج جائزة القصير للإبداع الأدبي

الدورة الخامسة 2011 هـ - دورة الثورة


صرح الشاعر محمود مغربى المستشار الاعلامى لجائزة القصير للابداع الادبى بان لجنة تحكيم المسابقة حددت أسماء الفائزين فى الدورة الخامسة2011 لمسابقة القصير للابداع الادبى والتى ضمت متسابقين من كل صعيد مصر وقد حرص الشاعر محمد الجارد أمين عام الجائزة وراعيها على أن تكون المشاركة فعالة من كل ادباء الصعيد من اجل ظهور اسماء جديدة فى حياتنا الثقافية.-

وتعلن أمانة جائزة القصير للابداع الادبى عن اسماء الادباء والشعراء الفائزين فى دورتها الخامسة والمسابقة تشارك فى الفعل الثقافى فى مصر من خلال الكشف عن الجديد والمتميز فى كل فنون الادب والابداع ...

من البحر الأحمر أطلقنا شعلة جائزة القصير لتمر بقنا وتمضى تدريجياً حتى تشمل إقليم جنوب الصعيد عموماً ؛ لتأتى هذه الدورة مغايرة فى الشكل والمضمون والهدف المنشود لنحتفل مع مصر بثورتها المباركة , وقد أعلنا عن الجائزة في أخر مارس 2011 وحتى أخر يوليو 2011 , وعكفت أمانة الجائزة ولجنة التحكيم على النتائج حتى ذكرى ثورة يوليو 2011 . هذا وقد بلغت عدد المشاركات في فروع الجائزة الثلاث(60) مشاركة , استبعد منها (7) مشاركات لعدم مطابقتها للشروط , ليتنافس (54) مشارك ومشاركة على الجوائز . وتوزعت المشاركات على المحافظات : البحر الأحمر (9) , أسوان (6) ,الأقصر (7) , قنا (19) , سوهاج (3) , أسيوط (14) , المنيا ( 2) . وتوزعت المشاركات على الحقول كالتالي : شعر الفصحى (16) , شعر العامية (16) , القصة القصيرة (14) , الورقة البحثية (7)؛ لتكون النتائج النهائية بعد مداولات لجنة التحكيم :


أولا / شعر الفصحى :-

- فاز بالجائزة الأولى الشاعر / محمد جاد المولى سليمان خليل ( الأقصر)

- فاز بالجائزة الثانية الشاعر / عبدالرحيم أحمد الصغير أيوب ( عبدالرحيم الماسخ ) (سوهاج)

- فاز بالجائزة الثالثة الشاعر / الحسن عباس مسعود (البحر الأحمر)



ثانياً / شعر العامية :

- فاز بالجائزة الأولى الشاعر / محمد طاهر برعى ( أسوان )

- تم رفع قيمة الجائزة الثانية إلى 800 ج

فاز بالجائزة الثانية مناصفة كلا من الشاعر / محمد الأمين الشاذلى خربوش ( قنا )

والشاعرة / نجوى عبدالعال ( أسوان )

- تم رفع قيمة الجائزة الثالثة إلى 600 ج

فاز بالجائزة الثالثة مناصفةً كلا من الشاعر / محمد جابر محمد متولى ( أسيوط )

والشاعر / نشأت صفوت محمود عمر ( قنا )


ثالثاً / القصة القصيرة :-


فاز بالجائزة الأولى القاص / أيمن رجب طاهر ( أسيوط )

فاز بالجائزة الثانية القاص / عاطف محمد محمد حسن ( أسيوط )

- تم رفع قيمة الجائزة الثالثة إلى 600 ج

فاز بالجائزة الثالثة مناصفةً كلا من القاص / عاطف ناجى زكى ( قنا)

والقاص / عبدالفتاح أحمد عبدالكريم ( البحر الأحمر )


رابعاً / الورقة البحثية :-


- فاز بالجائزة الأولى الاستاذ / أحمد مصطفى على حسين ( أسيوط )

- تم رفع قيمة الجائزة الثانية إلى 800 ج

فاز بالجائزة الثانية مناصفة كلا من الأستاذ / عمرو كامل محمد أحمد ( البحر الأحمر)

والأستاذ / عبدالرحمن أبوالمجد ( أسوان )

- تم رفع قيمة الجائزة الثالثة إلى 600 ج

فاز بالجائزة الثالثة مناصفةً كلا من الأستاذ / على إبراهيم عثمان سيد ( أسيوط )

والأستاذ / علاء محمد أحمد عبدالنعيم ( البحر الأحمر )

- وتمنح أمانة الجائزة جائزة التقديرهذا العام للشاعر الثورى / سعيد صابر عبدالعزيز ( البحر الأحمر )

أمانة الجائزة
الشاعر سيد الطيب
الشاعر ابوضيف شلبى

صرح بهذا الشاعر محمود مغربى المستشار الاعلامى للجائزة وأضاف أن هذه الدورة أيضا سوف تكرم من الاسماء التى قدمت الكثير للواقع الثقافى والادبى فى صعيد مصر حيث يكرم اسم الاديب والكاتب المسرحى الراحل محمد نصر يس (قنا) واسم الشاعر الراحل فنجرى التايه ( أسوان ) وتكرم هذه الدروة أيضا شاعر العامية وابن سوهاج ابوالعرب ابواليزيد.

وأيضا سيتم تكريم الفائزين في مدينة القصير على ساحل البحر الأحمر في مهرجان أدبي كبير وذلك بعد شهر رمضان المعظم إن شاء الله تعالى . وتشكر أمانة الجائزة كل من قام بإنجاح الجائزة , ونتمنى الفوز لمن لم يحالفهم الفوز فى الدورات القادمة بإذن الله تعالى . والله ولى التوفيق.

وتشكر أمانة الجائزة والمكونة من عضوية كلاً من الشاعرين / سيد الطيب , أبوضيف شلبى , والشاعر / محمد الجارد أمين عام الجائزة , والشاعر / محمود مغربي المستشارا الإعلامى للمسابقة.. كل من شارك في المسابقة هذا العام , وكذلك شكر خاص للجنة التحكيم على مجهودها الرائع .

السبت، 23 يوليو 2011

مؤسسة الكلمة نغم الثقافية ومشاهد من المهرجان الأدبي والثقافي الخامس بالقاهرة



محفوظ والنقاد نعم الاسيوطى , عبدالحافظ بخيت , مصطفى عطية

...........




مؤسسة الكلمة نغم الثقافية
ومشاهد من المهرجان الأدبي والثقافي الخامس بالقاهرة
والذى شارك فيه كوكبة من الشعراء المصرينو العرب...

محمد محفوظ رئيس
مجلس إدارة الكلمة نغم
أمين عام المهرجان المهندس ثروت سليم
أمين عام المهرجان حسين القباحي عضو مجلس إتحاد كتاب مصر
-




-

تكريم الشاعرة المغربية رشيدة فقرى

-



-
تكريم الكاتب المصري نعيم الاسيوطي



--
تكريم الاديب والناقد عبدالحافظ بخيت




-


-


-
القاصة هناء جودة




--


-كريم الشاعرة السورية وجيهة عبدالرحمن


-


-
- تكريم الشاعرة العراقية سوزان جميل-
-
والشاعرة السورية وجيهة عبدالرحمن



-



-



مغربى الشاعر محمد أبوزيد الاسيوطى والشاعرة وجيهة عبدالرحمن والشاعر محمود مغربى

الشاعر محمود مغربى والشاعرة المغربية أميرة عبدالعزيز والقاصة الجزائرية سوسن الشري

-
الاديب محمد محفوظ والشاعرة المغربية أميرة عبدالعزيز والقاصة الجزائرية سوسن الشريف


-
وجيهة عبدالرحمن المبدعة السورية



-

-

الجنوبي محمود مغربي يتحدث عن مشواره الشعري ويشدو بقصائده في التجمع





الجنوبي محمود مغربي يتحدث عن مشواره الشعري ويشدو بقصائده في التجمع





الجنوبي محمود مغربي تحدث عن مشواره الشعري وأنشد قصائده في التجمع



وكالة أنباء الشعر

- القاهرة- ولاء عبدالله



اقيم مساء الاربعاء 14/7 ندوة للشاعر الجنوبي "محمود مغربي"، بمقر حزب التجمع بالقاهرة، تحدث خلالها عن مشواره في محراب الكتابة والشعر، وقدم مجموعة من أشعاره، أدارةالندوة الزميلة "هبه صلاح"، وحضرها نخبة من المثفين والشعراء من أصدقاء الشاعر، والجمهور المتابع له منهم الشاعر والصحفى اشرف عويس , الروائى والصحفى محمد مهنا , الاديبة مى رفعت والشاعرة أمل عامر , والشاعر عبدالله الشروبجى , عزة نور الدين , رجب بدوى , أحمد محمد منصور , الشاعر هيثم حسين , محمد شومان , ابراهيم عبدالراضى , محمد علاء الدين وغيرهم


-



--


دكتور خالد النجار


يذكر أن الشاعر محمود مغربي، من مواليد عام 1962، في محافظة قنا –جنوب مصر-، بدأ مشوراه مع الشعر منذ أواخر السبعينيات، حيث بدأ كتابة أولى قصائده الفصحى، وقد نشر أعماله وقصائده في الكثير من الدوريات الأدبية فى مصر وخارجها (إبداع، الشعر، المجلة العربية، الحرس الوطنى، الشاهد، الثقافة العربية، البحرين الثقافية، الثقافة الجديدة، الرافد، المجلة الثقافية بالجامعة الأردنية) كما نشرت له صحف (الجمهورية، المساء، أخبار الأدب، الرأى العام الكويتية، الأسبوع… وغيرها) كما أذيعت قصائده فى إذاعات (البرنامج العام، الشباب والرياضة، البرنامج الثقافى، إذاعة دمشق، إذاعة القناة، إذاعة وتليفزيون جنوب الصعيد( قناة طيبة ) ، القناة الثقافية بالتلفزيون المصرى.قناة الشارقة


يشغل عضوية اتحاد كتاب مصر، اتحاد كتاب الانترنت العرب، حركة شعراء العالم، صدر له دواوين:"صمت الوقت" كتاب شعرى مشترك مع شعراء قنا، "أغنية الولد الفوضوى" مجموعة شعرية عن دار جهاد عام 1994م طبعة أولى خاصة، أغنية الولد الفوضوى" سلسلة الكتاب الأول بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عام 1998م، "العتمة تنسحب رويداً" مجموعة شعرية عن سلسلة كتابات جديدة الهيئة العامة للكتاب عام 2006، "تأملات طائر" مجموعة شعرية عن سلسلة إشراقات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة عام 2006، "ناصية الانثى" عن دار بورصة الكتب بالقاهرة يناير2011".


-

---
--

الجمعة، 8 يوليو 2011

( قصة ) الشيطان وحده يسكن هذه البقاع للاديب محمد صالح البحر

محمد صالح البحر

( قصة )

الشيطان وحده يسكن هذه البقاع


للاديب محمد صالح البحر
..........................

ليست فاطمة بالشيئ الذي يؤرقني كثيراً، ولا محبوها الكثر وقد انقلبت رومانسيتهم إلي رغبة وشبق، إنما الحمامة البيضاء التي طارت من عشي لتقع هناك في البعيد، حيث حد الأفق وبِرك الوجوه المشوهة، فتحولت إلي بياض عقيم لا يعكس شيئاً، ولا يكشف عن شيئ.. أنظر تحت السقف قليلاً، ليس للحبل الرفيع، الحاد، يتدلي منه ويتمرجح في فضاء الصالة، إنما إلي القفص الخشبي الأصفر الأنيق، أجده خاوياً مفتوح الباب، يروح ويجيئ مع تمرجح الحبل في الفضاء، فتتساقط حبات القمح علي الأرض، واحدة بعد واحدة، في رنين منتظم ومستمر ومقلق، أوصلني لنفس درجة التوتر التي أفرغها داخلي بندول الساعة وأنا أجلس علي الأريكة الحمراء، العريضة، أنتظر فاطمة.

كل شيئ معد أمامي علي الترابيزة الصغيرة، قطع الحلوي الشرقية التي تُحبها، الماء العذب المثلج، والشاي السخن، لكن التاسعة مساء لا تريد المجيئ، يروح بندول الساعة ويجيئ، لكن الوقت يمر بطيئاً، متواطئاً وصوت الشيطان داخلي يردد:

ــ لن تأتي، لن تأتي.

أعلم أنها في الأيام الأخيرة قد انجرفت وبشكل شبه كلي للأصحاب الذين يشربون البيرة في صالات الديسكو، ويركبون السيارات الفارهة، المزينة، يتكئون عليها علي شاطئ النهر، وفوق الكباري، وفي حواف الشوارع المظلمة ليلاً.

أعلم أنها في الأيام الأخيرة اعتادت لبس "الجينز" و"الاسترتش" والتفوه في كلامها ببعض الكلمات الأجنبية، وأنني أطأطئ رأسي بعد أن أقول لها:

ــ إني أحبك.

وتقول لي

ــ ماذا ستقدم لي معه.

فأصمت الصمت الرهيب، القاتل.

لكنني وهي تتكئ علي حافة سيارة صاحبها، غمزتُ بعيني كما يغمز الأصحاب، وضغطت أصابعها أردد:

ــ ستجدين كلامي صادقاً.

لا أعلم إن كانت بسمتها سخرية فلن تأتي، أم رضا فأجدها الآن تدق منزلي، وقد تخلي بندول الساعة عن معاهدة الشيطان فأعلن التاسعة مساء، الباب لم يطرق، والشيطان يردد لم يزل:

ــ لن تأتي، لن تأتي.

أقوم، أنزع الساعة من الحائط وأحبسها في الدولاب، أغسل وجهي بالماء البارد، أتفرس أركان منزلي، لم تزل في نظري أصيلة وأنيقة رغم تراكم الغبار، فأشرب من الشاي السخن وآكل من حلوتي الشرقية، ومتي تأكدت من عدم حضورها مع دقات العاشرة، يبثها بندول الساعة من خلال الدولاب المغلق، ومن تحت أكداس ملابسي التي طالما وصفتها فاطمة بأنها أصبحت قديمة وبالية، أخرج إلي الشارع.

ليت الحمامة تعرف كم أحبها.

أنا الذي قبلتها هدية ممن أحب.

أنا الذي وقفت علي أصابع النجار كي يُصنع قفصها علي عيني.

أنا الذي هششت الشيطان عنها حين خرج من الحمام يناوشها وحيدة، يمرجح بها القفص في قوة، ويضحك كلما صرختْ.

ليست فاطمة بالشيئ الذي يؤرقني كثيراً، إنما اللوحة الجميلة للحمامة البيضاء، التي رسمتها بيدي، وزينتها بخيالي، وعلقتها في جدار منزلي في زاوية فذَّة، أينما تحركتُ في أركان المنزل الواسع وجدتها تواجهني، تحملق فيّ بكل ماضيها العتيق، تنقش نفسها في كل مكان من ذاكرتي حتى تتمركز فيها، وتتدثر برداء الوحي الذي يُملي الكلمة والفعل ـ إن إطارها الآن يتداعي، يكاد يتركها عارية.. المضئ، الوهاج زيتها ينطفئ ويبهت قدام الضوء الأبيض، المنبعث من السقف بتموجاته السرابية يصنعها هنا وهناك علي جسد اللوحة، وبحرارته التي رغم زيفها تلسع وتنفذ حتى للجدار الضخم الذي شُيد بأياد يتعمد الزمان الآن قطعها، وبأكتاف صلبة طالما تراصت تحت لهب الشمس، وفي وجه الغبار يلفها من كل مكان ــ فيتساقط نتفاً صغيرة، غير محسوسة، مثل رزاز المطر، ما أكاد أحسه الآن وأنا أمشي في الشارع الممتد والنهر، لا أري غير غروب الشمس من وراء غيوم بيضاء، تتلاقي في السماء الخالية، وتدكن مع زحف الليل وقد بدأ نسج خيوطه السوداء مثل عنكبوت فوق جسد المدينة الهامد، مخفياً آثار لحظة عبقرية ولّتْ، كانت الأشياء فيها أكثر نضارة ووضوحاً مما هي الآن.. البنايات العتيقة مجمع الأديان، المآذن تحمل الأهلة والصُلبان، تغريد مؤذن ونغمات جرس، النهر العظيم قادم من قلب الجسد الأسود الكبير يحمل كل التاريخ وكل الجغرافيا، الذاكرة الخالدة عبق الأجداد ومهد الحاضر، إنها الآن غائمة تحت ثقل الغيم ووطأة الظلام.

ليت الحمامة تعرف كم أحبها، ولقد كانت من قبل عاهدتني علي الحب والبقاء.

رأيتها تطير فوق رؤوس الناس، وقد تكالب الشماليون عليهم، ترفرف بالسلام وبالمحبة.

رأيتها تقف علي رأس الجند يوم أتي الهمجيون الغربيون، تحمي وتزود.

ورأيتها تمسك بتلابيب الأجداد وقت الصوم، تُثبت الذاكرة.

أي شيئ غبي وعقيم يخرجني الآن للشارع؟!

أقف علي رأس النهر، دُكنة مياهه في مثل سواد شعر فاطمة إذ تتخلله أصابعي في الضوء الوهاج، أكوره تحت ذقنها فتتحدد معالم الوجه، أبيض في حُمرة الدم، ومدور مثل رغيف شمسي يخرج الآن من فرن الجَدَّة، تتحسس شفتيّ وسمرة جلدي الناعم، تمتد أصابعها تفتح في فمي ويغوص لسانها، وحين أخبرها أن ليس الحب كذلك، ترتخي أطرافها علي حُمرة الأريكة العريضة وتتنهد:

ـــ إنت مش رومانسي.

وتروح عيناها تزوغان في متابعة الشيطان الذي خرج من مرقده، يناوشها بحركاته البهلوانية السريعة في أنحاء المنزل، يخطف منها القلب والعقل، لاهثة لا تستطيع متابعته، فقط تستجيب وتُقلد حتى استنفذتْ أعضاءها فسقطت صارخة، وضحك الشيطان.

ليست فاطمة بالشيئ الذي يؤرقني كثيراً، إنما الشيطان بمحاولاته المستميتة في إخراج الحمامة عن طوقها، صورته ينقشها في كل مكان حتى تحتوي الذاكرة، كلماته يبثها عن بعد وعن قرب حتى تخترق الآذان، حركاته أسرع من أن أحتويها، أو أن أشغل عنها عين الحمامة، أو أمسكه منها فأرده لسيرته الأولي ومرقده في الحمّام، يتملكني الإعياء فلا أقدر علي شيئ سوي أن أقف مستمعاً ومشاهداً ومدثراً بخوفي، مثل وقفتي الآن علي رأس النهر في تلك اللحظة الغبية من حياة الإنسان التي يقدر خلالها أن يكون فيلسوفاً عظيماً، فليست مسألة اعتباطية أن أُديم النظر إلي الصورة والنافذة والضوء الأبيض، فكلها كائنات متأملة، وأن الحب أن يجدك إنسان ما لازمة له، وأن يتخذ منك ذريعة لإستمرار حياته التي لا لزوم لها، ولا فائدة منها بدونك.

متي دخلت منزلي واجهني الظلام، وشدني شيئ ما ببطء كأنما أسير في وحل إلي الحمّام، ومتي دخلت الحمّام وجدت الشيطان، لم يكن وحيداً فقد كانت معه فاطمة، وكانا في وضع جنسي بحت، هو واقف تماماً وفاطمة تجلس علي قاعدة الحمّام، ينحسر ثوبها إلي أعلي، وساقاها العاريتان، الحمراوتان في لون النار، مرتفعتان عالياً بقدر ما سمح للشيطان بالوجود بينهما، لم يحرك الشيطان ساكناً فيما اعتلي وجه فاطمة خجل كالذي اعتلي وجه الحمامة حين انحلال الطوق وتوليها هاربة، لملمت فاطمة ساقيها وثوبها وسحبت ــ في حركة شيطانية ــ نفسها لأعلي، تخرج من السقف فلا يعيقها.

رأيتني أقف وحيداً أمام الشيطان الذي يداري حُمرة جسده المكتنز بسواد ثوبه الفضفاض، وقد اتكأ علي قاعدة الحمّام.. هكذا رأيت القاعدة سوداء كأنما عينيّ استحالتا فرشاة تطلي الموجودات بلون أسود حالك، ورائحة الحمّام وبقايا ماء الشيطان النـتن، الذي سال فوق أرض الحمّام مع انسحاب فاطمة وتوليها هاربة، تزكمان أنفي فلا أستطيع المقاومة، تتخللني الرائحة، تفتتني قطعاً وأشلاءً ونتفاً متناهية في الصغر، تتواري تحت حِدَّة قدم الشيطان وهو يبسطها في قوة وفجور، فيما المدينة في الخارج بكل رمالها وترابها وطرقاتها الأسفلتية، بكل بيوتها الطينية وعماراتها الأسمنتية الخرساء ومجمع أديانها، بكل تاريخها وجغرافيتها وذاكرتها الخالدة، تسقط غاربة في مياه النهر الذي ينكسر ويتواري تحت حِدَّة وطء الظلام.

قصائد للشاعرة عُلا البوش

Ola El-Boush

قصائد

للشاعرة عُلا البوش
............


جنية



قبيل صدرك امتحن رغبة وحدة افتراض..

حسبي انني جنية ضجرة تعتّق اظافرها ..

تخترق لهاثك..

تنفث مصيرا يتكور غيمة..

وبين اللا والنعم

ثمة ما يقرع وسادتي..

يجاور شراستي.. وداعتي..

أعدّ على اصابعي

وداعة.. شراسة..

شراسة.. وداعة..

شراسة..

اقطف نغمة

تصبح انفجارك..

يحلو لي الضحك على عتبة خوفك..

تداعب جنوني على حافة هاويتك..

شيخ يحسب خطواتي

وقسّ يبعثرها

ارتبك...

ترمق لهفتي

ارتب انحرافي من جديد

هذا الشيطان اعرفه

هذا الملاك يخشى تحركاتي

امد خيوطي عبر المسافات

انسج عنكبوتا لا يجيد غزل شرك

أقلّب جفنيّ

استيقظ

شعارات شعارات

على الجدران.....

وعاصفة تداعب ستائر الغرفة





.......

ثمّة ما افتقده




أحتاج إلى شحوب لأستحقّ هذا المرض.

في الابجدية ,ايقاعي التنوين والتنويم..

اعمل على قانون الجاذبية وأسقط التفاحة على رأس نيوتن ..

ليس ثمّة ما يُقال..

قبيل النوم..

أجفان معلّقة بين سماء واحتمال..

إحتمال واحد لنغرق في بوصلة تودي بنا إلى دوار وشبه اختلاس..

كل شيء يستعصي فهمه..

وبرغم كل شيء.. أي شيء..ثمّة ما أفتقده.. فلا انتظر عودته.. كي لا أتوب عنه.. كي لا اتوب منه.. كي ابقى شبيهة بالابجدية.. وهو أوّلها.. في انكسار.. كي يبقى شبيها بالجنين..

نكتب لنتصل.. وليتنا حين نتصّل نتواصل..

ليتنا نستطيع.. !!!


............

نفد الكلام


هذه الليلة

لملمت كثيرا مما تركته لي على مدرجات الهواء

نظرت الى السماء.. كان القمر ينتصف بين الزمن وخارجه كأنه يبحث عن ضياء آخر له

شعرت انني احترف القلق هذه المرة

ونار واحدة تتأرجح بين اناملي كحبال ابقيت عليها من طفولتي في هذه الخزانة..

انظر. هذه الخزانة البيضاء..

همست في صوت اللهيب سكينتي

ثم اسدلت اجفاني لحظة وبضع احتجاج

تفتحت مسافة بيضاء فوق سماء ورنين آخر لم يشدو المطر هذه المرة

بحثت عنك من جديد

وكومة كلام تبعثرت في نحري.. ونحري زاوية حطام تّهرق

انتحر حرف .. بقيت نقطتين

نفد الكلام!!



.......



مغازلة حارقة


أسدل أجفاني

دمعة تعانق الصمت

ألجم انكساري نحو عينيك..

أنت فعل اختلاس،

نشوب مغازلة حارقة!

وأنا وريقة صمت وشبه عشبة.

نحن قفر سنوات أنهكها الكسل!

يندلع قمر في جنوب الليل،

تفرغ معاصر الفجر

وخمرة الدروب بين معابر ومفترقات

لعبة الطواف حول السنين

ويوجعني نعاس السلال..

فهل يكفي ان اغنيك يوما واحدا

وانا شهر من التناقضات؟

هل يكفي ان ابكيك شهرا واهنا

وانا عام من الخدر؟

***

الأربعاء، 6 يوليو 2011

خديجة المسعودي* الشاعرة المغربية

-

-

خديجة المسعودي*

الشاعرة المغربية




"حمقاء أنا كاللون الأزرق، وليس بين السراب واللون الأزرق سوى نار ونور و خيط ماء"

تسلل سراب ثمل إلى حديقتي

قطف ما تبقى من ياسمين

... قبلها قبلات تُحرفُ القدر

قدمها خلسة إلى العذراء مريم

ارتعشت،اشتعلت، انفجرت

رشقته بآلاف اللعنات في صمتي

تعبت،هدأت ثم انتصرت.

أحييت نبض الليل في عينيه

ليل عشقته وما اكتفيت

استندت ياسمين الخرساء

على جدع نخلة صلعاء،

فهمس طيف العذراء في أذني:

السراب إطار لصورة فارغة.





2

قمراك العاريان يحترقان

ينسحبان، يبتعدان...

لنفض العبارات عن جسدي

لإسقاط القناع، لتعريتي

لعزف شجن السماء

لتطهير ماء السراب

من تعويذة ليل متدفق لا ينتهي

يغرق في دوامته كزورق وَرَق.




3

أحلام المطر جففت غيومها

لملمتها ورحلت،

أزهار الحديقة لا ترتوى بالماء

يتلحفها دفء السراب

لتواصل حلو البقاء.

صدى الياسمين المعذب

: يشدو وبقايا شجن السماء

"السراب إطار لأسطورة تحب الإختباء،

يبحث عن شمس لا تحجب حضنها

حين يخطئ و يكررنفس الأخطاء"

عند بوابة الحديقة غفا السراب،

: راودته رؤيا

قمر يرفض أن يدور حول الشمس.

: حين استيقظ تمتم

حمقاء أنت كاللون الأزرق.




* شاعرة ورسامة من المغرب/أكادير


الاثنين، 4 يوليو 2011

المبدعة الدكتورة عايدة بدر فى سطور

الدكتورة عايده بدر



مواليد القاهرة / جمهورية مصر العربية
ليسانس اللغات الشرقية كلية الأداب جامعة القاهرة
ماجستير الأدب الفارسي بتقدير امتياز كلية الأداب جامعة القاهرة
تخصص فلسفة العقائد و الأديان القديمة
حاليا أعمل على الدراسة لنيل شهادة الدكتوراة
العمل / باحثة و مترجمة درست اللغات الفارسية والعبرية و الأردية
أجيد الفارسية و الإنجليزية و الفرنسية قليلا



- إصدارات سابقة :



* النشر الورقي :
- زخات : تعويذة عشق .. قصائد نثر 2009
- تراتيل الصمت و المطر .. قصائد نثر २०१०



*نشر رقمي :
عن دار واتا للنشر الرقمي / مجموعة الـ ق ق ج
تحت الطبع :
- قصائد نثرية مجموعة جديدة
- قصص قصيرة جدا
- ” التأويل ” كتاب عن فلسفة التأويل عند الفرقة الاسماعيلية
الاهتمامات :
الاهتمامات :
أهتم بالقراءة في كل المجالات الأدبية و الفلسفية و الأديان و الفكر
و الكتابة في كافة فنون القلم و أهتم بصفة خاصة بقصيدة النثر و الشعر المترجم و القصة و الرواية


- ** الدراسات النقدية الخاصة بالقصة و القصيدة النثرية :
قراءات نقدية على النصوص النثرية و القصص القصيرة و القصة الومضة / ال ق ق ج
- ** قمت بالتحكيم في مسابقات القصة القصيرة للعديد من المواقع كان أبرزها :
- مسابقة القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا في موقع النور العالمي
لدورة الشاعرة الكبيرة لميعة عباس 2010
- مسابقات القصة القصيرة السنوية لمنتديات قناديل الفكر و الأدب 2009
- مسابقة القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا للعام التاني لمنتديات نبع العواطف لدورة 2010
- مسابقات القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا الأولى و الثانية للأعوام 2009 م و 2010 على التوالي لمنتديات النيل و الفرات
** شاركت في بعض المؤتمرات الأدبية :
- مؤتمر شعراء بلا حدود لعام 2009
- مؤتمر شعراء بلا حدود لعام 2010
- الملتقى الثامن للقصة القصيرة جدا بحلب



شاركت بالنصوص لتعذر السفر حينها
المواقع التي أكتب بها :
صفحتي الخاصة على موقع facebook
موقع النور العالمي
مجلة جمان الحرة
مجلة المثقف العربي
مجلة رؤية مصرية
شبكة لالش الإعلامية
موقع اكسير الأدب
مجلة أدب فن
جريدة المؤتمر صحيفة يومية مستقلة
مجلة الجسرة الثقافية
مجلة أقلام الثقافية
جمعية كانياسبي الثقافية والأجتماعية
صالون القلم الفلسطيني
مواقع نشرت لي :
مدونة كوردستانا رنكين
رابطة ادباء الشام
جيما كورديا
موقع الناس مستقل
موقع عالم نوح
الملتقيات و المنتديات المشاركة بها:
منتديات قناديل الفكر و الأدب // مستشار أدبي
ملتقى الحكايا الأدبي // عضوية شرف
ملتقى الأدباء و المبدعين العرب
تجمع شعراء بلا حدود
ملتقى أدباء و مشاهير العرب
منتديات واتا الحضارية // أستاذ بارز
منتديات النيل و الفرات
منتديات نبع العواطف الأدبية // قبلا رئيس لقسم النثر
ملتقيات السمر الثقافية // مشرف لقسم مختارات أدبية
منتديات المعهد العربي للبحوث
ملتقى الكلمة نغم الأدبي
منتديات منابر الثقافية
اتحاد الأدباء و المفكرين
منتديات أقلام الثقافية
منتديات أروقة الأدب
ملتقى رابطة الواحة الثقافية
مدوناتي الخاصة :
http://aydy0badr.blogspot.com/

صمت

http://aydy2009.blogspot.com/?zx=731137a6a1f8e947
هناااكـ

http://aydy0badr.maktoobblog.com/
هناااكـ

http://groups.google.com/group/fumee
دخانيات- مجموعة مشتركة

السبت، 2 يوليو 2011

الدكتورة المبدعة عطاف سالم سليمان.. وعيون الكاميرا




الدكتورة المبدعة
عطاف سالم سليمان



مسكونة بالحب والوجع على حد سواء !
لن أثقل كاهلكم بالإشارة إلى ما أكتب فزوروني فإني أحنّ إليكم
ماجستير في اللغة والأدب
دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية
دبلوم في العلاج بخط الزمن
دبلوم في التنويم الإيحائي
‏أديبة وناقدة وشاعرة
....
تقدم لنا هناااااااااا
بعيونها لقطات ومشاهد ثرية ثراااااااااء الروح





شروق


اتساع الضوء صباحاً


من أمام نافذتي المطلة على البحر الأحمر في ينبع خلف النخيل , أثناء إقامتي في فندق توليب إن في مدينة ينبع البهية





شط البحر الأحمر ويبدو أنس في نهاية الصورة :)



شاطىء مدينة ينبع البحر النقية , وما ألطف رمله :)



النخيل على شط البحر الأحمر في ينبع البحر


الشفق في أم القرى مكة





هل هو صباح أم غروب :) ؟؟
/
/
في الصباح أثناء ذهابي إلى مقر عملي :)



آه كم عشقت هذا المنظر ....
ليته يتكرر !
على شاطئ البحر الأحمر في مدينة ينبع أيضاً حيث كانت رحلة استجمامي



تلبد الغيوم في شتاء أم القرى مكة المشرفة

غيوم
غيوم غيوم
كانت الساعة الرابعة والنصف عصراً في أم القرى حيث النذير بالمطر مدهش ومثير


ياصباح معاد ليتني أنت



سبحانك ربي تتجلى في كل شيء , ماأبدع صنعك وخلقك !


الشمس الرائعة الشمس
قد طلعت فالدنيا عرس :)


ياصباح البهاء يارب السماء
لك الحمد وحدك على ماوهبت وأبدعت وصنعت
سبحانك أنت الجمال ومنك الجمال وأنت الكمال ومنك الكمال وإليك يرجع كلاهما إليك