الأربعاء، 27 أبريل 2011

الفنان عبدالحكيم مصطفى سيرة ولوحاااااااااااات



عبد الحكيم مصطفى أحمد


البيانات الشخصية


تاريخ الميلاد : 14/4/1963
التخصص : تصوير ضوئى
البريد الإلكترونى : Hakim_thot@yahoo.com



المراحل الدراسية

- بكالوريوس العلوم والتربية 1990.

العضوية

- عضو الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى .
- عضو صالون مصر للتصوير الضوئى .

الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان

ـ مدرس .

الأماكن التى عاش بها الفنان

- سيناء - القاهرة - اسوان .

المعارض الخاصة

- معرض ( ليالى الهيام ) بقاعة راتب صديق بأتيليه القاهرة 2007 .
- معرض ( بين الاحمر والاخضر ) بقاعة ( كمال خليفة ) بمركز الجزيرة للفنون أكتوبر 2008 .
- معرض ( أزرق تركواز ) بمكتبة بدرخان بالهرم 2009 .

المعارض الجماعية المحلية

- معرض ( إسلاميات ) بالبهو الرئيسى بجريدة الأهرام 1996 .
- صالون مصر للتصوير الضوئى بمركز الهناجر للفنون 1997 .
- المعرض السنوى الخمسين للجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى بقاعة الفنون التشكيلية 1997 .
- معرض ( ضوئيات مصرية ) بدار الأوبرا المصرية 1997 .
- صالون مصر للتصوير الضوئى معرض ( حركة وسكون ) 1998 .
ـ المعرض السنوى الحادى والخمسين للجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى بالبهو الرئيسى لمؤسسة الاهرام 1998 .
ـ معرض صالون للتصوير الضوئى ( شعبيات ) قاعة المعارض بقصر ثقافة روض الفرج 1998 .
- معرض ( تنويعات ) بمركز الهناجر بالأوبرا 1998 .
- معرض ( فوتو إيجيبت 1 ) بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر 1998 .
- معرض ( إبداعات مصرية ) بمعهد جوته 2000 .
- معرض ( الصورة الحرة ) بالمركز الثقافى الفرنسى 2000 .
- مسابقة التصوير الضوئى الأولى ( حياة مصر فى صورة ) ديسمبر 2008 .
- مهرجان الإبداع التشكيلى الثالث ( المعرض العام الدورة الثانية والثلاثون ) 2009 .
- صالون النيل السابع للتصوير الضوئى 2009 .
- معرض ( فنون التصوير الضوئى ) الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى - بمركز طلعت حرب الثقافى - نوفمبر 2009 .

الجوائز المحلية

- الجائزة الثانية للجمعية المصرية للتصوير الفوتو غرافى 1997 .
- شهادة تقدير من مجلة الشباب لحصوله على المركز الرابع فى سباق المواهب فى التصوير الفوتوغرافى 1997.
- شهادة تقدير من رابطة معامل الألوان فوتو إيجيبت 1997.
- شهادة تقدير من الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى بمناسبة المعرض السنوى الخمسين1997 .
- شهادة تقدير من صالون مصر للتصوير الضوئى 1997، 1998.
- الجائزة الاولى فى مسابقة التصوير الضوئى الأولى ( حياة مصر فى صورة ) ديسمبر 2008 .
- الجائزة الكبرى بمسابقة ` الحياة فى صورة ` للمفوضية الأوربية 2008 .





الثلاثاء، 26 أبريل 2011

صورة الذات... صورة الكون في"اول كلامي" للشاعر عبده الشنهورى بقلم:د / شعيب خلف


صورة الذات... صورة الكون في"اول كلامي"

للشاعر عبده الشنهورى

بقلم:د / شعيب خلف





عبده الشنهوري



تعددت فنون القول علي مر العصور لتلبي حاجة الإنسان للتعبير عن ذاته وعن المحيطين به ، وعرفت العديد من الأماكن بالنبوغ في فنون قول معينة طبقًا لعاداتها وتقاليدها وسماتها المكانية وطبقًا للظروف السياسية التي تسود العصر التي تعيشه ، من هذه الفنون التي راجت في أماكن معينة كان فن الواو الذي أرتبط بالصعيد عامة وبقنا علي وجه الخصوص ، فبدايته التي أرجعها أغلب الباحثين تعود إلي الشاعر أحمد بن عروس الذي عاش في قنا في أيام العصر المملوكي . كان المماليك يحكمون البلاد ، وكان شاعرنا كارهًا لهم ولحكمهم وتصرفهم في شئونها، وأيًا كان ابن عروس شخصية وهمية أم حقيقية ، تونسية أم مصرية ، زاهدة ناسكة أم قاطعة طريق ، الأمر لا يهم كثيرًا بقدر ما جاء علي لسان هذه الشخصية أو التصق بها من تراث شعري ، ولما كانت اللغة الفصحى قد تراجعت بقواعدها وإعرابها ونحوها وصرفها علي لسان رجل الشارع في هذه الأيام والذي ورث منذ العصر العباسي تراجع الفصحى كلغة حوار بعد أن سيطر العنصر غير العربي علي سياسة الدولة ، كان لابد أن تتغير فنون القول التي تتجه للناس ، تحكي حالهم وتعبر عن متاعبهم ، فلم تكن قصيدة الفصحى واقعية التعبير عنهم وعن قضاياهم ، ولم تكن قادرة طبقًا لظروفهم علي التغلغل في نسيجهم فانتشرت القصيدة الشعبية بجميع شكولها ، وكان من ضمن هذه الشكول (فن الواو) . هذا الفن السماعي الذي يحمل حيلاً لغوية تعتمد علي بلاغة القول الشفاهي من جناس وتورية وتعريض ،ويعتمد علي الإيقاع الموسيقي العالي الذي يوفره بحر (المجتث) الذي نال شهرة عالية في أيام العباسيين وما بعدهم إلي اليوم . هذه الحيل من بلاغية ولغوية وموسيقية استخدمت بكثرة في هذا الفن، وكانت عنوانًا عليه كما كان ارتباطه بالناس عنوانًا آخر. إن تسمية هذا الفن بهذا الاسم دلالة علي ارتباطه بالناس لأن استخدام الواو للربط دلالة علي التوقف الكثير أثناء إلقائه علي الناس وهم يقومون بتفكيك معانيه ويتمعنونها ، وقد وسمته هذه الشفاهية ببعض السمات الشكلية ، كالتفنن في القافية التي تعتمد الجناس بأنواعه التام والناقص ، فتتماثل قافية الشطر الأول مع الثالث والثاني مع الرابع .

بين أيدينا ديوان ( أول كلامي ) للشاعر عبده الشنهوري ، وهو ديوان يجول ويصول في عدد من الموضوعات التي طالما شغلت كثيرًا شعراء هذا الفن وهي : التوجه للمولي عز وجل الذي إليه يئوب المتعبون ، ويقصده اليائسون ، وإليه يستند البائسون ، والتودد بمدح النبي صلي الله عليه وسلم ، والحديث عن الدنيا وغدرها وعدم الركون الآمن إليها ، كما يتحدث عن أزمتي العراق وفلسطين ، وتحدث أيضًا عن حب الوطن الذي لا يضاهي ، وبالمثل لم يغفل عن موقف الوطن من محبيه ، كما يجول في موضوع الصبر علي المكاره الذي يتصف به أصحاب المروءة من الناس ، ولذلك يغريه الحديث عما طرأ علي الناس من تبدل صفاتهم ، وتغير قيمهم ، لقد تغير الناس وانتقلوا من محمود الصفات الإنسانية التي فطر الله الناس عليها وأكدتها العقائد إلي صفات ممقوتة ، ومن هنا يركز في الحديث علي (نذالة) الإنسان ، ولا ينس الشنهوري الأنثى ومربعاته الرومانسية التي تفيض عذوبة ورقة ، ينتقل بعدها للحديث عن الروحانيات من خلال حديثه عن رمضان .

يبدأ الشنهوري ديوانه بذكر الله تعالي والصلاة علي نبيه صلي الله عليه وسلم وهذا أمر طبيعي لدي شعراء فن الواو ، لأن شفاهة القصيدة ، وتوجه الخطاب إلي المستمعين جعلت الشاعر الشعبي يتوجه دائمًا لاستمالة هذا السامع ، ولفت انتباهه ، وهو في هذا لا يجد أروع من ذكر الله تعالي بالنسبة للسامعين عامة ، وعوام السامعين بصفة خاصة للفت الانتبــاه .

أول كلامي أذكر الفـرد

واحد ما تاني له دايــم

وضح لنا الحق والفرض

وفـ طاعته نجني الغنايم

ويثني بمدح النبي صلي الله عليه وسلم والصلاة عليه كجانب مهم من جوانب جذب المستمعين إليه :

وأصلي وأمدح نبي زين

عليه سلامي وصلاتـي

عزي وأنا قربه عزيـن

وبربي وثق صلاتــي

بعد ذلك يبدأ الشاعر في طرح القضية الكبري التي تشغل الناس عامة والشعراء أصحاب التعبير عن أوجاعنا بصفة خاصة ألا وهي قضية اغتصاب الأرض في بلادنا العربية ، التي تؤرق كل حر، فالأرض والعرض في عرف الأحرار صنوان ، لا تزال فلسطين جرحًا غائرًا لا يريد أن يندمل ، وزاد الطين بلة انفتاح جرح آخر ، كل يوم يزداد اتساعًا وعمقًا ، بوابة العرب الشرقية . إن قضيتي فلسطين والعراق تحظيان باهتمام بالغ من قبل الديوان وصاحبه ، حيث يأتي أكثر من ثلاثين مربعًا يتحدث عن فلسطين والعراق، فيتحدث في أول القصائد عن الدم الذي يملأ جميع الأركان ، ولا أحد يهتم بما يحدث وكأن الأمر لا يعنيهم ، والخطب هين ، فقد عمت المعصية الأركان :

اكتب يا كاتب عن الـدم

مالي السكك والنواصـي

لا أخ ينجد ولا عـــم

في عصر عبد المعاصي

ويتحدث في المربع الذي يليه عن الحصار الدائم لأهل فلسطين عامة ولأبناء غزة بصفة خاصة أما الطفل الذي يواجه الدبابة والمدفع والصاروخ بالحجر فجاء المربع الذي يليه يفيض مرارة ، كما يفيض بلاغة ، ففي الوقت الذي ينسحب الرجال من المواجهة وهم الأولي بالمواجهة ، يقف الأطفال /الرجال، يهرول إليهم الحجر ليقف بجانبهم حين فر الرجال :

اكتب يا كاتب علي جيل

شرب الطفولة مـرارة

لما خانتهم رجاجيــل

وقفت معهاهم حجـارة

ولم يكتف الشنهوري بهذا المربع ليسجل به بطولة الطفل والحجر بل يتبعها بمربع كما سلف يفيض بلاغة بجوار ما يفيض من مرارة يخلد فعل البشر والحجر :

اكتب يا كاتب علي أحجار

وقفت قصاد المـــدافع

صرح القبيلة بينهـــار

والطفل هو المـــدافع

أصبح الطفل هو البطل في الصورة هو المدافع بحجره ، هو الذي يعيش المرارة ، مفارقة غريبة بدلاً من أن يعيش الطفل براءة الطفولة ، يعيش مرارتها ، هو الذي يستجير ويستغيث وينادي الصامتين الساكتين من خلف أسلاك الحدود الوهمية التي صنعها الاستعمار من قبل للتفتيت والتقسيم ، وتحقق له ما أراد من تفتيت وتقسيم وضعف ؛ فمن تنادي ؟ أتظن أنك تنادي أحياء ؟! ، لا حياة يا سيدي لمن تناد:

الطفل واقف ورا السلك

ينده علينا بحرقـــة

"ديارنا كانت لنا ملـك

أخدوها عنوة وسرقـة

ولم تكن العراق بعيدة عن ديوان الشنهوري ، الجرح الأخر في جسدنا العربي ، هذا الجسد الذي لم يطب له جرح حتي يبدأ الآخر ، وهكذا حتي تهرأ الجسد كله وازدادت جروحه ، وتكالبت عليه الأمم . يبدأ في أحد المربعات بذكر الهجمة الغربية علي بلادنا العربية :

باين لي عصر الهمج عاد

يزحـــف ولا حد داري

من غبر مناسبة ولا معـاد

جاء الغرب يسكن ف داري

ثم يتوجه واصفًا ما حدث لهذا الركن المهم والبوابة الشرقية لبلاد العرب والمسلمين التي طالما وقفت لفترات طويلة حائط صد في مواجهة الجبابرة والطغاة علي مر الأزمان علي بلادنا :

هجمت ديابه علي عراق

نهشت ما خلت خلايـق

والدم يصرخ فــ لعراق

والجسم كره الخلايـــق

كما يشغل الشنهوري في ديوانه تغير المجتمع والناس ، وذهاب القيم والمبادئ ، لم يعد الصديق صديقًا ولا الصاحب صاحبًا ، بل لم يعد الابن في كنف أبيه وطاعته ، الكل خرج علي أعراف السلطة الأبوية ، وتمرد بلا داع مقلدًا تمرد أبناء لا أب لهم ، ولا مرجع إليه يرجعون :

كان لي صاحب أري بيـه

ويزيدنـي في الشدة شدة

دلوقتي ابني أربيــــه

يرميني في وسط شــدة

وكثيرًا ما خان الصحاب صحابهم وهي أسوا أنواع الخيانة ، فالخائن حين يخون ، فالأمر منه متوقع ووارد ، أما أن يخون الصاحب ، فالأمر لم يكن أبدًا متوقعًا ولا واردًا ، فحين يحدث تكون المفارقة والفجيعة في زمن كثرت فيه المفارقات ، وازدادت فيه الفجائع :

سلمت دقنك لأنــدال

وعملت منهم صحـايب

قلاب زمانك وعــدال

ما هتجني غير المصايب

كما تشغل الشنهوري تصرفات الناس وتراجع القيم وذهاب المبادئ ، يظل مقت النذل مسيطرًا في العديد من قصائد فن الواو بداية من ابن عروس الذي قال :

ماتقـــولشى للندل يا عـــم

وان كان على الســرج راكـب

لا حد خالى من الهـــــــم

حــتى قـــلـوع المـراكب

وتجد هذا المعني في كثير من قصائد الواو بعد ذلك معني يتردد كما يردده الناس علي مر العصور، وصفة مذمومة ينفر منها أصحاب الخصال الحميدة علي مر الدهور:

الندل ياكل مع الــديب

ويعود مع الراعي يرعي

وكلامه يطلع كما الطيب

والفعل كما الفعل أفعـي

ويستحق (النذل) أن يوصف بأقذع الألفاظ لأن ما يحمله من صفات ممقوته ، تجعل حمله هذا ثقيل :

لمينا في الندل ما اتلـم

وسحب لسانه لبــره

يرحم أبوه اللي مات لم

يحكم علي شقف جـرة

يقابل الشنهوري صفات النذالة بسمات المروءة عند الإنسان من خلال إعلاء سمات الصبر علي المكاره :

بانسي الأسية ولي صحاب

وباقول للنفس رقــــي

وإن خد زماني أوان جـاب

ما هخدش يوم غير حقــي

ويقول أيضًا في صبره علي المكاره وإيمانه الكامل بأن الله تعالي قادر علي أن يجعل لعبده التقي مخرجًا من كل سوء :

مضطر أركب الصعب

وأصبر لغاية ما تفرج

ولو المكاره بقت شعب

ليها من الله مخــرج

ويتوجه الشنهوري في العديد من المربعات إلي البحر الصاحب ، حين يعز الصحاب ، والصديق حين يغيب الأصدقاء ، البحر دائمًا معين علي الوحدة ، رمز للنقاء ، يري الرائي في وجه صفحته ذاته ، دائمًا مايأتي مشخصًا يبادل الحوار من يحاوره ، يبادله الحنين وهو يمشي الهوينى حين يسير الموج ناعسًا :

يا بحر موجك ـ علي ـ مال

وحدف حنينه في عبـــــي

ولا غير قليبي ـ لي ـ رسمال

منه الحبايــــب تعبـــي

وكثيرًا ما يربط الشنهوري بين قلبه والبحر كما حدث في المربع السابق وبين المربع التالي :

ويطل قلبي علي البحــر

أبو موج عالي صهيلــه

وجياد تركض علي الصخر

والشط طارح نخيلــــه

ولا يخش الشنهوري من التصريح بأنه لا يثور ولا يغضب وبؤثر الصمت دائمًا ويبتعد عن القيل والقال :

طول عمري عايش في حالي

أنشد سلامي وسكونــــي

وأحلم بصمتي محي لـــي

صفحة مسالب في كونـــي

ويردد المعني ذاته في الرباعية التالية :

ووضعت راسي بين الروس

يا دنيا الله ولا انتـــــي

ما بين مبعتر ومرصــوص

لا عايز دكورة ولا نتـــي

ولا يمكن أن يكتب الشنهوري وينسي حب الوطن الذي ينضح من جميع قصائد الديوان ، علي الرغم مما تراه أحيانا في خلال هذه القصائد من ذكر للغبن ، مرة يجعله يخرج صريحًا ، ومرة يغلفه حياء من طغيان حب الوطن حتي لا يفسد علي المحب حبه :

راعيت شياهك في صغري

ووشمت علي زندي نيلك

وكبرت أصونك بعمـري

وحجبت عني دليلـــك

ما أصعب أن يحس الإنسان الغبن والنكران ممن يحب ، ويتفاني في حبه ، لقد أذاقنا بيت المتنبي مرارة ظلم ذوي القربي الذي كان أشد مرارة علي النفس من وقع الحسام المهند ، فإذا كان الحبيب الوطن ، كانت مرارة الغبن أوقع علي النفس ، وأشد مرارة :

طول عمري أزرع وأبنــي

وفــــ إيدي كل الصنايع

وقميصي أعطيه لابنـــي

ونصيبي في البخت ضـايع

ويقول أيضًا ليؤكد هذا الغبن ، بعد متاعب حياتية كثيرة فرضها عليه حب الوطن والتفاني في خدمته ، وهذا أمر طبيعي يقوم به المخلصون دون إيحاء من أحد ، ودون توجيه من صاحب ملك أو سلطان؛ لكن حين يقابل كل هذا الحب ، وكل هذا التفاني بهذا الغبن ، فالأمر يقبل علي مضض وأقول يقبل لأن الوطن كالوالدين يصعب علي المرء محاسبته ورد فعله عليه مهما كان الفعل قاسيًا :

طول عمري أشرق وأغرب

وازرعك ترابك واراعــي

وارجع فـ لحظة ما أقرب

مقهور حتي نخــاعــي

ويستمر الدعاء لها مهما حدث ومهما كان الغبن:

محروسة من كل حاسد

يا أم الرجال الشــدايد

وين تطلبيني راح أسـد

مهمن تكون الشدايــد

لقد جال الشنهوري في أغراض عديدة ، كانت قضايا الوطن أكثرها مرارة ، وأولها حضورًا علي صفحات الديوان ، بكينا معه علي أرضنا التي يجول فيها الأغراب كأنهم أصحاب البيت ، يجلسون يشربون في كوب جدي ويفترشون سجادته علي أرضه الطاهرة , باح كثيرًا بالمكنون ، ووري كثيرًا أيضًا ؛ لكن متعتنا ازدادت حين فاضت الحكمة من بين ربوع الديوان ، كما غلفت الروحانية الكثير من قصائده ، .

الاثنين، 25 أبريل 2011

قصيدتان للشاعرة السورية: نسرين الخورى






قصيدتان للشاعرة السورية:

نسرين الخورى



( الصعود الى الحب )

.......




ناداني صوتٌ من حالق

صوتٌ عظيمٌ رخيم

كصوتِ إله

” هلّمي واصعدي “

اخترقتني رائحةٌ رطبة

وانسقتُ بلا تفكير

أبحثُ عن موطئِ قدمٍ

تحدوني صخراتُ الحرف

نحو الأعلى..

أشعرُ روحي تشفُّ وتسمو

تصبحُ زوبعةً من نور

نحو الأعلى..

جسدي يتبعُ روحي

كي لا يشقى

كل ّمرة، بعيداً عنها

حجراً حجراً

غصناً غصناً

زهرة زهرة..

تبرعمُ جناحاتُ ذراعيّ

جفوني تُطبقُ عن نارٍ

تنفثُ قوّة

تبعثُ دفعاً

نحو الأعلى..

ترفعُ أطرافي عن شوكِ الأرض

تمدُّ جذوراً عريانة

نحو الأعلى..

ويعاودني الصوت

” أطلقي العنان..

لشراعِ جناحيكِ

لتوهّجِ عينيكِ

لجذوركِ

فتحطّمَ تلك الأسوار

وتكسّرَ أشجارَ اليَبس

الواقفةٌ مصدّات

الواقفةُ بوجهِ الريح

ريح الحبِّ الممسوسة

المذرورةُ عشقاً

المنقادة جنوناً أعمى

المنتَظَرة..

كي ترفعنا نحو الأعلى

….

أقفُ وفي نفسي رهبة

فوقَ الذروة

” أيها العليّ..

هاقد وصلتُ، ماذا أفعل؟”

يكلمّني الصوتُ من الداخل

من قلبِ القلب

“ابقي ناراً مُتّقدة

لا تخفي عريَ الجسدِ

ولتنتظري مطرَ الحبّ

يهطل

يغسل

يمحي

كلَّ الأشواقِ المُلتهبة

يداوي جروحَ الروح

يُلبسك ثوبَ شفاء “

…….

“يا ربّ الأرباب

يا إله الأعلى

هطلَ المطرُ عليَّ غزيراً

وسكنني مثلَ السحر

فثملتُ بخمرةِ عشقي

دونَ قيود

دون رقابةِ عقلٍ مُتعَب

لكني الآن أنا أجهلُ

كيفَ أعود؟؟”

…..

سكتَ المطرُ ..

أخذَ الصوتُ الدافئ يبرق

يقطعُ أعناقَ جذوري من صُلبِ الغيم

يوقظُ أحلامي الخدرة في خُلدِ النور

كي يُلهمني

” عودي..

واهبطي الجرفَ صعوداً

حافيةَ القدمين

داعبي جلدَ الأرض

المُبتلّة ..المُخضرّة..

ولتأخذي منها نفساً

من عُمقِ الأعماق

فمساماتُ الأرضِ الحرّةِ تنضحُ حبّاً

يفتحُ في رئتيكِ شهيقاً

ينفخُ فيكِ صرخةَ نشوة

لولادتكِ الحرّة

نحو الأعلى..

والآن فقط ..

الآن فقط..

ستعرفُ روحي فيكِ

أينَ ستلقى الروح !!!

.....

( هل سيفوح العطر )


...........

حبّكَ صمت ..

لقاؤكَ صمت ..

وانتظاري مستكين ..

كهدوءِ البحرِ في ليلةٍ مُقمرة

كنومِ كثيبِ الرملِ في غفلةِ الريح

كخفيفِ السحابِ ينسلُّ إلى مهرجانِ النّجوم

كرصفِ الحجارةِ الملونة على لوحِ فسيفساء

كتقطيرِ
العطر..

………

فإذا نطقتَ يا حبيبي..

هل سيلفظُ البحرُ كلماتك

ويدبُّ الصوتَ في مسمعي

وترسمُ نقاطُ السماءِ طريقاً

فتصلُ الغيومُ مُزناً إلى الأرضِ المنتظِرة

ويُحفظُ مشهدُ الآلهةِ على الجدار

ويفوحُ العطر ..

يا حبيبي

هل سيفوحُ العطر؟؟






الجمعة، 22 أبريل 2011

مجلة الشعر تقدم قصائد الثورة فى مصر وتونس

مجلة الشعر تقدم قصائد الثورة فى مصر وتونس



قصائد لحجازى وسليمان وسالم

مجلة الشعر تقدم قصائد الثورة فى مصر وتونس

  • ملف خاص عن الجواهرجى حسن طلب.
  • أيمن تعيلب يكتب: التاريخ العربى تكتبه المقاومة الشعبية.
  • محمد عيد ابراهيم يترجم: ضحك ميت.
  • عادل المعيزى يقدم ملفا عن إرهاصات الثورة فى تونس.
  • غادة نبيل: بالشعر أستعيد أنوثتى.
  • عمر شهريار يحقق فى واقع الشعر المصرى بعد الثورة.

صدر عدد جديد من مجلة الشعر الفصلية التى تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، احتوى العدد على ثلاثة ملفات أولها ملف مفتوح عن قصائد الثوار فى ميدان التحرير، والملف الثانى إرهاصات الثورة فى تونس، والملف الثالث بعنوان الجواهرجى ويتناول تجربة الشاعر حسن طلب.

احتوى الملف الاول على نصوص: إرادة الحياة لأحمد عبدالمعطى حجازى، وكلهم هنا لإبراهيم داود، ويناير لمحمد سليمان، ونشيد الفساد لحلمي سالم، وقـم يا مصـرى لفرانسوا باسيلى، وهذى الغيمة لى لعيد عبد الحليم، ومن «لينـا» وإليها لحسن فتح الباب، والأرض قد عادت لنا لفاروق جويدة، وأغنية التحرير لا يسمعها الأطرش لمحمود الأزهري، وأيام الشمس لمحمود نسيم، والكل فاسد لمحمد إسماعيل جاد، وفجر ميدان التحرير لصلاح عليوة، وفوقَ احتمالِنا الفرحُ لإيهاب خليفة، ولأنّك أمسكتها في عُجالة لشريفة السيد، وقصائد لعبد الرحيم الماسخ، وارتجافٌ بهيٌّ للفرح لعمارة إبراهيم، وثورة الأزهــار لأشرف البحطيطى، وفُرسان الساحاتِ الخالية لأحمد سراج، ويا مصرنا لسامح كعوش،وخلعـوك.. فقـالوا لعبد الناصر عيسوي.

أما الملف الثانى " الجواهرجى "، فقد أعده الشاعر محمود نسيم وتقرأ فيه: مهارة اللعب لأحمد عبد المعطي حجازي، تجليات البنفسج ودلالاته الشعرية لصبري حافظ، والشاعر الناثر لماهر شفيق فريد، وإيقاع اللون.. إيقاع الرائحة لوليد منير، والترجمة فقدان لجوهر الشعر لكاميليا صبحي.

ثم مختارات من شعر حسن طلب.

أما ملف إرهاصات الثورة فى تونس فقد أعده وقدم له لشاعر:عادل المعيزى وضم قصائد للشعراء: محمد الصغير أولاد أحمد- جمال الجلاصى- منور صمادح-أحمد شاكر بن ضيّة- منصف الوهايبى- عبد الفتاح بن حمودة- خالد الهداجى- سامى الذيبى- صلاح بن عياد- جميل عمامى- نزار الحميدى- أمامة الزاير- خيرة أولاد خلف الله- سلوى الرابحى- معز العكايشى- محجوب العيارى- رضا الجلالى- فريد السعيدانى- سفيان رجب- الشاذلى القرواشى- فاطمة بن فضيلة- عادل المعيزى- العربى الكافى- آدم فتحى.

وفى باب التحقيقات يحقق عمر شهريار فى واقع الشعر المصرى بعد الثورة، ويحاور شهريار أيضا الشاعرة غادة نبيل التى تقول : بالشعر أستعيد أنوثتى

ويكتب الدكتور أيمن تعيلب فى باب تأويل عن المقاومات الشعبية العربية التى تؤسس للتاريخ العربى القادم .

وتقرأ فى باب خارج الحدود: ضحكٌ ميّتٌ.. لجوزيف برودسكي ، ترجمة محمد عيد إبراهيم، شعر الزنوج .. قدوة لحمادة إبراهيم، وقصيدتان لأولاف هـ. هيوج ترجمة: ياسر شعبان.

وفى باب القراءات النقدية تقرأ: لشريف رزق الخطاب الشعرى فى ديوان «الفجوة فى شكلها الأخير» ، ومحمد زيدان يقدم قراءة فى ديوان «رائحة للوطن»، حاتم عبدالهادى السيد يكتب عن ديوان «شجن الرماد»، وخالد محمد الصاوي يتناول ديوان «يطل على الحواس» .

وفى باب ديوان العامية تقرأ قصائد: الميدان لعبد الرحمن الأبنودى، الثورة لعبداللطيف مبارك، تعظيم سلام لأشرف الشافعى، أحلى نهـار لماهـر مهران، كام حلم؟! لماجد كمال أبادير، والحرية مالهاش قانون لتعظيم سلام للشهدا لصالح الغازي، ومافيش إلا لمنى عوض، إنت متورط معايا لأشرف عتريس، وتونس الحرية لخالد إسماعيل، والنيل اتفاجأ بيكى لعبد الستار سليم، ثورة نبى لسعيد حامد شحاتة، ولسه ريـحتها فيها لالسعيد المصرى، ورباعيات لأشرف حجازى، وقصيدتان لمحمد حسنى، صـبـاحك ميـدان لمنال الصناديقي، وسطر الخروج... لأدم وائل فتحى، واللى كان لكوثر مصطفى.

وفى باب قلم الضيف تقرأ قصيدتين لأحــمد المريخـى،ووفى خارج السرب قصيدة لم نكن نهتم لفـــارس خــضر.

ويذكر أن هيئة تحرير مجلة الشعر مكونة من الشعراء: "فارس خضر" رئيسا للتحرير، و"د. عبد الناصر عيسوى" مديرا للتحرير، و"أحمد المريخى" سكرتيرا للتحرير. والمدير الفني للمجلة الفنان والمخرج الصحفي مدحت عبد السميع والغلاف والغلاف للفنانة هند سمير واللوحات الداخلية للفنان سامى البلشى. ويرأس مجلس الإدارة "د.سامى الشريف" رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون.

كما تقوم المجلة بمواصلة نشر قصائد الثورة فى أعدادها القادمة.

الفنانه التشكيلية ساكار سليمان اللون الدوامة



ساكار سليمان

اللون الدوامة

ـ من مواليد 8/9/1979. السليمانية ـ كوردستان.

ـ خريجة معهد الفنون الجميلة في السليمانية. 2001

ـ خريجة كلية الفنون الجميلة من جامعة السليمانية، 2005.

المعارض الشخصية:

ـ معرض في معهد الفنون الجميلة، السليمانية، 2001.

المعارض الجماعية:

شاركت في الكثير من المعارض الجماعية،منها:

ـ خطوة نحو السلام، 2000، حول الإقتتال الداخلي.

ـ معرض بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين، 2002.

ـ المعرض الثامن للفنانات في السليمانية، 2003.

ـ المعرض الدائم للفنانين التشكيليين الكورد في السليمانية، 2003 ـ 2005

ـ معرض تكريمي للفنان ثروت سوز بعنوان "الرجل الأبيض" السليمانية، 2004.

ـ معرض "رؤية المرأة الكوردية للأنفال"، في كل من السويد وفرنسا، في مهرجان "بالنده باران" 2004.

ـ الدورة السادسة لغاليري دهوك، 2005.

ـ الجوائز:

ـ شهادة منظمة البدليسي Ask 2001.

ـ شهادة اليوم العالمي للمعوقين 2002.

ـ مقيمة في كوردستان.




زهرة الغريب... وردة الجنَّة نصوص تشكيلية " مها بكر" قراءة شعرية لأعمال الفنانة خجي شيخ بكر

زهرة الغريب... وردة الجنَّة



نصوص تشكيلية " مها بكر"



قراءة شعرية لأعمال الفنانة خجي شيخ بكر

لا ترّقُ لماء مديحنا

لانعرف في أي الفصول تهطل

لانخرج سالمين من كتبها

في الليل تُزهر

وفي النهار تصيبكَ بالحب حتى العطب

هي وردة الجنة

زهرة الغريب

شقاء الأجوبة، تنمو بين كلوم المظلومين، وفي ليل الشعر يشحذ برودة الأفئدة،ويفتن بقلبها المقروء، غموض النصوص من أول الحرف وحتى الدمع يتساقط على الجراح والنقوش، بين اليقظة والحلم، حيث القلبُ جمرة، واليدان عصفوران جريحان

يتركها البحرُ للغريقِ، على الشطِّ لتدلّ عليه

وهي ترحل من سواد الهجران إلى بياضه

إذ تخرجين..!!

تصير نوافذ البيوت عصافير، تملأ شَعركِ بالريح، وتصير الريح بين خصلاته للزنابق الصغيرة رسائل، يحملها المهاجر تمائم ، تنجّيه من الحب ومن كل مجاز

كيف تشطرين السأم بنصل اللون؟! وتطفئين لهفة الحرف في إمتداد الخطوط كيف تنامين والليل على أسواركِ وحيد؟!

ننطركِ تُقبلين معه، تنحني لراياتك صورنا متوهجة في دفاتر الشوق، وذابلة تتكسّر في الأنين، نناديكِ

يازهرة الغريب

يازهرة الغريب

ثم نميل عليكِ بنسيان، يُذَكركِ ببقايا أغانٍ ، نشفت في حناجر الكتبِ، وهي تقايض أنفاسكِ بأنغام سطورٍ، مسدولة علينا كستائر، تبوح لنا من أول الإرتعاش وحتى آخر شمعة تنطفئ، من أول العطش وحتى نراكِ تترنحين، مياهك صافيةٌ كالنبع، ووجهكِ منيرٌ، كوجه النار ولوعة اللهب، ويداكِ سنونوتان سعيدتان، تعلمان الطيور طعم السعادة والرحيل.

أنا زهرة البكاء

وأنتِ العين التي تمدّني بالضوء

أُزهر من دون ماء،

وأفوح على الشبابيك التي تلوحين لها،

وتقرأين عليها الغمام

أنتِ زهرة الغريب

وأنا زهرة البكاء

ببتلاتنا تُرصّعُ تيجان الملكات وأثواب الأميرات، يطللنَ في شتاءٍ عجوزٍ شديدُ الخسارة، كثيف الأمل، يقرَعنَ بشذاكِ جراح الغريب، ويشفينَ بدمعي، يباس أصابعهن،أساورهن، وأحلامهن.

أنا بهجة الليل واللؤلؤ الذي يضيء لندمائه السهر، وألوانكِ رؤى الفقراء، وأصابعكِ أجنّة الأمل، فَلِمَ كلتانا في معجم الأزهار جرحان لايندملان

بأصابعه حرثَ

مساحات كثيرة
من جسدها

وهو الآن يتوقعها

عشرةَ سنابل

لعشرِ سنين ثقيلة من الجوع

بأصابعه حرثَ

مساحات كثيرة

من جسده

وهو الآن بإنتظارها

...


الأربعاء، 20 أبريل 2011

العودة من المنفى بقلم: شيرين العدوى

- شيرين العدوى تكتب ... د.عصام شرف قلبى مكسور-


العودة من المنفى


بقلم:

شيرين العدوى



ويا وطنى لقيتك بعد يأسٍ كأنى قد لقيت بك الشبابا
هكذا صافح الشاعر العظيم أحمد شوقى مصر بعد عودته من منفاه بالأندلس عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، وقد كان شعور المنفى لدى شوقى منتجا عدداً من أجمل قصائده، فالشاعر كالنور إذا حبس نفذ فكان أقوى وأمضى، وإذا نفى كان كالشمس ينفيها الليل فتتحايل عليه بعودتها فى صورة القمر، لتكون نبراسا هاديا (للتائهين على دروب الوهم والسفر الطويل).

هذا ما شعر به شوقى عندما أجبر على ترك الوطن، فما بالنا بشعور النفى داخل الوطن، كل أبناء الوطن أحسوا فى الآونة الأخيرة بأن مصر التى ولدتهم ورضعوا غمامها، تحولت إلى (كورنوس) الذى يبتلع أولاده فور ولادتهم فهانت عليهم نفوسهم وأجابوا النداء (بيدى لا بيدى عمرو)، فمنهم من قضى نحبه بيده إما رميا بنفسه من فوق كوبرى قصر النيل، أو شنقا، أو قتلا بالرصاص لأولاده ثم لنفسه من الفاقة وشدة العوز، ومنهم من انتظر ولكنه انتظار فى صورة غربة حقيقية عن الوطن بالهجرة إلى الخارج ، أو هجرة داخل النفس المتألمة ، فتقوقع على حاله ورفض المشاركة فى محاولة من محاولات الدفاع عن النفس، فقاوم الظلم بالصمت البليغ ، وأحس بهوانه على حاكميه وبالقهر المقنع، فانسحب إلى داخله ونكس رأسه فجاء شعار الثورة المجيدة راداً للروح غربتها وللوطن معناه (ارفع راسك فوق إنت مصرى).

هكذا عاد أبناء الوطن من منفى الثقافة بانتشار الشعر والرسم فى ميدان التحرير، ومن منفى السياسة بالمشاركة الفعلية فى الاقتراع وتكوين الأحزاب، ومن منفى السلبية بالإيجابية فى صورة مطالب فئوية وإن شابها بعض الشوائب ولكنها علامة ايجابية بعدم السكوت عن الظلم بعد اليوم.

ورفعنا رؤوسنا لأن مصر التى تلبستها روح الشيطان وحولتها إلى وحش ضارٍ قد غادرتها الآن وإلى غير رجعة فعادت مصر من غربتها إلا قليلا، أتفهم مخاوف الجميع من أداء الحكومة من وجود بعض الوزراء المغضوب عليهم من قبل الشعب، ولكن ما تم الآن برغم هذه السلبيات جيدٌ جدا، الآن بدأت تظهر ملامح الثورة، وكذلك بدأ يظهر أداء الدكتور عصام شرف الذى يتسم بالهدوء ولكنه أيضا يأتى مستجيبا وفورا لآراء الشباب، ولنبض الشعب، ولمطالب العقلاء من أبناء الوطن.

وعادت من المنفى على إثر ذلك اتفاقيات الجنوب التى جففها النظام السابق بزيارة الدكتور عصام شرف المتميزة للسودان وبمبادرة الوفد الشعبى رفيع المستوى إلى أوغندا، وبالترتيب الآن لزيارة أثيوبيا من كلا الطرفين (الشعبى والحكومى) ليغمر ماء الفرح شقوق الروح فى أرض أفريقيا فتهتز وتربو بعد طول تصحر كان مقصودا بسبب حادث اغتيال الرئيس السابق فى أديس أبابا الذى أعتقد ان الموساد يقف وراءه ،وكان المقصود من هذا الحادث إغضاب الرئيس السابق فقط من دول الحوض وإلا لما سربوا الخطة لعمر سليمان ليتخذ الإجراءات التأمينية لحياة الرئيس، فالموساد يدرس الشخصيات العربية ويحللها نفسيا ليوجهها نحو تحقيق أهدافه.

استغل الموساد إذا شخصية حسنى مبارك المعجبة بنفسها والعنيدة فى الخصام والتى لا تصفو أبدا إذا جرحت وتمعن فى الانتقام من أعدائها، واستغلوا وقتها اختلافه مع الرئيس السودانى بالاستعانة بعناصر سودانية فى تلك الخطة ليدفعوه لمحو الأجندة الجنوبية من خريطة فكره وليدخل مع دول الحوض من المنبع إلى المصب فى ألد الخصام، وليحرم مصر من امتدادها الطبيعى، هذا فقط إمعانا فى الانتقام لذاته فحياته أجل وأعظم من عطش ثمانين مليونا بسبب الإهمال المتعمد.

وللشعب مطلب أخير أضعه على مائدة المجلس العسكرى والدكتور عصام شرف بعودة الشرطة من منفاها أيضا بكل الحزم والحسم وبشكل مكثف، فمازال الشعب يشتكى من انتشار أعمال البلطجة والعنف، وقد أحزنتنى جدا مقولة لإحدى قريباتى عبرت فيها عن الفراغ الأمنى فى الشارع بقولها: النشيد القومى للثورة (هات إلى معاك) فى خفة ظل تصورتها كذلك ولكنها دخلت كالسم إلى كل أعضائى، وكأنها اغتالت شرف الثورة وهيبتها فهلا دافعنا عن شرفنا بحماية الوطن والشرطة.

أريد أن نعود من منفانا عودة أبدية، ونستوعب مخاوف طوائف الشعب المصرى من مترقب، وخائف، وطامح، ومتشكك، ولكنى أتمنى أن لو أتت الأفعال فى وقتها الصحيح، فقهر الوقت والانتظار فى انتظار ما لا يجئ يولد حالا من اليأس والقنوط وخصوصا إذا ضاعت فورة الشباب ودق الكبر أبوابنا، فتصير الآمال المتحققة وقتها بلا معنى، فأجمل الأشياء وأروعها ما يأتى فى موعده.

الآن أقول لمصر ما قاله الشاعر الهندى (رابندرانات طاغور) للعصفورة فى عمله الشعرى (البستانى):
إيه أيتها العصفورة، يا عصفورتى، أصغى إلى ولا تطوى جناحيك
من أجلك ليس ثمّ أمل ولا خوف
ليس ثمّ كلام ولا همس ولا نحيب
ليس ثمّ بيت ولا سرير راحة
ليس ثمّ سوى جناحيك والسماء الرحيبة
الآن حان وقت مصر ترفع جناحيها وتحلق فى سماء من العمل الشاق غير مبالية بالصعاب فثم من يحمى ثورتها، فشكرا دكتور عصام شرف أيها التقى النقى الطاهر العلم، وشكرا للقوات المسلحة جبل الصمود الذى تسند عليه مصر ظهرها غير مبالية بالمخاطر، وشكرا للثوار الشرفاء والكتاب الأفذاذ الذين قادوا الثورة المجيدة بشرف ونزاهة.

السبت، 16 أبريل 2011

ثورة وجد بقلم المبدعة وفاء عياشي إهداء إلى أرواح الشهداء في اليمن-



ثورة وجد


بقلم المبدعة وفاء عياشي

إهداء إلى أرواح الشهداء في اليمن-
-

................


يا جلَّ الوقت المسكون في الحشى

.ليلي مصاب بلفحة من هوى

تحتله وسوسات عدوى

تتهاوى بروج الانتظار

في بيداء من ندى

ورود من حولي سكرى

بنسائم عشق توارت في النوى.



يأتي محملا بقوافل من شرق

أو من غرب

أو من وراء شمس

تجول في أخيلة الصدى

يا جلَّ الوقت المسكون في أنايا.....



خريف العمر يتأرجح

على أغصان صمت الورى

في الوريد معركة الأحرار

تثور ثورة من صميم النقش

في الحصى

في الخلايا...........



تهب رياح المجد والوجد

نصرة لميادينٍ

تسابقت نحو الهدى

ليلي مصاب بلفحة عشق

إلى وطن تضاريسه المدى...........



خرائطه مساحات بلا حدود ...................

ر حدوده الأفق والسما............................



يا جلَّ الوقت الذائب

في تهاليل الليل

في تراتيل العابرين

ممرات الجوى

الشروق آتتْ بلسما في العلى

هللي يا براعم الشهداء

فالنصر أطروحة

على الأرض

بين تقاسيم الفواصل

وفي غياهب العهد

فالنصر آتٍ لا محال

ينتظر على مشارف الشمس

دورة ضياء السنا

لجموع الصامدين

أمام الشوق

لزغرودة أمٍ

ودّعت كوكبا

إلى جنان الخلد

هللي يا براعم الشهداء

هللي....وتوقي للّقاء

في ثوب حرير

تغزله أيادي الثوار

مجدا و وجدا

في حنايا المنى





بقلم وفاء عياشي بقاعي1

إهداء إلى أرواح الشهداء في اليمن-