السبت، 27 فبراير 2010

الفنان التشكيلي المصرى قناوي فاروق القناوى

الفنان التشكيلي
قناوي فاروق عـلــي محـمــد
مواليد 16 أكتوبر 1977 - نجع حمادي - قنا
بكالوريوس الهندسه المدنيه جامعة اسيوط 2006
ممثل جامعة اسيوط في الفنون التشكيليه من 1999 إلي 2006
ممثل للجامعات المصريه من 2002 - 2004
صمم الكثير من الرسومات الداخليه للكتب الفنيه
تجربه في ديكور المسرح
معرض جامعه اسيوط السنوية من 1999 إلي 2006
معرض مشترك - طنطا 2000 - المنيا 2002 - المنصوره 2003 - العاشر من رمضان 2004 - معرض الفنون الجميله بالمنيا - معرض الفنون الجميله بالاقصر
اشترك في صالون الشباب ( التاسع 1998 - العاشر 1999- الحادي عشر 2001 الرابع عشر 2004 بأسيوط
المعرض القمي باستاد القاهره 99- 2000
معرض أسبوع شباب الجامعات المنيا 2000 - أسيوط 2002 المنصوره 2004
معرض رواد الثقافه التشكيليه بأسيوط - معرض الإسكان المصري الأوروبي بقنا
معارض خاصة ومشاركات: سبعة معارض بجامعه أسيوط من 99 الي 2006 - معرض بقصر ثقافة احمد بهاء الدين 99 - 2003- معرض قصر ثقافه اسيوط 2000 - معرض بمعهد إعداد القاضه بحلوان
المشاركه في مهرجان الامارات بمشاركة جميع الدول العربيه المشاركه بمعرض افرواسيوي بالإمارات 2002 - الملتقي الفني لجامعات الدول العربيه - الملتقي الفني جامعات الدول العربيه فنون جميله الاقصر
عرضت أعماله في أكثر من 12 دوله اوروبيه بالفيديو
ورش عمل :بعض قصور الثقافه - جميع الجامعات المصريه متحف محمود خليل بمشاركه اوائل شباب فناني مصر
مقتنيات : في داخل مصر ولدي افراد في الخارج
جوائز : أول جامعة اسيوط من 99 إلي 2005 - المركز الأول في الدوره الهندسيه باسيوط - طنطا - الثاني بالمنيا - العاشر علي مستوي الجامعات المصريه - أول تصوير زيتي اسبوع شباب جامعات المنيا - أول في مسابقه ملصق الاسكان
المصري الاوروبي - المركز الأول ( قصه قصيره ) تحت عنوان اصابع جدي علي مستوي الجامعات المصريه - المركز الاول ابداع بمعهد اعداد القاده بحلوان علي مستوي الجامعات المصريه - المركز الثاني معرض رواد الفن التشكيلي باسيوط 2005 - المركز الأول علي مستوي الجامعات المصريه وعلي فناني مصر تحت سن 35 سنه ( تصوير زيتي ) مديريه الشباب والرياضه






الثلاثاء، 23 فبراير 2010

المبدعة التونسية ايناس العباسى.. أخيرا، أنا في شوارع القاهرة




المبدعة التونسية ايناس العباسى.. أخيرا، أنا في شوارع القاهرة



الإطلالة الأولى:
مشهد القاهرة من عل...النيل العابر للمدينة والهرم يلوح من بعيد..
كانت الساعة تقارب السابعة عند وصولي. حينها لم أكن أعلم أنه توقيت استعداد القاهرة لكرنفالها الليلي.
مثبتة شالها الحريري تضع القاهرة لمسة من عطر "اللوتس" لتسهر حد الساعات الأولى من الفجر.


* * * *

أخيرا، أنا في شوارع القاهرة أو مصر ( كما يسميها المصريون )..
بعينين نهلتا من الثقافة والسينما المصرية، ارتشفت تفاصيل الشارع المصري مقارنة بين الفكرة المُسبقة والواقع. انطلاقا من ميدان طلعت حرب مرورا بميدان التحرير ثم بتاكسي إلى مصر الجديدة. حيث كانت الشاعرة ميسون صقر تقيم في بيتها أمسية تأبين للشاعر الراحل أسامة الدناصوري مع ثلة من أصدقائه المبدعين، محتفين بصدور كتابه الأخير "كلبي الهرم، كلبي الحبيب".
في الشوارع التي كانت تنبض بالحياة، لم أشعر بالزحام المصري الشهير. بدا لي الزحام أمرا نسبيا ومتوقعا في مدينة هي عاصمة البلاد. أو ربما أنني لم ألحظ الزحام بسبب أجازة نصف العام الدراسي.
الشارع المصري متناقض بتفاصيله من الأفيشات السينمائية الجريئة ومحلات الملابس باذخة العري وصارخة الألوان إلى نسبة التدين المرتفعة، من تجاور صور المغنين الغربيين إلى كتب الفكر على نفس "بسطة" الكتب ...
يصعب أن تمشي في شوارع القاهرة دون أن تقبض عليك مكتبة أو "بسطة" للكتب...
يصعب أن تركب "المترو" و لا تجد شخصا واحدا على الأقل يقرأ، ليس هاما ماذا يُقرأ في "المترو" "كمشهد متكرر" بقدر أهمية فعل القراءة كضرورة حيوية.

* * * *

أن تزور القاهرة يعني أن تزور الأهرامات و المتحف الوطني.. و..
أن تزور القاهرة يعني أن تزور جامع الحسين والسلطان حسن وأن تسافر عينك مع النقوشات والنمنمات الإسلامية....
هو أن تغمض عينيك في رحاب المسجد حيث لا صوت إلا صوت السكينة وهمس بضعة سياح مبكرين "كانت الساعة التاسعة صباحا". أمشي حافية ممررة يدي على الحيطان، كم مر على هذا المكان من سنوات و أشخاص وحكايات؟
ليلا ذهبت لجامع الأزهر. (حتى و لو كان هذا لدقائق، مع الاكتفاء برؤيته من الخارج لأن الوقت حينها كان موعد صلاة العشاء).
مكللا بهيبة المعمار الاسلامي و هيبة التاريخ، كان الجامع عظيما في جماله الخارجي. من هناك أخذني الأصدقاء لخان الخليلي "ألتفت إليه في نظرة أخيرة واعدة نفسي بالعودة".
من يمكنه أن ينشأ على أدب نجيب محفوظ و يقاوم زيارة المقهى التي كان يجلس و يكتب فيها؟ توجهنا مباشرة إلى مقهى"الفيشاوي" حيث كان يجلس أديب نوبل. المكان مزدحم و التمكن من الحصول على طاولة هو انجاز في حد ذاته.
كان هناك الكثير من السياح في المقهى بجنسيات مختلفة. والصبي الذي باعني "جلابية"، راح يتنقل بين الطاولات عارضا البضاعة، بنفس سهولة تنقله بين اللغات عند تحدثه مع زبائن المقهى، من الاسبانية مرورا بالانجليزية الى بضع كلمات بالروسية.
أسأله كم عمره وماذا يدرس؟ يجيبني بشقاوة "حداشر و بدرس دبلوم فلاحة. تشتري شبشب؟"
بعد جلسة المقهى التي قطعها سيل لا ينتهي من الباعة، تسللنا إلى محلات خان الخليلي. رائحة الشيشة تفاح او "التفاحة " عالقة بنا.
لا فرق كبير بين روح خان الخليلي و روح المدينة العتيقة بالمدن التونسية. تُسمى عندنا أيضا " المْدينة العربي " أو "الأسواق".
في خان الخليلي تستمد البضاعة جمالها من التاريخ الفرعوني كمرتبة أولى ثم الاسلامي، في المدينة العربي بتونس العاصمة أو بالقيروان تستمد البضاعة روحها و جمالها من الموروث الاسلامي والأندلسي.
بالطبع تلتقي الثقافتان في أشياء أخرى كثيرة. مثال آخر: منذ وصولي التقطت صورة "تانيت " على أفيش إعلان مسرحي. ثم في محلات الحلي بخان الخليلي.
في الثقافة الفرعونية تسمى بـ"مفتاح الحياة". مفتاح للحياة ما بعد الموت التي كان الفراعنة يعدون لها مسبقا. أما في الحضارة القرطاجنية فـ''تانيت" هي رمز للمرأة الخصب، واهبة الحياة للبشر و للأرض بعد الجدب.
في خان الخليلي بحثت عن "الجعران". كان بالطبع متوافرا في كل المحلات وعلى كل البسطات و في أشكال و ألوان مختلفة، ولكنني كنت أبحث عن واحد بذاته. أقول للبائع أني أريد "جعرانا" كالذي وصفه الروائي أمين معلوف في روايته. يجيبني بسرعة "آه آه أنا أعرفها...."
في ما بعد أضحك مع الأصدقاء متسائلة ترى لو قلت له أريد جعرانا كالذي وصفه كاواباتا في احدى رواياته. ماذا كان سيجيبني؟ بالتأكيد نفس الإجابة و بنفس الحماس .

* * * * * * *

لمصر أن تفخر بتاريخها الممتدة جذوره عميقا ...
لا يمكن لأي سائح أن يأتيها ويفوت على نفسه متعة مشاهدة الأهرامات مباشرة. هي متعة خالصة لا يفسد رحلة الوصول إليها إلا سيل من سائسي الخيل المتواطئين مسبقا مع سائسي الجمال.
سيل يبدأ هجومه في الشارع الرئيسي المؤدي إلى منطقة الأهرامات، لحظة توقف سيارة الأجرة عند أول إشارة مرور. يفتح شخص ما باب سيارة الأجرة بغتة و بدون إذن من السائق يجلس على المقعد المجاور له. شخص آخر يحاول فتح الباب المجاور لي. (من جهتي أقوم بغلق الباب. تذكرني المسألة بعملية اختطاف في فيلم ما) يتبين أن الرجل صاحب "حنطور" و أنه يبحث عن مصلحتنا و أنه سيأخذنا إلى الأهرامات بأسعار مناسبة....الخ. لن يتمكن السائق من إقناعه بالنزول إلا بصعوبة بعد أن يتبادلا الشتائم و التهديدات.
يتكرر المشهد في ما بعد على الأقل ثلاث مرات أمام نظرة رجل المرور اللامبالية. يسلمنا سائق التاكسي الشاب لصاحب "حنطور" (يتبين أنهما متفقان مسبقا). نتفق مع الأخير على مائة و ستين جنيها لترتفع فجأة وسط الرحلة إلى مائتين و أربعين جنيها لأن الرحلة كاملة و ستدوم ساعة و...... و... مكررا بين الجملة و الثانية أنه لا يعاملنا معاملة الأجانب و أننا بردو عرب و إخوة.
طبعا من مكان ما يخرج سيل لا ينتهي للباعة، باعة تذكارات مزيفة، باعة أشياء تافهة.أتوقع في لحظة أن يخرج بائع من مكان ما و يطلب منا دفع ثمن الأوكسجين الذي نتنفسه هنا.
بالرغم من أن كل هذا كفيل بتشويه أكثر اللحظات رونقا و جمالا، إلا أنني حذفته من ذاكرتي واحتفظت بصورة الأهرامات الستة مع الصحراء كخلفية للمشهد. احتفظت بمشهد الحمام خلف الأهرامات، هناك قربها...حمام كثير. متسائلة أي تميمة تجذب الحمام هنا؟
في طريق العودة لـ"وسط البلد" مررنا بالمتحف الوطني في زيارة خاطفة كانت كافية لتسرق مني شهقات متتالية.
يحق لمصر أن تفخر بتاريخها ولزاما عليها أن تسترجع كل آثارها المسروقة.

* * * *

مساء الإثنين ..
أردنا التوجه لـ"ورشة الزيتون" حيث سيناقش "أيام الحصر " للروائي جمال الغيطاني لكن القاهرة حينها كانت مبتلة حد النخاع والسعار اليومي لسيارات الأجرة كان قد اشتد أكثر تحت المطر ولا سائق يهتم بأن يتوقف.
بعد يأس، تتوقف سيارة أجرة،لكن السائق لا يعرف "ورشة الزيتون" ...نقول له قبالة مقهى "ألف ليلة وليلة"، لا يعرفها أيضا، ينزلنا على مسافة شارعين من المكان، لتبدأ حينها رحلة البحث بسؤال المارة. طبعا السؤال لا يبدأ بـ: من فضلك "ورشة الزيتون" ؟ بل: من فضلك هل تعرف مقهى " ألف ليلة وليلة" ؟
تقريبا يتكررهذا السيناريو حرفيا في كل المدن العربية...سيناريو البحث عن مؤسسة ثقافية اعتمادا على إسم محل أو مقهى يكون أكثر شهرة "- لدى المواطن - من المؤسسة الثقافية.
حين وصلنا كان قد مر من الندوة أكثر من نصفها

* * * *

مصر ليست النيل و الأهرامات و الأزهر و الفن و الأدب، ليست هذا فقط.
مصر هي الإنسان المصري...

" مين الي محنيلك خضار؟
الفلاحين الغلابة....
مين الي محنيلك عمار؟
عمالك الطيابة...."

( من أغنية لمحمد منير)

مصر هي عامل الفندق الذي يحدثني عن نجيب محفوظ باعتزاز...
هي عامل المصعد و بائع الكشري و بائع الصحف النائم في عراء الشارع و برد الشتاء. هي البنوتة "أمل": "و النبي اديني جنيه يا أبلة."
هي سائق التاكسي الذي أحدثه باللهجة التونسية فيجيبني: "أهلا بـ"عُلية" (مغنية تونسية من جيل الستينات)
هي البائع العجوز في سور الأزبكية الذي لا يهتم بشرائي كتبه بقدر اهتمامه بالدفاع المستميت عن صوت عبد الحليم. بدأ الحوار بأن تونس أعز ناس و أن فريد غنى عن تونس الخضراء. انت بتحبيه؟
أجيبه أني أحب عبد الحليم أكثر. لكن هذه الأيام تامر حسني و. يقاطعني بالطبع قائلا بأن عبد الحليم هو الأفضل ولا أحد بعده. يشعرني بأنه لا يدافع عن صوت فنان بقدر ما هو يدافع عن رمز أو معلم من معالم مصر.


****

القاهرة التي وصلتها ذات خميس والساعة تقارب السابعة مساء رحلت عنها في نفس التوقيت ويوم خميس أيضا، في دائرية أسبوع خاطف و كاف لتكتنز محبة مصر في قلبي ...

الإطلالة الأخيرة:
القاهرة من عل تستعد لليلها الفاتن...

.........

المصدر: مجلة الفوانيس

الجمعة، 19 فبراير 2010

قصص قصيرة للاديب / بهاء الدين حسن



تظل قنا
ويظل صعيد مصر للابد رمزعطاء وارف فى كل روافد الفنون
ونقدم هنا احد فرسان القصة القصيرة ..
انه المبدع بهاء الدين حسن..
نشرت قصصه فى العدي من الدوريات المصرية المتخصصة
وعلى شبكة الانترنت..
وهنا نلتقى مع مجموعة من قصصه القصيرة
لنعيش سويا مع عالمه القصصى

مغربى

......

( أغنية الحرية )

أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما ، إلا إنهم ـ فى البيت ـ يصــرون على أن يجيئـــوا لى ـ هم ـ بكســوة الشتاء والصيف و ... العيـد !!

ويختـاروا لى لــون حـذائى ، وساعــات نـومى هم أيضـا الذين يحـددونهــا وكذلك الأشخاص المسموح لى بمصاحبتهم والجلوس معهم !!

حتى العروس التى سـأزف عليها يـوم الخميس هم أيضـا الذين إختـاروهـا وإختاروا لى ـ أيضا ـ معها العفش والفرش و... الحلى !!

***

ـ هيا ... هيا ... قم ... قم ... لاداعى للسهر الليلة ... نريدك أن ترفع رأسنا غـــدا ياأمـيــر ... ؟!

هكذا أشــار على أحـدهـم ، وهـو يدس فى يدى قطعة من الورق على شكل مثلث قائلا ....

ـ حجاب يحميك ويمنع عنك العكوسات ... إربطه فى ذراعك ... !!

وعلى الـرغـم من أنـنـى لـم أنـم إلا فى الثـلـث الأخـيـر من اللـيـل ، إلا إننى إستيقظت مبكرا ، وفى رأسى أشياء كثيره تدور ؟!

نـزعـت من النتيجــة ورقــة الأربعاء ، وإبتسمت وأخرجت بسخرية لسانى للخميس ... ؟!

***

كانت السيارة المزدانة بالـورود والبالونات تنتظر فى الخارج ... دلفوا إلى حجرتى يتقدمهم كبير

البيت ... كنت لم أدخل فى ثياب العرس بعد ...

ـ هيا .... هيا ... هيا ياعريس ... اليوم يومك !!

ـ أجل اليوم يومى !!

هكـذا هتفت ، وأمـــام الجميــع أعلنت تـمردى وعصيانى وأمليت عليـهـم قبل أن أدخـل فى ثياب العـرس ، شـروطى ... عـقــدت المفاجــأة ألسنتهم وأقبل بعضهم على بعض يتشاورون ... قال كبير البيت ...

ـ ألم أقل لكم ... إنه ولد عاق ؟!

وجــرى بعصبيـة نحــو الباب ... أمسك المقبض بيد وبالأخــرى أشــار إلى الخــارج ...

ـ إلقوا بـه وإلا ..... !!

وقـبـل أن يكـمـل تهـديـده كنت مثل الجــوال ملقيا بى فى قارعة الطريق !!

( هامش ) ... !!

أحس أننى أريـد أن أقـبـض على الهـواء ... أحتـويـه بين ذراعى ، وأطـيـر وأرفرف ... أســابـق ذلك العصفـور الطليق ، وأنا أتنفـس وأرقـص وأغنى بصوت عال أغنية الحرية .

تمت

( الجرة )

عندما خرجت إلى الشط أسدلت ثوبها ، وقالت ...

ـ حد يرفع لى ... !!

***

كنا ، بعد أن قفزنا ـ أنا وصديقى ـ من ســـور المدرسة هاربين من عصــا مـــدرس الرياضيات ، نعــرف أن المــــورده فى هـــذا الوقت تعج بالنساء والبنات ، فذهبنا للتلصص وإختلاس النظر، والإنتظار إلى أن يحين ميعاد جرس الطلقه؟!

***

قمنا بنشاط ولهفه ـ فى وقت واحد ـ نتدافع... كان كلانا يحاول أن يصل إلى أذنى الجـره قبل الآخــر، وعندما إلتقت أيدى كل منا على أذنـيها ، إبتسمت بخبث ، وإستدارت ترفع زيل ثوبها تعصره من الماء العالق بـه على مبعدة منا !!

***

إقتربنا بالجره فسارت ... سرنا وراءهـــا ، وهى أمامنا تعصر زيل الثوب مرة فينحسر عن ساقيها العفيتين، ومرة تنفضه فيظهر قميص نومـهــــا وتعــود وتشده من الأمام فيلتصق بمؤخرتهـا، وهى تسير تتماوج وتتثنى محدثة فرقعة بطرف شبشبها الزنوبه !!

ومرة تخلع الإيشارب وتترك لشعرهــا الحريـــــة فينساب ، ويهفهف على كتفيها كلما هبت نســـمة، وبين الحين والحين تستدير وتبتسم لنا فيرقص ويرتجف رغبة ورهبة قلب كل منا ، ووراءها بالجره نتبعـــها ونحن نمنى أنفسنا ونهيىء لها إمرأة عذبه تغتسل بماء النهر ؟!

***

عندما إقتربت من الدار أرخت ثوبها وهندمت نفسها ولملمت شعرهـــــــا المنساب يهفهف على كتفيها ... دســتــه تحت الإيشارب وربطت عليه !!

إستدارت ... لم تبتسم ـ هذه المرة ـ لنا وهى فى مواجهتنا من داخل عتبة الدار ؟!

تناولت الجـره بيد، وبالأخــرى أوصـدت الباب فى وجهينــا... نظرت إلى صديقى ... نظر إلى ... كانت الدهشة والخيبة تكسو وجهينا ، ثم أطلق كل منا ساقيه إلى الريح عندما ترامى إلى أسماعنا صوت كلب فى حالة هياج يعوى من الداخل ؟!

تمت







( تحليــة بضـاعــه )




عندما سألت مديحه بعد اليوم السابع من زواجنا ....

ـ تعرفى سيد طه ؟!

أجابت ...

ـ لأ ... !!

ـ ولا حسان عبده ؟!

ـ ولاحسان عبده !!

ـ طب وعلى عبد المتجلى ... تعرفيه ؟!

ـ لأ ... ماأعرفهوش !!

فسألتنى مديحه بإستغراب ...

ـ ليــه ... ؟!

فعدت وسألتها مــرة أخرى دون أن أجيبها على سؤالها ...

ـ طب شفتى سيد مره فى بيتكم ... ؟!

أجابت ...

ـ لأ ... !!

ـ ولا حسان ... ؟!

ـ ولاحسان ... !!

ـ وعلى ... ماشفتيهوش كمان ؟!

ـ ماشفتهوش .. ولا جـه بيتنا خالص !!

فزفرت بنفــــاد صبر وعصبيـــة ، وقــد أحست برائحــة ما تفوح من خلال أسـألتى المتتابعه ، وزعقت ...

ـ هو فيــه إيـه ... ؟!

فقلت لها ...

ـ ماتاخـديش فى بالك !!

وعندما سألتها ...

ـ طب حــد من أهلك جاب سيرتهم قدامك ... ؟!

قامــت منتــــوره ودخلت غـرفـــة النــــوم وأوصـــدت ـ خلفها ـ الباب بعصبيـــة .

***

عندما قابلت صديقى عبد العزيز قلت له ...

ـ إكتشفت إن أهل مراتى إستغـفلونى !!

ـ إزاى ... ؟!

ـ لمــا إتقدمــت لطلب يـــد مديحــــه قالـــولى إن سيــد طــه وحسـان عبـــده وعلى عبد المتجلى طلبـــوا يــدهـــا من قبـلى ، لكنهم فضــلونى عليهم ، وبعـديـن عرفت إنـــه ولاواحد منـهم حتــى قال لهم سلامــو عليكم !!

فضحك عبد العزيز ، وقال ...

ـ ماتاخدش فى بالك ... دى إسمها تحلية بضاعــه ... !!

ثم سألنى ...

ـ عملت إيه فى موضوعى ... ؟!

فسألتــه ...

ـ إيه هو موضوعك ... ؟!

ـ إنت نسيت ... ؟!

ـ فكرنـــى ... ؟!

ـ موضوع جوازى من أختك عـزه ... ؟!

فقلت بعد أن إعتدلت فى الجلسه وملت إلى الوراء ...

ـ إدينى فرصه أعرض الموضوع على الجماعه ... أصل لطفى وجلال وصابر أولاد عمــى طالبين القــرب منهــا ، ورجــب إبن خــالتى إتصـــل من السعوديــه عـــاوز يحجزها ، وأم طاهر كلمت أمى عاوزاها لإبنها جابر ... !!

***

عندمــا وقفت ـ فى المساء ـ أمــام المـــرآة أحلق ذقنـى وتـذكرت مادار بينى وبين عبد العزيز لم أملك نفسى من الضحك ... فسألتنى مديحـه التى كانت تجهز العشاء فى المطبخ ...

ـ بتضحك على إيه ... ؟!

فقلت لها ...

ـ ماتاخديش فى بالك ... دى تحلية بضاعه !!

( تمت )







( نفيسة )




( 1 )

ـ فضيها سيره ياأمه ... !!

هكذا صرخت فى وجه أمى عندما قالت لى ...

ـ تاخد نفيسه ... ؟!

( 2 )

عندما إتشحن الحريم بالسواد ، وأقمن فى الـدار مندبة . كانت نفيسه صغيرة ، وكنا عيالا ، وكلما سألت نفيسه أمى عن أمها تقول لها ...

" راحت فوق ... عند ربنا " ؟!

فتنام ، بعد أن تكون شبعت بكاء ، فى حضن أمى !!

( 3 ) ـ إتلهى ... جاتك خيبه !!

هـكـذا صــرخـت أمـى فى وجـهى ، وهـــى تمــط فى شفتـيها إستـهــزاء وسخــريــة عندما قلت لها ...

" خلاص ياأمه أنا موافق آخد نفيسه " !!

( 4 )

عاشت نفيسه ـ بعــد أن إستحلف عمى أبى وأمنـــه عليها قبـــــل أن يسافر إلى بلاد بــره ـ معنا فى الدار إلى أن كبرت ، وكبرنا معا ، وعرفت أن أمها لن تعود من فوق من عند ربنا ، فكانت تقول لأمى مثلنا ... " ياأمى " ، ولأبى .. " ياأبى "... ونحن كانت تنادينا بإخوتها !!

( 5 )

ـ معقول ... دى نفيسه الجربانه ؟!

تغيرت ملامح نفــيسه ، وتكشفت مفاتنها وأنوثتها بعد أن سلمنها النسوة ليد توحـه التى جاءت بحقيبـة يد بمجرد أن فتحتـها وجت منها رائحـــة عطره ، وأخذت تخرج منها المساحيق والبودرة والمكحلة والأحمر شفايف ، وبأصـابع مدربة راحت تنتف وتحفف وتجمل فى نفيسه !!

ـ أنا قلت هاآخد نفيسه يعنى هاآخد نفيسه !!

هكذا صرخت فى وجه أمى .

ـ ياابنى إفهم ... نفيسه خلاص .. إتكتب كتابها ، ودخلتها يوم الخميس !!

هكذا صرخت أمى فى وجهى .

( 6 )

لم يقتنع أبى هـــــو الآخر بكلامى عندما قلت له ، وهو يتربع على الدكه فى المندره ويكركر فى الجوزه ...

" ياأبا الحاج إحنا أولى بلحمنا " !!

فصرخ فى وجهى ، وقال لى كما قالت أمى ...

" إتلهى ... جاتك خيبه " !!

( 7 )

ذهبت ـ خلسة ـ إلى غرفة نفيسه ... كانت منهمكة فى ترتيب أشيائها ...

ـ حموده ... تعالى ياحموده ... !!

كنت أود أن أصــــرخ فى وجهها ، وأقول لها أن إسمى أحمد ، وأننى كبرت ولم أعد عيلا صغيرا كى تنادينى بحموده ...

" حاســه إنى ملخومــه ، ماأعـرفش ليــه ياحمـــــوده ... هــو الجــواز بيلخم كـــده والنبى تاخد الشنطه دى ياحمـــوده ... نــزل ياحمــــوده الكرتونه إللى فوق الدولاب مش طايلاها ... جبت ياحمـوده حاجـــــه ساقعه لعبد الواحد ... هو قاعد فى المندره مع أبـــويا الحاج وإللا مشى ... إبن حــــــلال ... مش كـــده ... شــــــوف ياحموده الفستان إللى جابهــولى ... عقبالك ياحموده لما تلاقى بنت الحلال ... إنت ساكت ليه فيه حاجه ياحموده .. إنت ليه لحد دلوقتى ماقلتش مبروك لأختك نفوسه ... " ؟!

( 8 )

كان الكلام محشــورا فى زورى لايــريد الخــروج ، ولسانى فى فمى كأن الخرس قد أصابه ، وكانت نفيسه تتحرك كثيرا وتتكلم كثيرا وتملأ الغرفة بأشياء كثيره !!

دلفت أمى ، وفى إثرها البنات بالطبل والزغاريــد إلى غرفة نفيسه .. إبتلعنى المكان وتهت وسط ضجيج وصيـحـات وإبتهاج البنات ، وإنشغالهن بالتقـريص فى ركـبـتى نفيسه عسى أن يلحقن بها ويتزوجن قريبا !!

لم يعبــأ بى أحـــد .. خرجت أجرجر فى قدمى ، وأمام المرآة فى الغرفة وقفت طويلا أتأمل ذلك الوجـه الذى يقف أمامى فى بلاهة !!

أخرجت لــــه لسانى ، فأخرج لى لسانه ، وكنت كلما فعلت حركة لإغاظته فعل نفس الحركــــة لإغاظتى . حتى وجدتنى بملء فمى أبصق فى وجهه المكفهر وأصرخ فيه

ـ إتلهى ... جاتك خيبه !!

( تمت )

بهاء الدين حسن

(تساؤلات من كتاب الألق) للشاعر محمود مغربى



(تساؤلات من كتاب الألق)





.... .... ....

ما الذى يشدك إليها!؟
لماذا أنت مهموم بها..
تنتظر دوماً لقاءها.

لماذا تحن إليها ذلك الحنين الخاص والفريد من نوعه، ذلك الحنين الذى لا تستطيع أن تصفه رغم أنك تعتقد بأنك شاعر متميز..
لماذا كلما نظرت فى عينيها يطالعك ذلك الألق الغامض، تطالعك البراءة العفوية
-مكسوة بجلال ذلك الحزن الشفيف؟!!
لماذا فى حضرتها تصمت كثيرا.؟ ولماذا فى أحايين كثيرة تثرثر ببوحك الخصوصى الذى لا يعرفه أحد..
هل لأنها تجيد الدخول إلى أغوار روحك/بوحك لتقتنص الكثير من الكوامن الدفينة فى لحظات الصدق النادرة.

لماذا تصعد سلم صداقتها.. ماذا ينقصك؟؟؟؟
أنت تمتلك الكثير ..أم لأنك تدرك بأن سلمها يختلف كثيراً عن تلك السلالم التى كثيراً ما صادفتها فى حياتك
لماذا تنحاز إليها؟؟؟؟؟

وقلبك يستريح تحت ظل هدبيها،....
لماذا تغامر فى تلك المرحلة وأنت مكبل بالكثير..
لماذا وأنت الذى ألقيت كوخ مغامراتك من أعلى نافذه!!!
لماذا تدخل إلى ذلك العشق الإنسانى؟؟؟
وقديماً كنت تخاف التعمق فى رباط ما.. حتى لا تحزن حين فقده..
لماذا لا تشعر بالخوف الذى كان يتلبسك قديماً فى كل صلة/علاقة ما..
لماذا أنت معنى بها-وهى معنية بك؟؟؟

لماذا وأنت فى حضرتها يمرق اليوم بساعاته الطويلة كلحظة خاطفة لم ترها العين...
لماذا وأنت فى حضرتها...
توقف زمن الكون..
تنسى كل شئ عداها..
فقط..

هى التى تكون أمامك... وداخلك
لماذا كلما تذكرتها تصمت الكائنات حولك
فقط يظل همسها/
تظل ضحكتها
يظل حنوها صاخباً فى الحنايا

أيها المسكين..
لقد اخترق حاجزك..
تهدم جزء من ذلك السور الذى طالما بنيت فيه باجتهاد "مخلص".
ها هى عصافيرها...
تركض هنا/هناك
تفتش فى زواياك القاتمة عن سر تلك القتامة
ها هى تشعل فيها شمعة خصوصية
ها هى تركض فى حناياك مجللة بالألق !!



تأملات طائر / مجموعة شعربة للشاعر المصرى محمود مغربى






تأملات طائر


محمود المغربى



شعر :


محمود مغربى

إهداء

إلى أبى
و أمى
إلى قنا
الإنسان والمكان
* إلى الأحبة
هنا : وهناك

محمود

......




* يا حلوةَ العينينِ
والهندامِ
والجسدْ ..
يا غنوةَ التوجّعِ الخفىّ ..
يا صبوةَ القبيلة ..
أستحلفكْ
بالعشبِ
وجسرِنا الصغيرِ ..
أن تصعدى ..
وتصعدى ..
لتشعلى قنديلىَ المُطْفأ
وتنقشى الحكايا
- فى غيمِ قريتى !
***





تأملات طائر
*******




* قديماً ..
قدَّمَتْ فتنتها
للصبية الصغارِ
للصوصِ ..
لعابرِ الســبيلِ ..
واليومَ ..
لا أحــدْ ..
لا أحـــدْ ..
فقطْ ..
بعضُ ذكرى ..
وصمتٌ طـويلْ !
***



* الصباح
الذى كم تباهتْ به
تمامًا تلاشى
رغم ذلك ..
لسلطانِهَا
سطوةٌ فى قلبِ عُشّاقِها !
***


* طائرى العنيدْ
ما زال يبحثُ
عن شُجيْرَةٍ
ونافـذةْ ..
ليــبدأَ الغناءْ !
***


* شهرَزادْ
ودَّعَتْ بستانَها
حكاياها
رغم ذلكْ ..
تُهَندسُ المساءَ فى هدوء !
***



* إلى حَتْفِهِ يمضى
إلا من جِراحِهِ
وبقايا حَرَسْ !
***



* الصبابةُ ..
خبأها الحُرَّاسُ فى الخرابْ ؛؛
لا شمعَةٌ هناكْ ..
لا رفيقْ !
***


*ناديتُ يا سحابةْ
أمطرى ..
خُذى نصفَ عمرى
وأمطرى فقطْ
لأُنْقِذَ ما تبقَّى من صِبَاى !
***


* السندبادُ
فارعُ اليدين فى منفاهُ ..
يُسائِلُ الجموعْ :
مَنْ يُعيرنى قيثارةً ..
كى أرمّمَ ما تبقّى من جَناحْ !
***


* الناسُ فى كلَّ مرّةٍ ..
يَسْرقونَ الخُبْزَ ..
وأنتَ هناكَ تسرقُ النارَ ..
تشعلُ عتمةً
تستعيدُ الصغارَ
واحدًا
واحدًا ..
كيما تعيدُ للبستانِ رَقصتهْ !
***






العاشق
والمعشوقة
******





* يا الله ..
يا واهبَ النورِ ضياءَهْ
هل كان النورُ ليدركَ سطوتَهُ
لولا وجودُ الظلمةِ ؟!
***




* هىَ
شمسٌ شرقيَّة
تكرهُ مغربَها
دخلتْ بإرادتها
كوكبَها الذُّرّىْ
كوكبُها ..
لا يسكنُهُ
إلا عشَّاقٌ فقراءْ !
***





* هىَ
نورٌ يمشى
يهتزُّ الشارعُ طربًا
يَرْتَجُّ ..
يَنسى حكمتهُ
يصيرُ الشارعُ حانةَ عشقٍ ..
والناسُ ..
رؤوسٌ يتخطَّفها الطيرُ !
***




* البنتُ المعشوقةُ ..
قالت للولدِ العاشقِ :
يا مجنونْ ..
لن أُسْكِنَ جسدى
إلا روحًا مدهِشَةً
هل تملك روحًا
مُدْهشةً ؟
يا مجنونْ !
قالَ العاشقُ :
آهٍ .. آهٍ ..
فالرُّوحُ المدْهِشَةُ ..
هرَّبَها الشَّاعرُ فى جُعْبَتِهِ ..
وأنا مسكينٌ ..
لا أملكُ
إلا قلبًا
عشَّاقًا
مَسْنُونْ !

......



* كلَّ مساءٍ ..
فى دفترهِ المتْخَمْ ..
يستودعُ شَيبَتَهُ ..
ينسلُّ وحيدًا
من بين الفقراءْ ..
ينسلُّ ..
يصادقُ روحًا
لا يقْربُهَا الدُّودُ
ولا يسْرِقُها الطاغوتْ ..
هىَ رُوحٌ ما زالتْ ..
تشدو فى كَبَدٍ
للخالقِ ..
للملكوتْ !
***

* قالتْ :
عُدْ من حيثُ أتيتْ ..
لا تتبعْنى ..
فأنا نارٌ !
قلتُ :
للنَّارِ سأمضى ..
علِّى أشْعِلُ بعضًا
من ثلجِ السنوات !
***

* موالٌ شرقىٌ
أغوى صبَّاره
فتَّحَ كلَّ نوافذَ فتْنَتها المخبوءَةِ
ولاذَ بالفرارْ !
***

* الرَّبَابُ
ما زالَ مشدُودًا
وأنتِ ..
هناكَ ..
وأنا ..
هنــا
رغْمَ ذلكْ ..
طارتْ عصافِيرُنَا
لِتَبْلُغَ المنتصفْ !
***

* طارَتِ الفراشاتُ من يدىَّ
إلاَّ فراشةٌ
عَبُوسْ …
قلتُ :
لِمَ المكوثُ والجَمْعُ طارْ ؟!
قالت :
يا طبيبُ …
لَمْ أُشْفَ بَعْدْ !
***

* فى مقهى الشيشةِ ..
كلَّ مساءٍ ..
يأتى النادلُ
بالشاى
بالنرجيلة
بالنار ..
ويهمسُ :
"هل قابلتَ امرأةً " ..
( لَمْ تَذُقْ حلاوةَ القُبَلْ ،
لَمْ يضاجِعْ عُرْيَها أحَدْ ) (1) ؟!
- ………………… هل ؟!

.......





من كراسة
القروى
.......



الولد القروى

جاءنى صوتُها فى المساء
صاحبى :
قد ضللتَ المروجَ الَّلواتِى نَبَتْنَ على شاطئىّ
ضللتكَ المنَافِى …. ،
فما عادَ يُجْدِى التَّيَمُّمُ
والنهْرُ خلفَكَ
ما عادَ يُجْدى ..
فالغزالةُ
ليسَتْ هناكَ
كى تميلَ على شاطئيكَ
وترشدَكَ صوبَ القصيدةِ
تسقيكَ من نهدِها فَرحًا طازجًا ..
وليستْ هنالِكَ جنيَّةٌ ..
تدنو
لتُكَرْمشَ ثوب المسافات
تُدخلَكَ فى حقلها الدائرى

تربتُ فوق سمائك /
دومًا تباركُ

أنجمَكَ المتعَبات ،
تنثُرُ حولكَ ..
كركرة العُرسِ
تفعيِلَةً للغاتِ العصيَّة .

أيها الصوتُ ..
إننى الولدُ القروىُّ
ولا يأسَ فى غيمتى
عتمَتى ..
إننى الآنَ …
أُخرُجُ من حقلكَ
فَرَسًا
يستعيدُ المباهجَ
والأوسمةْ !
***

........





أبى



أبى
ما عادَ يمسكُ غرَّةَ الفجرِ

أبى
فأسُهُ الهائجُ ما عادَ يرقصُ
تحتَ إبطه !
فقط …
يلوكُ دمعةً ..
يدخلُ كونًا غائمًا !
أبى
تحتَ شمسِ الشتاءْ ،
ساعةً يتمتم للحفيدِ الصغيرِ :
هناكَ ..
هناكَ فى الحقول البعيدةِ ..
هناكَ ..
تحت جذعِ نخلةٍ
ترقدُ أعوامى الخمسونَ مستيقظةْ ..
آهٍ ..
هل تسمعُ أنَّاتها
يا صغيرى ؟
هل شممتَ الآنَ أعوادَ الحطبْ ..؟
للشاى طعمٌ
حين ينضج فوقَها ،
يا صغيرى ..
كان خبزُ القمحِ حلوًا
كيفَ لا ..؟
وهو نبتُ سنبلةٍ
رافقتُها يومًا
فيومًا
شهرًا
فشهرًا
حتى جاء موعدُها /
الحصادْ !
يا صغيرى ..
تُربتى مَجْلوَّةٌ ..
- كانت -
أنثى تُهَيّئُ نفسَها للبوحِ
دومًا
فى الفصولِ الأربعةْ ..
وحدَها كانت ..
تشاطِرُنا الْعطاءْ ..
قمحًا فى صوامعِنا
لبنًا فى بطونِ صغارِنا
ثوبًا طويلاً يسترُ أبدان الصبايا ،
عرسًا سماويًا
لا يخاصِمُه الغناءْ !
ساعةْ أخرى ..
يقفزُ نَعشُ جارتِه
إلى عينيِه ..
ينأى ..
ساحبًا محراثَه
خفيضٌ صوتُهُ
يوصِدُ أبوابَه
ويمضِى !

.........





وحيدًا
يدق الأجراس
********


إلى العاشق الإنسان :
صفوت البططى .....

طفلٌ
عشاقٌ
نَزِقٌ
قديسٌ يلتحفُ حكايا الفُقراء ..
يدخلُ لحنَ البسطاءِ رهيفًا ..
يصحبُ
نايًا
دفًا
يصحبُ أغنيةَ الشعبِ بلا صخبٍ ..

طرقاتُ المسرحْ
تُسكِر سمعهْ ..
ويذوبُ
يذوبُ
كدرويشٍ فى حضرةِ سيدهِ

فى المولدِ ..
يرهفُ سمعهْ
لربابٍ يَشكو هَمّه
تُوجعهُ النغمة ..
يَفرُّ ..
يَفرُّ إلى صحبتهِ ..
يَفْردُ أوجاعه ..
يُخْرِجُ أضلاعهْ ..
ضِلعًا ..
ضِلعًا ..
يَنْشُد :
للحبِّ سُلَّمَ من وُردٍ
لا يَقربْهُ ..
لا يملكُ فَكّ طلاسِمهِ
إلاّ إنسانٌ ..
أو طفلٌ
عشاقٌ ..
نزقٌ ..
أو قديسٌ يلتحفُ حكايا الفقراءْ
طفلٌ ..
عشاقٌ ..
نزقٌ ..
يدخلُ بابَ الشعرِ
صبيًا
يملكُ أحلامًا
مُدهِشةً
يدخلُ أبوابَ الحبِّ ..
جنوبيًّا ..
لا يرهبهُ خرابُ العالَمِ
لا يُثنيه ضياعُ العمرِ ..
ها هو يصعدَ ليلةَ عيدِ الميلادِ
وحيدًا
مغتسلاً ..
ويدق الأجراسْ !

.......






عتمة

تنادى عتمةُ المقهى
علىَّ ..
كلانا صار عُريانا
بلا شهوةْ !
كلانا ..
صار منسيًّا
بلا أبديَّةٍ تُذْكر !
كلانا يغادرُ المقهى
بلا قهوةْ
بلا سُكَّر !!
ونمضى فى تُخُومِ التِّيهِ ..
نصلاً ينقُرُ الأفُقَ
وللأفقِ
مناقيرٌ
بياضٌ موحِشٌ ،
للأفقِ
يرقصُ الغرقى !
وتدخلُ دكنةَ المشهدْ ..
تُفاجئنا بقايا رُوح
بعضُ الصحبِ ..
نخلاتٌ بلا ذكرٍ ..
يُفاجئنا
غلامٌ ضاحكُ السّنِّ
كلانا
صار عُريانا
بلا شهوةْ ..
كلانا
صار منسيًّا
بلا أبديَّةٍ تُذْكر ..
كلانا
صار فى قبرٍ
بلا أفق
بلا موتٍ
كلانا ربما يصحو
إلى فردَوسِةِ يمضى ..
فهل نصحو ؟!





........

إلى حبيبتى
بغداد



يا حبيبتى ..
بندقيتى معطَّلة ..
لذا ..
لا تندهشى
عندما أفتحُ أبوابى للصوصِ
وأنحنى إجلالا !

يا حبيبتى
إرْثُكِ العظيم
لا أغارُ عليه !
هل تسمعين ؟
لن أغارَ على شئٍ مطلقًا
هل تفهمين ؟!

يا حبيبتى ..
تعيشين القصف
صبحًا
وعشيَّة
رغم ذلك تبتسمين !
وأنا هنا ..
مثقلُ الخطى ..
أجترُّ أجزانى مفردًا
مكبَّلَ الأنين .

يا حبيبتى ..
وحدُه القصفُ
يدركُ الألمْ !
وحده الصَّاروخُ
يحفظ ملامح الشهداء ..

يا حبيبتى ..
أطفالك ..
هياكلُ
دُمَى
يستنفرونَ دَمى ..
وأنا مخرّبٌ أعمى
ونذلٌ عصىّ !

يا حبيبتى
الأمريكيون طيبون جدًا !
بدمك ..
لما لطَّختِ أياديهم
لذا كان عقابك
فقط علينا
أن نردد خاتمة الكتاب ..
آمين .. آمين

يا حبيبتى ..
أنتِ هناكَ فى شتاء المجمرة ..
ترقصين
وأنا هنا
بارد الأطرافِ .. حزين !
يا حبيبتى ..
كيف نكتب التاريخَ ..
بعدما شُلَّت يدُ النسَّاخ ؟
وأضاعَ الراوى الحنجرة !




.............

ترتيلة أم

مهداه إلى الشهيد " ناجى العلى "



قبسًا كنتَ ..
ومازلتَ فتيلاً موقوتًا فى عجز مُحبِيكَ
محبوكَ على ناصيةِ النيل ..
يلتمسون الراحةَ ..
- فى عتمةِ بدنِ امرأةٍ ثَكلى .
" عين الحلوة "
كل صباحٍ تخرج من معطفها البنى
تبحث عنك ..
تحدث كل المارة
كم كان عنيدًا ومشاكس
أخرج من صفحته القبس
- عيونًا وبراكين ..
فتش فى غربتنا
ألقى من فوهة الريشة /
من نافذة الشمس
حجرًا
بل أحجارًا
ولدى
إنى أعطيتك قمرًا بيروتيًا
أعطيتك خطًا نبويًا
حجرًا قدسيًا …
فتقدم …
إملأ جعبتك … تقدم
( مدريدُ الآن
تُخرجُ كراسَتها السوداء ..
فى أسفلها الدامى
هل يسقط عرس غرناطىٌّ آخر ؟؟ )

ولدى …
الشجرة .. تناديك ..
وحنظلة الولد الشامخ فى العتمة

ناداك
يناديك
يستعجلك ..
طلاب الدرس /
وكلُّ طوائفِ هذا الشعب ..
- ينادونك
ما زالوا ..
لن يبهرهم ذاك الضوء المدريدى ،
إنهم الآن …
يلتحفون الثورة !





خلاص

هذا البراحُ الوسيعُ
بِدونِكِ
ضيّقٌ علّى
بِدونِكِ
تِلكَ الفراشاتُ لا تستبينُ
- موسيقى التواصلْ ..،
بِدونِكِ ..
هذى السماءُ ملبدةٌ بالعويلْ ..
بِدونِكِ ..
كلُّ أوانى المحبةِ مقلوبةٌ فى الهجيرِ
بِدونِكِ أنتِ ..
جيشُ الخفافيشِ يركضُ فى خِرْقَةِ الصبُح
- يدخلُ حقلَ الدراويشِ ..،
يُنْشِدُ وِرْدَ المُعَنّى
وسِفْرَ الْخَلاَصْ!!

....



القاص ايهاب مصطفى ...قلم مبدع من صعيد مصر